ارشيف من :أخبار لبنانية
الصحف الاجنبية: ترامب أراد توجيه رسالة الى الداخل الاميركي جراء العدوان على سوريا

وجه وزير الخارجية البريطاني رسالة الى روسيا عبر مقالة له نشرت في صحيفة بريطانية بارزة، حيث قال إن الغرب مستعد للعمل مع روسيا من أجل التوصل الى حل سياسي في سوريا من دون الرئيس بشار الاسد، وذلك من خلال عملية انتقالية تبقي على أهم مؤسسات الدولة السورية.
في هذا السياق، أشار صحفي أميركي معروف الى أن أعضاء في الكونغرس يستعدون لتكثيف الضغوط على سوريا وحلفائها من خلال محاولة تمرير عدد من القرارات، لكنه نبّه في الوقت نفسه الى وجود الكثير من العقبات التي قد تحول دون تحقيق ذلك.
واعتبر مسؤولون أميركيون سابقون أن اقدام ترامب على توجيه ضربة الى سوريا انما يتعلق بأسباب داخلية أكثر مما يتعلق بتوجيه رسالة الى سوريا أو روسيا.
* وزير خارجية بريطانيا يدعو روسيا مجدداً الى التخلي عن الرئيس الاسد
كتب وزير الخارجية البريطاني "Boris Johnson" مقالة نشرتها صحيفة "Daily Telegraph" جدد فيها المزاعم بأن النظام السوري ارتكب هجومًا بالاسلحة الكيماوية في خان شيخون، واصفًا الرواية الروسية في هذا الاطار بالـ"دعاية"، حسب تعبيره.
وقال إن العمل العسكري الغربي الواسع النطاق في سوريا أمر مستبعد تماماً، وان "الغرب عليه أولاً جمع كل الادلة من خان شيخون و من ثم استخدام هذه الادلة من اجل فرض عقوبات على الرئيس الاسد نفسه"، وفق قوله.
واعتبر وزير الخارجية البريطاني أن الخطوة الأهم هي "اظهار للجانب الروسي طبيعة النظام الذي يسانده" بحسب تعبيره. وتابع بأن روسيا باتت امام فرصة وبأن الغرب مستعد للعمل مع روسيا من اجل التوصل الى حل سياسي في سوريا لكن "من دون (الرئيس) الاسد".حسب تعبيره.
* الكونغرس سيحاول تكثيف الضغوط على سوريا و حلفائها...لكن عقبات كثيرة تقف أمام ذلك
الصحفي "Josh Rogin" كتب مقالة نشرت في صحيفة "واشنطن بوست" أشار فيها الى أن أعضاء بارزين في الكونغرس يستعدون لطرح خطوات على الرئيس الأميركي دونالد ترامب من أجل الضغط على الرئيس السوري بشار الاسد وكذلك على روسيا وايران.
ولفت الكاتب الى أن ادارة ترامب لم تتوصل بعد الى اجماع حول السياسة التي ستعتمدها في النزاع السوري، زاعماً أن الادارة الاميركية أصبحت ملتزمة بلعب دور أكبر في الحرب السورية بعد "الهجوم الكيماوي" في خان شيخون.
الكاتب الذي يعد من أبرز الصحفيين الاميركيين المعادين للنظام السوري وحلفائه، قال إن ادارة ترامب بحاجة الى أدوات للضغط على الرئيس الاسد وشركائه "كي يدخلوا بمفاوضات حقيقية"، على حد قوله. كما أضاف بأن الاكتفاء بمطالبة موسكو بالتخلي عن الاسد دون وجود أوراق ضغط هي نفس الاستراتيجية التي اتبعتها ادارة اوباما السابقة دون ان تحقق اي نجاح.
وعليه، تحدث الكاتب عن أهمية دور الكونغرس، ونقل عن مصادر بالكونغرس أن المشرعين الاميركيين ولدى عودتهم من الاستراحة الاسبوع المقبل سيبدأون "بتحريك" العديد من مشاريع القرارات التي تنص على فرض عقوبات على الرئيس الاسد وكذلك على ايران وروسيا، بما في ذلك مشروع قرار ينص على قطع الدعم لبرنامج ايران للصواريخ البالستية.
كما نبّه الكاتب الى أن مجلسي النواب والشيوخ بالكونغرس تقدما بمشروعي قرار ينصان على فرص عقوبات على ثلاث شركات ايرانية للطيران المدني بذريعة أن الطائرات التابعة لهذه الشركات تنقل السلاح والمقاتلين الى سوريا لدعم الرئيس الاسد.
وقال الكاتب إن المشرعين الجمهوريين في الكونغرس يريدون من ادارة ترامب ايضاً إلغاء التراخيص التي تسمح للشركات الاميركية مثل شركة "Boeing" للطيران بممارسة اعمال تجارية مع هذه الشركات الايرانية.
كذلك لفت الى أن قادة لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الاميركي تقدموا بمشروع قرار جديد بفرض عقوبات على قوات حرس الثورة الايرانية، مضيفاَ ان هذه الخطوة اصبحت تشكل اهمية أكثر بعد التطورات الاخيرة في سوريا.
الا ان الكاتب نبّه بالوقت نفسه الى وجود عقبات أمام "استراتيجية الكونغرس الناشئة"، اذ ان بعض الاعضاء الديمقراطيين متخوفون من أن فرض مثل هذه العقوبات قد تضع الاتفاق النووي مع ايران في خطر. كما اشار الى عدم وجود اتفاق بين مجلسي النواب والشيوخ بالكونغرس حول المسار المستقبلي الذي يجب اتباعه، والى ان ادارة ترامب تفتقد الى الموارد المطلوبة لضم مساعي الكونغرس الى نهج دبلوماسي اكبر.
* ترامب أراد توجيه رسالة الى الداخل الاميركي جراء ضرب سوريا
من جانبه، كتب "Daniel Benjamin" منسق مكافحة الارهاب بوزارة الخارجية الاميركية بين عامي 2009 و 2012، و"Steven Simon" الذي عمل مدير قسم الشرق الاوسط وشمال افريقيا بمجلس الامن القومي الاميركي بين عامي 2011 و 2012، كتبا مقالة نشرتها مجلة "Politico".
وأشار الكاتبان الى أن الرئيس الاميركي دونالد ترامب اختار الخيار الاقل تصعيداً من بين الخيارات التي قدمت له لضرب سوريا بعد حادثة خان شيخون، واعتبرا أن ذلك انما يفيد بأن الجمهور الذي كان يتوجه اليه ترامب جراء توجيه هذه الضربة "لم يكن في دمشق و لا موسكو، بل في الولايات المتحدة". وأوضحا انه وبحسب هذه القراءة فإن الضربة الصاروخية على مطار الشعيرات شكلت السبيل الامثل لترامب كي يتجنب ما أسمياه "خزي" سلفه باراك أوباما عندما امتنع الأخير عن ضرب سوريا عام 2013 وقرر الاتفاق مع روسيا على التخلص من مخزون الاسلحة الكيماوية في سوريا.
وشرح الكاتبان أنه ونظراً الى "حاجة ترامب لنيل المديح ورغبته بانتقاد اوباما وتمييز نفسه عن الرئيس الاميركي السابق"، فإن العدوان الاميركي على سوريا ربما كان حتمياً بغض النظر عما قاله ترامب سابقاً عن البقاء خارج سوريا.
كما تطرّق الكاتبان الى التصريحات المتناقضة التي تأتي من إدارة ترامب حول سوريا، وقالا إن هذا التناقض ليس له تداعيات فقط عند دول مثل روسيا وايران بل ايضاً عند كوريا الشمالية. وأشارا الى أن الزعيم الكوري الشمالي و جنرالاته قد يرون ان عدوان ترامب على سوريا لا يستدعي القلق بحيث تعد ضربة محدودة جداً ولا تؤشر على التزام اميركي حقيقي بالدفاع عن "الحلفاء الآسيويين". وعليه، نبها من أن كوريا الشمالية قد تقدم على عمل خطير بسبب الطبيعة المحدودة للخطوة العسكرية التي أقدم عليها ترامب في سوريا.
* فريق جديد في ادارة ترامب يلعب دوراً محورياً في صنع القرار
موقع "Daily Beast" نشر تقريراً أشار فيه الى نشوء فريق جديد في ادارة ترامب بات يلعب دورًا محوريًا في سياسات الرئيس الاميركي على صعيد "الامن القومي"، وهو فريق يتألف من وزير الحرب "James Mattis" ووزير الخارجية "Rex Tillerson" ووزير الامن الداخلي "John Kelly".
ولفت التقرير الى أن ترامب ومن خلال التواصل شبه اليومي مع هذا "الثلاثي"، اضافة الى مستشار الامن القومي "H.R McMaster" و مدير الـ Mike Pompeo، انما يتجه أكثر نحو آراء المحافظين الجدد الذين عملوا في ادارة جورج بوش الابن.
التقرير لفت كذلك الى أن البعض انما يشير الى العدوان الاميركي على سوريا ومحاولة تحسين العلاقات مع الصين وتصعيد الحرب في افغانستان وكذلك ما وصف "بالموقف المتشدد تجاه روسيا"، على أساس أن هذه التطورات انما تدل على مدى نفوذ هذه الشخصيات المذكورة على سياسة ترامب.
ونقل التقرير عن ثلاث موظفين سابقين بادارة بوش الابن ان العديد من الموظفين السابقين بادارة بوش الابن يتقدمون الآن للعمل مع احد الشخصيات بالفريق الثلاثي (Mattis, Tillerson,Kelly).
كذلك أضاف التقرير بأن السفيرة الاميركية لدى الامم المتحدة "Nikki Haley" ايضاً تلعب دورا كبيرا وأن "Haley" و"McMaster" (مستشار الامن القومي) يلعبان دور "الوجه العلني" لاستراتيجية ترامب على صعيد الامن القومي من خلال المقابلات التلفزيونية.
ونقل التقرير عن مسؤول أميركي رفيع قوله إن ترامب اجتمع على العشاء مرتين مع "Mattis" (وزير الحرب) الاسبوع الفائت وحده. الا ان التقرير نبّه بالوقت نفسه الى انه ليس واضحاً حتى الآن ما اذا كان لدى ادارة ترامب "استراتيجية دفاعية عامة".