أصيب سكان مخيم عين الحلوة بالصدمة والذهول، لحجم الدمار والخسائر التي خلفتها الاشتباكات بين حركة "فتح" والقوة الفلسطينية المشتركة من جهة، والإرهابي بلال بدر وجماعته من جهة ثانية، والتي انتهت إلى تواري بدر عن الأنظار، وانتشار القوة المشتركة في مختلف أحياء المخيم.

وقد ألحقت القذائف أضرارًا بمئات المنازل والمحال التجارية، كما نخر جدرانها الرصاص، الأمر الذي يتطلب مبالغ مالية لإعادة بناء ما تهدم وترميم ما تضرر، فيما يفتقر أصحاب المنازل والمحال للإمكانيات المادية لإنجاز هذه المهمة.

شبكتا المياه والكهرباء نالتا أيضًا نصيبهما من الاشتباكات، وباتتا بحاجة لإعادة إصلاح وتأهيل، يحتاج إلى فترة زمنية لا تقل عن أسبوع.

أما الأحياء المنكوبة، فتحتاج إلى خطة طوارئ لتخفيف المعاناة عن المتضررين، الذين عبروا عن حزنهم لخسارتهم جنى العمر، معتبرين أن الحل الوحيد للحفاظ على حياتهم وأرزاقهم المتواضعة يكمن في دخول الجيش اللبناني إلى مخيم عين الحلوة لاعتقال الإرهابيين.

اشتباكات مخيم عين الحلوة تخلف دمارًا وأحياءً منكوبة
 
وشهدت صباح اليوم الجهة الغربية للمخيم؛ والتي كانت بعيدة عن مسرح الاشتباكات، حركة عمل ناشطة للمرة الأولى منذ عصر الجمعة الماضي، كما شهدت الأحياء اللبنانية المجاورة لمخيم عين الحلوة، وخاصةً خط حسبة صيدا حركة عمل شبه طبيعية، وذلك وسط إقفال تام لجميع الجامعات والمدارس بسب عطلة عيد الفصح، في وقت واصل فيه الجيش اللبناني تسيير دورياته في محيط المخيم.

وعلى مستوى اللقاءات السياسية التي أعقبت اشتباكات المخيم، عُقد لقاء هام في مكتب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة الشيخ ماهر حمود في صيدا، ضم أمين سر تحالف القوى الفلسطينية وممثل "حركة الجهاد الإسلامي" في لبنان أبو عماد الرفاعي، مسؤول العلاقات السياسية للحركة شكيب العينا، ممثل حركة "حماس" في لبنان علي بركة ونائبه أحمد عبد الهادي، مسؤول "القيادة العامة" في لبنان أبو عماد رامز، فيما اعتذر أمين سر حركة "فتح" قي لبنان فتحي أبو العردات عن المشاركة لاستقباله ضيوفًا في سفارة فلسطين في بيروت.

وخلال اللقاء، جرى بحث الأوضاع الأمنية في المخيم، على خلفية انتشار "القوة المشتركة" في "حي الطيرة" وفقًا للاتفاق الفلسطيني الذي أُعلن قبل أيام من صيدا، وتواري الارهابي بلال بدر عن الأنظار.

الشيخ حمود رأى خلال اللقاء، أن "ما جرى في عين الحلوة لجهة وقف إطلاق النار وانتشار القوة المشتركة في الطيرة وتواري بدر هو أفضل الممكن"، وقال "في ظل الظروف التي رأيناها في الأيام الاخيرة لم يكن هناك مجال للحسم العسكري وكنا نتمنى أن يكون هناك حل أمني من حيث المبدأ، لكن ما حصل هو أفضل ما يمكن في ظل هذه الظروف"، آملاً أن يكون ما حدث مقدمة لأمن وأمان المخيم وجواره، وأن يكون محاصرة حقيقية لكل إرهابي.