ارشيف من :أخبار لبنانية
الشيخ منقارة: لبنان يحتضر باحتضار الحكمة وتنامي الفتنة

تناول فضيلة الشيخ هاشم منقارة رئيس مجلس قيادة حركة التوحيد الإسلامي وعضو قيادة جبهة العمل الإسلامي في لبنان في الخطبة الجمعة لهذا الأسبوع الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة مبتدأ تهنئة جميع المسلمين بحلول شهر رمضان المبارك شهر الرحمة والغفران، شهر الصمود والجهاد، سائلاً الله أن يعيد رمضان على لبنان وقد عم الأمن والأمن والازدهار والرخاء، ومن ثم أكد أن غياب الحكمة وتغليب الفتنة من شأنه قتل لبنان بكافة مكوّناته، فهذا البلد الصغير بحجمه المتنوّع بطوائفه والكبير بتأثير الأحداث فيه على المنطقة، لا تقوم قيامته عندما يتصرّف أي طرف باستئثار وتفرد، أو عندما يود طرف أن يهيمن على آخر، أو أن يحلم أي طرف بإلغاء الآخر، كما لا تقوم قيامة هذا البلد إن لم يتم التوافق على أن هناك أمور من المعيب الاختلاف فيها وهي حقوق الناس التي ينبغي أن لا تكون مادة للتجاذبات أحياناً ومنسية تماماً في ظل صراع الحكم والمكاسب السلطوية، لقد أرخت الأزمة بثقلها على المواطن فأصبح في حالة يرسى لها، فأين الأمن والاستقرار؟ وأين التعليم والاستشفاء؟ أين الكهرباء والمواصلات؟ أين حق الناس في استنشاق هواء نقي؟ ثم أين الثروة الحرجية وكيف تتبدد؟
إن الناس تتساءل: أي حق من بديهيات حقوق الإنسان في أي مكان في العالم مؤمن في لبنان؟ وهنا نتناول الحقوق الواجب على الدولة تأمينها، وليس تلك التي يؤمنها بعض الناس من إمكاناتهم الخاصة!!!
إن المتنقل بين الناس لا بد له من أن يسمع الأنين ومستحيل أن يجتمع اثنان في لبنان دون أن يشكو أحدهما للآخر مشكلة له تقض مضجعه، فإلى متى الاستهتار والتقصير؟ فلولا الوعي الشعبي الكبير من خطورة الانتفاضة المطلبية والمعيشية على الوضع الأمني الذي يتربص له أعداء لبنان لما رحم الشعب أحد من جلاديه والمتاجرين فيه، إلا أن فرصة تلوح في الأفق بأن يعود أكثرية الشعب عن صمته وينزل إلى الاقتراع ليغير الطبقة الفاسدة ويقول كلمة الحق والضمير ويُبعد تأثير أصوات المحسوبين على الزعماء الحاليين، لقد لآن لهذه الأكثرية أن تظهر وتثأر وتغيّر زعماء العشرين والثلاثين بالمائة من الأصوات…
ثم كان التذكير الدائم بقضية الجهاد والعزة قضية فلسطين المحتلة، حيث دعا إلى خطوات عربية وإسلامية لكسر الحصار أسوة بما قام به نشطاء السلام في العالم، وتساءل: هل فقدت فلسطين أهلها حتى يحن عليها أناس لا يربطهم فيها لا تاريخ ولا حضارة ولا دين ؟؟؟ فهل بتنا في زمن الجبن والجبناء؟ أما آن للعرب والمسلمين أن ينفضوا غبار الهزيمة والذل عنهم خاصة وأن الكيان الصهيوني قد هزم على يد المقاومة في لبنان؟ ألا يلاحظون أن نصر المقاومة يجب أن يكون مقدمة للنصر الأكبر وهو تحرير سائر الأراضي المحتلة من رجس الاحتلال؟ إنه النهج السليم والقويم وبالنهاية لا يصح إلا الصحيح فنسأل الله تعالى أن يمن علينا وعلى سائر المسلمين بالصلاة في الأقصى الشريف وقد تحققت الأماني بالنصر والتحرير .