ارشيف من :أخبار لبنانية
الصحف الاجنبية: ترامب يوفد مسؤولًا رفيع المستوى للمشاركة بمحادثات أستانة

علي رزق
سلطت مواقع غربية بارزة الضوء على قرار ادارة الرئيس الاميركي دونالد ترامب ايفاد مساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى ستيورات جونز للمشاركة بمحادثات أستانة حول سوريا، منبهةً الى أنّ قرار ايفاد هذا المسؤول الرفيع المستوى جاء قبل المكالمة الهاتفية التي جرت بين ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين.
هذا وتطرقت صحف أميركية بارزة الى المكالمة الهاتفية بين ترامب وبوتين، قائلةً "إنّ ترامب حريص على تحسين العلاقات مع روسيا وإنه صرّح أمام عدد من السفراء الأجانب الاسبوع الفائت بأن مستقبل الرئيس السوري بشار الاسد ليس موضوعاً سيمنع التوصل الى تسوية في سوريا".
مسؤول أميركي رفيع المستوى يشارك في محادثات أستانة
بدوره، نشر موقع "Al-Monitor" تقريراً أشار فيه الى اعلان ادارة الرئيس الاميركي إرسال دبلوماسي رفيع المستوى للمشاركة بمحادثات أستانة حول سوريا، لافتاً الى أنّ "ادارة ترامب قرّرت ايفاد مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الادنى "Stuart Jones" بدلاً من أن تختصر المشاركة الاميركية في محادثات أستانة على السفير الاميركي لدى كازاخستان "George Krol" الذي سبق وشارك في محادثات أستانة بصفة مراقب".
الصحف الأجنبية
الا أنّ التقرير نقل عن خبراء على تواصل مع الادارة الاميركية -بينما تقوم الاخيرة برسم سياستها حيال سوريا- أنّ "إدارة ترامب لديها شكوك عما اذا كان بإمكان الروس اجبار نظام الرئيس الاسد على الايفاء بالتزاماته"، وفق تعبير التقرير.
ونقل التقرير عن الدبلوماسي السوري المنشق "Bassam Barabandi" -الذي انضمّ الى ما يسمى المعارضة السورية- "انه حان الوقت للولايات المتحدة أن تمتحن روسيا".
كما نقل التقرير عن الباحثة في معهد الشرق الاوسط رندا سليم قولها "إنّ ادارة ترامب تريد ان ترى ما اذا كان باستطاعة الروس أن يقدموا شيئاً"، لكنها أضافت "إنّ ذلك لا يعني ان ادارة ترامب ملتزمة بعملية أستانة"، مشيراً الى أن قرار ايفاد "Jones" الى أستانة أُعلن عنه بعد أن أجرى الرئيس الاميركي دونالد ترامب محادثة هاتفية مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين ركزت بشكل أساس على سوريا والطرح الروسي بإقامة مناطق "تخفيف التصعيد" داخل سوريا، غير انه نبه الى أنّ" قرار ارسال "Jones" يبدو أنه اتخذ قبل يوم من المكالمة الهاتفية بين الرئيسين الروسي والاميركي، حيث نقل عن مصادر بأن "Jones" ألغى بتاريخ الأول من أيار/ مايو الجاري (قبل يومين) خطاباً كان من المقرر أن يلقيه في أحد مراكز الدراسات الاميركية وقال انه مضطر للتوجه الى أستانة".
ترامب حريص على تحسين العلاقات مع روسيا ولا يركز على موضوع مستقبل الرئيس الأسد
من جهتها، صحيفة "نيويورك تايمز" تطرّقت في تقرير لها ايضاً الى الاتصال الهاتفي الذي جرى بين بوتين وترامب، وقرار الأخير إيفاد مبعوث رفيع المستوى الى أستانة.
الا أنّ الصحيفة أشارت الى ما وصفته كلاما "متناقضا" بين المسؤولين الاميركيين والروس فيما يخص اقامة "مناطق آمنة"، لافتةً الى أنّ" بياناً صدر عن البيت الابيض أوضح بأن الرئيسين بحثا اقامة هذه المناطق من أجل تحقيق سلام دائم، فضلاً عن العديد من الاسباب الاخرى، بينما صدر بيان عن الكرملين لم يذكر موضوع المناطق الآمنة".
وتابعت الصحيفة "إنّ ترامب "لم يستسلم" فيما يخص تحسين العلاقات مع روسيا، حتى عندما وصف هذه العلاقات بأنها في أدنى مستوياتها"، لافتةً الى أنّ "ترامب حرص على عدم توجيه انتقادات شخصية الى بوتين بعد حادثة خان شيخون وما تلاها، وأعرب عن تفاؤله بأن الامور ستسير على ما يرام بين موسكو وواشنطن".
كذلك أشارت الصحيفة الى أنّ "ترامب وخلال اجتماعه مع سفراء من مجلس الامن قال إن مستقبل الرئيس الاسد ليس موضوعا سيؤدي الى منع التوصل الى تسوية في سوريا".
كيان العدو يدعم اضعاف وتقسيم سوريا
الضابط السابق المعروف بوكالة الاستخبارات المركزية الاميركية "Phillip Giraldi" كتب مقالة نشرت في صحيفة "The American Conservative" أشار فيها الى أنّ" كيان الاحتلال يسعى منذ أكثر من عشرين عاماً الى زعزعة استقرار سوريا".
ولفت الكاتب الى خطة "Yinon" التي أعدت عام 1982 عندما كان "Menachim Begin" رئيساً للحكومة الصهيونية، وهي خطة تعتبر أن ضمان ما يُسمى "أمن "إسرائيل" يأتي من خلال تقسيم دول المنطقة الى كيانات عشائرية وعرقية وطائفية.
كما نبه الكاتب الى أنّ "خطة "Yinon" تضمنت توصيات للعمل العسكري بغية تحقيق عدد من الاهداف في هذا الاطار، من بينها اجتياح صهيوني لسوريا وتقسيم هذا البلد بين علويين ودروز وسنة ومسيحيين".
وبينما قال الكاتب "إنّ خطة "Yinon" لم تصبح سياسة حكومية "اسرائيلية" رسمية"، أشار الى "انها قد تعتبر مخططاً للتحركات الصهيونية التي جاءت فيما بعد، والتي هدفت الى اضعاف الحكومات العربية"، لافتاً الى "ورقة ثانية" صدرت عام 1996 عندما كان بنيامين نتنياهو أيضاً رئيسا للحكومة الصهيونية"، وأوضح الكاتب أنّ "هذه الورقة قام بإعدادها مجموعة من المحافظين الجدد الاميركيين ضمّت "Richard Perle" و"Douglas Feith" و"Paul Wolfowitz" وغيرهم من الشخصيات"، منبهاً الى "أنها ركزت على دعم "إسرائيل" وعلى التركيز على كل من سوريا والعراق على اساس انهما أعداء".
وأشار الكاتب الى أن المسؤولين الصهاينة أوضحوا مؤخراً انهم يفضلون ما يسمونه "متمردين معتدلين" يسيطرون في سوريا بدلاً من حكومة الرئيس الاسد، وتطرق الى التقارير التي أفادت بأن الصهاينة يقدمون الرعاية الصحية للمسلحين المصابين والذين ربما يكون من بينهم عناصر من "داعش"، قائلاً "يبدو أن هناك هدنة فعلية بين الجيش الصهيوني و"داعش""، لافتاً الى التقارير التي أفادت بأن" "داعش" اعتذرت إلى الكيان الصهيوني عندما أطلق عناصرها النار باتجاه وحدات في الجيش الصهيوني بالجولان المحتل، خلال شهر تشرين الثاني/نوفمبر العام الماضي".
كذلك لفت الكاتب الى قيام الجيش الصهيوني باستهداف المواقع التابعة للجيش السوري، قائلاً "إن كيان العدو يفضل الوضع السياسي "المفتت" في سوريا بدلاً من حكومة موحدة وقادرة"، وعليه قال "إنّ موقف الكيان الصهيوني حيال سوريا قريب جداً من موقف كل من السعودية وتركيا".
كما تابع الكاتب "إنّه ومن منظار المصالح القومية، فإن السعوديين والقطريين والاتراك والصهاينة هم في تحالف مع جماعات ارهابية تعهدت اميركا بالقضاء عليها"، بحسب تعبيره.
الا أنّ الكاتب أكد بأن ادارة ترامب لن تضغط على كيان العدو لتغيير مساره عندما يزور ترامب القدس المحتلة خلال الاسابيع القادمة، لافتاً الى أنّ" ترامب يدرك بأن جميع أعضاء الكونغرس وقعوا مؤخراً على رسالة رفعت الى الامم المتحدة تطالب "بعدم الانحياز ضد "إسرائيل""، ما يمنع ترامب من ممارسة أي ضغوط على قادة كيان العدو، تماماً، كما استبعد الكاتب أن يضغط ترامب على الرئيس التركي رجب طيب اردوغان عندما يزور الاخير واشنطن الاسبوع المقبل، وقال:"إن السعوديين من جهتهم دائماً ما يستخدمون المال لشراء النفوذ و"ادارة الخطاب"".
الا أنّ الكاتب أكد أنّ ادارة ترامب لن تضغط على كيان العدو لتغيير مساره، عندما يزور ترامب القدس المحتلة خلال الاسابيع القادمة، لافتاً الى أن ترامب يدرك بأن جميع أعضاء "الكونغرس" وقعوا مؤخراً على رسالة رفعت الى الامم المتحدة تطالب "بعدم الانحياز ضد "إسرائيل""، وهو ما يمنع ترامب من ممارسة اي ضغوط على قادة كيان العدو، كما استبعد ان يضغط ترامب على الرئيس التركي رجب طيب اردوغان عندما يزور الاخير واشنطن الاسبوع المقبل، وقال ان السعوديين من جهتهم دائماً ما يستخدمون المال لشراء النفوذ و "ادارة الخطاب".
دبلوماسي أميركي سابق يطرح مقاربة جديدة لانهاء الأزمة في اليمن
من ناحيته، السفير الأميركي السابق لدى اليمن "Gerald Feierstein" كتب مقالة نشرت على موقع "Defense One" قال فيها "إن الرئيس الاميركي، وفي حال قام بزيارة السعودية خلال الاسابيع المقبلة فسيجد أن قادة الدول الست في مجلس التعاون الخليجي لديهم مواقف متباينة حيال ايران وما يسمى "حجم التهديد الذي تشكله ايران" وكيفية حل النزاع في اليمن".
وأشار الكاتب الى أنّ" سلطنة عمان تحديداً لا ترغب بمواجهة ايران، والى أن دولاً أخرى في مجلس التعاون الخليجي غير السعودية ايضاً تفضّل خفض حدة التوتر الاقليمي".
عقب هذا السرد، قال الكاتب -الذي شغل أيضاً منصب نائب مساعد وزير الخارجية الاميركي لشؤون الشرق الادنى بين عامي 2013 و2016 - "إنّ اليمن قد يكون "مفتاح الحل لمشكلة مجلس التعاون الخليجي حيال ايران".
ولفت الكاتب الى "انه يجري اعادة النظر بمخطط السعودية وحلفائها للسيطرة على مدينة الحديدة، والى أن ما يسمى "حكومة هادي" (غير الشرعية) والسعوديين والاماراتيين أعربوا عن استعدادهم للقبول بتسليم الحديدة الى طرف ثالث "محايد""، كما زعم الكاتب أنّ" هناك مؤشرات ايجابية تأتي من حركة "أنصار الله" والرئيس السابق علي عبدالله صالح توحي بأنهم قد يقبلون بهذا الطرح".
وتابع الكاتب "إنّ الاتفاق بين الاطراف المعنية على تسليم الحديدة لطرف ثالث قد يؤدي الى العودة الى مفاوضات تقودها الأمم المتحدة"، مشيراً الى أنّ" الموفد الأممي اسماعيل ولد الشيخ أحمد يسعى للتوصل الى اتفاق بين مختلف الاطراف يسمح للحكومة غير الشرعية (حكومة هادي) بالعودة الى العاصمة صنعاء واستئناف عملها، وذلك بينما تتواصل المفاوضات حول اعادة تشكيل الحكومة الانتقالية واتمام عملية الانتقال السياسي استناداً لبنود المبادرة الخليجية".
وأضاف الكاتب "إنّ سلطنة عمان التي هي الدولة الخليجية الأولى التي استمرت بالحوار مع حركة "أنصار الله" يمكن أن تلعب دورا بارزا في هذا الاطار"، كما قال "إنّ علاقات عمان البناءة مع ايران قد تؤمن التعاون الايراني الضمني لتحقيق الاهداف التي رسمها"، بحسب زعمه.
كذلك قال الكاتب "إنّ الاستفادة من "الدبلوماسية العمانية" لتحقيق أهداف خليجية أكبر في اليمن ووقف الفوضى في هذا البلد يمكن أن يساهم بتقريب وجهات النظر بين دول مجلس التعاون الخليجي حول كيفية التعاطي مع ايران، ويمكن أن يوصل الى تسوية للنزاع في اليمن"، بحسب تعبير الكاتب.