ارشيف من :أخبار لبنانية
كلّنا للوطن... لـ’الستّين’ بالعلن؟ - الياس الديري

الياس الديري - صحيفة "النهار"
لا يمكن الركون إلى كل ما يُقال حول قانون الانتخاب الذي لم يرَ النو بعد، وقد لا يراه أبداً بتاتاً. فالخبر اليقين عند النائم على بنت الكبَّه التي قد تكون بدورها نائمة على قانون الستين. لا زيادة ولا نقصان.
مَنْ يسعى إلى تخريب البلد على طريقة مَنْ يحرق البيدر ليشعل سيجارته؟
الرئيس ميشال عون حذَّر المسؤولين والسياسيّين والأحزاب من أن التمديد لمجلس النواب يجب ألّا يحصل لأن فيه خراباً للبنان.
البطريرك الماروني بشارة الراعي حذَّر بدوره الجميع من التمديد المخالف للدستور، ومن الفراغ الهدّام...
مَنْ يريد الفراغ، ومَنْ يسعى إلى تهديم البلد، ومن يقف وراء سلسلة التعقيدات التي تحمل كل هذه المخاطر التي تستحقُّ كل هذه التحذيرات؟
ليس المطلوب توجيه الاتهامات وتوزيع المسؤوليّات عشوائيّاً. فلبنان أمام مأزق شديد الخطورة، ما لم تتحمّل القيادات والمرجعيّات الفاعلة مسؤوليّاتها، وتكفُّ بدورها عن الاشتراك في مزاد القوانين الوهميَّة، فيما المطلوب واحد...
النقاشات تدور في فلكين مباشرين، إلى ثالث تمتنع الأكثريّة عن فتح سيرته: الاتفاق على صيغة قانون جديد يستحقّ كل هذا الانتظار، وكل هذا الجدل، وكل هذا التحذير. أو الرجوع بكل طيبة خاطر إلى قانون الستّين؟
أمّا الاحتمال الثالث، فهو يقيم في النزوح أو الجنوح نحو الفراغ زرافات ووحداناً.
ما يهمُّ الناس بصورة عامة أن تكون هناك انتخابات تتمُّ في موعدها الدستوري، من دون تعليق أيّة أهميَّة مُسبقة على مَنْ يفوز ومَنْ يرسب. فالنتيجة، على الصعيد العام، هي ذاتها. وتتكرَّر منذ لغم بوسطة عين الرمَّانة حيث "ترقَّت" الأحداث الى حرب السنتين، ثم تطوَّرت إلى مسلسل حروب استمرّت 15 عاماً، وبعدما أودت النتائج بذلك اللبنان وتلك الجمهوريّة وهاتيك البيروت التي استحقَّت لقب عاصمة الزمن الجميل إلى التهلكة.
لعلَّ وعسى أن تنجلي الأيّام القليلة المقبلة عن مفاجأة سارة، لا عن مفاجعة إضافيَّة. فالخشية لدى الأكثريّة الساحقة من اللبنانيّين أن يكون التهديد بالفراغ جديّاً، فيؤدّي إمّا إلى "المؤتمر التأسيسي"، وإمّا إلى الفوضى المُطلقة، أو الفراغ الذي يهدم "الهيكل" والمؤسَّسات.
عند هذه الاحتمالات، أو هذه المخاوف، يتوقَّف المراهنون على العودة إلى "الستّين". وفي ظنِّ الأكثريَّة أن كل ما يحصل من اجتماعات ونقاشات حول القوانين التي لا تزال اسماً على ورق أبيض الغرض منه تمهيد الأجواء الملائمة لوصول موكب "الستّين" على وقع موسيقى كلّنا للوطن، للستّين بالعلن؟
عندئذٍ يُبنى على الشيء مُقتضاه...