ارشيف من :أخبار لبنانية
الصحف الاجنبية: روسيا بدأت تحل مكان أميركا عدوًّا أول للإرهاب.. ومساعٍ إماراتية لابعادها عن ايران بالتنسيق مع فريق ترامب

علي رزق
كشفت صحف أميركية بارزة عن وساطة لعبتها دولة الامارات لفتح قناة تواصل بين موسكو والرئيس الاميركي دونالد ترامب، قبل تسلمه الحكم. وأوضحت أن احد اسباب موافقة الامارات على لعب هذا الدور يعود الى رغبتها بإبعاد روسيا عن ايران .
واشارت مواقع غربية اخرى بارزة الى ان رئيسة الوزراء البريطانية تجاهلت الدعوات المطالبة لتعليق مبيعات الاسلحة الى السعودية، وذلك عشية جولة اقليمية لها تشمل السعودية والأردن.
كما رأت صحف اميركية معروفة ان الاستقبال الحار الذي تلقاه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بالبيت الأبيض يشير الى تحول جوهري كبير في السياسة الخارجية الاميركية.
*تفجير سانت بطرسبورغ الارهابي
وفي هذا الاطار، كتب محرر الشؤون الدبلوماسية والدفاعية بصحيفة "الاندبندنت" "Kim Sengupata" مقالة تناول فيها التفجير الارهابي الذي استهدف محطة القطارات بمدينة سان بطرسبورغ الروسية.
واشار الكاتب الى ان أعدادًا كبيرة من الارهابيين توجهوا من منطقة القوقاز الى سوريا من اجل الالتحاق بالجماعات الارهابية.
واضاف إن روسيا اتهمت بالوقوف وراء اغتيالات سرية لعدد من الارهابيين وتحديداً اغتيال اثني عشر ارهابياً من الشيشان واوزباكستان وتاجيكستان في الاراضي التركية.
كما لفت الكاتب الى ان مدير الاستخبارات السعودية السابق بندر بن سلطان كان قد هدد بوتين خلال اجتماع بين الرجلين عام 2012 عشية بدء الالعاب الاولمبية الشتوية بمدينة "Sochi" الروسية، بتفعيل "الشيشانيين" من اجل تنفيذ الهجمات الارهابية داخل روسيا، الا إذا أوقف الكرملين دعمه للرئيس السوري بشار الاسد.
وقال الكاتب أن لا دليل على تورط السعودية بأي هجوم على روسيا، وإن العامل السوري لعب دورًا بتفجير سانت بطرسبورغ الاخير، على حد قوله.
في سياق متصل، الباحث في معهد راند "Colin Clarke" كتب مقالة نشرتها مجلة "Politico" تناول فيها ايضاً موضوع تفجير سانت بطرسبورغ، وقال إن روسيا بدأت تحل مكان الولايات المتحدة عدوًا أول لتنظيمي "القاعدة" و"داعش" وغيرهما من الجماعات الارهابية.
وتابع الكاتب أن هذا التحول يعود الى ما تقوم به روسيا في الشرق الاوسط، من تدخل عسكري في سوريا وارسال قوات خاصة الى قاعدة جوية في مصر في اطار الاستعداد للتدخل في ليبيا، بحسب تعبير الكاتب.
ولفت "Colin Clarke" إلى أن انهيار "داعش" في سوريا سيعني ان قرابة 2,400 مقاتل من روسيا سيحاولون العودة الى بلدهم وشن الهجمات الارهابية هناك، بالتالي تزايد خطورة الوضع بشكل كبير بالنسبة الى موسكو.
الكاتب قال إن روسيا هي القوة الاساس التي تدعم "الجيش السوري الذي شن حربًا على مدار ست سنوات ضد المسلحين واغلبهم من السنة"، بحسب تعبيره، مضيفاً أن الموضوع لا يختصر على ما تقوم به روسيا بالشرق الاوسط ولكن ايضاً في اماكن قريبة مثل "Ingushetia" و"Ossetia" والقوقاز.
وفي الختام قال الكاتب إن تعزيز الدور الروسي في الشرق الاوسط يعني أن موسكو اختارت الوقوف مع طرف معين في "الصراع الطائفي"، وأن هذه "الاستراتيجية" قد تؤدي الى مأساة داخل روسيا.
*رئيسة وزراء بريطانيا تتجاهل المطالب بتعليق مبيعات السلاح للسعودية
وتحت هذا العنوان، نشر موقع "Bloomberg" تقريراً حول جولة رئيسة الوزراء البريطانية "Theresa May" التي تشمل كلًّا من الاردن والسعودية، حيث اشار الى ان "May" شددت عشية هذه الجولة على اهمية العلاقات التجارية والامنية مع السعودية متجاهلةً الدعوات المطالبة بتعليق مبيعات الاسلحة البريطانية للسعودية.
وأضاف التقرير إن "May" صرّحت للصحفيين على متن الطائرة قبيل وصولها العاصمة الاردنية عمان أن العلاقات بين بريطانيا وكل من الاردن والسعودية هي علاقات تاريخية.
التقرير لفت الى ان العائلة الملكية السعودية هي من اهم "زبائن" بريطانيا في مجال مبيعات السلاح، حيث انفقت مبلغ 4.1 مليار دولار على الطائرات المقاتلة البريطانية وتجهيزات عسكرية اخرى.
كما اشار الى أن رئيسة وزراء بريطانيا قالت انها ستبحث موضوع النزاع في اليمن والازمة الانسانية بهذا البلد خلال لقائها المسؤولين السعوديين.
*الدور الاماراتي بمحاولة فك التحالف الروسي الايراني
من جهة اخرى نشرت صحيفة "واشنطن بوست" تقريراً كشفت فيه نقلاً عن مسؤولين اميركيين واوروبيين وعرب أن دولة الامارات نظمت اجتماعاً سرياً في كانون الثاني/يناير الماضي بين مؤسس شركة "Blackwater" المدعو "Eric Prince" وأحد الشخصيات الروسية المقربة من الرئيس فلادمير بوتين، وذلك في اطار المساعي لانشاء قناة تواصل خلفية بين موسكو والرئيس الاميركي "المنتخب" آنذاك دونالد ترامب.
واوضح التقرير أن الاجتماع جرى "تقريباً" بتاريخ الحادي عشر من كانون الثاني/يناير الماضي، اي قبل تسعة ايام من تنصيب ترامب كرئيس، وان مكان انعقاده كان جزر "Seychelles" في البحر الهندي.
كما اضاف ان احد اسباب موافقة دولة الامارات على لعب دور الوسيط لتنظيم اللقاء كان معرفة ما اذا كان من الممكن اقناع روسيا بتقليص علاقاتها مع ايران، بما في ذلك بالملف السوري.
ولفت التقرير الى أن "Prince" هو داعم كبير لترامب وله علاقات مع اقرب مستشاريه، من بينهم كبير استراتيجيي البيت الابيض "Stephen Bannon". واشار الى ان شقيقية "Prince" المدعوة "Betsy DeVos" هي وزيرة التعليم في حكومة ترامب، والى ان "Prince" كان قد زار مقر ترامب في نيويورك خلال كانون الاول/ديسمبر الماضي.
الا ان متحدثًا باسم "Prince" نفى ان يكون الاخير قد لعب اي دور بفريق ترامب الانقتالي وقال ان الاجتماع مع الشخصية الروسية المقربة من بوتين لم يكن لديه اي علاقة بترامب.
التقرير تابع أن مستشار الامن القومي السابق "Michael Flynn" وزوج ابنة ترامب "Jared Kushner" و "Bannon" عقدوا اجتماعاً منفصلاً مع حاكم ابو ظبي محمد بن زايد آل نهيان، الذي قام بدوره بزيارة غير معلنة الى نيويورك في اواخر كانون الاول/ديسمبر الماضي.
كما اشار التقرير الى ان دولة الامارات انتهكت البروتوكول المعتاد حيث لم تبلغ ادارة اوباما (التي كانت لا تزل بالحكم آنذاك) مسبقاً عن زيارة زايد. ونقل عن مسؤولين غربيين أن زايد التقى بوتين مرتين عام 2016 وحثه على تعزيز التنسيق مع الامارات والسعودية، من اجل عزل ايران.
ولفت التقرير الى أن ادارة ترامب ودولة الامارات لديهما "انشغال مشترك" حيال ايران، حيث نقل عن مسؤولين حاليين وسابقين أن مستشاري ترامب كانوا يركزون طوال الفترة الانتقالية على بحث سبل تفكيك التحالف الروسي الايراني.
كذلك نقل التقرير عن السفير الاميركي السابق لدى روسيا "Michael McFaul" انه اجرى محادثات مع مقربين من ادارة ترامب حول امكانية "ابعاد روسيا عن ايران".
*اجتماع ترامب مع السيسي
صحيفة نيورك تايمز بدورها نشرت تقريرًا تناول زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الى واشنطن ولقاءه نظيره الاميركي دونالد ترامب، حيث اعتبر ان ترامب اوضح خلال هذا اللقاء ان مرحلة "النبذ" الاميركي لمصر قد انتهت.
وأضاف التقرير إن ترامب اجرى تحولاً جوهرياً بالسياسة الخارجية الاميركية عندما قدم المديح للسيسي خلال الاجتماع، واوضح أنه يرى العلاقات الدولية ضمن اطار الصفقات.