اتهم صحفي بريطاني بارز دول الغرب بممارسة ما وصفه بـ"أم النفاق" جراء صمتها على المجزرة الارهابية التي ارتكبت بحي الراشدين، مقارنة مع رد فعلها على حادثة خان شيخون. وفي نفس السياق رأت مجموعة غربية بارزة تعمل في مجال الاستخبارات والأمن أن مجزرة حي الراشدين تتميز بوحشيتها، وان جماعات مثل "داعش" و "القاعدة" تقدم على قتل الابرياء المدنيين عندما ترى أن ذلك قد يخدم مصالحها. هذا فيما حذرت مجموعة الازمات الدولية السعودية وحلفاءها من أن أي هجوم من قبلها على ميناء الحديدة سيأتي بتداعيات انسانية خطيرة جداً، بينما نبّه صحفيون الى أن تركيا اصبحت بحالة استقطاب أكبر بعد الاستفتاء الاخير على تعزيز سلطات الرئيس رجب طيب اردوغان.

بانوراما الصحف الاجنبية

الغرب يمارس ام النفاق في سوريا

وكتب الصحفي البريطاني المعروف "روبرت فيسك" مقالة نشرتها بصحيفة "الاندبندنت" قارن فيها رد فعل الغرب على حادثة خان شيخون برد فعله على المجزرة التي ارتكبت بحق سكان كفريا والفوعة على أطراف حلب، ووصف الفرق برد الفعل بأنه "ام النفاق".
الكاتب أشار الى أن التفجير الارهابي بحي الراشدين لم يلق سوى الصمت من الغرب على الرغم من أن عدد القتلى بين الاطفال فاق عدد قتلى الاطفال بحادثة خان شيخون. كما لفت الكاتب الى أن الرئيس الاميركي دونالد ترامب أمر بتوجيه ضربة عسكرية على سوريا بعد حادثة خان شيخون في خطوة حظيت بتأييد كبير من وسائل الاعلام الغربي وكذلك الكثير من الدول الغربية والاتحاد الاوروبي.
ونبّه الكاتب الى أن ترامب في المقابل لم يغرد حتى على "تويتر" حول مجزرة حي الراشدين، والى أن الاتحاد الاوروبي لم يصدر أي رد فعل على الاطلاق. ووصف الكاتب الصمت هذا بالقساوة والعار، مشيراً الى أن مرتكب هذه المجزرة ربما ينتمي الى إحدى الجماعات التي قام بتسليحها الغرب.
كذلك تساءل الكاتب عمّا إذا كان الصمت الغربي على المجزرة يعود الى كون المرتكبين ربما مرتبطين بشكل وطيد مع الغرب، أم لأن القاتل هو القاتل "غير المناسب". وهنا شرح أن الغرب يريد الآن إلقاء اللوم على الرئيس السوري بشار الاسد الذي اتهمه بالوقوف وراء هجوم كيماوي في خان شيخون. كما تابع أنه وبالنسبة الى دول الغرب فإن لا أحد يجب أن يشكك "بوحشية النظام" او بتاريخه "بممارسة القمع الجماعي".
الا أن الكاتب اشار الى وجود شكوك حقيقية حول مسؤولية الرئيس السوري عمّا حصل في خان شيخون، حتى لدى العرب المعادين للنظام السوري. ولفت الى أن رواية النظام السوري بأن ما حصل في خان شيخون ناتج عن استهداف الطيران السوري لمستودع تابع لـ"جبهة النصرة" فيه مواد سامة، هي نفس رواية الاميركيين عندما قتل أكثر من مئة مدني عراقي في الموصل بشهر آذار/مارس الماضي.
واعتبر الكاتب أن ردود فعل دول الغرب على الحادثتين تثبت تورط هذه الدول بالحرب السورية.

مجزرة حي الراشدين تتميز بمدى وحشيتها

أما مجموعة "صوفان" للاستشارات الامنية والاستخباراتية فتطرقت بتقريرها اليومي أيضاً الى مجزرة حي الراشدين، وقالت إن هذه المجزرة تتميز بوحشيتها وكذلك باليأس الذي تمثله بالنسبة للعديد من المدنيين السوريين.
وذكّرت المجموعة بأن سكان كفريا والفوعة (الذين وقعوا ضحايا المجزرة) بقوا محاصرين في القريتين لأكثر من عامين من قبل الجماعات المرتبطة بـ"القاعدة". واضافت أن الجماعات مثل "داعش" و"القاعدة" دائماً ما تقدم على قتل المدنيين الابرياء عندما ترى أن ذلك يخدم اهدافها.

تحذيرات للتحالف بقيادة السعودية بعدم محاولة الهجوم على الحديدة

من جهة أخرى، اصدرت مجموعة الازمات الدولية تقريراً حذرت فيه من أن عددًا من المناطق اليمنية ستدخل بحالة مجاعة إذا ما اتخذت تدابير عاجلة. وقالت إن هذه الكارثة الممكنة تعود بشكل مباشر الى قرار "المتحاربين" استخدام الاقتصاد كسلاح، وفقاً لتعبير المجموعة، وكذلك الى اللامبالاة وأحياناً الدور التسهيلي الذي تلعبه دول اعضاء بارزة في مجلس الامن مثل الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا.
وشدد التقرير ايضاً على أن تجنب المجاعة يتطلب مما أسماه "التحالف" بقيادة السعودية أن لا يمضي بخطة الهجوم من أجل الامساك بميناء الحديدة. كما شدد على ان اليمنيين بحاجة الى وقف اطلاق النار وتسوية سياسية متينة من أجل إعادة بناء اقتصادهم.
كذلك قال التقرير إن اليمن وبحسب الأرقام يعاني من أكبر كارثة غذائية في العالم، وان "التحالف" بقيادة السعودية قام تكراراً بعرقلة نقل المساعدات والسلع الى السكان. واتهم ايضاً "التحالف" بقيادة السعودية بتشديد الخناق على تدفق السلع عبر ميناء الحديدة، ولفت بالوقت نفسه الى أن "التحالف" بقيادة السعودية لن ينظر اليه في الحديدة على أنه قوة تحرير والى أن المقاومة اليمنية اتيحت لها فترة طويلة لتجهيز مواقع دفاعاتها.
التقرير تابع أن أي معركة بالحديدة ستكون طويلة وقد تؤدي الى إغلاق الميناء أو إلحاق المزيد من الضرر به. كما قال إن "هناك اجماعًا واسعًا في اليمن بأن ما يسمى "حكومة هادي" ستستفيد من السيطرة على الحديدة من أجل تشديد الخناق الاقتصادي على المناطق التي لا تسيطر عليها بهدف قلب الرأي العام ضد مقاومة "انصار الله" وحلفائها. ونبهت من أن ذلك سيكون له تداعيات وخيمة على السكان المدنيين".
كما دعا التقرير مجلس الأمن الى اتخاذ خطوات جادة لإعادة إحياء المسار السياسي من خلال تمرير قرار يستند الى الفصل السابع ويطالب بوقف فوري لاطلاق النار، وينص كذلك على ادخال المساعدات الانسانية والعودة الى خارطة الطريق الاممية.

تعزيز حالة الاستقطاب في تركيا بعد الاستفتاء

وفي سياق منفصل، كتب محرر الشؤون الدبلوماسية والدفاعية بصحيفة الاندبندنت “Kim Sengupata” مقالا أشار فيه الى أن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان وبعد فوزه بالاستفتاء الشعبي في تركيا سيغير الخطاب السياسي بهذا البلد.
ولفت الكاتب الى أن المؤدين لعدم تعزيز سلطات الرئيس التركي قالوا إن هناك مخالفات حصلت بأماكن الاقتراع وتعهدوا بالتحرك. كما اشار الكاتب الى أن فرقا من المراقبين الدوليين أدانوا الحكومة التركية واعتبروا أن الاطار القانوني في تركيا غير مناسب للاستفتاء الديمقراطي.
الكاتب اعتبر ايضاً انه ربما فات الآوان لمعارضي اردوغان منذ محاولة الانقلاب الفاشلة الصيف الماضي وما حصل بعد ذلك من اعتقالات حيث ان العديد ممن اعتقلوا من سياسيين وصحفيين وناشطين كان من المتوقع ان يصوتوا ضد تعزيز سلطات الرئيس.
كذلك لفت الكاتب الى أن معارضي اردوغان اتهموا الحكومة بتقويض معسكرهم من خلال اعتقال كبار شخصيات هذا المعسكر والتغطية الاعلامية المنحازة. وعليه حذر من أن الاستفتاء ترك تركيا بحالة انقسام واستقطاب اكبر حتى. ونبّه الى أن المدن الكبرى التركية مثل اسطنبول وأنقرة صوتت ضد تعزيز سلطات الرئيس، بينما اغلب الاصوات المؤدية جاءت من المناطق المحافظة التي هي تقليدياً داعمة لحزب العمال والتنمية في شرق البلاد.