ارشيف من :أخبار لبنانية
الصفحة الاجنبية: خلافات جوهرية اميركية تركية عشية لقاء ترامب وأردوغان

تحدثت تقارير صحافية أجنبية حول لقاء سيجمع الرئيسين الاميركي والتركي يوم غد الثلاثاء في واشنطن، مشيرة الى أن الجانبان سيتناولان في لقائهما القرار الأمريكي تسليح "وحدات حماية الشعب الكردية". وقد رأى دبلوماسي هندي سابق شغل منصب سفير الهند لدى تركيا، أن ترامب يعطي الاولوية لطرد تنظيم "داعش" من الرقة بالتعاون مع الاكراد، بغض النظر عن أي هواجس تركية.
العلاقات الاميركية التركية عشية لقاء ترامب و اردوغان في واشنطن
وفي التفاصيل، أشار موقع “Al-Monitor” إلى أن قرار ادارة الرئيس الامريكي دونالد ترامب تأمين السلاح لـ"وحدات حماية الشعب الكردية" لا يحمل دلالات إيجابية، وذلك فيما يتعلق بالاجتماع الذي سيجري بين ترامب و نظيره التركي رجب طيب اردوغان في العاصمة الاميركية واشنطن يوم غد الثلاثاء.
وأضاف التقرير ان مستشاري اردوغان عجزوا عن اقناع نظرائهم الاميركيين بالتراجع عن خطوة تسليح "الوحدات الكردية" خلال زيارة قاموا بها الى واشنطن الاسبوع الفائت.
كما لفت التقرير إلى أن احتمال نجاح الاجتماع بين ترامب واردوغان يعتمد على ما سيقال حول "تضامن اميركي-تركي ضد كل من "داعش و"حزب العمال الكردستاني"، مضيفا أن منع تركيا من "تعقيد الاستراتيجية الاميركية للامساك بالرقة" سيعتمد بشكل كبير على الدور الذي ستلعبه موسكو.
وفي سياق متصل، كتب الدبلوماسي الهندي السابق “M.K Bhadrakumar” مقالة نشرت على موقع “Asia Times”، أشار فيها إلى أن ترامب يبحث عن نصر سريع في الرقة، ليبعد الأنظار عن موضوع إقالة مدير "ال-FBI" “James Comey”.
وقال الكاتب إن "اردوغان يحاول جاهدًا إقناع ترامب بعدم التحالف مع الاكراد، وسيكون عليه الآن طرح مخاوفه حيال فترة ما بعد طرد داعش من الرقة".
واشار الى ان اردوغان يستطيع اللجوء الى ضربات جوية ضد الاكراد شبيهة بتلك التي نُفذت بمنطقة سنجار العراقية وفي مناطق شمال شرق سوريا، الا ان نشر القوات الاميركية والروسية في "الكانتونات" الكردية بشمال سوريا يبيّن أن كل من واشنطن و موسكو احتاطوا بهذا الشأن واتفقوا ضمنيًا على أن التواجد الاميركي و الروسي الفعلي على الارض قد يكون عامل ردع ضد أي مغامرات قد يقدم عليها اردوغان.
ولفت الكاتب الى ان الولايات المتحدة و روسيا توصلا الى اتفاق على تقاسم الادوار لـ"كبح" اردوغان، معتبراً ان التعاون الروسي الاميركي في سوريا ضيّق بشكل كبير هامش المناورة لدى اردوغان.
كما رأى الكاتب أن خيارات اردوغان اصبحت ضيّقة اذ ان الولايات المتحدة لم تعد تستخدم "وكلاء" تركيا من أجل العمل على إطاحة النظام في سوريا، كما اعتبر ان التراجع الاميركي عن الاطاحة بالنظام في سوريا يؤثر ايضاً على سياسات السعودية و قطر.
الكاتب اعتبر ان اغلاق الرئيس التركي لقاعدة "انجرليك" الجوية رداً على التعاون الاميركي الكردي يبقى احتمالاً قائماً، مضيفا ان هذا الاحتمال غير مرجح. وتابع ان واشنطن "على أية حال" تركز على "تحرير الرقة"، وهو ما يعني ان الاستفادة من قاعدة انجرليك الجوية ثانوية بالنسبة لها في الوقت الراهن.
واكد ان خيارات اردوغان تنفد وانه قد يضطر الى إعادة فتح قنوات التواصل مع المجموعات الكردية. واشار الى ان تركيا كانت لها علاقات جيدة مع قيادة كردستان العراق،وانه يمكن التوصل الى اتفاق مماثل مع اكراد سوريا.
سيناريو الدمج بين "داعش" و "القاعدة"
من جهة اخرى، كتب الباحث عبد الباسط مقالة نشرت على موقع “National Interest"، تحدث فيها عن تراجع قوة كل من تنظيمي "داعش" و"القاعدة"، محذراً من امكانية الدمج بين التنظيمين الارهابيين من أجل التعويض عن تراجع القوة هذا.
واشار الكاتب الى ما كشفه نائب الرئيس العراقي إياد علاوي في 8 نيسان/ابريل الماضي، بشأن نقاشات وحوارات دارت بين ممثلين عن زعيمي "داعش" ابو بكر البغدادي و"القاعدة" ايمن الظواهري.
كما استشهد الكاتب بما قاله رئيس جهاز الامن الفدرالي الروسي “Aleksandr Bortnikov” خلال مؤتمر أمني بموسكو، الذي اشار الى أن "داعش ومجموعات مسلحة اخرى تجري مفاوضات من اجل انشاء شبكة ارهابية ضخمة جديدة". ولفت الى كلام “Bortnikov” بأن "داعش" و "القاعدة" تقوم بإنشاء معاقل جديدة في دول مثل افغانستان و اليمن، وصولاً الى القارة الافريقية.
ورأى ان هذه التطورات تعطي اهمية كبيرة للرسالة الصوتية التي وجهها الظواهري مؤخراً، التي حث خلالها الجماعات المسلحة على توحيد صفوفها. ولفت إلى ان رسالة الظواهري هذه تعتبر بمثابة توجيه دعوة لـ"داعش" من اجل الاندماج مع "القاعدة"، لافتا الى انها ليست المرة الاولى التي يوجه فيها الظواهري مثل هذه الرسالة، إذ قال الكاتل ان هذه المرة تتميز بحصول اجتماع في العراق بين ممثلين عن التنظيمين.
إلى ذلك، اعتبر الكاتب ان احتمالات التعاون بين التنظيمين تفوق احتمالات المواجهة في هذه المرحلة، وان النقاط المشتركة الايديولوجية تفوق بشكل كبير الاختلافات. ولفت الى أن كل من "القاعدة" و "داعش" لديهما رؤية مشابهة، حيث تريدان انشاء دولة الخلافة ومحاربة الغرب ومن يعتبرونهم "الانظمة الكافرة" في العالم الاسلامي.
وحذر الكاتب من نشوء تحالف ارهابي جديد يضم "القاعدة"و"داعش" في حال عدم معالجة الظروف التي أدت الى نشوء هذه الجماعات. وشدد على أن المطلوب هو خطاب ايديولوجي مضاد واستقرار الوضع في العراق و افغانستان، وإيجاد حل سياسي قابل للحياة في سوريا، معتبراً ان هذه العناصر هي عناصر مركزية لهزيمة الجماعات الإرهابية.