ارشيف من :أخبار لبنانية

خرق شبكة الاتصالات في لبنان.. قطاع ’هش’ وعملاء بالجملة

خرق شبكة الاتصالات في لبنان.. قطاع ’هش’ وعملاء بالجملة

يُمعن اعداء المقاومة في الحرب الأمنية ــ الإعلامية ضدها، في محاولات يائسة للتجسس عليها، ولكن في كل مرة يفشل العدو في ذلك، ما يثبت براعة المقاومة في حرب العقول. أمام المحاولات اليائسة ذهب العدو هذه المرة إلى اختراق شبكة الاتصالات اللبنانية داخلاً عبرها إلى العلاقات الاعلامية في حزب الله، من خلال إجراء عشرات آلاف الاتصالات بأرقام هواتف المواطنين وإرسال رسائل نصيّة يظهر جزء منها كأنه صادر عن هواتف ثابتة تعود إلى العلاقات الإعلامية في حزب الله، أثناء إلقاء الأمين العام للحزب، السيد حسن نصرالله، خطاباً لمناسبة ذكرى استشهاد القائد مصطفى بدر الدين.

كذلك وردت إلى هواتف آلاف اللبنانيين اتصالات من أرقام أجنبية، تحمل كلها رسالة صوتية موحدة، إضافة إلى رسائل فيديو عبر تطبيقَي «واتساب» و«فايبر». ولم تحمل الرسائل والاتصالات أي جديد، سوى أنها تشيع كلمات واشاعات مسيئة الى المقاومة وقائدها.

خرق شبكة الاتصالات في لبنان.. قطاع ’هش’ وعملاء بالجملة

اجهزة اتصالات

مصادر في العلاقات الاعلامية في حزب الله اشارت الى ان ما حدث هو خرق واضح للسيادة الوطنية وعلى الدولة ان تتحمل مسؤولياتها ازاء ما حدث خاصة ان ما حدث هو ليس عمل هواة بل جهات منظمة ومخابراتية تابعة للعدو الاسرائيلي بالتاكيد،وهذا ما اكده بيان وزارة الاتصالات وهيئة أوجيرو ايضاً.

خطورة التجسس على الشبكة التي تدير الموزعات

خبراء في الاتصالات، أشاروا إلى أن هذا الخرق يظهر الهشاشة الأمنية في قطاع الاتصالات اللبنانية، وخطورة دخول المخترقين إلى "داتا الاتصالات"، وخلال اتصال مع موقع "العهد"، اكد خبير الاتصالات العميد المتقاعد محمد عطوي انه مما لا شك فيه ان ما حدث بالامس هو خرق واضح للاتصالات الثابتة والخلوية وهو حدث خطير على المستوى التقني والوطني وهو يندرج في سياق الحرب الالكترونية ضد المقاومة في لبنان.

وبحسب الخبير في الاتصالات فانه يمكن اختراق الخطوط اللبنانية بشكل واسع من خلال الدخول الى مركز الاتصالات "الام" (اي الشبكة التي تدير الموزعات) والقيام بعملية الخرق على الخط الذي يريدون استهدافه.

ومن خلال الولوج الى هذه الشبكة يستطيع المخترق القيام بهذه العملية عن قرب او بعد في حال علمه بنظام الدخول الى الشبكة وهو ما يطرح اسئلة وشكوكا كثيرة حول كيفية الدخول الى هذه المعلومات وإمكانية المساعدة اللوجستية والفنية المباشرة من قلب مؤسسات الاتصالات لان الموظفين هم الوحيدون القادرون على معرفة تفاصيل الشبكة.

وحذر العميد المتقاعد محمد عطوي من عملاء العدو الاسرائيلي المنتشرين في شركات الاتصالات والذين تم القاء القبض على بعضهم على مدى فترات ماضية فيصبح الاسرائيلي قادرا على الدخول الى اي معلومة متعلقة بالاتصالات في لبنان من خلال العملاء الفنيين والاختصاصيين.

وشبه العميد المتقاعد الملف بموضوع اغتيال الشهيد رفيق الحريري حيث تم التلاعب بداتا الاتصلات وتم نسخ الخطوط.

العمل الأمني يأتي بمساعدة محلية مشبوهة

من جهته أكد النائب زياد اسود عضو تكتل التغيير والإصلاح أن "كل التحفظات التي اعلنها هو وفريقه السياسي خلال الحكومات السابقة وخاصة حكومة السنيورة كانت حقيقية وغير خيالية لان ما حدث بالامس يبرز معالم ما تحدثنا عنه في السابق من خرق السيادة اللبنانية من خلال خرق الاتصالات في لبنان.

واشار النائب اسود في اتصال مع موقع "العهد الاخباري" إلى ان العمل الامني بالامس يبدو انه حدث بمساعدة محلية مشبوهة وهو يهدف الى خدمة العدو الاسرائيلي والاساءة الى المقاومة.

وشدد النائب زياد اسود على ان حزب الله هو حزب سيادي وهو حزب مقاوم وصيانة المقاومة واجبة على الافرقاء كافة في لبنان لان المقاومة كانت وستبقى في خدمة الوطن.

ودعا النائب اسود الى محاسبة المرتكبين واجراء تحقيق دقيق لكشف المتعاملين في العملية والحاق العقاب الشديد بهم بجرم المس بالسيادة الوطنية والاساءة للمقاومة.

ويطرح اعتداء أمس ضرورة بحث وزارة الاتصالات وهيئة أوجيرو عن سبل تحصين شبكة الاتصالات اللبنانية، وتشكيل استراتيجية تحمي القطاع من الاختراقات التقنية والبشرية على السواء، في ظلّ الاستهداف الإسرائيلي الدائم لهذا القطاع بوسائل متعدّدة والتحقيق في عمليات مشابهة لايقاع العملاء "ان وجدوا" في مكانهم الذي يستحقون وهو السجن.

2017-05-12