ارشيف من :أخبار لبنانية
الصحف الأجنبية: مخاوف إسرائيلية من سير الأحداث في سوريا لمصلحة الرئيس الأسد

تطرقت صحف أميركية بارزة الى قرار وزارة الخارجية الاميركية بالموافقة على صفقة بيع طائرات حربية الى البحرين دون وضع شرط مسبق يتعلق بالحد من انتهاكات حقوق الانسان من قبل النظام البحريني، وهو شرط كانت قد وضعته ادارة الرئيس الاميركي السابق باراك اوباما.
كما حذرت مجموعة "صوفان" للاستشارات الأمنية والاستخباراتية من تعزيز الدعم الاميركي للسعودية وحلفائها المشاركة بالعدوان على اليمن، بينما اشار صحفيون "إسرائيليون" الى ان التقديرات الاسرائيلية تفيد بان سير الحرب في سوريا تسير لمصحلة الرئيس بشار الاسد وان كيان العدو قلق إزاء التطورات في سوريا.
* الخارجية الأميركية توافق على صفقة تسلح مع نظام آل خلفية دون شروط تتعلق بحقوق الانسان
من ناحية اخرى، نشرت صحيفة "واشنطن بوست" تقريراً أشار الى أن وزارة الخارجية الأميركية قد أبلغت الكونغرس بانها تدعم بيع الطائرات الحربية من طراز "F-16" الى البحرين دون وضع شرط بتحسين سجل حقوق الانسان بهذا البلد.
وقال التقرير إن الخطوة هذه تمثل تحولا كبيرا من سياسة ادارة اوباما السابقة، اذ ان هذه الادارة (ادارة اوباما) كانت قد فرضت شرطا مسبقا بالحد من انتهاكات حقوق الانسان في البحرين قبل المضي بالصفقة، التي هي عبارة عن بيع 19 طائرة بقيمة 5 مليار دولار.
التقرير أضاف إن هذا التطور يعكس "عزم ادارة ترامب على تركيز جهودها على مواجهة نفوذ ايران في المنطقة"، (بحسب تعبير التقرير). كما تابع بان وزير الخارجية "Rex Tillerson" كان قد التقى وزيري خارجية السعودية ودولة الامارات في وقت سابق من هذا الشهر، وكان قد صرح بان على الولايات المتحدة اعطاء أولوية لمصالحها الاستراتيجية، وهو ما يأتي في اطار سياسة ادارة ترامب التي تستند على قاعدة "اميركا اولاً".
كما نبه التقرير في المقابل الى أن منظمة "هيومن رايتس ووتش" قد حثت الكونغرس على إعادة فرض الشرط المتعلق بحقوق الإنسان كشرط مسبق لاتمام الصفقة. وأشار الى ما قالته مدير "هيومن رايتس ووتش" في واشنطن "Sarah Margon" بان ازالة هذه الشروط بصفقة التسليح ستصب لمصلحة المتشددين في الحكومة البحرينية الذين يريدون "اسكات" أي أصوات معارضة والتخلي عن أي التزامات للاصلاح. كما دعت "Margon" (بحسب التقرير) الكونغرس الى استخدام صلاحياته من أجل تصحيح المسار ومنع ابرام الصفقة الا في حال أعيد فرض الشرط المسبق المتعلق بحقوق الانسان.
ولفت التقرير الى ان السيناتور الجمهوري "Bob Corker" أصدر بيانا اعتبر فيه ان "فرض مثل هذه الشروط سيكون غير منتج من ناحية التعاون الامني، وأن هناك طرقا أكثر فاعلية للسعي الى تغيير سياسات الحلفاء غير وضع شروط على صفقات التسلح"، حسب قوله.
ونبه التقرير الى أن ابلاغ وزارة الخارجية للكونغرس عن هذا الموضوع جاء في اليوم نفسه (امس الاربعاء) الذي قال فيه قائد القيادة الوسطى بالجيش الاميركي الجنرال "Joseph Votel" ان ايران تشكل تهديدا للمصالح الاميركية والاستقرار الاقليمي (على حد زعمه)، وذلك خلال شهادة أدلى بها أمام احدى لجان الكونغرس. كذلك اضاف التقرير بان "Votel" اشار خلال شهادته الى البحرين كاحدى الحلفاء التي لديها تعاون امني وثيق مع الولايات المتحدة، واعتبر ان الهواجس الاميركية حيال الانتهاكات الانسانية في البحرين ادت الى "ابطاء" صفقة الطائرات الحربية وتسببت بالتوتر في العلاقات الاميركية البحرينية.
* تحذيرات من تكثيف الدعم الأميركي لدول الخليج المشاركة بالعدوان على اليمن
مجموعة صوفان للاستشارات الامنية والاستخباراتية حذرت بتقريرها اليومي من توسيع الدور الاميركي في اليمن الداعم للسعودية وحلفائها، وذلك في ظل التقارير التي يتم تداولها بان ادارة ترامب تدرس هذا الموضوع.
ونبهت المجموعة من ان ادارة ترامب فيما لو قررت اعطاء دعم مباشر أكثر للتحالف الذي تقوده السعودية، فان ذلك يحمل معه خطر دخول واشنطن فيما اسمته "منافسة طائفية اقليمية" من دون "اي هدف واضح". واشارت في الوقت نفسه الى ان الحرب على اليمن تسببت بكارثة انسانية غير مسبوقة وسمحت بنمو الجماعات الارهابية في اليمن. كما قالت ان كلا من تنظيم "القاعدة" و"داعش" استغل الفوضى في اليمن لمصلحته وان "القاعدة" في اليمن ازداد حجمها اربعة اضعاف منذ بدء الحرب.
كذلك نبهت المجموعة من ان تعزيز الدعم الاميركي للتحالف الذي تقوده السعودية ضد اليمن يعزز المخاوف من مدى التزام ادارة ترامب بعدم وقوع أعداد كبيرة من الضحايا المدنيين جراء العمليات العسكرية.
وأشارت الى انه اضافة الى المخاوف من وقوع ضحايا مدنيين جراء تعزيز الدور الاميركي في اليمن، فان الولايات المتحدة اتهمت ايضاً بالتسبب بوقوع مئات الضحايا المدنيين خلال غارات جوية شنتها مؤخراً في العراق. واضافت بان كل ذلك يعني ان ادارة ترامب ربما مستعدة لتخفيف القيود على قواعد الاشتباك "على حساب المدنيين على الارض".
المجموعة تابعت بان "المشاركة الاميركية في الحرب على اليمن منذ البداية افتقدت الى هدف شامل واستراتيجية متماسكة لتحقيقه". وأشارت الى أن الدعم الاميركي الذي قدم بالبداية للتحالف بقيادة السعودية خلال عهد اوباما لم ينجح بتغيير المسار العسكري للنزاع و لم ينجح كذلك بالحد من وقوع الضحايا المدنيين جراء الغارات الجوية السعودية. كذلك نبه الى ان الدعم الاميركي الذي قدم في البداية لم يحقق أي شيء على صعيد منع توسع تنظيمي "القاعدة" و"داعش" في اليمن. وشددت على انه لا يوجد أي سبب يدعو للاعتقاد بان الدعم الاميركي "المتجدد" سيحقق أيا من هذه الاهداف.
وحذرت المجموعة ايضاً من أن الدخول في الحرب على اليمن يحمل معه خطر تكرار نفس الاخطاء الاميركية في سوريا و العراق "حيث تم النظر الى الدعم الاميركي على انه محاولة لدعم اجندة احدى القوى الطائفية الاقليمية على حساب الاخرى"، بحسب تعبير المجموعة.
* مخاوف إسرائيلية من التطورات في سوريا
وفي هذا الاطار، كتب الصحفي الاسرائيلي "Ben Caspit" مقالة نشرها موقع "Al-Monitor" أشار فيها الى أن التقييمات الاسرائيلية تستبعد "سقوط نظام الرئيس السوري بشار الاسد في المستقبل المنظور".
ولفت الكاتب الى أن الخبراء "الاسرائيليين" يعتبرون أن الرئيس الاسد قد حقق هدف تأمين الاراضي السورية الممتدة من العاصمة دمشف الى مدينة اللاذقية، اضافة الى مدينتي حلب وحمص. ونبه الى ان قوات الجيش السوري تحاول الآن الوصول الى دير الزور.
الكاتب تحدث عن "تحول واضح" في الخارطة السورية خلال العام المنصرم، وقال ان الاراضي التي يسيطر عليها النظام تتوسع، بينما تتقلص الاراضي التي يسيطر عليها "المتمردون"، بحسب تعبير الكاتب. وأضاف بان الاراضي التي تسيطر عليها "داعش" حتى تتقلص بسرعة وبان الخبراء الاسرائيليين يقدرون بان الحرب في سوريا ستستمر في المستقبل المنظور، لكن ميزان القوة تصب "بوضوع" لمصلحة الرئيس الاسد.
تطرق الكاتب الى الدور الروسي حيث قال ان "عدم قيام الرئيس الاميركي السابق باراك اوباما بالهجوم العسكري على "انظمة الاسلحة الكيماوية" في سوريا ساهم بشكل كبير في تحويل روسيا الى القوة المهيمنة بالمنطقة وكذلك ببقاء الرئيس الاسد".
وتابع الكاتب بان "إسرائيل" من جهتها تناور "بحذر شديد" في ظل هذا المشهد، وتعبر عن "مخاوف حقيقية". كما قال إن كيان العدو لا يعرف "ما الذي يفكر فيه (الرئيس) الاسد وكيف سيرد في المرة المقبلة" (في حال شن كيان العدو غارات جوية اخرى على الاراضي السورية). وتساءل عما قد يحصل في حال أبلغ الرئيس الأسد الكيان الصهيوني رسالة واضحة بانه سيتم اسقاط أي طائرة حربية إسرائيلية تدخل الاجواء السورية. واضاف بان لا احد، بمن في ذلك رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو يعرف الاجابة على هذا السؤال.
وأشار الكاتب الى ان "إسرائيل" عازمة من جهة على ابقاء الخطوط الحمراء مع حزب الله والى انها ستقوم بما يلزم من اجل منع ارسال الاسلحة "التي قد تغير ميزان القوة" الى حزب الله. غير انه لفت من جهة اخرى الى انه من الواضح ان "إسرائيل" ليس لديها مصلحة بالدخول في مواجهة مع روسيا.
وعليه شدد الكاتب على ان كيان العدو "بحاجة الى الادارة الاميركية اليوم اكثر من اي وقت مضى"، اذ يأمل كيان العدو بان ترامب لن يسمح لبوتين باستمرار لعب دور الحكم النهائي في سوريا، حسب تعبيره. وأضاف بان وصول قوات نخبة اميركية الى شمال سوريا تطور "مشجع جداً" بالنسبة لنتنياهو.
الكاتب أشار الى أن نتنياهو وخلال اجتماعه مع ترامب في شهر شباط فبراير الماضي في واشنطن اعرب عن امله بان لا يتطرق الرئيس الاميركي الى الملف الفلسطيني وأن يركز على قضية سوريا وايران. غير أنه نبه الى أن الامور حتى الآن تسير بالاتجاه المعاكس، اذ ان ترامب ينشط في الملف الفلسطيني، وهو أمر مقلق بالنسبة لنتنياهو. بالتالي جزم بان نتنياهو سيقوم بكل ما بوسعه من اجل دفع ترامب نحو التحرك في سوريا وفي نفس الوقت ابعاده عن الملف الفلسطيني. الا انه رأى بان فرص نجاح نتنياهو بتحقيق ذلك ضئيلة حتى الآن، لدرجة ان رئيس وزراء العدو يفضل العمل على اجراء انتخابات مبكرة.