ارشيف من :نقاط على الحروف

لبنان الوطن المكشوف

لبنان الوطن المكشوف

لا يحتاج المرء الى الكثيرمن التفكير والتمحيص ليكتشف ان العدو الاسرائيلي نجح في احداث اختراق امني خطير اصاب شيفرة شبكة الاتصالات الثابتة والمتحركة في لبنان.
هذا الاختراق الامني للعدو الاسرائيلي لشبكة الاتصالات اللبنانية وامكان ارسال رسائل صوتية مسجلة ورسائل نصية مع ظهور رقم المرسل، وكما ورد الى العديد من هواتف المواطنين اللبنانيين، فقد تبيّن ان ارقام هواتف لبنانية مسجلة في ادارة اوجيرو باسم العلاقات الاعلامية التابعة لحزب الله وارقام كندية وارقام مجهولة، جاء متزامناً مع اطلالة الامين العام لحزب الله حسن نصرالله لالقاء كلمة متلفزة بمناسبة مرورعام على استشهاد القائد مصطفى بدر الدين.

ان ما حصل في مجال اختراق شيفرة شبكة الاتصالات اللبنانية هو امر خطير للغاية، وله دلالات على مدى انكشاف لبنان على صعيد الامن القومي والامن الشخصي وامن الشركات والمؤسسات وامن المصارف اللبنانية والقضاء اللبناني، وربما امكانية اختراق شبكة اجهزة الامن اللبنانية برمتها وذلك من قبل اجهزة استخبارية عالية الخبرة في مجال الاتصالات.

لبنان الوطن المكشوف

العدو الصهيوني يتجسس على شبكة الاتصالات في لبنان

لقد ثبت لدينا ان لبنان بكل مكوناته الاقتصادية والامنية والسلكية واللاسلكية والاتصالات المباشرة وغير المباشرة واتصالات الانترنت والبريد الشخصي وسجلات الداتا الشخصية لأي مواطن على الارض اللبنانية، جميعها باتت مكشوفة وعرضة للنسخ او السرقة امام اجهزة العدو الاسرائيلي، اضافة الى اجهزة غربية تعمل ضد المصالح اللبنانية.

هذا الحدث الخطير يجب ان يشكل دافعاً قوياً للمضي في عملية الكشف عن المسبب الرئيسي وعن الجهات المسؤولة عن ادخال وتشغيل ابراج اجهزة ارسال ورفعها في مناطق لبنانية عدة وربطها مع دول خارجية وربما مع العدو الاسرائيلي، ما سهل عملية الاختراق المباشر للامن القومي اللبناني وانكشاف لبنان امام دول معادية.. وهنا وجب السؤال عن امكانية وجود تواطؤ من الداخل اللبناني وضرورة الكشف عنه وعن الجهة المتواطئة ومحاسبة المسؤولين عنه، في حال التثبت من وجود مثل هذا الأمر.

مما لا شك فيه اننا امام حرب الكترونية وحرب ادمغة عالية الدقة ومتطورة الفعالية، بلغت مستويات خطيرة تحتم على المسؤولين في لبنان اتخاذ كل انواع الحيطة والحذر وملاحقة مسببي هذه الخرق والعمل على سد الثغرات التي سهلت عملية الاختراق الحاصلة.

ان منطق الطائفية والمذهبية المقيتة الذي بات يحتل حيزاً كبيراً من تفكير واهتمام بعض المسؤولين في لبنان ويتحكم في مصالحهم الشخصية الانتخابية والتجارية، مقدمين المنطق الطائفي والمذهبي على المصلحة الوطنية الكبرى وعلى الامن القومي الوطني، اصاب الشعور بالانتماء الوطني بالوهن والضعف خصوصاً مع عدم وجود امكانية للتوصل الى قانون انتخابي منصف وعادل على اساس النسبية الكاملة، ما يؤمن الانتماء الوطني الحقيقي بعيداً عن الانتماء الطائفي والمذهبي.

لبنان الوطن المكشوف

العدو الصهيوني يتجسس على شبكة الاتصالات في لبنان

لبنان اضحى امام فلتان امني واعلامي واقتصادي وطائفي ومذهبي خطير، وامام حرب شاشات ومحطات تلفزيوتية فضائية لم نشهد مثيلاً لها منذ بداية الازمة اللبنانية مع تطور مراحلها وحتى يومنا هذا، وذلك سعياً وراء شهرة او وراء كسب طائفي او مذهبي او لاجل تحقيق مكسب مادي، متجاهلين المصلحة الوطنية الكبرى غيرعابئين بحماية الوطن من ويلات حروب دامية وحرب ادمغة الكترونية تغزو وطننا لبنان والمنطقة المحيطة بنا وكل ذلك على حساب امن الوطن والمواطن.

نحن نعيش في وطن كانت تتقدم فيه اخبار الثقافة والحضارة والتراث الغني، ونفخر ونتغنى بالتنوع والعلم والمعرفة فيه.. صرنا نعيش في وطن نخجل من تصدر اخبار الفساد والسرقات والنهب العام.. وطن يُظهر البعض فيه الانتماء لمشاريع طائفية ومذهبية مقيتة تحت مسميات استرداد الحقوق الطائفية او المذهبية دون خجل وارتباطه بمخططات من خارج حدود الوطن لا تمت لمفهوم الوطن والوطنية بصلة.. وطن لا وجود للانتماء الوطني الحقيقي فيه الا من رحم ربي.. وطن باتت تتحكم فيه لغة الغرائز والعصبيات الهدامة.. وطن

صارت العمالة والخيانة فيه مجرد وجهة نظر.. وطن باتت تفوح منه رائحة الصفقات والسمسرات والعمولات المشبوهة والمكشوفة دون حسيب ولا رقيب..
باختصار نحن نعيش في لبنان الوطن المكشوف.

2017-05-13