ارشيف من :أخبار لبنانية

الصحف الأجنبية: ضغوط داخلية على ترامب تحت ذريعة الهجوم الكيميائي في خان شيخون

الصحف الأجنبية: ضغوط داخلية على ترامب تحت ذريعة الهجوم الكيميائي في خان شيخون

حرضت أصوات داخلية أميركية ادارة الرئيس الاميركي دونالد ترامب على تبني سياسة تصعيدية ضد الرئيس السوري بشار الاسد، وذلك تحت ذريعة الهجوم الكيميائي الذي وقع في منطقة خان شيخون في ريف ادلب حيث زعمت بان النظام السوري هو الذي يقف وراء الهجوم.

من جهة أخرى، أصدرت لجنة برلمانية بريطانية تقريرًا شدد على أهمية رفع معايير حقوق الانسان في أي صفقة تجارية مستقبلية ستبرمها بريطانيا مع خروجها من الاتحاد الاوروبي، وذلك تزامناً مع زيارة رئيسة وزراء بريطانيا الى السعودية.
وفي موضوع آخر وصف مسؤول استخباراتي أميركي سابق مزاعم النظام البحريني عن ارتباط المعارضة البحرينية بالارهاب بأنها مخادعة.

*ضغوط داخلية على ترامب وتحريض بعد حادثة خان شيخون

وفي التفاصيل، اعتبرت صحيفة "واشنطن بوست" أن "توقيت الهجوم الكيميائي الذي وقع في منطقة خان شيخون بريف ادلب على الارجح لم يكن صدفة وانه جاء بعد أيام قليلة من تأكيد ادارة ترامب بأنها لن تسعى الى إزاحة الرئيس السوري بشار الاسد من السلطة، ملمحة الى أن نظام الرئيس الأسد "تجرأ على ارتكاب هذا العمل بعد صدور هذا الموقف من الادارة الاميركية"، على حد زعم الصحيفة.

كما تابعت الصحيفة بأن "الهجوم الكيميائي" يؤكد "فشل ادارة اوباما السابقة حتى بتحقيق هدف تدمير ترسانة الاسلحة الكيميائية لدى النظام السوري"، واتهمت ادارة اوباما كذلك بالسماح بالقضاء على ما اسمته "المعارضة السورية المعتدلة" و نمو "داعش" والتدخل الروسي في سوريا.

الصحيفة شددت على أنه حان "دور ترامب ليقرر ما اذا كان سيقف بوجه الاسد ورعاته الايرانيين والروس"، واعتبرت أن ترامب حتى الآن "يتملص"، مشيرة الى البيان الذي صدر عن البيت الابيض والذي وصف فيه الهجوم بأنه "غير مقبول" لكنه ألقى اللوم على ضعف وتردد ادارة اوباما.

الصحف الأجنبية: ضغوط داخلية على ترامب تحت ذريعة الهجوم الكيميائي في خان شيخون

أما صحيفة "نيويورك تايمز" فزعمت ايضاً ان الهجوم الكيميائي بمنطقة خان شيخون "يبدو انه" ارتكب من قبل النظام السوري.
ورأت الصحيفة ان "الكلام الذي صدر عن الادارة الاميركية تعليقاً على الحادثة لا يحمل الكثير من الوزن"، ودعت الرئيس الاميركي دونالد ترامب الى دعم قرار صارم في مجلس الامن ينص على فرض العقوبات.

الى ذلك، شن السيناتور الاميركي الجمهوري المعروف جون مكاين هجوماً لاذعاّ على ادارة الرئيس دونالد ترامب بعد "حادثة الهجوم الكيميائي" بمنطقة خان شيخون، وقال ان المواقف الصادرة مؤخراً من ادارة ترامب لجهة عدم اعطاء اولوية للاطاحة بالرئيس بشار الاسد تشكل "فصلا مشينا" جديدا بتاريخ اميركا.

وفي مقابلة مع قناة "CNN" وجه مكاين انتقادات حادة الى وزير الخارجية الاميركي "Rex Tillerson" بسبب كلام الأخير بأن الشعب السوري هو الذي سيقرر مصيره ومصير الرئيس السوري بشار الاسد.
كذلك ادعى مكاين أن النظام السوري وروسيا وايران مسرورون كون الولايات المتحدة "تنسحب" وتسعى الى التوصل الى اتفاق جديد مع الجانب الروسي.

* تقرير برلماني بريطاني حول حقوق الانسان يصدر مع زيارة رئيسة وزراء بريطانيا الى السعودية

من جهتها، تطرقت صحيفة "الاندبندنت" الى تقرير صدر عن اللجنة المشتركة لحقوق الانسان في مجلس العموم البريطاني والذي شدد على أن موضوع حقوق الانسان يجب أن يشكل مكونًا اساسيًّا في الصفقات التجارية المستقبلية بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي.

وأوضحت الصحيفة أن النواب البريطانيين في اللجنة شددوا بتقريرهم على ضرورة أن تستفيد بريطانيا من خروجها من الاتحاد الاوروبي من أجل رفع معايير بنود حقوق الانسان في الصفقات التجارية المستقبلية.

ونبّهت الصحيفة الى أن صدور التقرير يتزامن وزيارة رئيسة الوزراء البريطانية "Theresa May" الى السعودية لإجراء محادثات تهدف الى تعزيز الروابط التجارية والامنية، وذلك رغم سجل الرياض السيء جداً في مجال حقوق الانسان.

*لا صحة لمزاعم النظام البحريني عن ارتباط المعارضة البحرينية بالارهاب

المسؤول السابق بوكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (CIA) "اميل نخلة" كتب مقالة نشرها موقع "LobeLog" تطرق فيها الى التقارير التي أفادت بأن وزارة الخارجية الاميركية قررت رفع الشرط المتعلق بحقوق الانسان عن مبيعات الاسلحة الاميركية الى البحرين.

واعتبر الكاتب - الذي شغل منصب مدير برنامج التحليل الاستراتيجي للإسلام السياسي لدى "الـCIA" وهو صاحب مؤلفات عن البحرين- ان السياسة الاميركية هذه (برفع شرط حقوق الانسان عن مبيعات الاسلحة الى البحرين) تدل على النفوذ المتزايد لمجموعات الضغط في واشنطن التي تعمل لصالح النظام البحريني.

كما رأى انها تدل على الود الذي نشأ بين كبار المسؤولين الاميركيين مثل وزير الخارجية "Rex Tillerson" ووزير الحرب "James Mattis" مع النظام البحريني ومع أنظمة دول خليجية أخرى مثل دولة الامارات. الا انه شدد بالوقت نفسه على أن الدول الخليجية هذه ومن بينها السعودية يحكمها "ملوك عشائريون ينتهكون أبسط حقوق مواطنيهم بشكل فاضح وشرس وممنهج".
وبينما أشار الكاتب الى أن ادارة ترامب تبرر سياسة دعم هذه الدول على أساس أنها حليفة للولايات المتحدة في الحرب على الارهاب، لفت الى أن مبيعات الاسلحة الى بلدان مثل البحرين والسعودية والامارات لم تؤد الى تقليص التهديد الارهابي. كذلك قال أن لا دليل بأن هذه الدول منخرطة بشكل فاعل في المعركة ضد "داعش"، سواء كان ذلك في سوريا أو العراق.

الكاتب اتهم نظام آل خليفة في البحرين بالمشاركة بعمليات قتل "خارج نطاق القضاء" بحق المواطنين البحرينيين واستخدام الاعتقالات غير القانونية والقضاء من أجل سجن المعارضين السلميين. كما أضاف بان أجهزة الامن التابعة للنظام البحريني قامت بحل جمعيات سياسية ملتزمة بالقانون مثل جمعيتي "الوفاق" و"الوعد" واعتقال قادتها، وذلك من خلال استخدام قوانين ما يسمى محاربة الارهاب.
كذلك تابع الكاتب بأن "الحكام المستبدين" (بحسب تعبير الكاتب نفسه) من نظام آل خلفية انفقوا أموالاً طائلة على مجموعات الضغط ووسائل الاعلام ومراكز دراسات "صديقة" وعلى مستشارين، بمن فيهم ضباط عسكريون واعضاء في الكونغرس والجناح التنفيذي، وذلك من أجل أن تتبنى خطابًا مؤيدًا للنظام البحريني. وأشار الى وجود عدد لا بأس به مما يسمى الخبراء وغيرهم في واشنطن وهم مستعدون لتبني خطاب نظام آل خليفة.

كما قال الكاتب ان النظام البحريني ومن خلال زعمه بأن ايران توفر التجهيزات التسليحية للمعارضة البحرينية، فانه يحاول قصارى جهده اقناع الحكومات الغربية بأن طهران هي التي تقف وراء الحركة الاحتجاجية ضد النظام، لافتاً الى ان نظام آل خلفية نقل هذه المزاعم عبر مراكز دراسات صديقة له في واشنطن مثل معهد واشنطن لشؤون الشرق الادنى الذي يعد من ابرز المعاهد الصهيونية الاميركية.

الكاتب شدد على عدم صحة مزاعم النظام البحريني، مشيرا الى أن "أغلب المعارضة" (بحسب تعبيره) في البحرين هي سلمية. كما وصف مساعي النظام البحريني بربط المعارضة السلمية بالارهابيين بالمخادعة، واعتبر ان تصديق هذه الرواية من قبل دول الغرب سيكون امراً مؤسفاً.

وبينما قال الكاتب إن البحرين استفادت من وجود الاسطول الاميركي الخامس على اراضيها لتقول انها تدعم السياسة الاميركية، اضاف بأن البحرين هي المستفيدة الاساس من وجود هذا الاسطول وليس الولايات المتحدة. ودعا واشنطن الى النظر جدياً بنقل الاسطول الخامس الى مكان آخر "داخل او خارج" منطقة الخليج، معتبراً ان نقل الاسطول من البحرين سيوجه رسالة اميركية واضحة بان واشنطن لا تقبل "بالقمع المستمر الذي يمارسه نظام آل خلفية بحق الغالبية الشيعية"، وفق تعبير الكاتب.

أما حول السعودية فلفت الكاتب الى ان الرياض وبينما تقول انها تدعم السياسات الاميركية ضد الارهاب في المنطقة، الا ان العقيدة الراديكالية التي تحملها منظمات مثل "القاعدة" و"داعش""تأتي بشكل أساس من السعودية. واتهم واشنطن "بالجبن" بسبب عدم مواجهة السعودية بهذا الملف، متسائلاً عن سبب عدم وضع السعودية على لائحة الدول التي مُنع مواطنوها من دخول الولايات المتحدة، اذا كان المراد من حظر السفر هذا منع الارهابيين والراديكاليين من التسلل الى الاراضي الاميركية.
كما تساءل في الاطار نفسه عن سبب الاستقبال الحار الذي لقيه محمد بن سلمان في الزيارة الاخيرة الى واشنطن.

 

2017-04-05