ارشيف من :آراء وتحليلات
باختصار: من يمسك الحرب

كتب محمد يونس
تتكاثر العوامل المحيطة بالأزمة الجورجية وتزداد تعقيدا بعد عروض العضلات الجاري تنفيذها في البحر الأسود بين السفن الحربية الأميركية وتلك التابعة للناتو وبين الأسطول الروسي الذي يبدو انه بدأ استعدادات غير عادية لاحتمال حصول اشتباك مع هذه السفن التي تقف لأول مرة على هذه المسافة من الحدود الروسية.
ويبدو أن الغرب لم يدرك بعد أنه لا يمكنه استخدام عصا العسكر مع روسيا، حيث يفتعل الاستفزاز تلو الآخر وعلى نحو متواصل، استفزازات دفعت بالروس إلى الذهاب بعيدا دفاعا عما يعتبرونه مصالحهم الحيوية الإستراتيجية، مطلقين تصريحات توحي بأن الحرب باتت وشيكة أكثر مما يتوقع البعض. فروسيا تبدو مدركة لحقيقة قوتها لا بل إنها تبدو وكأنها تعيش حالة تحرر من قيود الاستعمار على حد تعبير بعض الصحف الأوروبية التي قالت إن روسيا تحتفل هذه الأيام بتحررها من العلاقة مع الغرب، وهي تشعر بأنها استعادت دورها كقوة عالمية، وأنها تتصرف على هذا الأساس، فلم تأبه لحلف الناتو وقامت بقطع العلاقات الإستراتيجية معه، كما أن التهديد بعدم ضمها لمنظمة التجارة العالمية لم يعد ينفع، وبات على الغرب أن يتعامل معها كما ترى هي حجمها لا كما يرغب هو أن يراها.
بعض المحللين أنحوا باللائمة في التطورات الأخيرة على الولايات المتحدة والدول الأوروبية وحلف الناتو لأنهم هم بدأوا هذه الحرب عندما أصروا على الاعتراف باستقلال كوسوفو برغم التهديدات الروسية، وها هم الآن يشاهدون نتائج استفزازاتهم من دون أن يكون لهم القدرة على القيام بأي خطوة مضادة، فروسيا تقوم اليوم باللعب معهم على أساس القواعد التي وضعوها هم.
وإلى أن يصل هذا التحليل إلى مسامع أصحاب القرار في البيت الأبيض وغرف القيادة في حلف الناتو يمسك العالم كله أنفاسه تحسبا لأي خطأ مقصود أو غير مقصود قد يقود إلى حرب عالمية لا تبقي ولا تذر.
الانتقاد/ العدد 1294 ـ 29 آب/ أغسطس 2008
تتكاثر العوامل المحيطة بالأزمة الجورجية وتزداد تعقيدا بعد عروض العضلات الجاري تنفيذها في البحر الأسود بين السفن الحربية الأميركية وتلك التابعة للناتو وبين الأسطول الروسي الذي يبدو انه بدأ استعدادات غير عادية لاحتمال حصول اشتباك مع هذه السفن التي تقف لأول مرة على هذه المسافة من الحدود الروسية.
ويبدو أن الغرب لم يدرك بعد أنه لا يمكنه استخدام عصا العسكر مع روسيا، حيث يفتعل الاستفزاز تلو الآخر وعلى نحو متواصل، استفزازات دفعت بالروس إلى الذهاب بعيدا دفاعا عما يعتبرونه مصالحهم الحيوية الإستراتيجية، مطلقين تصريحات توحي بأن الحرب باتت وشيكة أكثر مما يتوقع البعض. فروسيا تبدو مدركة لحقيقة قوتها لا بل إنها تبدو وكأنها تعيش حالة تحرر من قيود الاستعمار على حد تعبير بعض الصحف الأوروبية التي قالت إن روسيا تحتفل هذه الأيام بتحررها من العلاقة مع الغرب، وهي تشعر بأنها استعادت دورها كقوة عالمية، وأنها تتصرف على هذا الأساس، فلم تأبه لحلف الناتو وقامت بقطع العلاقات الإستراتيجية معه، كما أن التهديد بعدم ضمها لمنظمة التجارة العالمية لم يعد ينفع، وبات على الغرب أن يتعامل معها كما ترى هي حجمها لا كما يرغب هو أن يراها.
بعض المحللين أنحوا باللائمة في التطورات الأخيرة على الولايات المتحدة والدول الأوروبية وحلف الناتو لأنهم هم بدأوا هذه الحرب عندما أصروا على الاعتراف باستقلال كوسوفو برغم التهديدات الروسية، وها هم الآن يشاهدون نتائج استفزازاتهم من دون أن يكون لهم القدرة على القيام بأي خطوة مضادة، فروسيا تقوم اليوم باللعب معهم على أساس القواعد التي وضعوها هم.
وإلى أن يصل هذا التحليل إلى مسامع أصحاب القرار في البيت الأبيض وغرف القيادة في حلف الناتو يمسك العالم كله أنفاسه تحسبا لأي خطأ مقصود أو غير مقصود قد يقود إلى حرب عالمية لا تبقي ولا تذر.
الانتقاد/ العدد 1294 ـ 29 آب/ أغسطس 2008