ارشيف من :أخبار لبنانية
الصفحة الاجنبية: ترامب يعزز العلاقة مع دول عربية قوضت المصالح الاميركية في كثير من الأحيان

علي رزق
أشارت التقارير الصادرة عن صحف أميركية بارزة الى أنّ "خطاب الرئيس الاميركي دونالد ترامب في السعودية يعني تعزيز التحالف مع الرياض ودول خليجية أخرى سبق وأن قوضت المصالح الاميركية في أماكن مثل افغانستان وغيرها.
هذا وفيما اعتبر تقرير صادر عن مجلة أميركية معروفة أنّ "خطاب ترامب في الرياض يكشف بأن الأخير ليس لديه خطة واضحة لجهة محاربة الارهاب، نبه باحثون الى خطورة الرهان السعودي على شخص مثل ترامب، وكذلك الى هواجس الكونغرس من صفقات بيع السلاح الى السعودية بسبب الحرب على اليمن.
من جهة أخرى، أشارت التقارير الى أنّ" المسؤولين الصهاينة سيطالبون ترامب (لدى لقائه بهم اليوم) بوضع محاربة ايران وحلفائها كأولوية بدلاً من "داعش".
ترامب يقوّي العلاقة مع دول عربية سبق وأن قوضت مصالح أميركا
صحيفة "نيويورك تايمز" نشرت تقريراً جاء فيه أنّ" خطاب الرئيس الأميركي في الرياض وإعلانه الالتزام تجاه الدول العربية "السنية" (بحسب تعبير الصحيفة)، انما يعني العودة الى سياسة أميركية مبنية على التحالفات مع "الحكام المستبدين العرب"، بصرف النظر عن سجلهم في مجال حقوق الانسان أو سياساتهم "التي أحياناً ما تقوّض المصالح الأميركية".
الصحف الأجنبية
وأشار التقرير الى أنّ "السعودية قوضت أحياناً المساعي الأميركية الهادفة الى جلب الاستقرار الى أفغانستان، وكذلك الى أنّ ترامب، ومن خلال تعزيز التحالف مع دول الخليج انما يعزز علاقة أميركا بدول لا تتشارك الكثير من "القيم الثقافية" (مع واشنطن)، وأحياناً ما تصرفت بما يتناقض والمصالح الاميركية".
التقرير لفت الى أنّ" السعودية تعتمد على النظام الملكي، بحيث لا يحظى المواطنون بالكثير من الحقوق ويمنعون من الممارسة العلنية لأي دين سوى الاسلام"، مضيفاً "إنّ الرياض استخدمت جيشها وثروتها النفطية من أجل حماية النظام البحريني وأيضاً من أجل دعم الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي".
كذلك أشار التقرير الى أنّ" ترامب، ومن خلال تبني الموقف الخليجي المعادي لإيران، إنما يساعد الاستراتيجية التي يستخدمها قادة دول الخليج عندما يواجهون مشاكل بالداخل، ونقل بهذا السياق عن الباحث "Frederick Wehrey" بأنّ ترامب يساعد دول الخليج التي تحاول ابعاد الانظار عن مشاكل الداخل من خلال التركيز على ايران، مشدداً في الوقت نفسه على أنّ" ايران ليست "مصدر كل الشر في المنطقة".
كما نقل التقرير عن الباحث في جامعة جورج واشنطن المدعو "مختار عوض" بأنّه" يجب محاربة عقيدة الارهابيين بمعتقدات ليبرالية و"ليست سلفية""، وذلك في إشارة غير مباشرة الى الاسلام الذي يمارس في السعودية.
ترامب ليس لديه خطة واضحة لجهة محاربة الارهاب
مجلة "Politico" نشرت تقريراً أشارت فيه الى أنّ" الهدف الأساس من زيارة ترامب الى السعودية وخاصة الكلمة التي القاها، انما كان بإعلان تحالف جديد بين اميركا و"الحكام السنة المستبدين" في العالم العربي بوجه ايران الشيعية، بحسب تعبير التقرير".
ولفت التقرير الى أنّ" مقاربة ترامب لا تتضمن شعارات جورج بوش الابن عن الحرية ولا شعارات باراك أوباما، والى ان ترامب شدد على ان هزيمة الارهاب هي "فوق اي اعتبار آخر".
وأضاف التقرير "إنّ هناك تشابهًا بين ما قاله ترامب عن معركة بين الخير والشر، وما قاله بوش الابن عام 2001:"اما ان تكونوا معنا او تكونوا مع الارهابيين"، غير أنّ التقرير نبه في الوقت نفسه الى أنّ" ترامب فقط "ألمح" الى تورط أنظمة الخليج العربية بالترويج للراديكالية، بينما حيا ما تقوم به هذه الانظمة في سياق محاربة الارهاب، وفقاً لزعمه.
وتابع التقرير "إنّ خطاب ترامب هذا هو بالضبط ما كان يريد أن يسمعه الحكام العرب في حقبة اوباما"، مشيراً الى أنّ أوباما خفّف من الخطاب المعادي لايران وسعى للتوصل الى الاتفاق النووي وفي الوقت نفسه مارس ضغوطاً على القادة العرب كي يستجيبوا لمشيئة الشعب.
هذا واعتبر التقرير أنّ" العنصر المفقود بخطاب ترامب كان خطة واضحة لجهة كيفية محاربة الارهاب"، مشيراً الى أنّ" بوش الابن ومستشاريه كان لهم نظرية تقول ان غياب الحرية والتنمية البشرية أدى الى نشوء حالة راديكالية، وكذلك الى نشوء الارهابيين، مضيفاً "إنّ أوباما لم يكن بعيداً عن هذه المقاربة، بينما ترامب يتبنى نهج محاربة الارهاب دون ذريعة "المثالية".
خطورة الرهان السعودي على ترامب
الباحث "Bruce Riedel" كتب مقالة نشرت على موقع "Al-Monitor" تحدّث فيها عن اشارات متزايدة لجهة نشوء انقسامات داخل التحالف الذي تقوده السعودية بالحرب على اليمن.
وأشار الكاتب الى أنّ" حكومة عبد ربه منصور هادي غير الشرعية والتي تدعمها السعودية تحاول الامساك بمطار عدن من أيدي الميليشيات التي تدعمها دولة الامارات"، لافتاً الى أن الرياض وأبو ظبي تدعمان عشائر متخاصمة في حضرموت في شرق اليمن.
وشدد الكاتب كذلك على أنّ" خطة السعودية لتحقيق "النصر" في اليمن تعتمد على امساك "وكلائها" بميناء الحديدة"، مشيراً في الوقت نفسه الى التقارير التي تفيد بأن دولة الامارات ليست متحمسة لهذه العملية، مضيفاً "إنّ ادارة ترامب هي في النهاية التي ستقرر المضي بمعركة الحديدة، لكنه نبه في الوقت نفسه الى أن خطاب ترامب بالرياض بالكاد تطرق الى اليمن، والى أن الرئيس الاميركي وخلافاً للملك السعودي سلمان بن عبدالعزيز، لم يسلط الضوء على الدور الايراني في اليمن".
كما تابع الكاتب "إنّ الحرب السعودية على اليمن تعتمد على الدعم الاميركي"، مشيراً الى أن الكونغرس بات يعارض اكثر فأكثر اعطاء الملك السعودي ونجله "شيكاً على بياض" للحرب على اليمن، ولفت الى أن بعض أعضاء الكونغرس كذلك يطالبون بالمزيد من المراقبة على صفقات بيع السلاح الى السعودية، والى أن الحصول على موافقة الكونغرس لهذه الصفقات يزداد صعوبة بينما تزداد معاناة الشعب اليمني.
الكاتب نبه الى أن "الخطر على المدى الطويل بالنسبة للسعوديين هو أن مصيرهم أصبح يرتبط برئيس الاميركي متقلب ولا يمكن التكهن به".
وبينما قال "ان السعوديين يأملون من ترامب ان يحارب ايران بالنيابة عنهم"، أشار الى حجم التوقعات العالية من رئيس أميركي له سجل بعدم الايفاء بوعوده، مثل نقل السفارة الاميركية الى القدس المحتلة والتخلي عن الاتفاق النووي مع ايران.
دعوات لتصعيد اميركي في سوريا
بدوره، كتب "Josh Rogin" مقالة نشرتها صحيفة "واشنطن بوست" تطرّق فيها الى الغارة الجوية الاميركية الاخيرة التي استهدفت عناصر موالية للحكومة السورية في التنف.
وقال الكاتب -الذي يعد من أشهر الصحفيين المنتمين الى تيار المحافظين الجدد والمعادين للنظام السوري- "إنّ هذه الحادثة لم تكن منعزلة"، مضيفاً "انه وبحسب المسؤولين والخبراء، فإن "ايران تحاول أن تسيطر" على المناطق التي تسمح بإنشاء ممر بري يمتد من ايران الى العراق الى سوريا فلبنان"، وتابع "إنّ ايران وفيما لو نجحت، فإنّ ذلك سيغيّر الوضع بالمنطقة بشكل كبير"، زاعماً بأنّ" هذا السيناريو سيقوض المعركة ضد "داعش" بدير الزور ويقوّض المساعي الأميركية لتدريب وتسليح "قوة مقاتلة سنية"، بحسب تعبير الكاتب.
وبالتالي، شدّد الكاتب على ضرورة "أن لا تتجنب الولايات المتحدة هذه المعركة"، قائلاً "انها تشكل فرصة لترامب لينفذ ما يقوله لجهة التصدي لما يسمى توسع إيران"، الا أنّ" الكاتب نقل عن مسؤول أميركي بأنّ قرار الضربة الأميركية بالتنف لم يصدر من البيت الابيض بل من القادة العسكريين على الارض".
هذا ونقل الكاتب عن أحد قادة المجموعات المسلحة في سوريا أنّ مجموعتين مسلحتين قامتا بفتح جبهة ضد "قوات تساندها ايران" قبل حوالي اسبوعين، وأن احدى هاتين المجموعتين تعمل بشكل مباشر مع الجيش الاميركي، بينما الاخرى مدعومة من مركز العمليات العسكرية التي تديرها "ال-CIA" وحلفاؤها في الاردن".
وأشار الكاتب الى أنّ" المجموعات المسلحة تعتقد بأنها تحظى بدعم ضمني من الولايات المتحدة من أجل منع الحكومة السورية وايران من السيطرة على المناطق مثل التنف ودير الزور".
وأكد الكاتب أنّ "معركة الجنوب قد بدأت، وأن على فريق ترامب أن يقرر ما اذا كانت الولايات المتحدة ستلعب دورا حاسما بهذا الاطار، مضيفاً "إنّ بإمكان ترامب أن ينفذ وعوده بالتصدي لإيران وجلب الاستقرار الى سوريا"، فيما لو تحرك سريعاً"، بحسب تعبير الكاتب.
كيان العدو سيطالب ترامب بوضع محاربة ايران وحلفائها كأولوية بدلاً من "داعش"
موقع "Bloomberg" نشر تقريراً أشار فيه الى أنّ حزب الله وايران يشكلان مصدر القلق الأساس للكيان الصهيوني، وليس تنظيم "داعش".
و قال التقرير "إنّ ترامب وبينما يؤكد على أولوية هزيمة "داعش"، فإن القادة الصهاينة على الارجح سيحثونه على تبني مقاربة مختلفة عندما يصل الاراضي المحتلة اليوم الاثنين".
ونقل التقرير عن رئيس لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في الكنيست الصهيوني "Avi Dichter" قوله "إنّ تنظيم "داعش" يتعرض للهلاك، ولم يعد لديه الكثير من العناصر على الارض، بينما ايران من جهتها تشكل تهديداً اقليمياً أساسيا، وفقاً لتعبير "Dichter".
كذلك نقل التقرير عن "Dichter" إشارته الى أنّ وجود "تهديد ايراني في سوريا موجه الى "إسرائيل"، مبرر للحرب"، كما نقل عن أحد معاوني رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو ان الاخير سيضغط من اجل تشديد العقوبات على ايران، وذلك خلال لقائه ترامب".
ونقل التقرير كذلك عن الباحث الصهيوني "Ephraim Karsh" قوله "إنّ كيان العدو سيكتفي بمنع حكومة الرئيس بشار الاسد من استعادة السيطرة على المنطقة المحيطة بالجولان المحتل، وبالتالي خلق منطقة عازلة لابعاد ايران وحزب الله" وفق تعبيره.
وقال "Karsh" -بحسب ما نسبه اليه التقرير- "ان "إسرائيل" لا تعتقد أنّ باستطاعتها طرد ايران من سوريا"، لكنها في الوقت نفسه لا تريد أن تكون ايران متواجدة على الحدود مع فلسطين المحتلة".
وتابع التقرير "إنّ الرأي السائد بكيان الاحتلال هو أنّ حرباً إسرائيلية جديدة على حزب الله أمر حتمي، وإن النصر فيها سيكون أصعب في حال كان حزب الله موجوداً في جنوب سوريا، ما سيفرض على كيان العدو القتال على جبهتين".