ارشيف من :أخبار لبنانية
الصحف الأجنبية: تخوف من وقوع ضحايا مدنيين نتيجة العمليات العسكرية الأميركية في العراق

شدّد باحثون إيرانيون على أهمية زيارة الرئيس الإيراني الشيخ حسن روحاني إلى العاصمة الروسية موسكو، معتبرين أن توقيت الزيارة يعطي فرصة لتمتين العلاقات الروسية الإيرانية. وفي سياق متصل، أكد كتّاب أميركيون حاجة روسيا لإيران في سوريا، في مقابل خلاف روسي-إسرائيلي لجهة دور إيران في سوريا.
كما حذر صحفيون أميركيون من أن التيار اليساري في العالم لم يعد داعمًا لكيان الاحتلال الإسرائيلي، بسبب سياسات القمع الصهيونية ضد الفلسطينيين، لا سيما في الضفة الغربية المحتلة. فيما حذرت صحف أميركية بارزة من مغبة وقوع ضحايا مدنيين في العمليات العسكرية الأميركية في المنطقة.
عوامل خمسة تميّز الزيارة الأولى للرئيس الإيراني روحاني إلى روسيا
كتب الأستاذ الجامعي الإيراني حميد رضا عزيزي مقالة نشرت على موقع "Al-Monitor"، تناول فيها زيارة الرئيس الإيراني الشيخ حسن روحاني إلى موسكو، مشيرًا إلى خمسة عوامل تميز الزيارة، أولها أنها الزيارة الرسمية الأولى لروحاني إلى روسيا، وكذلك المرة الأولى التي يلتقي فيها نظيره الروسي فلاديمير بوتين ضمن إطار ثنائي بحت.
العامل الثاني بحسب الكاتب، كان في توقيت الزيارة، التي تزامنت وبدء الشراكة بين البلدين مع التركيز على خوض مرحلة جديدة في سوريا بعد تسمية إيران؛ إلى جانب كل من روسيا وتركيا، كطرف ضامن لوقف إطلاق النار في سوريا. وأوضح الكاتب أن الخطوة فتحت مرحلة جديدة "أكثر متانة" في الشراكة الإيرانية-الروسية، وبأن زيارة الشيخ روحاني قد تساعد البلدين على رسم خارطة طريق للخطوات المستقبلية في سوريا.
أما العامل الثالث، فهو مساهمة الزيارة في إعادة إحياء المحور الثلاثي الإيراني -الروسي-التركي في سوريا وتعزيزه، حيث لفت عزيزي إلى أن التوتر المتزايد بين أنقرة وبعض دول الاتحاد الأوروبي طغى على تصريحات المسؤولين الأتراك ضد طهران، وبالتالي رأى الكاتب أن أنقرة قد تعمل على تعزيز علاقاتها مع "الشرق" في ظل تدهور علاقاتها مع الدول الغربية، وأن موسكو قد تغتنم الفرصة لدفع إيران وتركيا للمصالحة، ما سيؤدي إلى جهود منسقة بين الدول الثلاث لحل الأزمة في سوريا.
الصحف الأجنبية: تخوف من وقوع ضحايا مدنيين نتيجة العمليات العسكرية الأميركية في العراق
و فيما يخص العامل الرابع، اعتبر الكاتب الإيراني أن روحاني قد يؤثر خلال زيارته موسكو، على المواقف الروسية تجاه طهران في ظل التحديات الداخلية التي يواجهها الرئيس الأميركي دونالد ترامب لتحسين العلاقات مع روسيا. وفي حين رجح الكاتب
فشل ترامب في تحسين العلاقات بين البلدين، توقع أن تواصل روسيا استراتيجيتها القائمة على إنشاء وتقوية علاقات الشراكة حول العالم بهدف التصدي للغرب، وعليه جزم عزيزي بأن إيران ستبقى من "الأعمدة الأساسية" في خطط موسكو للشراكة في الشرق الأوسط.
الكاتب أضاف أن العامل الخامس والأخير يكمن في توقيت الزيارة، التي تأتي قبيل أشهر قليلة من الانتخابات الرئاسية في إيران، المقررة في التاسع عشر من أيار/ مايو القادم. وتابع بالقول أن بعض وسائل الإعلام الإيرانية تتحدث عن إمكانية تدخُّل روسيا في هذه الانتخابات، خاصة بعد المزاعم الأميركية عن تدخل روسيا في الانتخابات الرئاسية الأخيرة في الولايات المتحدة، مشيرًا إلى أن وسائل الإعلام الإيرانية التي تتحدث عن هذا الموضوع تتحجج بأن روسيا غير راضية عما أسماه "انفتاح روحاني الدبلوماسي تجاه الغرب"، فيما تريد موسكو رئيسًا أكثر عدائية للغرب"، بحسب تعبير الكاتب.
ختامًا، لفت الكاتب إلى أن هذه الشبهات دفعت بالسفير الروسي لدى إيران "Levan Dzhagaryan" إلى إصدار نفي رسمي في هذا الصدد، موضحًا أن اللقاء بين بوتين وروحاني قد يساعد أقله في الحد من هذه الشبهات.
وخلص الكاتب إلى أن العلاقة الوثيقة بين إيران وروسيا لا تستند إلى وجود إدارات معينة في الحكم، وأن الوضع اليوم يعطي أهمية متزايدة لزيارة الرئيس الإيراني إلى موسكو.
خلافات روسية-إسرائيلية حول دور إيران في سوريا
كتب الباحث "Mitchell Plitnick" مقالة نشرت على موقع "LobeLog"، تناول فيها موضوع استدعاء السفير "الإسرائيلي" لدى موسكو بعد الغارات الإسرائيلية الأخيرة التي استهدفت الأراضي السورية.
واعتبر الكاتب أن هذا التطور غير عادي، ويشير إلى خلاف سياسي بين روسيا وكيان العدو، مرجحًا تكرار مثل هذه الحوادث في المستقبل، وفيما رأى الكاتب أن العلاقات بين كيان العدو وروسيا جيدة إجمالاً، لفت إلى وجود بعض الخلافات أبرزها حول الموقف تجاه إيران، كما أوضح أن هذا الخلاف سيظهر جليًا وسط "شراكة روسيا مع إيران وحلفائها مثل الرئيس السوري بشار الأسد وحزب الله".
وتابع الكاتب: "التواجد الإيراني الدائم في سوريا يغير اللعبة بالنسبة لكيان العدو، بينما لم يتغير شيء بالنسبة لروسيا، وطالما أن ثمة نية لدى الرئيس الروسي فلادمير بوتين بالحفاظ على موطئ قدم له في سوريا، فهو بحاجة لإيران لتحقيق ذلك".
وتطرق الكاتب في مقالته أيضًا إلى سياسة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في سوريا، حيث ادعى أنها تتمحور حول محاربة "داعش"، وزعم أن "المساعدة في محاربة "داعش" تضع القوات الأميركية جنبًا إلى جنب مع القوات الروسية والسورية والإيرانية، وانتهاج هذه السياسة يتناغم وتصريحات ترامب السابقة التي أعرب فيها عن رغبته بتحسين العلاقات مع موسكو"، مرجحًا نجاعة هذه الاستراتيجية، إذ أن الشعب الأميركي يخشى "داعش" أكثر من خشيته أي طرف آخر، ما يعني أن تركيز ترامب على محاربة الإرهاب فقط قد يكون خيارًا صالحًا من الناحية السياسية، وفق قول الكاتب.
غير أن الكاتب لفت في الوقت نفسه إلى أن الكيان الإسرائيلي يحتاج إلى موقف واضح من ترامب بشأن سوريا، مشيراً إلى أن رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لم يحصل بعد على أية ضمانات من إدارة ترامب لجهة التصدي للمساعي الروسية الهادفة إلى "إبقاء تواجد إيراني في سوريا"، على حد تعبير الكاتب.
وختم الكاتب بالقول أن نتنياهو لا يمكن أن يكون أكيدًا من مدى دعم ترامب له في التعاطي مع بوتين، محذرًا من أن ذلك قد يدفع رئيس وزراء الكيان المُحتل إلى اتخاذ خطوات أحادية الجانب للضغط على واشنطن، الأمر الذي-بحسب الكاتب- يشكل مغامرة خطيرة لجميع الأطراف لمعنية.
قمع الكيان الإسرائيلي للفلسطينيين يدفع التيار اليساري العالمي لمعاداة "إسرائيل"
صحيفة "واشنطن بوست" نشرت مقالة للصحفي "Richard Cohen"، والتي تطرق فيها إلى تقرير وكالة "ESCWA" التابعة للأمم المتحدة الذي وصف "إسرائيل" بالنظام العنصري.
وقال الكاتب، أن "الاحتلال الاسرائيلي المستمر للضفة الغربية يعني استمرار قمع السكان الفلسطينيين، وضم "إسرائيل" لمناطق اخرى من الضفة الغربية سيعني قمع المزيد من الفلسطينيين"، محذرًا من أن الاحتلال لم يؤدِّ فقط إلى تآكل سمعة الكيان عالمياً، بل تسبب بإضعاف ديمقراطية "إسرائيل" بحد ذاتها"، بحسب تعبيره، كما أشار إلى قانون صهيوني جديد يمنع أي شخص يدعم مقاطعة البضائع الإسرائيلية من دخول الأرضي الفلسطينية المحتلة.
في الوقت نفسه، لفت إلى أن ثمة يهودا أميركيين معروفين يدعمون شكلاً من أشكال مقاطعة "إسرائيل"، مثل مقاطعة البضائع المصنوعة في مستوطنات الضفة الغربية المحتلة التي لا يعترف بها القانون الدولي.
وأضاف الكاتب، أن كيان العدو شرّع بناء مستوطنات جديدة في الضفة الغربية، عدا عن قيامه ببناء طرق لا يستطيع أن يسلكها سوى "اليهود الإسرائيليون"، كما أنه يستخدم أساليب النظام العنصري نفسها.
وعليه، حذر الكاتب من تغير موقف التيار اليساري في العالم بعد أن كان اليسار من أكبر داعمي الكيان الصهيوني، مشيرًا إلى العداء الجديد لـ"إسرائيل" من قبل حزب العمال البريطاني، كما يسير في الاتجاه نفسه الحزب الديمقراطي في الولايات المتحدة، معتبرًا أن دعم كيان الاحتلال أصبح "ظاهرة" حصرية للأحزاب اليمينيَّة.
تخوف من وقوع ضحايا مدنيين نتيجة العمليات العسكرية الأميركية في العراق
مجلس تحرير صحيفة "واشنطن بوست"، نشر من جهته مقالة أشار فيها إلى أن غارة جوية أميركية قد تكون السبب في مقتل مئات المدنيين في مدينة الموصل بتايخ السابع عشر من آذار/مارس الحالي، وأدرجت الصحيفة إعلان وزارة الحرب الأميركية "البنتاغون" بأن ما يسمى "التحالف الدولي" استهدف مقاتلي "داعش" في المكان نفسه الذي وقع فيه الضحايا المدنيون.
الصحيفة شددت على ضرورة أن تحدد السلطات الأميركية على وجه السرعة ما إذا كان الطيران الأميركي أو الطيران التابع لـ"التحالف الدولي" هو المسؤول عن وقوع الضحايا المدنيين، وأن تتحمل المسؤولية في حال كان ذلك صحيحاً.
واستندت الصحيفة إلى مراقبين، أكدوا أن هذا التطور جاء نتيجة قيام إدارة ترامب برفع بعض القيود التي كانت فرضتها الإدارة السابقة على العمليات العسكرية الأميركية في الشرق الأوسط، وأشارت الصحيفة إلى مقتل عشرات المدنيين في اليمن جراء العملية العسكرية التي شنتها قوات العمليات الخاصة الأميركية أواخر كانون الثاني/ يناير الماضي، فضلاً عن غارة جوية أميركية في محافظة حلب قبل اسابيع قليلة، قيل أنها أدت إلى وقوع عشرات القتلى المدنيين في أحد المساجد.
وحذرت الصحيفة من أن سياسة ترامب باستخدام المزيد من القوة العسكرية ضد "داعش" بحيث يؤدي ذلك إلى وقوع المزيد من الضحايا المدنيين، سيكون خطأً كبيرًا.