شهد مخيم عين الحلوة في صيدا ليلة متوترة بعد تجدد اطلاق النار أكثر من مرة بين حي الطيرة ومنطقة جبل الحليب، وقد بلغت الاشتباكات أشدَّها بعيد منتصف الليل بنصف ساعة، اذ سمعت أصوات رشقات نارية كثيفة من الأسلحة الرشاشة الخفيفة والمتوسطة مع إلقاء عدد من القذائف الصاروخية والقنابل اليدوية ورصاص القنص. وقد أدى تجدد المواجهات الى سقوط جريح، فيما عاش المخيم على سيل من الشائعات الفتنوية.

وما تزال الإشتباكات متواصلة على محور جبل الحليب - حي الطيري - سوق الخضار على الشارع الفوقاني داخل مخيم عين الحلوة، مع سماع رشقات نارية كثيفة من كافة الأسلحة الرشاشة المتوسطة والثقيلة وإطلاق القذائف الصاروخية بين الحين والآخر يتردد صداها في أرجاء مدينة صيدا وضواحيها.

مصادر أمنية فلسطينية رجحت أن تنتشر "القوة المشتركة" في حي الطيري اليوم بعد تأخر ملحوظ بسبب استكمال الاستعدادات اللوجستية وإجراء المزيد من الاتصالات لتأمين انتشار ناجح.

وعلم أن مجموعة تابعة للارهابي بلال بدر المتشددة رفضت الانسحاب من الحي، قبل أن تقوم حركة "فتح" بسحب عناصرها من "حي الصحون" المحاذي، وقد التقت القيادة السياسية للفصائل والقوى الفلسطينية في منطقة صيدا وفدًا من لجنة "حي الطيرة" في مقر "القوة المشتركة" وابلغته انها ستنتشر في الحي ومنطقته، بينما طالب الوفد ببلسمة جراح الناس ودفع تعويضات مالية سريعة لهم كي يتمكنوا من اصلاح اضرار الاشتباكات والعودة الى منازلهم.

في هذا الوقت ظهر تململ واضح في صفوف عناصر حركة "فتح" رفضًا للاتفاق الذي تم التوصل اليه لجهة بنوده أولاً وتطبيقه على الارض ثانيًا، وقد ترجم ذلك من خلال حراك رمزي في المخيم ليلاً يدعو الى استمرار العملية العسكرية حتى إنهاء حالة بدر بالكامل.

تجدر الاشارة الى ان الاشتباكات التي وقعت في عين الحلوة بين "القوة المشتركة" وحركة "فتح" من جهة ومجموعة بدر من جهة ثانية، منذ خمسة أيام حصدت أكثر من تسعة قتلى بعدما توفي أحد الفلسطينين متأثرًا بجراحه ويدعى ممدوح الصاوي فيما سقط أكثر من 50 جريحًا إصابة بعضهم خطرة.