ارشيف من :أخبار لبنانية
الصفحة الأجنبية: ترامب ’يتراخى’ مع السعودية ودعم عدوانها على اليمن خطر

علي رزق
نقلت وكالات أجنبية معروفة عن مصادر اميركية وعراقية أن أميركا تدرس مع الحكومة العراقية تواجدًا عسكريًّا طويل الأمد لها في العراق يستمر الى ما بعد الحرب على تنظيم "داعش" الارهابي.
ونقلت عن هذه المصادر أن الخطط المطروحة بهذا الإطار تنص على نشر قوات اميركية في الموصل والمناطق العراقية الحدودية مع سوريا.
وتطرقت الصحف والمجلات الاميركية الى الجولة التي سيقوم بها الرئيس الاميركي دونالد ترامب في الشرق الاوسط خلال الاسابيع القادمة والتي ستشمل السعودية والاراضي المحتلة، واعتبرت أن محطة ترامب بالرياض تدل على أن الرئيس الاميركي "يتراخى" مع السعودية.
وفي سياق غير بعيد حذر باحثون من مخاطر الدعم الاميركي المطلق للسعودية، خاصة في اليمن.
*جولة ترامب الشرق اوسطية
تناولت صحيفة "نيويورك تايمز" في تقرير لها الجولة التي سيقوم بها الرئيس الاميركي دونالد ترامب خلال الشهر الجاري والتي ستشمل السعودية والكيان الصهيوني والفاتيكان، واشار ترامب الى أن هذه الجولة تختلف بشكل كبير عن الجولة التي قام بها الرئيس السابق باراك اوباما بالشرق الاوسط.
وذكر التقرير أن اوباما زار السعودية عام 2009 لكنه لم يزر الاراضي المحتلة، كما أن الحدث الاساس بجولة اوباما الشرق اوسطية آنذاك كان خطابًا موجهًا الى العالم الاسلامي ألقاه من جامعة القاهرة.
ونقل التقرير عن معاونين لترامب أن الأخير سيغادر واشنطن بتاريخ التاسع عشر من أيار/مايو وأن محطته الاولى ستكون الرياض، قبل أن ينتقل الى القدس المحتلة ومن ثم روما. وأشار التقرير الى أن الرئيس الاميركي سيحضر اجتماعًا لحلف "الناتو" يبدأ بالرابع والعشرين من ايار/مايو الجاري، قبل ان ينتقل الى جزيرة صقلية حيث سيجتمع قادة الدول السبع الكبرى في الـ26 من الشهر نفسه.
كما أفاد معاونو ترامب بأن زيارة الاراضي المحتلة للقاء المسؤولين الصهاينة مباشرة بعد زيارة السعودية تعد أمرًا مهماً، وذلك من أجل دعم كيان الاحتلال وبدء عملية التفاوض للتوصل الى "اتفاق بين الاسرائيليين والفلسطينيين"، على حد قول الكاتب.
وتابع التقرير أن جولة ترامب الخارجية أعلن عنها بعد يوم واحد من لقائه رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بالبيت الأبيض، والذي جاء عقب لقاء ترامب مع عدد من قادة دول الشرق الأوسط والكيان الصهيوني. وأشار كذلك الى امكانية لقاء ترامب بعباس مرة ثانية في بيت لحم.
كذلك نقل التقرير عن أحد معاوني ترامب أن العرب منخرطون أكثر اليوم بمعالجة "القضية الفلسطينية"، و"إحدى التغييرات الكبرى هي موقع ايران الذي اصبح أقوى"، حيث شجع هذا العامل كيان العدو والدول العربية على ايجاد أرضية مشتركة. وأن لهجة ترامب التصعيدية تجاه ايران خلال الحملة الانتخابية أعادت الثقة الى دول الخليج حول "دور اميركا الريادي في المنطقة"، وان ترامب ينوي لقاء عدد من "قادة العالم الاسلامي" خلال تواجده بالسعودية، حسب تعبيره.
واضاف التقرير إن معاوني ترامب وضعوا الخطوط العريضة لزيارة الاخير الى السعودية خلال الاجتماع الذي جرى بينه وولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بشهر آذار/ مارس الماضي.
كما قال إن محطة ترامب بالسعودية ستشمل ثلاثة اجتماعات: اجتماع مع الملك سلمان بن عبدالعزيز، واجتماع لمجلس التعاون الخليجي، اضافة الى لقاء اوسع مع بلدان عربية واسلامية.
*الرئيس الاميركي "يتراخى" مع السعودية
في سياق متصل، نشرت مجلة "Politico" تقريرًا حمل عنوان "ترامب يتراخى مع السعوديين" اشارت فيه الى أن "السعودية ستكون محطة ترامب الاولى في اولى الجولات الخارجية له كرئيس الولايات المتحدة".
وقال التقرير إن ذلك يدل على أن ترامب يضع مواقفه بالحملة الانتخابية جانباً ويتبع دبلوماسية اقرب الى التقليدية المعتادة.
كما نقل التقرير عن الباحث المتخص بالسعودية في معهد "واشنطن لشؤون الشرق الادنى" "Simon Henderson" إن "السعوديين جزء من المشلكة لكنهم ايضاً جزء من الحل"، بحسب تعبيره، و لهذا السبب يجب "التعاطي معهم".
وحول زيارة الاراضي المحتلة ولقاء المسؤولين الصهاينة قال التقرير إن هذه الزيارة ستعكس التفكير المؤسساتي أكثر مما ستعكس خطاب ترامب السابق، حيث استبعد أن يركز ترامب على ما كان تحدث عنه لجهة نقل السفارة الاميركية من "تل ابيب" الى القدس المحتلة.
*مخاطر الدعم الاميركي المطلق للسعودية في اليمن
الباحث "Robert Rabil" كتب مقالة نشرت على موقع "National Interest" قال فيها إن "واشنطن تحت ادارة ترامب وضعت جانباً كل ما يتعلق بدور السعودية المباشر أو غير المباشر بإثارة الارهاب بسبب سياستها الاقليمية الهادفة الى الترويج للوهابية والتصدي لما أسمته "نفوذ ايران بالشرق الاوسط".
واعتبر الكاتب أن أي دور تلعبه ايران في اليمن او سوريا او العراق او لبنان او البحرين لا يمكن النظر اليه بمنأى عن سياسات السعودية في هذه الدول، موضحاً أن سياسات السعودية الاقليمية مهّدت الطريق كي تلعب ايران دورًا بهذه الدول.
ولفت الكاتب الى أن احتضان السعودية للفكر الوهابي عنصر أساس لصعود ما أسماه "الاسلام الراديكالي". وشدد على أن سياسات الرياض باليمن تحديداً تتضارب مع مصالح اميركا القومية أكثر من أي ساحة اخرى، وتسبب ما أسماه "تدخل إيران" أكثر من أي مكان آخر، على حد قوله.
الكاتب وصف نظرة الولايات المتحدة تجاه دور ايران في اليمن بـ"المبسطة" ولا تأخذ في عين الاعتبار الديناميكيات التاريخية والاجتماعية والسياسية.
ولفت الى تصريح وزير الخارجية الاميركي "Rex Tillerson" الذي قال فيه إن ايران تواصل دعم "محاولة الحوثيين الإطاحة بالحكومة من خلال تقديم الأعتدة العسكرية والتمويل والتدريب وتهدد بالتالي الحدود الجنوبية للسعودية".
وشدد الكاتب على أن "كلام وزير الخارجية الاميركي يعكس "السطحية" ويجعل تدخل اميركا لمصلحة السعوديين في اليمن مضراً بشكل كبير للاميركيين واليمنيين.
وأضاف "Robert Rabil" إن السعودية حاولت التأثير على سياسات اليمن كي تفرض حكمها على البلاد وتروج للفكر الوهابي. بالتالي شعر الزيديون أن ثقافتهم ومذهبهم الديني يتعرض للهجوم، مشيراً الى أن عددًا من "رجال الدين اليمنيين الذين تعلموا بالسعودية"، مثل المدعو "مقبل بن هادي الوادعي" والمدعو "محمد المهدي" والمدعو "محمد الوصابي" قد عملوا على نشر الفكر الوهابي من خلال تحويل اتباع المذهب الزيدي وتغيير معتقداتهم.
واوضح الكاتب أن رجال الدين الزيديين بقيادة بدر الدين الحوثي قاموا بحملة تعبئة ضد هذا الحراك الوهابي، حيث شعروا بالخوف "على ثقافتهم و دينهم".
عقب هذا السرد حذر الكاتب من أن مقاربة إدارة ترامب "الساذجة" بالتعاون مع السعودية ضد ايران ستعزز الفوضى ليس فقط باليمن وانما في سوريا والبحرين. كما حذر من أن الدعم الاميركي المطلق للسعودية ضد ايران سيقوي الارهابيين.
وأكد على ضرورة مطالبة واشنطن السعودية بضبط نشر الفكر "الوهابي" وسياستها "المعادية للشيعة في الداخل والخارج"، حيث قال إن هذه السياسات هي التي تمكن ايران من لعب دور متنامٍ في الشرق الاوسط، بحسب قوله.
*اميركا تنظر إلى تواجد عسكري طويل الامد لها في العراق يستمر الى ما بعد الحرب على "داعش"
بدورها، نشرت وكالة "اسوشيتد برس" تقريراً كشفت فيه نقلاً عن مسؤول اميركي ومسؤول عراقي أن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي يجري المحادثات مع ادارة ترامب حول إبقاء قوات اميركية في العراق الى ما بعد المعركة ضد "داعش".
وأوضح التقرير أن المصدرين الذين اشترطا عدم كشف اسميهما شددا على أن المحادثات مستمرة لم تتخذ اي قرارات بعد. ونقل عن المسؤول الاميركي قوله إن هناك "تفاهمًا عامًا" من قبل الطرفين على أن "التواجد الاميركي المستمر سيكون في مصلحة الطرفين على الأمد البعيد"، بحسب تعبيره.
كما جاء في التقرير أن المحادثات يجريها وزير الحرب الاميركي "Jim Mattis" مع مسؤولين عراقيين حول "شكل التواجد الاميركي الطويل الامد".
ونقل عن المسؤول العراقي انه وبحسب ما يتم التخطيط له، ستتمركز القوات الاميركية داخل القواعد العسكرية الاميركية في ثلاثة مواقع على الأقل في الموصل وعلى الحدود العراقية مع سوريا. كما أضاف المسؤول العراقي بحسب ما نسب اليه أن القوات الاميركية ستكون تحت اسم "مستشارين"، وذلك من أجل تجنب ضرورة الحصول على موافقة البرلمان على تواجدها.
كذلك نقل التقرير عن المسؤول العراقي أن العبادي يبحث امكانية انشاء تواجد عسكري عراقي "متواضع" في الموصل بعد انتهاء المعركة ضد "داعش"، الى جانب "عدد صغير" من القوات الاميركية.
في السياق عينه، نقل التقرير عن المسؤول الاميركي تشديده على أن لا نقاشات تجري حول إنشاء قواعد عسكرية اميركية مستقلة في العراق، اذ ان ذلك سيتطلب وجود آلاف القوات الاميركية الاضافية. وأضاف بحسب ما نقل عنه أن عدد القوات الاميركية بعد انتهاء المعركة ضد "داعش" في العراق سيكون قريبًا من العدد الموجود اليوم، او "ربما اكثر بقليل".
وذكر التقرير أن هناك قرابة 7000 جندي اميركي في العراق اليوم، مشيراً الى ما قاله ممثل كتائب "حزب الله العراق "جعفر الحسيني أن القوات الامنية العراقية والحشد الشعبي قادران على حماية العراق، وبالتالي تساءل عن سبب لجوء العبادي الى الاميركيين.