ارشيف من :أخبار لبنانية
الصفحة الأجنبية: تنظيم ’القاعدة’ يتعاظم منذ مقتل ابن لادن

علي رزق
رأى اللبناني الأميركي الذي يرأس مجموعة "صوفان" المعروفة والمتخصصة في مجال الاستخبارات والأمن، علي صوفان، أن قوة تنظيم "القاعدة" تعاظمت بشكلٍ كبير بعد مرور ستة أعوام على قتل زعيم التنظيم أسامة بن لادن، واتهم الباحث بعض دول المنطقة بتقوية الإرهابيين من خلال "إشعال الطائفية". في سياق آخر، كشفت صحف أميركية كبرى نقلاً عن مسؤولين أميركيين أنه تم وضع استراتيجية لزيادة عديد القوات الأميركية في أفغانستان، على أن يقرر الرئيس الأميركي دونالد ترامب المضي بهذه الاستراتيجية خلال الأسابيع المقبلة. وحول الانتخابات الفرنسية أشارت صحف أميركية بارزة إلى أن أمام الفائز "Emmanuel Macron" تحديات كبيرة.
*بعد فوزه على لوبان.. ماكرون يواجه تحديات صعبة
مجلس تحرير صحيفة "نيويورك تايمز" نشر تقريرًا قال فيه إن فوز "Emmanuel Macron" في الانتخابات الرئاسية الفرنسية جاء ليزيل مخاوف الذين تخوفوا من أن فرنسا قد تصبح الدولة التالية التي "تستسلم" لموجة القومية ومعاداة العولمة التي تعصف بـ"الديمقراطيات الغربية".
ووصفت الصحيفة فوز "Macron" بأنه يمثل "نصرًا للأمل والتفاؤل" على "الخوف"، و"نصرًا لمستقبل أوروبا بدلاً من العزلة".
الصحيفة نبهت إلى أن "Macron" سيكون أصغر رئيس بتاريخ فرنسا وأول رئيس منذ عقود لا ينتمي إلى أي من الأحزاب التقليدية من اليسار أو اليمين، لافتة في المقابل إلى أن ماكرون سيواجه تحديات كبرى حيث يتولى قيادة دولة منقسمة بشكل كبير، كما هو الوضع في الولايات المتحدة وبريطانيا، حيث يشعر العديد بأنهم مهمشون بسبب العولمة والبطالة وتدفق اللاجئين.
كما قالت الصحيفة أن "Macron" في حال أراد تحقيق أي من أهدافه يحتاج إلى إنجاز سياسي جديد الشهر المقبل، عندما تنتخب فرنسا جمعية وطنية جديدة، مشيرة إلى أن حزب "Macron" ينوي تقديم مرشحين في كافة المقاطعات الانتخابية في هذا الاستحقاق.
صحيفة الـ"واشنطن بوست" من جهتها نشرت تقريرًا قالت فيه أن هزيمة "Marine Le Pen" "بفارق كبير كانت أمرا غير متوقع، وعليه رأت الصحيفة أن تغلب ماكرون على لوبان وجه رسالة إلى القوى اليمينية التي تسعى للإطاحة بأوروبا، وعلى الرغم من "بريكست" وفوز دونالد ترامب بالرئاسة الأميركية، إلا أنه من المرجح أن تبقى القوى اليمينية خارج الحكم لأعوام مقبلة.
وأشار التقرير إلى أن الناخبين الأوروبيين قد انتخبوا مرشَّحين من التيار العام رغم الشعور الذي ساد بعد انتخاب دونالد ترامب بأن هناك صعودًا للتيار المعادي للاجئين في العالم الغربي، ولفت إلى أن المرشحين اليمينيين في دول مثل النمسا وهولندا وفرنسا أخفقوا، كما أن الحزب اليميني في المانيا تدهور وضعه بحسب آخر استطلاعات الرأي قبل الانتخابات المقرر إجراؤها في شهر أيلول/ سبتمبر المقبل.
الصفحة الأجنبية: تنظيم "القاعدة" يتعاظم منذ مقتل ابن لادن
التقرير أضاف أن الاختبار حول مستقبل أوروبا الآن يتمحور حول ما إذا كان "Macron" قادرًا على إعادة إحياء علاقات فرنسا بالمستشارة الألمانية أنجيلا مركيل، بعد تدهور هذه العلاقات خلال حقبة فرنسوا هولاند.
كذلك قال التقرير إن فشل التيار اليميني بالمجيء إلى الحكم يتنافى والتوقعات التي سادت بعد فوز دونالد ترامب، مذكّرا بأن "Le Pen" كانت من أول القادة السياسيين الذين هنأوا ترامب على فوزه، إضافة إلى أن الزعيم الهولندي اليميني "Geert Wilders" قد هنأ ترامب بعد يوم على فوزه.
غير أن التقرير نبه إلى أن الانتخابات التي شهدتها أوروبا فيما بعد أظهرت أن الناخبين سئموا الأحزاب التقليدية لكنهم في الوقت نفسه لا يزالون غير مستعدين لتسليم السلطة إلى "اليمين المتطرف"، وأضاف التقرير أن أشهر "الفوضى" الأولى من رئاسة ترامب ربما ألحقت ضررًا بالأحزاب اليمينية الأوروبية أكثر مما ساعدتها.
كذلك تابع التقرير بأنه وسط الاحتفالات بفوز "Macron"، فهناك اعتراف بأن فوزه قد يكون عملية تأجيل فقط، إذ أن القوى المعادية للاتحاد الاروبي لا تزال قوية في فرنسا، وحذر من أن الرئيس الفرنسي الجديد وفي حال فشل بالوفاء بوعوده مع حلول موعد الانتخابات القادمة في عام 2022، فإن "Le Pen" أو أي زعيم آخر معاد للاتحاد الأوروبي قد يعود "أقوى من أي وقت مضى".
كما أشار إلى أن حزبًا معادياً للاتحاد الأوروبي في إيطاليا يتصَّدر استطلاعات الرأي قبل الانتخابات التي يجب أن تجري قبل فصل الربيع عام 2018.
*تعاظم قوة تنظيم "القاعدة" منذ مقتل زعيمها ابن لادن
كتب رئيس مجموعة صوفان للاستشارات الأمنية والاستخباراتية علي صوفان مقالة نشرت على موقع "Daily Beast"، قال فيها أن تنظيم "القاعدة" وبعد مرور ستة أعوام على قتل أسامة بن لادن لم يضعف ولا زال يسيطر على كل المجموعات المسلحة التابعة له.
وأشار الكاتب إلى أن تنظيم "القاعدة" في شبه الجزيرة العربية يُعتقد أنه يضم أكثر من 4000 مقاتل تحت قيادته، إضافة إلى وجود ما يزيد عن 7000 مسلح لدى حركة الشباب في الصومال، كما تابع بأن "جبهة النصرة" تضم ما يزيد عن 20,000 عنصر، وأن كل هذه الأرقام تمثل ارتفاعًا كبيرًا مقارنة بما كان الوضع عليه قبل ستة أعوام.
كذلك لفت الكاتب إلى أن تنظيم "القاعدة" في بلاد المغرب جنى الملايين من خلال مبالغ الفدية، وإلى أن حركة طالبان عادت لتسيطر على العديد من المحافظات الأفغانية. وأضاف بأن الجماعة التابعة لـ"القاعدة" جنوب شرق آسيا والتي تدعى "الجماعة الإسلامية" كان لها 31 "مدرسة" لتلقين التطرف عندما نفذت تفجيرات بالي عام 2002، بينما أصبحت تدير 66 مدرسة اليوم. ونبه الكاتب إلى أن القيادة المركزية لتنظيم "القاعدة" لا تزال تنشط من معقلها بوزيرستان.
الكاتب أشار أيضًا إلى أن تنظيم "القاعدة"، وفيما كان يضم بضعة مئات العناصر بتاريخ الحادي عشر من أيلول جميعهم تقريبًا ببلد واحد، إلا أنه اليوم يتمتع بملاذات آمنة حول العالم. وقال أن في سوريا واليمن وفي ساحات أخرى تعززت قوة "القاعدة" عبر تدخل التنظيم الإرهابي بحروب أهلية ونزاعات جيوسياسية.
ونبه إلى ضرورة عدم اعتبار فروع "القاعدة" بانها "معتدلة"، خاصة بينما تحاول ان تنأى بنفسها عن "القاعدة" كما حاول البعض منها مثل "جبهة النصرة".
في السياق نفسه، تابع الكاتب بالقول إن هذه الجماعات ليست معتدلة، مشيرا إلى أن على واشنطن عدم التعاطي معها على هذا الاساس. واتهم بعض دول الشرق الاوسط بالتسبب بتفاقم هذه المشلكة من خلال اشعال الطائفية، مضيفاً أن هذه الدول كانت تأمل من خلال اتباع هذا الاسلوب التفوق على خصومها الاقليميين، الا انه شدد على ان المستفيد الوحيد هم المتطرفون مثل تنظيم "القاعدة"، وبالتالي- بحسب الكاتب- فإنه من الضروري أن توقف هذه الدول تأجيج النزاعات وأن تستخدم كافة الوسائل في حوزتها من أجل وقف هذه النزاعات. كما شدد على ضرورة أن يكون الغرب مستعدًا للمساعدة في هذا الإطار.
وفي الختام شدد الكاتب على ضرورة عدم الوقوع في فخ اعتبار أن "القاعدة" انتهت مجرد وجود مشاكل ملحة اكثر.
*استراتيجية لزيادة عديد القوات الاميركية في افغانستان
نشرت صحيفة "واشنطن بوست" تقريرًا كشفت فيه نقلاً عن مسؤولين اميركيين بان مستشاري الرئيس الاميركي دونالد ترامب اقترحوا خطة جديدة في افغانستان تدعو الى توسيع الدور العسكري الاميركي في اطار المساعي لإجبار حركة "طالبان" على العودة الى طاولة المفاوضات.
وأشارت الصحيفة الى ان ذلك يأتي بعد عملية مراجعة طويلة، والى ان الاستراتيجية الجديدة تحظى بدعم كبار المسؤولين في الحكومة الاميركية، وستسمح لـ"البنتاغون" وليس للبيت الابيض بتحديد عديد القوات الاميركية في افغانستان وإعطاء الجيش سلطات اوسع بكثير لاستخدام الضربات الجوية ضد عناصر "طالبان".
كذلك اوضحت الصحيفة انه من المتوقع ان يتخذ ترامب قرارًا حول المضي بهذه الاستراتيجية قبل قمة حلف الناتو بتاريخ الخامس والعشرين من ايار/ مايو الجاري. ونقلت عن المسؤولين بانه ليس واضحاً ما اذا كان ترامب سيؤيد هذه الاستراتيجية، كما أن بعض المسؤولين الكبار في الادارة الاميركية يعارضونها.
وأشارت الصحيفة كذلك الى ان معارضي الخطة في البيت الابيض يطلقون على الاستراتيجية هذه حرب "McMaster" والاخير هو مستشار الامن القومي الاميركي ويعَد مهندس هذه الاستراتيجية.
كما اوضحت الصحيفة انه وبحسب الخطة المطروحة سيتم اضافة 3000 جندي اميركي على الاقل، اضافة الى مطالبة دول اخرى من حلف الناتو بارسال المزيد من القوات