ارشيف من :أخبار لبنانية

الصحف الأجنبية: القيادة الإيرانية واثقة من نفسها وغير خائفة من إدارة ترامب

الصحف الأجنبية: القيادة الإيرانية واثقة من نفسها وغير خائفة من إدارة ترامب

علي رزق

رسم دبلوماسي أميركي سابق معروف يعتبر من كبار الشخصيات الأميركية الصهيونية استراتيجية لمواجهة ايران، وذلك خلال شهادة أدلى بها أمام لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الاميركي.
ومن بين العناصر التي تحدثت عنها هذه الشخصية دعم الموقف الصهيوني فيما يتعلق بمرتفعات الجولان المحتل ومواجهة ما أسمته نفوذ ايران في العراق، اضافة الى "ترتيب أمني اقليمي" ينسق بين قدرات مصر وتركيا ودول الخليج والكيان الصهيوني.

هذا فيما كتب آخرون زاروا ايران مؤخراً أنّ" القيادة الايرانية تبدو واثقة من نفسها وغير خائفة من ادارة الرئيس دونالد ترامب".

أميركيون صهاينة يرسمون استراتيجية سداسية لمواجهة ايران

بدوره، أدلى الدبلوماسي الأميركي السابق المعروف "Martin Indyk" بشهادة أمام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي حول "الاستراتيجية الأميركية حيال ايران"، وذلك بينما يبحث الكونغرس تبني مشروع قرار جديد ضد ايران تحت ذريعة برنامجها للصواريخ البالستية ومزاعم دعمها للارهاب، وغيرها من الامور.

وقال Indyk -الذي يعد من أبرز الشخصيات الاميركية الصهيونية- "إنّ رسم استراتيجية شاملة ضد ايران يعد "أولوية ملحة"، وذلك لأن "طموحات ايران للهيمنة تهدد مصالح الولايات المتحدة وحلفائها في الشرق الاوسط"، بحسب تعبيره.

 

الصحف الأجنبية: القيادة الإيرانية واثقة من نفسها وغير خائفة من إدارة ترامب

الصحف الأجنبية

 

وتطرق Indyk الى عدد من العناصر ضمن ما وصفها "استراتيجية الرد" على ايران، قائلاً "إنّ العنصر الاول هو التطبيق الصارم للاتفاق النووي"، معتبراً أنّ" العنصر الثاني يتمثل بدعم الحكومة العراقية برئاسة حيدر العبادي ودعم القوات المسلحة العراقية بينما تقاتل من أجل هزيمة داعش واستعادة الموصل وما أسماها "المناطق السنية في العراق""، وفيما شدد على استحالة ازالة نفوذ ايران بالكامل في العراق، أشار الى امكانية "مواجهة هذا النفوذ".

وتابع Indyk "إنّ عدم انخراط السعودية والدول "الخليجية العربية" بشكل جاد مع الحكومة العراقية على مدار الاعوام منع من مواجهة نفوذ طهران في العراق" وفق قوله، غير أنه اضاف "إن الزيارة التي قام بها وزير الخارجية السعودي عادل الجبير مؤخراً الى بغداد و"المسعى السعودي للانخراط مع العشائر السنية في العراق -(بحسب توصيف الدبلوماسي الاميركي السابق)- يبشر بمقاربة جديدة يجب "تشجيعها واستمرارها"".

كذلك رأى Indyk بشهادته أنّ" ما أسماها القوات المسلحة "الشيعية" التي تديرها ايران"، وفي حال ملأت الفراغ الناتج عن هزيمة "داعش" في العراق، فإنّ ذلك يعني بأنّ ايران قد اتخذت خطوة كبيرة جداً نحو انشاء جسر بري يمتد من ايران الى العراق ومن ثم سوريا فلبنان"، مشدداً على أن ذلك يجعل من دعم ما وصفها بـ"الدول السنية" لأي مساعٍ تقودها أميركا من اجل اعادة اعمار ما تم تدميره في العراق.

أما العنصر الثالث في هذه الاستراتيجية، بحسب Indyk، فيتمثل بالعمل على حل سياسي للحرب على اليمن.

وفيما أشار الى أنّ ادارة ترامب تدرس حالياً امكانية تكثيف الدعم العسكري للسعودية ودولة الامارات في اليمن، شدد على أن مثل هذه الخطوة لن تكون منطقية الا في حال ترافقت مع استراتيجية دبلوماسية لانهاء الحرب، محذراً من أنّ الولايات المتحدة قد تنجر الى "المستنقع اليمني"، وبالتالي شدّد على أنّ الدعم الأميركي للدول العربية التي تخوض حرباً على اليمن يجب أن يضع شرطاً ينص على ضرورة أن تسعى السعودية للتوصل الى حل سياسي.

هذا فيما قال Indyk "إنّ العنصر الرابع يتمثل بتقليص نفوذ ايران في سوريا"، اعتبر في الوقت نفسه "أنّ هذا العنصر يعد الاصعب والاكثر تعقيداً باستراتيجية "الرد" على ايران، وشدد على ضرورة الاعتراف بأن كلًّا من الولايات المتحدة وروسيا غير قادرتين على تحقيق هذا الهدف في ظل الظروف الحالية، ما يستوجب تحديد أهداف "اكثر تواضعاً"، وتابع "إنّ واشنطن يمكنها على سبيل المثال الضغط على روسيا من أجل منع ايران من الاستفادة من الموانئ البحرية في سوريا، اذ ان سيطرة ايران على ميناء بحري سيمكنها من ارسال السلاح الى حزب الله بسهولة أكبر"، وفق تعبيره.

كذلك شدّد Indyk على ضرورة دعم الولايات المتحدة للموقف الصهيوني الذي يطالب روسيا بالضغط على ايران وحزب الله كي لا تقوم هذه الأطراف "بإرسال قواتها الى مرتفعات الجولان"، بحسب تعبيره، وأضاف "إنّ وجود قوات تابعة لإيران وحزب الله في الجولان يحمل معه خطر فتح جبهة جديدة في جنوب لبنان، وبأن ذلك سيشكل تهديدا كبيرا "للحليف الصهيوني".

كما أشار Indyk الى أهمية العمل على حل سياسي في سوريا "يؤدي بالنهاية" الى رحيل الرئيس بشار الأسد، مشدداً على اهمية وضع شرط للتسوية السياسية يتمثل بمغادرة جميع "القوات الاجنبية" من سوريا.

وتابع Indyk "إنّ العنصر الخامس هو الاستفادة من قدرات الحلفاء الاقليميين ضمن "استراتيجية امنية اقليمية"، وتحدث عن وجود "استعداد جديد" في المنطقة بهذا الاطار، لافتاً الى أنّ تركيا على سبيل المثال قامت مؤخراً بتطبيع العلاقات مع "إسرائيل"، بينما دول الخليج تقوم "بتطوير علاقاتها الأمنية مع كيان العدو.

كذلك قال "إنّ التعاون الأمني بين مصر و"إسرائيل" وصل الى مستوى غير مسبوق. وعليه، اعتبر انه "حان الوقت لاختبار استعداد الحلفاء للانضمام معاً في اطار ترتيب امني اقليمي سيسمح لنا جميعاً بتنسيق جهودنا ضد ايران بفاعلية اكبر".

وقال Indyk "إنّ العنصر السادس يتمثل بالتأسيس للمفاوضات مع إيران حول ما أسماه "طموحاتها وسلوكها في المنطقة"، مضيفاً "إن مشروع القرار الجديد بالكونغرس المطالب بفرض عقوبات جديدة على ايران، وكذلك العناصر الخمسة الاخرى التي سبق وتحدث عنها، انما تشكل أرضية للانخراط مع ايران في حال نجحت"، وتابع "إنّ المفاوضات مع ايران يجب أن تركز على مساعيها "لتصدير ثورتها والتدخل بشؤون الدول العربية حول المنطقة"، وفق زعمه، كما قال "إنّ المفاوضات يجب أن تشمل ايضاً ما أسماه "نشاطات إيران الاقليمية المزعزعة للاستقرار ورعايتها للاهارب" وفق زعمه، اضافة الى برنامجها للصواريخ البالستية و"نشاطاتها النووية" بعد انتهاء مهلة الاتفاق النووي.

القيادة الايرانية واثقة من نفسها وغير خائفة من ادارة ترامب

من جهته، كتب رئيس البعثة المسؤولة عن العلاقات البرلمانية مع ايران بالبرلمان الاوروبي Eldar Mamedov مقالة نشرت على موقع  LobeLog تناول فيها زيارة قام بها مع وفد ضم عددًا من أعضاء البرلمان الاوروبي الى طهران بمنتصف شهر آذار/مارس الجاري.

وأشار الكاتب الى أنّ" طهران لا تبدو خائفة رغم التصعيد الأميركي مع وصول دونالد ترامب الى الرئاسة وتحسين العلاقات الاميركية السعودية"، كما قال "إن الوفد الاوروبي الذي زار طهران وجد قيادة "واثقة من نفسها" ومستعدة للدخول في "لعبة طويلة الامد".

كذلك أضاف "إنّ القيادة الايرانية مقتنعة بأن "الرياح الجيوسياسية" تصب لمصلحتها ومصلحة حلفائها، وبأنّ الايرانيين يبدو أنهم يرون أن ترامب هو رجل صفقات غير ايديولوجي سيضطر في نهاية المطاف الى التكيف مع الواقع والاعتراف بدور ايران البارز في منطقة الخليج والشرق الاوسط".

ونبه الكاتب الى أنّ الايرانيين لا يتخوفون حتى من إمكانية التوصل الى اتفاق روسي-أميركي في سوريا على حسابهم، والى أن المسؤولين الايرانيين يصرون على انهم شركاء روسيا وليسوا وكلاءها، وشدد على أنّ روسيا تدرك بأنها بحاجة الى موافقة ايران على أي استراتيجية للخروج من سوريا.

وشدد الكاتب على عدم امكانية استبعاد أن يدرك الاميركيون بأن الخيار الواقعي الوحيد لديهم بالشرق الاوسط هو التفاوض مع ايران على النظام الاقليمي، لكنه حذر من الضرر الذي قد يلحق بالمنطقة قبل أن تدرك واشنطن ذلك.

2017-03-29