ارشيف من :أخبار لبنانية

الصفحة الأجنبية: السعودية هي المسبب الأساس للإرهاب في العالم

الصفحة الأجنبية: السعودية هي المسبب الأساس للإرهاب في العالم

أكد صحفيون غربيون بارزون أن السعودية التي تتبع العقيدة الوهابية تتحمل بالدرجة الأولى مسؤولية انتشار الإرهاب، وأشاروا إلى عدم دقة تصريحات الرئيس الاميركي دونالد ترامب في هذا الإطار.

ولفت الصحفيون إلى أن تبني ترامب للخطاب السعودي المعادي لايران، لن يزيل التهديد الذي يواجهه الاميركيون المتمثل بالارهاب المتطرف.

من جهة أخرى، وصفت صحف اميركية بارزة ما قامت به قوات الأمن البحرينية في قرية الدراز بأنه "أكثر الاعمال الدموية التي اقدمت عليها منذ أعوام"، وقالت إن "ذلك يعد من تداعيات ما قاله ترامب للملك البحريني حول زوال أي توتر في العلاقات بين البلدين".

الهجمات الارهابية في العالم لها صلة بالسعودية وليس بإيران

وفي التفاصيل، كتب الصحفي المعروف "فريد زكريا" مقالة نشرتها صحيفة "واشنطن بوست"، اشار فيها الى أن تفجيرات مانشستر الاخيرة جاءت لتذكر مجدداً بأن ما أسماه "التهديد الارهابي الاسلامي الراديكالي" هو تهديد مستمر. ولفت إلى أن زيارة الرئيس الاميركي دونالد ترامب الى الشرق الاوسط اوضحت مرة اخرى أن  السعودية "الدولة المركزية المسؤولة عن انتشار هذا الارهاب" تمكنت مجدداً من الافلات من هذه التهم. كما اعتبر أن ترامب أعطى للسعودية الحرية لتتصرف بالمنطقة كما تشاء.

الصفحة الأجنبية: السعودية هي المسبب الأساس للإرهاب في العالم

الكاتب تحدث عن "حقائق معروفة"، وقال إن "السعودية وعلى مدار خمسة عقود نشرت نموذجها المزيف عن الاسلام، وذكّر أن زعيم تنظيم "القاعدة" السابق أسامة بن لادن كان مواطنًا سعوديًا، بالإضافة إلى مرتكبي هجمات الحادي عشر من ايلول/سبتمبر.

وذكّر الكاتب برسائل البريد الالكتروني لوزيرة الخارجية الاميركية السابقة "هيلاري كلنتون"، والتي كشفت أن الحكومتين السعودية والقطرية تقدمان دعمًا ماليًا ولوجستيا لتنظيم "داعش". كما لفت إلى أن اغلبية المقاتلين في التنظيمات الإرهابية هم من السعوديين، وأضاف ان السعودية عقدت تحالفًا ضمنيًا مع تنظيم "القاعدة" في اليمن.

وتابع الكاتب ان معتقدات "داعش" تنبع من الفكر السعودي الوهابي، وان المال السعودي سعى إلى تشويه المفاهيم الإسلامية المنتشرة في اوروبا. واشار الى التقارير الاستخباراتية المسربة في المانيا التي تكشف أن "المؤسسات الخيرية" المرتبطة بالحكومات السعودية والقطرية والكويتية، تقوم بتمويل المساجد والمدارس من أجل نشر الفكر الإرهابي داخل المانيا.
وحول التهم التي وجهها ترامب لإيران خلال خطابه في الرياض، شدد الكاتب على ان كلام ترامب غير دقيق أبدًا، مستشهدًا بدراسات أجرتها جهات مختصة أظهرت ان ما يزيد عن  94% من الوفيات الناتجة عما اسماه "الارهاب الاسلامي" منذ العام 2001 حتى اليوم، تسبب بها "داعش" و"القاعدة".
الكاتب شدد على أن "ايران تحارب هذه الجماعات ولا تغذيها"، مضيفاً ان" كل الهجمات الارهابية تقريباً التي استهدفت الغرب لها صلة معينة بالسعودية" بينما فعلياً "لم يحصل أي هجوم من هذا النوع كان له صلة بإيران".

واعتبر الكاتب أن ترامب تبنى الخطاب السعودي حول موضوع الارهاب، والذي قال إنه خطاب ينفي مسؤولية السعودية ويوجه أصابع الاتهام الى ايران. كما رأى ان السعوديين نجحوا بخداع ترامب"،وان الولايات المتحدة انضمت الى سياسة خارجية سعودية تقوم على "محاربة الشيعة وحلفائهم في الشرق الاوسط"، بحسب تعبير الكاتب.

وحذر من ان هذا النهج سيُدخل الولايات المتحدة في حرب طائفية "لا نهاية لها"، وسيغذي الفوضى الاقليمية ويعقّد علاقات اميركا مع دول مثل العراق.

وأكد ان الاهم من كل ذلك هو أن النهج هذا لن يعالج "التهديد المستمر للاميركيين" المتمثل بالارهاب التكفيري، ورأى أن ترامب يطبق شعار "السعودية اولاً" وليس شعار "اميركا اولاً".

ما ارتكبته قوات الامن البحرينية في الدراز يعد اكثر الاعمال الدموية التي أقدمت عليها منذ سنين

من جهة اخرى، نشر مجلس تحرير صحيفة "واشنطن بوست" مقالة، اعتبر فيه أن اللغة الودية التي استخدمها الرئيس الاميركي دونالد ترامب خلال لقائه "الحكام المستبدين العرب" ومقارنتها بالانتقادات التي وجهها لحلفاء واشنطن بحلف "الناتو"، انما تدل على سياسة خارجية "منحرفة".
وأشارت الصحيفة الى أن ترامب رفض ان يؤكد التزام اميركا بالدفاع عن "حلفائها الديمقراطيين الاوروبيين"، وهو ما تنص عليه المادة الخامسة من معاهدة حلف "الناتو". وانتقدت ما قاله ترامب ان حلفاء "الناتو" يدينون بمبالغ مالية هائلة بالانفاق العسكري، كما انتقدت الشجار الذي حصل بينه وبين المجلس الاوروبي حول موضوعي التغير المناخي وما اسمته "التهديد الذي تشكله روسيا".
الصحيفة شددت على ان ما يقوله الرئيس الاميركي له تداعيات، لافتة الى ما قامت به قوات الامن البحرينية بمنطقة الدراز بعد يومين من تعهد ترامب للملك البحريني بأنه لن يكون هناك اي توتر بعد اليوم في العلاقات بين واشنطن والمنامة.
ووصفت الصحيفة علاقة الولايات المتحدة بالبحرين بالصعبة، اذ انها تستضيف الأسطول الخامس للقوات البحرية الاميركية، لكنها "تنتهك حقوق الانسان".كما قالت ان ادارة اوباما حاولت ممارسة الضغوط على البحرين حيث دعت النظام البحريني الى رفع القيود على الحريات، وقامت بتجميد مبيعات السلاح، بما فيها طائرات حربية من طراز "اف-16"، عندما لم تستجب المنامة لهذه المطالب.
واوضحت الصحيفة ان هذه الضغوط وعد ترامب بإزالتها عندما التقى الملك البحريني، مشيرة الى ما قامت به قوات الامن البحرينية بعد مرور يومين على هذا اللقاء، حيث وصفت ما حصل في الدراز بأنه اكثر اعمال القمع الدموية التي تقوم بها قوات الأمن البحرينية منذ أعوام.

اميركيون صهاينة يتحدثون عن فرصة فريدة لتعاون "عربي إسرائيلي"

بدوره، كتب "Charles Krauthammer" مقالة نشرتها صحيفة "واشنطن بوست"، اعتبر فيها ان ترامب حقق تقدمًا كبيرًا من خلال زيارته السعودية، اذ انه اعلن اعادة توجيه بوصلة السياسة الاميركية في المنطقة ووجه رسالة بأن فترة "ترضية ايران قد انتهت"، وفق تعبيره.

ورأى أن تغيير السياسة الأمريكية المتبعة سابقًا من قبل اوباما قد بدأ، وان اولى الخطوات بهذا الاطار كانت خطاب ترامب في الرياض أمام حوالي خمسين دولة اسلامية "ذات اغلبية سنية"، وقال إن ذلك يدل على "تحالف اسلامي واسع ملتزم بمواجهة ايران"، على حد قول الكاتب.

وأضاف الكاتب ان موضوع مواجهة ايران كان الهدف الاول من خطاب ترامب، بينما الهدف الثاني كان دفع "القوى السنية للتصدي للارهاب السني". وقال الكاتب إن "داعش" هي سنية" و "القاعدة هي سنية"، على حد تعبيره.
واضاف ان انتشار المدارس التي تمولها السعودية حول العالم أدت الى نشوء الفكر الوهابي الذي غذى بدوره "الارهاب الاسلامي"، بحسب تعبير الكاتب.

وزعم الكاتب بأن السعودية ودول الخليج الاخرى اعلنت بشكل واضح الحرب على هذا الارهاب، وقال إن هذا تطور مهم جداً. كما تابع بأن "السنة العرب" -وفق تعبيره- يشعرون بارتياح حيال "عودة اميركا" (الى المنطقة)، واعتبر ان من "الآثار الجانبية" هي إمكانية حصول انفراج في العلاقة مع كيان العدو.

وتحدث الكاتب عن مقاربة "من الخارج الى الداخل" في سياق التوصل الى ما أسماه "سلام عربي إسرائيلي"، موضحاً ان ذلك يعني تقاربًا بين ما اسماها "الدولة السنية" و"إسرائيل" والذي من شأنه وضع ضغوط على الفلسطينيين (للقبول بتسوية مع كيان العدو). وقال الكاتب ان هذه الاستراتيجية هي افضل من جميع الاستراتيجيات الاخرى.

وقال الكاتب ان جعل "القضية الاسرائيلية الفلسطينية" الموضوع المركزي بدلاً من ان يكون هامشيًّا مقارنة مع ما وصفه بـ"الحرب السنية الشيعية" التي تدور بالمنطقة هو "خطأ تكتيكي كبير"، على حد قوله. واضاف ان ما اسماه "التهديد الايراني الذي تعزز مع اوباما" انما يوفر فرصة فريدة للتعاون الاميركي العربي وحتى "التعاون الاسرائيلي العربي"، داعياً الى تركيز الجهود على محاربة ايران ومحاربة الارهاب المتمثل بـ"داعش" و"القاعدة".

ظاهرة الإرهاب التكفيري تعود الى المال السعودي

من جهته، كتب الباحث "Matthew Brodsky" مقالة نشرت على موقع "National Interest"، قال فيها إن خطاب ترامب في الرياض هو بمثابة طي صفحة جديدة في حقبة اوباما، مشيراً الى أن خطابه كان موجهًا الى قادة الدول الاسلامية، بينما خطاب اوباما من جامعة القاهرة كان موجها الى الشعب المصري والشعوب الاسلامية عموماً.

ورأى الكاتب ان ترامب تبنى مقاربة عكس تلك التي تبناها اوباما عندما اتهم ايران تحديداً بأنها تمول وتسلح وتدرب الارهابيين "من لبنان الى العراق الى اليمن". الا انه نبّه بالوقت نفسه الى ان السعودية تسببت بانتشار المتطرفين الوهابيين والسلفيين.

وشدد الكاتب على أن ذلك يعني نهاية ما اسماه "اعتناق اوباما لايران"، وبالتالي كان موضع ترحيب من قبل ما وصفها "الدول السنية". وأضاف أن خطاب اوباما في القاهرة عام 2009 روّج لإيران بعتبارها "بداية جديدة" تشدد على الاحترام المتبادل كطريق نحو الشراكة مع الولايات المتحدة. أما فيما يتعلق بخطاب ترامب من الرياض، فقال الكاتب إنه ركز على المصالح المشتركة.

واشار الكاتب الى أن الملك السعودي الحالي سلمان بن عبد العزيز خلال حقبة الثمانينات قام بارسال عشرات ملايين الدولارات من أجل تمويل "انشطة المسلحين في باكستان والبوسنة". ولفت الى أن "ضخ هذه الاموال الى باكستان هو الذي أدى الى نشوء كل من "القاعدة" و"طالبان"، مذكراً بأن هذه الجماعات هي أساس المشكلة التي كان من المفترض ان يعالجها خطاب ترامب".

2017-05-26