ارشيف من :آراء وتحليلات
إمام الوطن والمقاومة

كتب مصطفى خازم
قالت الراهبة الجالسة في الصف الاخير على مقاعد دير المخلص في جون لجارتها:
"أنظري إلى عينيه، ألا ترين فيهما المسيح!"..
يذكرهم بالانبياء والصادقين..
كان رفيق دربه الشهيد الدكتور مصطفى شمران يرى فيه صورة علي (ع) بعدله وزهده..
هكذا كان.. ملك على قلوب الفقراء والمؤمنين بالله..
جاء اليهم من النجف الأشرف، بلد العلم والايمان..
حاملاً هم الرسالة والأمة..
هذا هو إمام الوطن والمقاومة.. القائد المغيب السيد موسى الصدر..
حمل هم الوحدة..
وحدة الوطن ووحدة المواطنين..
جلس إلى الفقراء، ورفع عنهم ذل السؤال، يذكره أهل صور متنقلاً بين الاحياء الفقيرة مزيلاً الهم والغم..
مل التعب والصبر من كده وجهده وصبره، بيته، سيارته المتواضعة التي كانت تدرك كبر نفس راكبها، فحملته الى أقاصي البقاع.. وإلى أقاصي الجنوب وتلال كفرشوبا..
وما زال نهجه يرسم الطريق..
إن شرف القدس يأبى أن تتحرر الا على أيدي المؤمنين الشرفاء..
لم يترك مناسبة إلا وطالب فيها بتسليح الجنوبيين.. ليس للعنتريات بل للدفاع عن لبنان..
لأن الدولة نسيت الجنوب ونسيت أنه جزء من هذا الوطن..
درّب وجهّز وأعدّ وعمل لمجتمع المقاومة، لأن "اسرائيل لا يردعها الا السلاح والعمل العسكري".. و"يجب إزالة اسرائيل من الوجود، لأن وجودها عنصرٌ عدواني يخالف المسيرة الإنسانية"..وهي "شر مطلق، وخطر على العرب، مسلمين ومسيحيين، وعلى الحرية والكرامة"..
خرج إلى وادي "ماسة" في البقاع ليكون على رأس أول دورة عسكرية تدريبية للمقاومة.. ووقف بعباءته يرصد ويتابع ..
حمل هم الجنوب والمقاومة إلى كل العالم..
هو السيد الإمام موسى الصدر.. يعود مع كل آب منذ العام 1978.. ينير كالبدر ليلنا الحالك..
انتظرناه طويلاً ونحن أمة ما ملّت الانتظار.. وهي الموعودة بالمنتظر (عج) منذ مئات السنين ليملأ الأرض قسطاً وعدلاً..
كان أول من وعى خطر الكيان الغاصب على لبنان وعلى مياهه وعلى سيادته..
وكان أول من خلع العباءة ليحمل البندقية.. وطالب الجميع بالتجهز للمقاومة.. فكان بحق إمام الوطن والمقاومة..
اليوم يعود الإمام الى ساحة القسم.. في مرجة رأس العين.. التي باتت منذ القسم قطب الرحى للمقاومين.. خزان المقاومة..
سيدي..
حلمك تحقق.. شعبك توحد.. وجنوبك بات قبلة الأحرار.. هزَمْنا الجيش الذي كان لا يُقهر.. ليس مرة واحدة.. بل مرتين..
وقد جهزنا العدة والعتاد لنبقى صامدين في الساحة.. موحدين.. رافضين للتقسيم كما كنت تقول: "نريد لبنان الواحد، لا نظام كانتونات، ولا فدرالية، ولا كونفيدرالية".. لأن لبنان "..أرض الله والإنسان".. ونكرر معك: "إن علاج المحنة يكمن في إعادة دور لبنان القومي إليه في مواجهة إسرائيل".
سيدي.. كل الجماهير الواعية والحرة والشريفة والعظيمة.. ستدخل اليوم تحت عباءتك.. في بقاع البطولة.. البقاع الذي حولته الى معقل المقاومة.. منذ الدورة الأولى للمقاومين الأوائل..
هو بقاعك.. والجنوب في حدقة والشمال في حدقة.. وبيروت في القلب.. معك كانت منذ اعتصمت في مسجدها لتوقف الفتنة.. وستبقى معك.. تريد لبنان واحدا، لأنه كما قلت: "نريد لبناناً واحداً ولا نقبل لبنانين وثلاثة وأربعة، لأن هذا معناه إسرائيلات أخرى"..
ليتهم يعقلون.. ليتهم يقرأون في مزاميرك ليعرفوك.. لا ليتحدثوا عنك بما لم يفقهوا من زرقة بحر عينيك..
سيفك اليوم بقبضة واحدة.. وأنت في مكانك نشعر بعطفك وحنانك وخفقان قلبك لهذه الوحدة.. ونعاهدك.. لن يعود إلى غمده الا وهو مغروز في صدر عدو الوطن.. كائناً من كان..
وتبقى لنا بكل تعاليمك.. والآخرون يجرون أذيال الخيبة بجهلهم..
الانتقاد/ العدد 1294 ـ 29 آب/ أغسطس 2008
قالت الراهبة الجالسة في الصف الاخير على مقاعد دير المخلص في جون لجارتها:
"أنظري إلى عينيه، ألا ترين فيهما المسيح!"..
يذكرهم بالانبياء والصادقين..
كان رفيق دربه الشهيد الدكتور مصطفى شمران يرى فيه صورة علي (ع) بعدله وزهده..
هكذا كان.. ملك على قلوب الفقراء والمؤمنين بالله..
جاء اليهم من النجف الأشرف، بلد العلم والايمان..
حاملاً هم الرسالة والأمة..
هذا هو إمام الوطن والمقاومة.. القائد المغيب السيد موسى الصدر..
حمل هم الوحدة..
وحدة الوطن ووحدة المواطنين..
جلس إلى الفقراء، ورفع عنهم ذل السؤال، يذكره أهل صور متنقلاً بين الاحياء الفقيرة مزيلاً الهم والغم..
مل التعب والصبر من كده وجهده وصبره، بيته، سيارته المتواضعة التي كانت تدرك كبر نفس راكبها، فحملته الى أقاصي البقاع.. وإلى أقاصي الجنوب وتلال كفرشوبا..
وما زال نهجه يرسم الطريق..
إن شرف القدس يأبى أن تتحرر الا على أيدي المؤمنين الشرفاء..
لم يترك مناسبة إلا وطالب فيها بتسليح الجنوبيين.. ليس للعنتريات بل للدفاع عن لبنان..
لأن الدولة نسيت الجنوب ونسيت أنه جزء من هذا الوطن..
درّب وجهّز وأعدّ وعمل لمجتمع المقاومة، لأن "اسرائيل لا يردعها الا السلاح والعمل العسكري".. و"يجب إزالة اسرائيل من الوجود، لأن وجودها عنصرٌ عدواني يخالف المسيرة الإنسانية"..وهي "شر مطلق، وخطر على العرب، مسلمين ومسيحيين، وعلى الحرية والكرامة"..
خرج إلى وادي "ماسة" في البقاع ليكون على رأس أول دورة عسكرية تدريبية للمقاومة.. ووقف بعباءته يرصد ويتابع ..
حمل هم الجنوب والمقاومة إلى كل العالم..
هو السيد الإمام موسى الصدر.. يعود مع كل آب منذ العام 1978.. ينير كالبدر ليلنا الحالك..
انتظرناه طويلاً ونحن أمة ما ملّت الانتظار.. وهي الموعودة بالمنتظر (عج) منذ مئات السنين ليملأ الأرض قسطاً وعدلاً..
كان أول من وعى خطر الكيان الغاصب على لبنان وعلى مياهه وعلى سيادته..
وكان أول من خلع العباءة ليحمل البندقية.. وطالب الجميع بالتجهز للمقاومة.. فكان بحق إمام الوطن والمقاومة..
اليوم يعود الإمام الى ساحة القسم.. في مرجة رأس العين.. التي باتت منذ القسم قطب الرحى للمقاومين.. خزان المقاومة..
سيدي..
حلمك تحقق.. شعبك توحد.. وجنوبك بات قبلة الأحرار.. هزَمْنا الجيش الذي كان لا يُقهر.. ليس مرة واحدة.. بل مرتين..
وقد جهزنا العدة والعتاد لنبقى صامدين في الساحة.. موحدين.. رافضين للتقسيم كما كنت تقول: "نريد لبنان الواحد، لا نظام كانتونات، ولا فدرالية، ولا كونفيدرالية".. لأن لبنان "..أرض الله والإنسان".. ونكرر معك: "إن علاج المحنة يكمن في إعادة دور لبنان القومي إليه في مواجهة إسرائيل".
سيدي.. كل الجماهير الواعية والحرة والشريفة والعظيمة.. ستدخل اليوم تحت عباءتك.. في بقاع البطولة.. البقاع الذي حولته الى معقل المقاومة.. منذ الدورة الأولى للمقاومين الأوائل..
هو بقاعك.. والجنوب في حدقة والشمال في حدقة.. وبيروت في القلب.. معك كانت منذ اعتصمت في مسجدها لتوقف الفتنة.. وستبقى معك.. تريد لبنان واحدا، لأنه كما قلت: "نريد لبناناً واحداً ولا نقبل لبنانين وثلاثة وأربعة، لأن هذا معناه إسرائيلات أخرى"..
ليتهم يعقلون.. ليتهم يقرأون في مزاميرك ليعرفوك.. لا ليتحدثوا عنك بما لم يفقهوا من زرقة بحر عينيك..
سيفك اليوم بقبضة واحدة.. وأنت في مكانك نشعر بعطفك وحنانك وخفقان قلبك لهذه الوحدة.. ونعاهدك.. لن يعود إلى غمده الا وهو مغروز في صدر عدو الوطن.. كائناً من كان..
وتبقى لنا بكل تعاليمك.. والآخرون يجرون أذيال الخيبة بجهلهم..
الانتقاد/ العدد 1294 ـ 29 آب/ أغسطس 2008