ارشيف من :أخبار لبنانية
الصفحة الأجنبية: بعد الضربة العسكرية على سوريا.. ترامب يواجه أخطارًا حقيقية

علي رزق
شدد مسؤول رفيع في إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما على ضرورة تفادي التصعيد الأميركي العسكري في سوريا، بحيث يؤدي إلى تكرار سيناريو الإطاحة بالنظام في ليبيا.
وفي السياق، كشف صحفيون أميركيون أن إدارة الرئيس دونالد ترامب، وفي وثيقة قامت بتوزيعها شددت على ضرورة تغيير موسكو موقفها من الأزمة السورية، إلا أن تقارير نشرتها صحف أميركية شككت في المقابل بخضوع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للضغوط حتى بعد الضربة العسكرية الأميركية في سوريا. كذلك رأى صحفيون أميركيون آخرون أن ترامب أمام معضلة تتعلق بكيفية جلب الاستقرار السياسي إلى سوريا، وأن جميع خياراته العسكرية سيئة، إذا ما أراد التصعيد.
الضربة العسكرية الأميركية على سوريا تضع ترامب أمام مخاطر حقيقية
نشرت صحيفة نيويورك تايمز تقريرًا جاء فيه أن الضربات العسكرية الأميركية التي استهدفت قاعدة جوية للجيش السوري، تعطي الرئيس الأميركي دونالد ترامب فرصة لتغيير الانطباع السائد عن وجود حالة من الفوضى داخل إدارته.
وأضاف التقرير أن "العمل العسكري الأميركي الأخير يعطي إدارة ترامب فرصة لمطالبة الرئيس الروسي فلادمير بوتين ليقوم إما باحتواء، أو بإزاحة الرئيس السوري بشار الأسد، وإلا فإن ترامب سيوسع العمل العسكري الأميركي على وجه السرعة".
إلا أن التقرير عاد وأشار إلى مخاطر حقيقية ستواجه ترامب خلال الأسابيع المقبلة، ويتمثل الخطر الأول باحتمال فشل "مقامرته" مع بوتين، إذ من غير المرجح أن يدخل الرئيس الروسي باتفاق يهدد نفوذه في سوريا.
أما الخطر الثاني بحسب التقرير فهو أن ترامب؛ ومن خلال تحركه ضد الرئيس السوري بشار الأسد، قد يقوض هدفه الأساس في المنطقة والذي يتمثل بهزيمة "داعش"، وحذر التقرير من أن انهيار سوريا قد يجعلها ملاذًا للإرهابيين، وهو السيناريو الذي يحاول ترامب تفاديه.
وفيما يخص الخطر الثالث، أوضح التقرير أنه يتمثل بافتقار ترامب لخطة تجلب السلام إلى سوريا، لافتًا إلى أن وزير الخارجية الأميركي ريكس تيليرسون لم يبد أية رغبة في البدء بعملية سياسية جديدة من أجل التوصل إلى تسوية في سوريا.
وختم التقرير بالقول أن السؤال المطروح الآن، هو ما إذا كان باستطاعة فريق ترامب تحويل التدخل في سوريا إلى ما هو أكبر من مجرد استعراض للقوة.
الصفحة الأجنبية: بعد الضربة العسكرية على سوريا.. ترامب يواجه أخطارًا حقيقية
لتجنب التصعيد الذي يؤدي إلى تدخل عسكري "أكثر خطورة"
كتب نائب وزير الخارجية الأميركي السابق في إدارة أوباما أنتوني بلينكن مقالة نشرت في صحيفة "نيويورك تايمز"، رأى فيها أن " خطوة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشن ضربات على أهداف تابعة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد كانت في محلها" على حد تعبيره.
إلا أن الكاتب شدد في الوقت نفسه، على أن الاختبار الحقيقي لترامب هو ما سيأتي بعد هذه الخطوة، مضيفًا أن "الإدارة الأميركية أصبحت تمتلك أوراقًا بعد الضربة العسكرية التي شنتها، وعليها اختبار هذه الأوراق مع كل من النظام السوري وروسيا، من أجل كبح القوات الجوية السورية ومنع استخدام أية أسلحة كيميائية أو بيولوجية، وكذلك تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا، وحتى التحرك نحو عملية انتقال السلطة عبر التفاوض" وفق رأي الكاتب.
كما نبه الكاتب، إلى ضرورة أن تمنع إدارة ترامب، أو تخفف على الأقل من التداعيات المحتملة لاستخدام القوة، وتابع "إن كل ذلك يتطلب الدبلوماسية الذكية التي تبدأ مع روسيا"، لافتًا إلى تقارير أفادت بأن الإدارة الأميركية أبلغت روسيا مسبقًا عن الضربة العسكرية التي شنتها.
وتحدث بلينكن عن ضرورة أن "توجه إدارة ترامب رسالة واضحة إلى موسكو، بأنها ستحمّلها مسؤولية أفعال الرئيس الأسد، وستحشد أطرافًا أخرى على القيام بالمثل، وستشن المزيد من الضربات إذا تطلب الأمر"، بحسب بلينكن.
كذلك قال الكاتب أن الولايات المتحدة، يجب أن تضع شرطًا للتعاون مع روسيا في محاربة الإرهاب، يتمثل بمساع روسية لكبح الحكومة السورية، ودفعها نحو مفاوضات سلام حقيقة مع من أسماهم الكاتب بـ"المتمردين"، مشددًا على أن زيارة وزير الخارجية الأميركي ريكس تيليرسون إلى موسكو الأسبوع المقبل ستكون زيارة محورية.
الكاتب نبه أيضًا إلى ضرورة أن "يحترس ترامب من التداعيات السلبية المحتملة لخطواته، خاصة لجهة الحرب ضد "داعش"، مؤكدًا ضرورة أن يتفادى الرئيس الأميركي توسيع الدور العسكري الأميركي في سوريا، وتجنب الوقوع "بفخ التصعيد" الذي يؤدي إلى تدخل عسكري "أكثر خطورة". كما ذكّر الكاتب بأن التدخل الأميركي في ليبيا انتهى بتغيير النظام هناك، منبهًا من أن تكرار السيناريو في سوريا سيشكل تحديًا أكبر بكثير.
إدارة ترامب تطالب روسيا بتغيير موقفها حيال الأزمة السورية
الصحفي "Josh Rogin" كتب بدوره مقالة نشرتها صحيفة "واشنطن بوست"، قال فيها أنه حصل على وثيقة قامت الإدارة الأميركية بتوزيعها على الأجهزة الحكومية، تشرح أسباب الضربات التي شنتها واشنطن على قاعدة الشعيرات الجوية للجيش السوري، والتي تزعم الإدارة الأميركية أنها مرتبطة بالهجوم الكيميائي الذي حصل في خان شيخون.
ومما جاء في الوثيقة- بحسب الكاتب- أن "واشنطن على درجة عالية من الثقة بأن الهجوم الكيميائي شنه سلاح الطيران السوري الذي انطلق من قاعدة الشعيرات"، كما كشف بأن الوثيقة تشدد على "عدم الحاجة إلى تفويض من الكونغرس"، وتقول أن "الضربات الأميركية كانت عبارة عن استخدام مبرر للقوة بسبب عدة عوامل، بما فيها تعزيز الاستقرار الإقليمي والتحذير من استخدام الأسلحة الكيميائية، وحماية المدنيين من مجازر إنسانية"، وفقًا لما ورد في الوثيقة.
وتابع الكاتب بالقول: "إن الإدارة الأميركية تقول في الوثيقة أن روسيا تسعى إلى زرع الحيرة في المجتمع الدولي حول الجهة المسؤولة عن استخدام الأسلحة الكيميائية ضد الشعب السوري، كما ترفض واشنطن الرواية الروسية التي تقول أن الهجوم الأخير استهدف مخزنًا للأسلحة الكيميائية للمجموعات المسلحة.
كذلك أشار الكاتب إلى أن "الوثيقة تتهم الحكومة الروسية بعدم الإلتزام بالاتفاق الذي تم التوصل إليه عام 2013 مع إدارة الرئيس أوباما بعد الهجوم الكيميائي في الغوطة الشرقية"، لافتًا إلى أن "واشنطن وجهت تحديًا إلى موسكو حيث يرد في الوثيقة أنه إما أن تتحمل روسيا مسؤولية ضمان التزام الأسد بالتخلص من هذه الأسلحة كما سبق والتزمت، أو أن تعترف موسكو بعدم قدرتها على السيطرة على الأسد"، كما تضمنت الوثيقة دعوة لروسيا لتغيير موقفها في سوريا كشرط أساس لحل النزاع هناك.
وتزعم الوثيقة أيضًا أن "ما أقدم عليه الرئيس الأسد أدى إلى صعود جماعات إرهابية مثل "داعش" و"القاعدة"، وختم الكاتب مشددًا على أن السؤال الأساس الذي يطرح الآن يتعلق بما سيحصل في المرحلة المقبلة.
ترامب أمام خيارات عسكرية سيئة
زعم الصحفي في صحيفة "واشنطن بوست" دايفيد إغناتيوس في مقاله في الصحيفة أن "نظام الرئيس السوري بشار الأسد هو المسؤول عن الهجوم الكيميائي في خان شيخون،و أنه على الأرجح أقدم على هذا العمل بعد تصريح وزير الخارجية الأميركي ريكس تيليرسون بأن مستقبل الرئيس الأسد سيحدده الشعب السوري".
وأضاف الكاتب أن "ترامب، ومن خلال توجيه ضربات عسكرية ضد أهداف تابعة للجيش السوري اتخذ "خطوة حاسمة" امتنع عن اتخاذها الرئيس السابق باراك أوباما"، إلا أنه حذر من أن ترامب لا يزال يواجه معضلة تتعلق بكيفية جلب التغيير السياسي إلى سوريا.
كما تابع الكاتب بالقول "إن المفارقة هي أن ترامب سيواجه الخيارات العسكرية السيئة التي واجهها أوباما، إذا ما اراد توسيع العمل العسكري ضد النظام السوري بعد الهجوم على قاعدة الشعيرات الجوية".