ارشيف من :أخبار لبنانية
الرئيس عون: التمديد لمجلس النواب من دون الاتفاق على القانون الجديد لن يكون في مصلحة لبنان

أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أن الفرصة لا تزال سانحة للاتفاق على قانون جديد للانتخابات النيابية يؤمن التمثيل الصحيح للشعب اللبناني بعدالة ومساواة، لأن أي إجراء آخر غير الاتفاق على القانون المتوازن، يضع الشعب اللبناني التوّاق إلى ممارسة حقه في الانتخاب الذي حُرم منه منذ أربع سنوات، في مواجهة مع المؤسسات الدستورية التي يفترض أن تعبّر عن تطلعاته وأمانيه وأحلامه.
ولفت الرئيس عون خلال استقباله ظهر اليوم في قصر بعبدا وفداً من تيار "صرخة وطن" برئاسة جهاد ذبيان، إلى أن القيادات السياسية عبّرت أكثر من مرة عن حرصها على المحافظة على الديموقراطية والتي من أبرز مظاهرها تمكين الشعب من اختيار نوابه بحرية، وكذلك فإن على القيادات أن تتجاوب مع إرادة اللبنانيين وتتفق في ما بينها على القانون العتيد لاسيما وأن الاتصالات لا تزال قائمة ونقاط الالتقاء كثيرة وإمكانية الاتفاق ممكنة في أي لحظة إذا صفت النوايا.
الرئيس ميشال عون وضيوفه
وجدد الرئيس عون التأكيد على أن التمديد لمجلس النواب من دون الاتفاق على القانون الجديد أو على خطوطه العريضة، لن يكون في مصلحة لبنان والنظام الديموقراطي الذي يستند اليه، ورئيس الجمهورية الذي يجسّد وحدة الوطن والمؤتمن على الدستور، لا يمكنه إلا أن يكون امينًا مع قسمه وملتزمًا حماية حقوق الشعب ومصالحه، لأن الشعب هو مصدر السلطات وصاحب السيادة يمارسها عبر المؤسسات الدستورية.
وكان رئيس التيار جهاد ذبيان ألقى كلمة باسم الوفد أكد فيها أن درب التغيير والاصلاح يبدأ بقانون انتخابي عصري يكون فيه لبنان دائرة انتخابية واحدة على اساس النسبية حيث نضمن التمثيل الصحيح لكافة أبناء الشعب أو على الاقل النسبية الكاملة في دوائر موسعة. وطالب ذبيان بخفض سن الاقتراع وفتح أبواب السفارات في الاغتراب امام المقترعين وقال:"يطمح اللبنانيون بأن يصلوا في عهدكم الى الدولة العادلة القادرة المانعة".
الامين العام لمنظمة العفو الدولية
الى ذلك، استقبل الرئيس عون في حضور وزير العدل سليم جريصاتي، الامين العام لمنظمة "العفو الدولية" السيد سليل شيتي والمديرة الاقليمية للمنظمة لمنطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا السيدة رندا فريد حبيب. واطلع السيد شيتي رئيس الجمهورية على نشاط المنظمة التي تأسست قبل 56 عاماً وعلى القرار الذي اتخذته باعتماد بيروت مقراً اقليميا للمنظمة يغطي منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا "وذلك لإيمان المنظمة بموقع بيروت ودور لبنان في حماية الحريات وحقوق الانسان وللتأكيد على ثقة المجتمع الدولي به".
وعرض السيد شيتي لأبرز ما تقوم به المنظمة في مجالات اختصاصها معرباً عن تقدير اعضائها للرعاية التي يقدمها لبنان للنازحين السوريين واللاجئين الفلسطينيين على رغم ما رتّب ذلك من تداعيات على الاقتصاد الوطني اللبناني والوضع الامني.
ولفت الى ان المنظمة اطلقت حملة عالمية تحت عنوان "أنا أرحب باللاجئين" لممارسة الضغط على الدول الكبرى والثريّة لاستضافة نازحين، وتقديم الدعم للدول المضيفة راهناً بهدف تعزيز مشاركة المجتمع الدولي بالتعاطي مع معاناة النازحين.
ورحّب الرئيس عون بقرار منظمة "العفو الدولية" اعتماد لبنان مقراً اقليمياً لها، مؤكداً على اهتمامه شخصياً بكل ما يعنى بحقوق الانسان، لافتاً الى أن الحكومة الاولى في عهده ضمت وزيراً متخصصاً بشؤون حقوق الانسان، إضافة الى متابعته لكل القوانين التي صدرت او تلك التي لم تصدر بعد، والتي تحمي المرأة وتمنع العنف الاسري وتتابع مسألة المفقودين والمخفيين قسراً نتيجة الاحداث اللبنانية التي وقعت منذ 1975.
ولفت رئيس الجمهورية الى أن تدفّق النازحين السوريين الى لبنان أثر سلباً على الاقتصاد اللبناني، في وقت لم يتسلم فيه لبنان المساعدات الدولية التي ذهبت في معظمها الى النازحين مباشرة.
المهندس فؤاد مخزومي
واستقبل الرئيس عون رئيس "حزب الحوار الوطني" المهندس فؤاد مخزومي وعرض معه الاوضاع العامة. وأثنى مخزومي على الخطاب الجامع للرئيس عون في القمة العربية التي انعقدت في الاردن، معتبراً أن فتح الآفاق مع الدول العربية ودول الخليج يبشّر بموسم سياحي جيد، خصوصا السياحة الدينية مع اقتراب شهر رمضان المبارك.
وأكد أن التحديات الداخلية كثيرة، والخارجية أيضاً، فلبنان يجب أن يكون جاهزاً في ظل التغيّرات السريعة في المنطقة.
وقال مخزومي أن اللبنانيين "يتوقون لإجراء الانتخابات النيابية بقانون النسبية الذي يمكن ان يشكل نقلة نوعية تعيد الثقة للشباب بالبلد والدولة وتعزز موقع لبنان في المنطقة وامام العالم."
لجنة مهرجانات بيت الدين
واستقبل الرئيس عون لجنة مهرجانات بيت الدين الدولية برئاسة السيدة نورا وليد جنبلاط، وكذلك مدير عام "مطابع الكريم الحديثة" و"دار منشورات الرسل"، مؤسس جائزة "الريشة الذهبية" الاب شربل مهنّا، المرسل اللبناني الماروني، يرافقه الشاعر حبيب يونس من لجنة تحكيم الجائزة، اللذين اطلعا رئيس الجمهورية على قرار اللجنة منحه الجائزة بنسختها الماسية المميزة لمناسبة اليوم العالمي للكتاب، وهي تمنح للمرة الاولى الى شخصية سياسية، بعدما سبق ومنحت الى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي.
ووجه الاب مهنا ويونس الدعوة لرئيس الجمهورية الى حفل تسليم "الريشة الذهبية للعام 2017" الى الدكتور يوسف كمال الحاج لمناسبة اشرافه على اصدار المؤلفات الكاملة لوالده الفيلسوف الشهيد ورائد القومية اللبنانية الدكتور كمال الحاج، الذي سيقام في 22 الشهر الحالي في بيت عنيا-حريصا، بحضور حشد لبناني وعربي.
وهنأ رئيس الجمهورية الاب مهنا على مبادرته في تخصيص جائزة للانتاج الفكري الذي يساهم في اعلاء شأن لبنان الحضاري، شاكرا له وللجنة الجائزة قرارهما منحه النسخة الماسية المميزة، ومتمنيا دوام العطاء من اجل رفعة لبنان الفكر والثقافة التي جعلت منه رائدا في محيطه والعالم.