ارشيف من :أخبار عالمية

رئيس لجنة الصداقة الفرنسية السورية النائب الفرنسي جيرار بابت في حوار مع "الانتقاد: ساركوزي يفتح عهداً جديداً من العلاق

رئيس لجنة الصداقة الفرنسية السورية النائب الفرنسي جيرار بابت  في حوار مع "الانتقاد: ساركوزي يفتح عهداً جديداً من العلاق

باريس ـ نضال حمادة
رئيس لجنة الصداقة الفرنسية السورية النائب الفرنسي جيرار بابت  في حوار مع "الانتقاد: ساركوزي يفتح عهداً جديداً من العلاقيبدأ الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي  زيارة رسمية لسوريا على رأس وفد حكومي ونيابي فرنسي، في الثالث من شهر أيلول/ سبتمبر المقبل. وتأتي هذه الزيارة المهمة بعد مشاركة الرئيس السوري بشار الأسد في مؤتمر الإتحاد من أجل المتوسط الذي عقد في باريس في شهر تموز/ يوليو الماضي، ما شكل اختراقا دبلوماسيا كبيرا لسوريا التي تعرضت لعزلة غربية وضغوط دبلوماسية فرنسية أميركية كبيرة بلغت ذروتها في القرار 1559 الذي وضعته فرنسا شيراك بالاتفاق مع أميركا، ونتج عنه خروج الجيش السوري من لبنان ربيع عام 2005. لقد انتهى عهد الشيراكية في فرنسا، وانتهى بذلك عهد العداء الكبير لسوريا يقول الصحافي الفرنسي ريشارد لابفيير الذي يعتبر أن شيراك كان يحمل بغضا شخصيا للرئيس بشار الأسد بسبب اغتيال الحريري صديق شيراك برغم أن التحقيقات الدولية لم تثبت أي دليل يدين سوريا في عملية الاغتيال.
ساركوزي البراغماتي والذي اتخذ القطيعة مع الماضي وأساليبه شعارا لحملته الرئاسية يزور دمشق على رأس وفد رسمي فرنسي، التقت "الانتقاد" احد أعضائه وهو جيرار بابت النائب عن الحزب الاشتراكي ورئيس لجنة الصداقة الفرنسية السورية في مجلس النواب الفرنسي وكان لنا معه الحوار التالي:

هل هي زيارتك الأولى لسوريا بعد ترؤسك لجنة الصداقة الفرنسية السورية في البرلمان الفرنسي؟

في الواقع هذه الزيارة الثانية التي أقوم بها لسوريا بشكل رسمي، حيث كانت الزيارة الأولى برفقة وفد برلماني فرنسي العام الماضي. وكانت الحكومة الفرنسية قد قررت إعادة إنشاء لجنة للصداقة الفرنسية السورية بعد إلغائها أيام الرئيس شيراك، وتوليت منصب الرئيس في ربيع 2007. وكان قرار إعادة إنشاء اللجنة إشارة كبيرة على نية العهد الجديد فتح علاقات جديدة مع سوريا. بعد القطيعة الطويلة التي أثبتت عدم جدواها في  الضغط على هذا البلد. من هنا بدأت أصوات تنادي بتغيير منهج القطيعة، وهذا شيء منطقي ويتلاءم  مع دور فرنسا الحيادي والإيجابي في منطقة الشرق الأوسط.


ما هي المواضيع التي يتضمنها برنامج الزيارة؟

أول المواضيع سوف يكون العلاقة الفرنسية السورية وسبل تطويرها، وهناك أيضا موضوع العراق حيث تعول فرنسا كثيرا على التعاون السوري في تأمين الساحة العراقية وهدوئها. كما سوف يتم التطرق إلى موضوع لبنان والعلاقات اللبنانية السورية ومسار المفاوضات السوري الإسرائيلي، فضلا عن الموضوع الفلسطيني.

هل سوف يتم توقيع اتفاقيات اقتصادية؟

نعم سيتم توقيع اتفاقيات اقتصادية وثقافية، كما وسيتم مناقشة توقيع اتفاقية الشراكة التجارية بين سوريا والإتحاد الاوروبي بعد تجميد التوقيع عليها منذ عدة سنين. وهنا لا بد من الإشارة إلى الدور الكبير لممثلي الشركات الفرنسية الكبرى في سوريا في تحسين العلاقة بين البلدين.

ما هي المواضيع اللبنانية التي سوف يتم التطرق لها؟

موضوع العلاقات الثنائية يحتل المرتبة الأولى، وهناك اهتمام كبير في الموضوع اللبناني خصوصا لجهة الاتفاق السوري اللبناني على إقامة علاقات دبلوماسية بين البلدين، فضلا عن الوضع الأمني المستجد بين لبنان وإسرائيل، والوضع الخطير في شمال لبنان لجهة الصعود السريع والكبير للتيارات السلفية في تلك المنطقة، والتوترات الطائفية التي وصلت لحد الاقتتال بين أبناء المدينة.

هل فرنسا قلقة مما يحدث في طرابلس؟

أنت تعلم أن هناك جنوداً فرنسيين يعملون ضمن قوات اليونيفل في جنوب لبنان، وتعتبر سلامة جنود هذه الوحدة أولوية فرنسية. وأنت تذكر العملية التي تعرض لها أفراد الوحدة الإسبانية العاملون في عداد اليونيفل. نريد أن نعرف ماذا يجري في طرابلس، وحقيقة الصعود السلفي هناك، وهل هناك مجموعات سلفية جهادية تتحرك في تلك المنطقة.

هل تعتقد أن ما يجري انتصار دبلوماسي لسوريا؟

هذا انتصار لمنطق التحاور، مع ملاحظة أن سوريا خرقت الحظر الفرنسي والأوروبي الذي فرض عليها. أعتقد أننا أمام تأسيس لعلاقات متينة وطويلة الأمد بين فرنسا وسوريا.
الانتقاد/ العدد 1294 ـ 29 آب/ أغسطس 2008

2008-08-28