ارشيف من :أخبار لبنانية
انتخابات نقابة المهندسين في طرابلس: تمرّد داخل التيار الأزرق

تتجه الأنظار اليوم إلى نقابة المهندسين في طرابلس، حيث تجري انتخابات لاختيار نقيب جديد للمهندسين، والتي من المنتظر أن تشهد معركة حامية بين أبناء البيت الواحد، إثر ظهور حالات تمرد في صفوف تيار "المستقبل" الذي أعلن تبنيه مرشحًا ضد آخر، يمثل كليهما اللون الأزرق.
وعليه، يتجه اليوم 8600 مهندسًا ممن سددوا اشتراكاتهم السنوية إلى صناديق الإقتراع لاختيار نقيب جديد لمهندسي الشمال خلفًا للنقيب ماريوس بعيني.
وبحسب العرف النقابي السائد بالمداورة سيكون النقيب مسلمًا، الأمر الذي دفع تيار "المستقبل" إلى اعتبار أنه المعني الأول بهذه المعركة، مطمئناً نفسه الى تحالفاته، مع "التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية"، الا أن المفاجاة الكبرى تمثلت بظهور حالات تمرد داخل التيار الأزرق، ترفض اختيار المرشح بسام زيادة لمركز النقيب الجديد، والذي يقود "لائحة النقابة للجميع"، مقابل لائحة "القرار المهني الحر"، برئاسة المهندس مرسي المصري ومحمد الفوال المتمردين على قرار "المستقبل".
نقابة المهندسين- طرابلس
وبحسب معلومات حصل عليها موقع "العهد" الإخباري، فقد قدم المصري والفوال استقالتهما أمس وقررا خوض المعركة.. كما يُتوقع أن تزيد العراقيل بوجه "المستقبل"، في ظل سريان إشاعات عن خلافٍ حاصل مع "القوات"، سيؤدي إلى خروج الأخير من التحالف.
ولا شك، أن التغيرات السياسيّة التي شهدتها الساحة اللبنانية، بُعيد انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية، ستلقي بظلالها على هذه الانتخابات، حيث تصطف "القوات اللبنانية" و"التيار الوطني الحر" و"المستقبل" وبعض الأحزاب السياسية في لائحة واحدة، مقابل حشد لا يستهان به من المستقلين.
وإذ يتنافس سبعة مرشحين على مركز النقيب حتى الساعة، يُرجّح أن تشهد الساعات المقبلة انسحابات متتالية جراء الاتصالات التي تجريها القوى السياسية في طرابلس، ومن المتوقع أن يكون أول المنسحبين مرشح "الجماعة الإسلامية" ناهد غزال، يستتبع بالنقيب السابق نبيل عدرة، والمرشحون عثمان الزهر ورضوان إبراهيم ومحمد الأيوبي.
ورغم الانسحابات المتوقعة، إلا أن المعركة تبدو شرسة، حيث من المتوقع أن لا تتعدى نسبة المقترعين 2000 صوت من أصل 8600، وهم سيحددون الفائز بين المتنافسين الأساسيين زيادة والمصري، لكن من دون شك، ستكون للنتائج تداعيات سياسية واضحة، خصوصاً على تيار "المستقبل"، كونها ستحدد حجمه الحقيقي في العمل النقابي، بعدما قررت كتلة كبيرة من المهندسين من طرابلس والمنية وعكار، وضع النفوذ السياسي والحزبي جانبًا.
بدورها، ترفض مصادر مستقبلية ما يشاع عن انشقاقات داخل القطاع الأزرق، مبررةً أن اختيار زيادة كان من قيادة التيار، وانطلاقاً من "الحضور النقابي والمهني".. إلا أن عتب المصري، يأتي انطلاقاً من خلفيته النقابية، ودوره في قطاع المهن في تيار المستقبل، حيث فضَّل أن تكون الكلمة الفصل لصناديق الاقتراع التي ستحدد من له الباع الطويل في العمل النقابي.
وإضافة لمنصب النقيب، سيتم انتخاب عضوين من أصل 10 مرشحين، واحد عن فرع الكهرباء وآخر عن فرع الميكانيك، وممثلين عن الهيئة العامة، وستبقى الكلمة الفصل لصناديق الاقتراع التي من المتوقع أن تشكل مفاجآت كبيرة، لا سيما إذا بقيت حساسية المعركة تأخذ منحاها التصاعدي بين أبناء البيت الواحد، وتأخذ التعبئة الانتخابية بالشعارات النقابية، بدلًا من الشعارات السياسية.