ارشيف من :أخبار لبنانية
الصحف الأجنبية: من الصعب اقناع بوتين بالتراجع عن دعم الاسد

استبعدت مواقع غربية بارزة ان يتخلى الرئيس الروسي فلادمير بوتين عن دعمه للرئيس السوري بشار الاسد، في وقت قالت صحف اميركية إن إدارة الرئيس الاميركي دونالد ترامب تسعى إلى دفع روسيا لوقف دعمها للنظام السوري.
وفي سياق متصل، طالب صحفيون اميركيون ادارة ترامب بتكثيف دعمها للمسلحين في محافظة ادلب، بينما توقع خبراء اميركيون أن تشهد العلاقات الاميركية-السعودية تدهوراً في حال امتنع ترامب عن المزيد من التصعيد ضد سوريا. وتطرق صحفيون اميركيون الى دعم المحافظين الجدد للعدوان الاميركي على سوريا ودعواتهم للمزيد من التصعيد، فيما تحدثوا عن مساعٍ تقودها اميركا ضد ما يسمى "نفوذ إيران" في العراق.
اميركا تسعى إلى وقف الدعم الروسي للرئيس الاسد
وفي التفاصيل، نشرت صحيفة "واشنطن بوست" تقريراً أشارت فيه إلى أن مسؤولين اميركيين طالبوا أمس الاحد روسيا بوقف دعمها للحكومة السورية، من أجل منع المزيد من التدهور في العلاقات بين موسكو وواشنطن.
ولفت التقرير الى أن المسؤولين الاميركيين زعموا بأن "روسيا تتحمل مسؤولية جزئية عن الهجوم الكيماوي في خان شيخون"، وتطرق الى ما قاله وزير الخارجية الاميركي "Rex Tillerson" في مقابلة مع قناة "ABC" بانه "يأمل بأن تكون روسيا تفكر جيداً بتحالفها المستمر مع الرئيس بشار الاسد".
وتحدث التقرير حول ما قاله مستشار الأمن القومي الاميركي "H.R McMaster" في مقابلة مع قناة "Fox News" عن ضرورة الضغط على روسيا من أجل كشف ما كانت تفعله قبل الهجوم الكيماوي.
وقال التقرير إن توقيت هذه التصريحات عشية زيارة "Tillerson" الى موسكو يشير إلى نية ادارة ترامب الضغط على روسيا لإبعادها عن الأسد.
ولفت إلى تصريحات السفيرة الاميركية لدى الامم المتحدة "Nikki Haley" التي زعمت بأن السلام في سوريا لا يمكن أن يأتي مع استمرار روسيا "بالتغطية على الاسد"، على حد تعبيرها.
وأوضح ان أيًا من "Tillerson" او "Haley" لم يقل إن "رحيل الاسد بات وشيكاً"، مشيرًا الى ما قاله "Tillerson" في مقابلة مع قناة "CBS" حول التركيز اولاً على "تقليص أو القضاء على داعش"، ثم تركيز المساعي على ما اسماه "استقرار الوضع في سوريا".
مطالب بتكثيف الدعم الاميركي للمسلحين في ادلب
وفي سياق متصل، كتب الصحفي الاميركي المعروف "Josh Rogin" مقالة نشرتها صحيفة "واشنطن بوست" تحدث فيها عن دور محوري يجب ان تلعبه الولايات المتحدة في أي معركة مقبلة في إدلب.
وقال الكاتب إن "واشنطن حتى الآن تجاهلت ادلب، حيث يتواجد أغلب المتمردين الذين يستعدون لمعركة وجودية من أجل استمرار الثورة"، على حد تعبيره. ونقل عن ما أسماه رئيس "معارضة الرياض" رياض حجاب بأن "هناك عشرات الآلاف من مقاتلي المعارضة ومئات آلاف المشردين في ادلب".
كذلك نقل الكاتب عن المسؤول الاميركي السابق بوزارة الخارجية الاميركية “Frederic Hof” قوله إن الخيار الافضل لواشنطن هو الانخراط مع "المجموعات المتمردة على الارض" وامدادها بالمال والسلاح والتدريب.
وتابع الكاتب ان امداد ما أسماه "المتمردين" بالاسلحة المضادة للطائرات قد يجعل موسكو "تفكر مرتين" قبل أن تقوم بقصف المستشفيات والمدارس في ادلب، على حد قوله.
وشدد على ضرورة ان يصدر الرئيس الاميركي دونالد ترامب تعليماته بتركيز المساعي على إدلب "قبل فوات الآوان".
استبعاد سيناريو وقف الدعم الروسي للنظام السوري
بدوره، نشر موقع "Al-Monitor" تقريراً أشار فيه إلى أن امكانية التعاون الاميركي الروسي لهزيمة "داعش" والقاعدة في سوريا قد تكون أمام عقبات كبرى بعد العدوان الاميركي على قاعدة الشعيرات.
واضاف التقرير ان وزير الخارجية الامريكي “Rex Tillerson” سيصل موسكو هذا الاسبوع، في وقت تشهد العلاقات الاميركية الروسية أزمة حقيقية. كما اشار الى أن الرئيس الروسي فلادمير بوتين أعطى اولوية لعودة روسيا كقوة اقليمية في الشرق الاوسط، والى أن دعمه للحكومة السورية عزز سمعته كحليف موثوق به، ما يعني انه من الصعب أن يتراجع عن هذا الدعم. كذلك تحدث عن استمرار التقارب الروسي الايراني بعد زيارة رئيس الجمهورية الاسلامية حسن روحاني الى موسكو الشهر الفائت.
وتساءل التقرير "إذا ما كانت الضربة الاميركية سينظر اليها في المنطقة على انها مؤشر لاعادة إحياء امكانية تغيير النظام في سوريا من قبل خصوم سوريا الاقليميين"، على حد تعبيره.
تداعيات خيبة الامل السعودية المحتملة من واشنطن في سوريا
الباحث الاميركي المعروف “Bruce Riedel” كتب مقالة نشرت على موقع “Al-Monitor”، اشار فيها الى أن السعودية تسرعت بتأييدها للضربة الاميركية على سوريا، مضيفا ان "التوقعات السعودية حيال الخطوات الاميركية المستقبلية للاطاحة بالرئيس السوري بشار الاسد ستكون عالية جداً على الارجح بعد هذه الضربة".حسب تعبيره.
كما اشار الى أن السعوديين أملوا منذ بداية الأزمة في سوريا بهزيمة النظام السوري وايران، من خلال استخدام المسلحين كما جرى في افغانستان ضد الاتحاد السوفييتي. وقال إن "الرئيس الاسد هو أقوى اليوم مما كان عليه في بداية الأزمة رغم انفاق الرياض مليارات الدولارات لدعم المسلحين".
واضاف ان "الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز بذل مساعي خلال القمة العربية الاخيرة من أجل تأمين "معارضة عربية" للرئيس الاسد وإيران، وحاول إبعاد العراق عن ايران. كما قال إن سلمان ركز على الاجندة "المعادية لايران" خلال زيارته الى اندونيسيا والصين واليابان قبل القمة العربية".
هذا ورجح الكاتب بأن "تتوقع العائلة الملكية السعودية من الاستراتيجية الاميركية ان تتخلص من الاسد عاجلاً و ليس آجلاً"، مشدداً على أن "السعوديين يريدون المزيد من الضربات العسكرية الاميركية ضد أهداف تابعة للنظام السوري وايران".حسب قوله.
وشدد على أن الرياض ستشعر بخيبة أمل كبيرة إذا ما تبين بأن الضربة الاميركية هي عمل فردي لن يتبعه المزيد من الضربات العسكرية. وقال إن ذلك سيعني "سحق آمال" السعودية بأن تقوم اميركا "بالتخلص من الرئيس الاسد". كما توقع إلحاق الضرر بالعلاقات الاميركية السعودية إذا ما استخدمت ادارة ترامب خطابًا غامضًا حول مدى استعدادها للاطاحة بالرئيس الاسد".
المحافظون الجدد يهللون بعد العدوان على سوريا ويطالبون بالمزيد
وفي هذا الصدد، كتب مؤسس موقع “LobeLog” “Jim Lobe” مقالة اشار فيها الى أن "تيار المحافظين الجدد يشعر بما أسماه "روحية ايجابية جديدة" بعد العدوان الامريكي على سوريا، لافتاً الى أنه يطالب البيت الابيض بالمزيد منها.
وأوضح الكاتبان أن "العدوان على مطار الشعيرات تزامن وعدد من التقارير التي أفادت بأن نفوذ كبير استراتيجيي البيت الابيض “Steve Bannon” تقلص وسط الشجار الداخلي بين الاخير وتيار آخر يقوده زوج ابنة ترامب المدعو “Jared Kushner”. واضاف ان تقليص نفوذ “Bannon” يعزز آمال المحافظين الجدد.
الكاتب تابع ان الجنرالات وتحديداً وزير الحرب الاميركي “James Mattis” ومستشار الامن القومي “H.R McMaster” كانوا وراء قرار الضربة على سوريا. الا انه اشار الى أن المحافظين الجدد أعربوا عن تأييدهم الكامل للضربة وللتبرير الذي قُدم للاقدام عليها، مضيفاً ان التيار يرى في العدوان الاميركي على سوريا خطوة أولية و"ضرورية" في مرحلة جديدة من التدخل الاميركي الذي يعارضه أمثال “Bannon”. وقال إن تقليص نفوذ “Bannon” "يفتح نافذة للمحافظين الجدد".
ولفت التقرير الى أن من بين الشخصيات التابعة للمحافظين الجدد الذين اعربوا عن تأييدهم للعدوان الاميركي المدعو "Elliott Abrams"، ونائب وزير الحرب في إدارة جورج بوش الابن المدعو “Paul Wolfowitz”، اضافة الى مدير "الـCIA" الاسبق المدعو “James Woolsey”. ورأى “Woolsey” ان العدوان الامريكي على مطار الشعيرات يعطي الاميركيين فرصة لاستخدام القوة "ضد البرنامج النووي الايراني".وفق رأيه.
الكاتب نبّه الى أن "هذا العامل "المعادي لايران" هو العامل الذي تتطابق فيه أجندة المحافظين الجدد مع اجندة وزير الحرب “James Mattis”، الذي قال إنه على ما يبدو يحظى بالنفوذ الأقوى لدى ترامب حالياً. وذكّر بأن قائد القيادة الوسطى في الجيش الاميركي الجنرال “Joseph Votel” كان قد صرح أمام لجنة في "الكونغرس" قبل اسابيع بأنه يجب البحث عن فرص مواجهة "نشاطات" ايران، سواء كان عسكرياً او بوسائل اخرى.
واشار الكاتب الى ان القيادة الوسطى بالجيش الاميركي لطالما كانت علاقاتها مع دول الخليج ودية، وأن "شهية" هذه الدول للاسلحة الاميركية تنتج الارباح لشركات السلاح الاميركية. واضاف ان "الانسجام بين المحافظين الجدد و"البنتاغون" يتعزز مع كلام رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو حول التعاون الامني مع دول الخليج وخاصة دولة الامارات ضد ايران".
مساعٍ تقودها اميركا ضد "النفوذ الايراني" في العراق
من جهته، اشار الصحفي العراقي "عمر ستار" في مقالة نشرها على موقع “Al-Monitor” إلى التوتر الحاد الذي تشهده العلاقات بين العراق و الولايات المتحدة بعد العدوان الاميركي على سوريا.
واشار الكاتب الى ان الولايات المتحدة وجهت رسالة واضحة الى العراق للابتعاد عن ايران، كما ان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بحث خلال لقائه الرئيس الاميركي دونالد ترامب في واشنطن ملفات عديدى تتعلق بالعلاقات مع ايران والسعودية.
واعتبر أن ذلك يفيد بأن الولايات المتحدة تسعى الى توطيد العلاقات بين بغداد والرياض وتقليص النفوذ الايراني في المنطقة.
ولفت الكاتب الى أن ترامب انتقد الاتفاق النووي مع ايران أمام العبادي، فيما زار زوج ابنة ترامب “Jared Kushner” (و هو ايضاً من اهم مستشاري الرئيس الاميركي) العراق بعد أيام قليلة من زيارة العبادي إلى واشنطن، وذلك من اجل بحث الدعم الاميركي للعراق في محاربة "داعش".
ونبّه الكاتب الى ان زيارة “Kushner” اعتبرت مؤشرًا بأن "ادارة ترامب ترى في العراق ساحة لمواجهة قوة ايران المتزايدة في المنطقة"، ونقل عن مصادر مقربة من رئيس الوزراء العراقي بأن “Kushner” بحث مع المسؤولين العراقيين خلال هذه الزيارة موضوع "الحد" من دور ايران في العراق.
وتابع الكاتب بأن الخبراء العراقيين يرون أن اجتماع ترامب مع كل من ولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في الرابع عشر من آذار/مارس الماضي ورئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في العشرين من آذار/مارس الماضي، جاء في إطار "الميول العربي تجاه العراق تناغماً مع سياسة واشنطن"، بهدف تقليص نفوذ ايران بالمنطقة".حسب قوله.