ارشيف من :أخبار عالمية

الكشف عن مخطط خطير لتهجير 20% من فلسطينيي القدس و "الشيخ جراح" إلى مجلس الأمن

الكشف عن مخطط خطير لتهجير 20% من فلسطينيي القدس و "الشيخ جراح" إلى مجلس الأمن

ينظر مجلس الأمن في الساعات القريبة بجرائم الاحتلال في حي الشيخ جراح في القدس المحتلة في وقت تم الكشف عن مخطط خطير لتهجير 20% من فلسطينيي القدس في غضون خمس سنوات يشمل إخطار 1500 منزل بالهدم منذ بدء العام.

كما ينتظر أن تنظر المحكمة المركزية  للكيان لإسرائيلي الغاصب
في القدس اليوم أو غدا بقرارها السابق بإخلاء العائلات الفلسطينية من منازلها في حي الشيخ جراح بعدما قدم الأهالي وثائق تفند مزاعم المستوطنين حول ملكيتها.


وكان محامو العائلات المهجرة قد تقدموا، أمس، بطلب للمحكمة لإعادة النظر بقرارها بإخلاء العائلات وأرفقوا طلبهم بقرائن تفند مزاعم المستوطنين بأن المنازل كانت خالية وأن أصحابها سكنوها قبل يومين فقط من الإخلاء.


وأكد ناصر الغاوي أحد أصحاب المنازل المهجرة ل"الخليج" أن زوجته وأطفاله الخمسة وبقية العائلات التي طردها الاحتلال من منازلها (55 نفرا) ما زالوا يبيتون على قارعة الطريق داخل خيمة متواضعة جدا.


وشدد الغاوي الذي هجرت عائلته من صرفند في نكبة عام 1948 على صعوبة الاقتلاع ومقاساة ظروف اللجوء الجديدة. وتابع "ولدت في هذا البيت قبل 45 عاما وفجأة تداهمك قوات الاحتلال مدججة بالسلاح والكراهية ويلقونك خارج منزلك".


ونفى الغاوي مزاعم المستوطنين وشدد على حيازته وثائق طابو تثبت ملكيته للبيت الذي ورثه عن والده الذي اقتناه من وكالة الغوث عام 1956 ضمن اتفاقية رسمية يحتفظ بنسخة أصلية منها.


وحمل الغاوي على قضاة المحكمة "الإسرائيلية"، وقال إن المقاضاة كانت أشبه بمسرحية تراجيدية، واستذكر أن القاضي الأول قال له خلال المحكمة: مزاعمك صحيحة لكنها قديمة، فيما قال القاضي الثاني: أقوالك صحيحة لكنكم تأخرتم!


وأوضح الغاوي أن العائلات قدمت إلى المحكمة أدلة جديدة تفند مزاعم المستوطنين الذين ادعوا أن أهالي البيوت التي تم إخلاؤها عنوة قد سكنوها قبل يومين فقط من الإخلاء.
وأكد الغاوي الذي يعمل في مطبعة في القدس أن أرض الشيخ جراح تصرخ ظلما بعد الجريمة المقترفة من قبل الاحتلال وعبر عن أمله أن يأخذ القضاة الوثائق الجديدة المقدمة لهم من أجل رفع قرار الحكم بالضياع والموت على 55 إنسانا ظلما وعدوانا.


من جانبه شكك رئيس وحدة القدس في الرئاسة الفلسطينية المحامي أحمد الرويضي في تصريح ل"الخليج" بعدالة القضاء "الإسرائيلي"، وقال إن الجهود تنصب على المسار السياسي والدبلوماسي.
 
وأوضح أن المحكمة الاحتلالية منحازة للمستوطنين رغم تقديم الأدلة القاطعة التي استحضرت من الأرشيف العثماني وتثبت ملكية العرب بمنازل الشيح جراح المهجرة.
وتابع "سنواصل الفعاليات الاحتجاجية في المدينة فيما تركز السلطة الفلسطينية على الاتصالات مع المجموعة العربية لطرح القضية على مجلس الأمن وعندها ستمتحن مواقف إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما ومواقفه المعلنة".

وامتدح الرويضي مواقف الاتحاد الأوروبي والتصريحات الأمريكية بهذا الشأن وتمنى أن لا تستخدم واشنطن الفيتو عند التصويت في مجلس الأمن خلال الساعات القريبة".


وكشف أن الاحتلال يعتمد سياسة فرض الحقائق على الأرض ومصادرة الأراضي والعقارات لصدور 1500 أمر هدم لمنازل مقدسية منذ بدء العام منها 80 منزلا داخل البلدة القديمة و300 منزل في محيطها كحي سلوان والبستان والشيخ جراح وتابع "هناك سياسة تهدف تهجير 20% من العرب في القدس في غضون خمس سنوات والاحتلال يركز اليوم على البلدة القديمة ومحيطها". كما كشف عن تهديد 25 منزلا آخر في حي الشيخ جراح علاوة على داري الغاوي وحنون تمهيدا لبناء 300 شقة استيطانية مكانها.


وأوضح سليم الحنون نيابة عن العائلات المشردة إنهم يعيشون أكثر من خمسين عاما في بيوتهم، وقرار المحكمة "الإسرائيلية" هو بمثابة قرار إعدام صدر بشكل متواطئ من المستوطنين والسلطات الداعمة لهم، دون الأخذ بعين الاعتبار المستندات والوثائق.


وقال "إننا الآن نبدأ مرحلة جديدة من معركة البقاء والتحدي والصمود في مدينتنا ووطننا الذي لا وطن لنا سواه.. هنا صامدون ولن نهجر مدينتنا وأرضنا. ونوه بأن عملية الإخلاء كانت وحشية أفزعت الأطفال ومختلف أبناء العائلات، واعتدت قوات الاحتلال على الجميع دون تفرقة.


وزار وفد عن الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة برئاسة عضو الكنيست محمد بركة خيمة الاحتجاج تضامنا ومشاركة مع نضال الأهالي لاسترجاع بيوتهم المسطو عليها. ودعا بركة في تصريح ل"الخليج" لمساندة المقدسيين في وجه أكبر مؤامرة احتلالية تشهدها المدينة، في محاولة بائسة لتهويدها، وتابع "لكن كل ممارسات الاحتلال لا يمكنها أن تغير الحقيقة الدامغة، وهي أن القدس عاصمة الدولة الفلسطينية، ستبقى فلسطينية، مهما حاولوا تزييف التاريخ. وتابع "إن المعركة لا تتوقف عند العائلات المنكوبة بل عند القدس ككل، ولهذا يجب تصعيد المعركة في مواجهة المحتل، وتجنيد أوسع حملة تضامن محلي ودولي لصد المحتل ومؤامراته".


وقال عدنان الحسيني محافظ القدس لرويترز: "لديهم (الاسرائيليون) قرارات إخلاء يلعبون فيها حسب الظروف السياسية عندنا وحسب الظروف الدولية يلعبون شطرنج في مصير الأمة في المدينة يزورون الاوراق ويذهبون إلى المحاكم وهي دائما إلى جانبهم.. هناك مؤسسات تعمل، يخلون المنازل ويسكنون فيها المستوطنين عدد منهم موظفون في الحكومة".


وأوضح انه نجح في اصدار قرار من المحكمة العليا "الاسرائيلية" بتأجيل إخلاء عائلة من منزلها في بيت صفافا على بعد خمسة كيلومترات جنوبي القدس تدعي مجموعة من المستوطنين ملكيتها له. وقال "هذه قضايا "الذهاب الى المحاكم" نحن نستغلها لكسب مزيد من الوقت لا أكثر ولا أقل رغم قناعتنا في نهاية المطاف ان هذا يحتاج الى قرار سياسي".


المحرر الإقليمي + وكالات

2009-08-06