ارشيف من :أخبار لبنانية

الصفحة الأجنبية: هزيمة ’داعش’ و’تهميش’ الرئيس الأسد وتسوية ’إقليمية’ للقضية الفلسطينية ضمن خطة ترامب للشرق الأوسط

الصفحة الأجنبية: هزيمة ’داعش’ و’تهميش’ الرئيس الأسد وتسوية ’إقليمية’ للقضية الفلسطينية ضمن خطة ترامب للشرق الأوسط

نقل باحثون صهاينة عن مستشار يعمل لإدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن استراتيجية الأخير في الشرق الأوسط ترتكز على ثلاث أولويات، هي هزيمة تنظيم "داعش"، ووقف إطلاق النار في سوريا، و"تهميش" الرئيس السوري بشار الأسد، إضافة إلى تسوية إقليمية للملف الفلسطيني. وفي سياق متصل، دعا صحفيون أميركيون مناصرون للكيان الإسرائيلي إدارة ترامب إلى عدم بذل الجهود في الملف الفلسطيني، فيما دعا آخرون من تيار المحافظين الجدد الإدارة الأميركية إلى المزيد من العمل العسكري ضد الحكومة في سوريا.

المحافظون الجدد يضغطون لتصعيد أميركي ضد الحكومة السورية

كتب نائب مدير صفحة التحرير في صحيفة وانشطن بوست "Jackson Deihl" مقالة قال فيها أنه "مرَّ قرابة شهر على العدوان الأميركي على مطار الشعيرات عقب المزاعم عن استخدام الجيش السوري أسلحة كيميائية، والطائرات العسكرية السورية والروسية لا تزال تقوم بقصف المدنيين بالقنابل العنقودية والبراميل المتفجرة، وغيرها من الأسلحة"، وفقًا لزعمه.

الكاتب الذي يُعتبر من أشهر الصحفيين الأميركيين المنتمين إلى تيار المحافظين الجدد، نقل عن لسان رئيس ما يسمى "القبعات البيضاء للدفاع المدني" رائد الصالح ادعاءه أن "إدارة ترامب تمكنت من وقف استخدام الأسلحة الكيميائية، زاعمًا في الوقت نفسه أن الجيش السوري يواصل القتل بأنواع أسلحة أخرى"، وفق مزاعمه.

وأوضح الكاتب أن كلام الصالح جاء خلال زيارة قام بها إلى واشنطن الأسبوع الفائت، كما رأى دايل أن مزاعم الصالح إنما تؤكد-بحسب تعبير الكاتب- أن "ضربة عسكرية أميركية واحدة غير كافية، وأن على ترامب أن يكون مستعدًا للقيام بالمزيد من العمل العسكري ضد الجيش السوري إذا ما أراد وقف استهداف المدنيين"، على حد ادعائه.

دعوات من المحافظين الجدد لإدارة ترامب للابتعاد عن القضية الفلسطينية

في سياق متصل، كتب الصحفي "Josh Rogin" مقالة نشرت أيضًا في صحيفة "واشنطن بوست"، ذكر فيها أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وفي حال كانت لديه استراتيجية حقيقية لإحراز التقدم فيما يسمى عملية التسوية بين "الاسرائيليين" والفلسطينيين، فإنها لا تزال قيد الكتمان إذ أنه حتى الأطراف المعنية ليست مطلعة عليها.

وتابع الكاتب بالقول أنه "من الواضح أن البيت الأبيض مستعد لتخصيص الوقت والجهد من أجل مفاوضات جديدة، وترامب نفسه يريد أن يلعب دورًا في هذا الاطار"، مشيرًا في المقابل إلى فجوة كبيرة بين كلام ترامب واستراتيجيته حيال القضية الفلسطينية، تلك الاستراتيجية التي -بحسب روغن- لم تتضح بعد، مع اقتراب زيارة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إلى واشنطن الأسبوع المقبل.

كذلك أشار الكاتب إلى أن وفدًا فلسطينيًا رفيع المستوى بقيادة صائب عريقات زار واشنطن الأسبوع الفائت من أجل التهيئة لزيارة عباس، مضيفًا بأن الوفد التقى موفد ترامب لـ"عملية السلام في الشرق الأوسط" المدعو "Jason Greenblatt"، إضافة إلى مسؤولين آخرين في البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأميركية.

كما نبه الكاتب إلى أن الطرفين لا يرفعان سقف التوقعات من لقاء ترامب وعباس، ونقل عن مسؤولين فلسطينيين ترجيحهم أن لا يكون فريق ترامب على علم بالضبط بما ينوي ترامب مناقشته أو طرحه، مشيراً إلى أن المسؤولين في البيت الأبيض
رفضوا التعليق على أهداف اللقاء.

الكاتب استبعد أيضًا أن يستجيب ترامب لمطالب عباس مثل الإلتزام بالضغط على الإسرائيليين لتجميد أنشطة الاستيطان، مشيرا إلى أن زوج ابنة ترامب "Jared Kushner" الذي يشرف على "Greenblatt" وهو موفد ترامب لـ"عملية السلام في الشرق الأوسط" سيكون حاضراً في الاجتماع بين عباس وترامب.

الصفحة الأجنبية: هزيمة ’داعش’ و’تهميش’ الرئيس الأسد وتسوية ’إقليمية’ للقضية الفلسطينية ضمن خطة ترامب للشرق الأوسط

الصفحة الأجنبية: هزيمة "داعش" و"تهميش" الرئيس الأسد وتسوية "إقليمية" للقضية الفلسطينية ضمن خطة ترامب للشرق الأوسط

كما تناول روغن تقارير أفادت بأن "Kushner" وزوجته "Ivanka Trump" سيشاركان في زيارة يقوم بها الرئيس الأميركي إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة، حيث سيلتقي المسؤولين الصهاينة، وذلك في أواخر شهر أيار/ مايو المقبل، منبهًا في الوقت نفسه إلى أن الجولة الخارجية هذه قد تشمل السعودية أيضًا.

وبينما لفت الكاتب إلى أن المسؤولين الأميركيين يتحدثون أحيانًا عن مقاربة تعتمد على إبرام اتفاق سلام بين دول عربية وكيان العدو، و من ثم ما يصفونه بـ"السلام" بين الفلسطينيين وكيان العدو، نبه إلى أن تفاصيل الخطة هذه لا تزال مبهمة، و إلى أن ترامب لم يشرح بعد كيف ينوي تحفيز الدول العربية للتعاون في هذا المجال.

الكاتب الذي ينتمي أيضًا إلى معسكر المحافظين الجدد، حذر من أن "ترامب ومن خلال كلامه يرفع سقف التوقعات، ويضع مصداقية إدارته على المحك، وذلك قد يكون له عواقب وخيمة"، وبالتالي اعتبر الكاتب أن من الأفضل للإدارة الأميركية الاعتراف بأن تحقيق ما يسمى بـ"السلام" غير ممكن في الوقت الراهن.

خطة ترامب للشرق الأوسط

الباحث الصهيوني "Uri Savir" كتب مقالة نشرت على موقع "Al-Monitor" نقل فيها عن مسؤول حكومي صهيوني مطَّلع على سير العلاقات الأميركية الإسرائيلية أن مسؤولين كبارًا في إدارة ترامب بعثوا برسالة خلال الأيام القليلة الماضية إلى الجانب الإسرائيلي تتعلق بمبادرة سياسية أميركية محتملة للمنطقة، تشمل القضية الفلسطينية.

غير أن الكاتب كشف في الوقت نفسه أن المسؤولين الأميركيين شددوا لنظرائهم الإسرائيليين على أنه لم يُتَّخذ أي قرار بعد من قبل فريق ترامب، وأضاف الكاتب أنه وبحسب المسؤول الصهيوني المذكور الذي رفض الكشف عن اسمه، فإن المسؤولين الأميركيين أكدوا بأنه سيتم "رعاية المصالح الأمنية الإسرائيلية بشكل غير مسبوق"، إلا أنه أضاف أن ما أقلق المسؤول الصهيوني هو طلب أميركي لمعرفة موقف "إسرائيل" من بعض البنود، فيما يسمى بـ"مبادرة السلام العربية التي تعود إلى عام 2002".

وأوضح الكاتب أنه وبرأي المصدر الصهيوني هذا، فإن "الطلب الأميركي المذكور يشير إلى أن قادة من العرب مثل الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي والملك الأردني عبدالله الثاني، وكذلك رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، قد أثّروا على مواقف إدارة ترامب، إذ أن جميع هؤلاء قالوا أن "مبادرة السلام العربية" هي المسار الحقيقي الوحيد لإحراز التقدم في الملف الفلسطيني، وفق قول الكاتب.

ونقل الكاتب عن خبير متخصص في الشرق الأوسط يعمل مستشاراً لفريق ترامب، بأن لدى إدارة ترامب ثلاث أولويات في الشرق الأوسط هي هزيمة "داعش"، والتوصل إلى وقف لإطلاق النار في سوريا "يهمش" الرئيس السوري بشار الأسد، وكذلك اتفاق "إقليمي" حول ما يسمى بـ"السلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين"، وفق قول الكاتب.

إلى ذلك، تابع الكاتب نقلاً عن المستشار أن إدارة ترامب تريد العمل مع ما أسماه "الائتلاف العربي البراغماتي الذي يتشكل من مصر والأردن والسعودية" في الأولويات الثلاث المذكورة. كما أضاف الكاتب أن مستشار فريق ترامب قد شدد على أنه سيكون من الخطأ ربط اهتمام ترامب بالتوصل إلى اتفاق حول القضية الفلسطينية بملفات أخرى مثل محاربة "داعش"، وبأن الأهداف الثلاثة المذكورة منفصلة، كما أشار الكاتب إلى أن الرئيس الأميركي يرى أن "مبادرة السلام العربية" تشكل آلية لإحراز التقدم، وأن أهمية هذه المبادرة تكمن في إمكانية تطبيع العلاقات بين كيان العدو والدول العربية.

الكاتب نقل أيضًا عن مسؤول رفيع في منظمة التحرير الفلسطينية مقرب من رئيس السلطة محمود عباس بأن عباس وخلال المحادثات التي سيجريها مع ترامب في واشنطن سيرسم رؤيته لمبادرة السلام العربية، ويؤكد على ثلاثة بنود أساسية هي رسم حدود 1967، مع تبادل محدود جدًا للأراضي، والقدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين، إضافة إلى حل عادل ومتفق عليه حول قضية اللاجئين.

وتابع الكاتب بالقول أن عباس مستعد للدفع نحو تطبيع العلاقات بين كيان العدو والدول العربية، كما عاد روغن ونقل عن مستشار ترامب كيف أن "الإدارة الأميركية تنوي الاستفادة من بعض البنود بـ"مبادرة السلام العربية" ضمن أية عملية مستقبلية"، وأوضح مستشار ترامب أن الهدف هو إنشاء مسارين اثنين متزامنين تحت مراقبة وإرشاد أميركي: مسار مفاوضات ثنائية بين "الإسرائيليين" والفلسطينيين دون أن تفرض الولايات المتحدة أي شيء على الطرفين، ومسار إقليمي بين "الإسرائيليين" والفلسطينيين ومصر والأردن والسعودية والمغرب، وذلك بهدف إحراز تقدم تدريجي فوري نحو التطبيع بين الدول العربية المذكورة وكيان الاحتلال، كما نقل عن هذا المستشار بأن الانتهاء من إعداد هذه الخطة سيستغرق بضعة أسابيع.

غير أن الكاتب عاد ونقل عن المسؤول الصهيوني ثقته بأن نتنياهو ستكون لديه كلمة الفصل مع ترامب، وأن الحديث عن "مبادرة السلام العربية" مجرد ضجيج لا أكثر، وفق قول الكاتب.

2017-05-01