ارشيف من :أخبار لبنانية

عين الحلوة تسدل الستار عن خسائر تفوق 5 ملايين دولار والسكان اما التعويض او التصعيد

عين الحلوة تسدل الستار عن خسائر تفوق 5 ملايين دولار والسكان اما التعويض او التصعيد


انتهت المعارك الدامية في عين الحلوة او تأجلت لكنها اسدلت "الستارة" عن مشاهد الدمار والخراب الذي لحق بالأبنية والمحال التجارية بالإضافة الى البنى التحتية.

هذا الدمار الذي أحرق وضرر مئات المنازل، احرق معه قلوب اصحابها غضبا وحزنا على ما حل بهم، حيث وقف بعضهم على أنقاض منزله وردد بحرقة، "هنا كان بيتنا" والبعض الاخر ذرف الدمع وصرخ بأعلى صوته بأن "جنى عمري" ذهب هباء منثورا بلا هدف.

عين الحلوة تسدل الستار عن خسائر تفوق 5 ملايين دولار والسكان اما التعويض او التصعيد

 

بات "حي الطيرة"، و "حي الصحون" وجانب من حيي "الصفصاف والراس الاحمر" ومعهما سوق الخضار جميعهم احياء منكوبة، حيث يقدر البعض ان قيمة الخسائر كبيرة وتفوق خمسة ملايين دولار اميركي وفق التقدير الاولي.

في هذا السياق، يصف أبو علاء حجير أحد سكان المنطقة، الاشتباكات بانها كانت عنيفة جداً ويضيف "لقد خسر ابنائي منازلهم"، ويسأل من الذي يعوض علينا؟، اما "أم سامر" وهي الاخرى تسكن تلك الاحياء حيث تجلس وسط منزلها الذي تحول الى ركام وتكفكف دمعها وتقول بحسرة "ان اطفالي يبكون على اغراضهم لقد احترقت العابهم وباتوا مشردين من منزل الى اخر"، وتضيف "حسبي الله ونعم الوكيل على كل انسان، ضرب واطلق النار وتسبب بهذا الدمار".

اما احمد برهوم مقيم اخر في منطقة سوق الخضار، يقف ويتحسر على محله المستأجر والمعد لبيع الثياب والاحذية، الذي تحول الى رماد بعد احتراقه بالكامل، مع ثلاثة محال اخرى مجاورة لأشقائه واقاربه، وقال "ان خسارتي لا تعوض وتفوق 150 ألف دولار، لقد انطفأت النار لوحدها بعدما التهمت كل شيء، ومعها اشتعل قلبي، ما ذنبنا ومن سيعوض علينا؟، يذكر ان برهوم كان قد احترق محله المستأجر في "حي الصفصاف" في اشتباكات سابقة.

وحده الفتى محمد حمدان 16 عاما، من عرب شويشة، الذي يبيع الورد على عربة متحركة صغيرة في آخر سوق الخضار، يقول "ما أجمل ان يكون حالنا في عين الحلوة كحال هذه الورود، نتلاقى رغم الاختلاف، نعتمد لغة الحوار بعيدا عن الاقتتال، يفوح حضورنا رائحة جميلة"، ويؤكد ان "الوحدة هي الخلاص".

بالخلاصة امام هذا المشهد المأساوي الناس في قرارة أنفسهم لم يطمئنوا بعد لاستقرار الاوضاع ولعلهم يعبرون عن هواجسهم من جولة جديدة قد تبدأ في اي وقت ولأي سبب كون النفوس ما زالت مشحونة واليد على الزناد والوضع على حاله من "الامن الهش" القابل للتوتر والانفجار عند اي حادث.

2017-04-15