ارشيف من :أخبار لبنانية
جمود في قانون الانتخاب.. ولبنان ينفي علمه بإعلان الرياض

الركود في مسألة قانون الانتخاب لا زال مسيطرًا ضمن الساحة المحلية دون أي تقدّم يلوح في الأفق ودون بوادر حلحلة لهذه الأزمة التي تتسابق مع الوقت.
وكان الاهتمام البارز من الصحف بالقمة التي جرت أمس في الرياض وجمعت عددًا من زعماء الدول العربية والاسلامية برعاية سعودية أمريكية، والتي خرجت بإعلان الرياض الذي لم يكن وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل على علم به وتفاجأ بصدوره خلال عودته إلى بيروت على متن الطائرة.
بانوراما الصحف اللبنانية ليوم الاثنين 22-05-2017
"الأخبار": لبنان يتبرّأ من بيان قمة الرياض
أثار المناخ المُرافق للقمم الثلاث التي عقدت في الرياض، الكثير من الحذر اللبناني، لناحية التداعيات التي يُمكن أن تنجُم عنها، خصوصاً أن العناوين التي حملتها استهدفت حزب الله مباشرة، وبحضور الوفد اللبناني الذي ترأسه رئيس الحكومة سعد الحريري. وقاربت الأوساط السياسية هذا الواقع من وجهات نظر متعّددة، يميل أغلبها إلى التشاؤم من أن يكون لبنان واحداً من الساحات التي سُتترجم فيها مقررات هذه القمم، ما سيؤثر سلباً على الأوضاع السياسية والاقتصادية والأمنية فيه، وخاصة أن هذه المواجهة تتزامن مع العقوبات الأميركية التي تستهدف القطاع المصرفي اللبناني بذريعة محاصرة حزب الله.
ولا مجال للشك في أن لبنان يدخل في قائمة الاهتمامات الأميركية – السعودية المشتركة، إذ إن التوجه الأميركي إلى استهداف الحزب أصبح علنياً، وعبّر عنه ترامب خلال كلمته حين وضعه في نفس الخانة مع حركة حماس وتنظيم «داعش»، معتبراً أنهم «يرتكبون الأعمال الوحشية في المنطقة»، ووصف الحزب بأنه «منظمة إرهابية».
وفيما كانت الأنظار تتجه إلى الوفد اللبناني الذي يترأسه الحريري، والذي تعّهد قبل سفره إلى الرياض أمام مجلس الوزراء بـ«الالتزام بالبيان الوزاري، وعدم القبول بأي أمر يهدّد وحدة لبنان»، تبرأ لبنان من البيان الذي صدر عن القمة، إذ قال وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، عبر حسابه على «تويتر»: «لم نكن على علم باعلان الرياض، لا بل كنا على علم أن لا بيان سيصدر بعد القمة، وقد تفاجأنا بصدوره وبمضمونه ونحن في طائرة العودة». أضاف: «أما وقد وصلنا إلى لبنان فنقول اننا نتمسك بخطاب القسم والبيان الوزاري وبسياسة ابتعاد لبنان عن مشاكل الخارج وابعادها عنه ضنا بلبنان وشعبه ووحدته».
وكان المكتب الإعلامي للرئيس الحريري قد أعلن أنه «تبادل مع وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون ووزير الخارجية السعودي عادل الجبير أطراف الحديث، قبيل انتهاء أعمال القمة ومغادرة الرئيس الحريري مع رؤساء الوفود للمشاركة في وضع الحجر الأساس للمركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرف».
وكان الناطق باسم الخارجية الأميركية ناثانيال تيك قد قال أمس إن «حزب الله تنظيم إرهابي خطير للغاية، ويلعب دوراً أساسياً في الانتهاكات التي يرتكبها النظام السوري ضد الشعب»، مؤكداً أننا «سنُكافحه بالعمل مع شركائنا في المنطقة».
"النهار": في الرياض حضر لبنان وغابت كلمته
وذكّرت صحيفة "النهار" أنه أمس صادف 21 أيار أي الموعد المفترض لاجراء الانتخابات النيابية قبل شهر من انتهاء ولاية المجلس الحالي الذي مدد لنفسه مرتين منذ انتهاء ولايته في العام 2013. وفي ما عدا حركة مدنية محصورة في وسط بيروت، تخللها اقتراع وهمي، لتذكير اللبنانيين بالاستحقاق، مر النهار الطويل بتركيز لبناني على الخارج، في ظل انطفاء محركات البحث عن قانون جديد، وتوزع الاهتمام بين الرياض التي شهدت القمة العربية الاسلامية الاميركية، وواشنطن حيث وفود لبنانية تواصل لقاءاتها تجنباً لمزيد من تداعيات العقوبات التي تعتمدها الادارة الاميركية الجديدة بزخم جديد. وهو ما عبر عنه الرئيس الاميركي دونالد ترامب في قمة الرياض اذ ركز على ايران التي قال انها تدعم الارهاب في بلدان عدة ومنها لبنان، منوها بعمل الجيش اللبناني في محاربة الارهاب.
وما غاب عن خطاب ترامب في الشأن اللبناني، قاله الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية ناثانيال تيك من أن "ايران تمثل خطراً داهماً على المنطقة وأن "حزب الله" من أخطر الجماعات في المنطقة". ورأى تيك أن "حزب الله" خطير نظراً الى انتهاكاته في سوريا والعراق وغيرها، قائلاً إن الولايات المتحدة الاميركية "لن تألو جهداً لمواجهة هذا التهديد"، مؤكداً أن "أميركا لن تترك أي فرصة من أجل تطبيق العقوبات على "حزب الله" و من يدعم "حزب الله" والجماعات الارهابية".
وفي الرياض، غابت كلمة لبنان التي كان مقرراً ان يلقيها رئيس الوزراء سعد الحريري بسبب ضيق الوقت واختصار القمة. وافاد مكتبه الاعلامي، أن الحريري تبادل وكلاً من وزيري الخارجية الاميركي ريكس تيلرسون والسعودي عادل الجبير، أطراف الحديث قبيل انتهاء أـعمال القمة، وانتقاله مع رؤساء الوفود الى احتفال وضع حجر الأساس للمركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرف. وضم الوفد اللبناني وزراء الخارجية والمغتربين جبران باسيل، والداخلية والبلديات نهاد المشنوق، والاعلام ملحم الرياشي، والنائب السابق باسم السبع ومدير مكتب رئيس الوزراء نادر الحريري.
"الديار": «تحالف الرياض» يستهدف طهران وسوريا وحزب الله.. ويختبر لبنان
ورأى عماد مرمل في "الديار" ان الانظار خلال اليومين الماضيين شاحت عن قانون الانتخاب المتعثر، وتركزت على الرياض حيث عُقدت قمة اسلامية- اميركية، يبدو انها سترفع منسوب التوتر والاحتقان في المنطقة، بعد التصويب المباشر والعنيف من منصتها على ايران، بالتزامن مع ادراج اسم رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله السيد هاشم صفي الدين على لائحتي الارهاب، السعودية والاميركية.
وإذا كان الرئيس سعد الحريري يحاول في هذه المرحلة ان يوفق بين خفقات «قلبه» المنحاز الى السعودية وشراكتها الاستراتيجية مع واشنطن في مواجهة طهران، وبين حسابات «عقله» الذي يفرض عليه كرئيس لحكومة ائتلافية تضم حزب الله ان يراعي التوازنات الداخلية وقواعدها الدقيقة، إلا ان ذلك لا يكفي وحده لحماية لبنان من التداعيات المحتملة لتأجيج الصراع الاقليمي- الدولي، ما لم تسارع قواه السياسية الى تحصين ساحته ودولته، والتخفيف من «ترف» هدر الوقت والفرص.
واول «اللقاحات» التي تفيد في تعزيز المناعة اللبنانية يكمن في وضع قانون جديد للانتخابات النيابية قبل 19 حزيران المقبل ومن ثم اجراء هذا الاستحقاق الدستوري قريبا، لان اي انزلاق متهور الى مغامرة الخيارات الصعبة في هذا التوقيت، سيؤدي الى انكشاف لبنان امام الرياح الحارة التي هبت من الرياض.
وبدا واضحا من تركيز كل من الملك السعودي سلمان والرئيس الاميركي دونالد ترامب على ايران وسوريا وحزب الله، ان الولايات المتحدة والاطراف الاقليمية الحليفة لها ليست بوارد الانخراط في تسوية قريبة، بل هي أوحت بانها ستسعى الى تحسين مواقعها على امتداد النقاط الساخنة في المنطقة- بمعزل عن حجم قدرتها العملية على تعديل موازين القوى- ما يستوجب من اللبنانيين منع استخدام ساحتهم كواحدة من حلبات الملاكمة وتصفية الحسابات.
وفي مقابل الاستهداف المركّز لايران وسوريا وحزب الله من قبل صقور القمة الحاشدة، تحت شعار مكافحة الارهاب، لوحظ ان ايا من الزعماء العرب لم يتطرق امام الضيف الاميركي «المدلل» الى الارهاب الاسرائيلي بحق الفلسطينيين، والى قضية الاسرى المضربين عن الطعام في سجون الاحتلال، أقله من باب تسجيل الموقف وهذا أضعف الايمان وأقل الواجب.
وبينما يواجه الاسرى الفلسطينيون اصعب الظروف في المعتقلات وتنتشر الكوليرا في اليمن، كانت كل مظاهر البذخ المبالغ فيها تنتظر ترامب في السعودية، بحضور عدد كبير من القادة العرب والمسلمين الذين احتفوا بزيارة الرئيس الاميركي وأنصتوا بإمعان الى خطابه.
ومن مفارقات قمة السعودية ان سلمان وترامب ساويا بين حزب الله وداعش والقاعدة وحماس الذين صُنفوا جميعا في خانة الارهاب من دون تمييز، في حين ان الحزب يتعارض ايديولوجيا مع داعش والقاعدة وأخواتهما، ويقاتلهم عسكريا في لبنان وسوريا، خلافا للسلوك المريب لبعض حلفاء الرئيس الاميركي ممن كانوا، ولا يزالون، يقدمون «الخدمات» الى التنظيمات الارهابية، بمبررات شتى.
ثم ان الحملة الحادة على ايران من قلب المملكة أتت غداة انتخابات رئاسية فاز بها الشيخ «المرن» و«البراغماتي» حسن روحاني الذي اعطى اشارات واضحة الى الرغبة في التفاعل مع المجتمع الدولي والانفتاح عليه- طبعا تحت سقف الضوابط الايرانية- فإذا بالمجتمعين في الرياض يدفعون طهران الى التصلب، بدل التقاط الفرصة ومحاولة ملاقاة روحاني في مساحة مشتركة، ولو كانت ضيقة.
"البناء": المبادرات الانتخابية مجمّدة
على صعيد قانون الانتخاب، لا تزال المراوحة سيدة الموقف مع تجميد المبادرات الانتخابية، على أن تنطلق اليوم كما علمت «البناء» مع عودة الحريري ووزير الخارجية جبران باسيل الى بيروت، للتشاور مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري بالمخارج المطروحة قبيل جلسة 29 أيار المقبل التي رجّحت المصادر أن يعلن رئيس المجلس تأجيلها فور إعلان رئيسَي الجمهورية والحكومة عن فتح دورة استثنائية للمجلس النيابي على أن تستكمل المشاورات للتوصل الى قانون جديد أو تعديل المهل القانونية والتوافق على تمديد تقني ثلاثة أشهر وإجراء الانتخابات على أساس قانون الستين.
ووصف نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم ما يجري في لبنان بشأن قانون الانتخاب بـ»سوق عكاظ»، داعيًا الى الإسراع في الوصول الى قانون جديد على أساس النسبية، منعًا لحدوث الفراغ.
وشدّد وزير المالية علي حسن خليل على «ضرورة مواصلة الحوار للوصول إلى قانون انتخابي جديد للانتخابات النيابية»، وقال: «لقد ناقشنا معظم الطروحات وتوافقنا على أن الأنسب والأكثر تمثيلاً هو القانون القائم على النسبية، لهذا دعوتنا اليوم إلى كل القوى السياسية وإلى المرجعيات الرسمية والحزبية أن تترجم حديثها والتزامها السابق والحالي حول اعتماد النسبية إلى واقع يترجم بإقرار قانون جديد للانتخابات، ومن غير المسموح بعد الآن أن نتحدّث عن النسبية في الغرف المغلقة وفي اللقاءات الضيقة وعندما تصل الأمور إلى إقرار القانون نرى البعض يتهرّب تحت حجج واهية».
بينما أوضح عضو تكتل التغيير والإصلاح النائب ألان عون أن « الدورة الاستثنائية هدفها تحديداً إقرار قانون انتخابي جديد واليوم الاتصالات وجهوزية الاتصالات تسرّع فتح دورة استثنائية». وأشار الى أنه «في ما يخصّنا نحن مبدئياً ليس لدينا شيء نبادر فيه في ملف قانون الانتخاب ومواقفنا واضحة وعملياً نحن في موقع التلقي وبحسب ما نتلقى نبني موقفنا».