ارشيف من :أخبار لبنانية

الصفحة الأجنبية: السعودية تلعب دوراً أساسياً في نشر الإرهاب

الصفحة الأجنبية: السعودية تلعب دوراً أساسياً في نشر الإرهاب

علي رزق

وصف باحثون أميركيون معروفون زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الى السعودية بالتصرف "الأحمق"، مذكرين بالدور السعودي الأساس في نشر الارهاب، سواء من خلال تمويل الارهاب أو نشر الفكر الوهابي المتطرف.

من جهة أخرى، سلّطت صحف أجنبية الضوء على الكلام الأخير لوزير الحرب الأميركي جيمس ماتيس والذي لفت فيه الى "انه تم الانتقال الى مرحلة "ابادة" "داعش"، وأيضاً تفكيك ما أسماها بـ"دولة الخلافة" التابعة لـه.

هذا وشدّد صحفيون بريطانيون على أنّ" هجوم مانشستر الارهابي هو نتاج للسياسة التي اتبعتها بريطانيا في ليبيا، حيث سمحت للكثير من الليبيين الذين كانوا يعيشون في بريطانيا، بالذهاب الى ليبيا من أجل محاربة نظام معمر القذافي".

انتقادات حادة لزيارة ترامب الى السعودية

بدوره، كتب "Elliot Cohen" مقالة نشرتها مجلة "The Atlantic”" قال فيها "إن قيام الرئيس الاميركي بزيارة الى السعودية كأولى محطاته بجولته الخارجية الاولى كان تصرفاً "أحمق".

 

الصفحة الأجنبية: السعودية تلعب دوراً أساسياً في نشر الإرهاب

الصحف الأجنبية

 

وأشار الكاتب -الذي يعد من أبرز الشخصيات الأميركية المنتمية الى معسكر المحافظين الجدد- الى أن "ثلاثة أرباع" منفذي هجمات الحادي عشر من ايلول كانوا سعوديين، والى أن السعودية هي "مصدر" التمويل الارهابي.

كما لفت الى أنّ" تعليم العقيدة الوهابية "المعادية للاسلام المعتدل" يأتي من السعودية، والى أن المدارس والواعظين والكتب المدرسية الممولة من قبل السعودية ودول الخليج الاخرى، انما لعبت دوراً أساسياً بنشوء الارهاب الدموي.

كذلك أضاف بأنّ" السعودية تقوم بقمع الاديان الاخرى غير الاسلام وايضاً بقمع النساء، وتقبل كذلك بالمعاملة "الهمجية" بحق المواطنين الاجانب"، معتبراً أنّ" إغفال هذه الحقائق يعرض أميركا نفسها للخطر"، معتبراً أيضاً أنّ" ترامب خلال زيارته للسعودية ومن الناحية الفعلية، وضع الولايات المتحدة في "معسكر العرب ضد خصومهم الفرس"، على حد تعبيره.

كما قال "إنّ ذلك يضع الولايات المتحدة فيما أسماه "معسكر السنة ضد الشيعة"، ووصف ذلك بأنه تصرف غير حكيم ابداً"، مشدداً على أنه" ليس من مصلحة أميركا على الأمد الطويل أن "تأخذ طرفاً في الصراع الطائفي" بحسب تعبيره.

كذلك شدد الكاتب على أنّ" ترامب لم يحقق اي شيء حقيقي في جولته الخارجية، وعلى أن الرئيس الاميركي أوضح مجدداً أنّ" ادارته لا تعطي أهمية لموضوع حقوق الانسان والحكم الرشيد"، قائلاً "إنّ هذه السياسة غير واقعية، اذ ان "انظمة الاستبداد" العربية ستنهار عاجلاً ام آجلاً في حال عدم قيامها بالاصلاحات المطلوبة".

وزير الحرب الاميركي يتحدث عن ابادة "داعش" وتفكيك دوليتها

صحيفة "الغارديان" البريطانية نشرت تقريراً تناولت فيه ما قاله وزير الحرب الاميركي جيمس ماتيس لجهة الانتقال من سياسة "انهاك" "داعش" الى سياسة إبادتها.

وأشار التقرير الى ما قاله ماتيس في مقابلة جرت يوم أمس مع قناة "CBS" الاميركية، حيث تحدث عن استراتيجية تسريع وتيرة الحملة ضد "داعش"، واصفاً التنظيم الارهابي بأنه تهديد لجميع الدول المتحضرة.

كما لفت الى ما قاله ماتيس عن تغيير الأساليب المتبعة من "الانهاك" الى "الابادة"، حيث يتم محاصرة عناصر التنظيم الارهابي، والى حديثه عن هدف "عدم نجاة المقاتلين الأجانب" كي لا يعودوا الى شمال افريقيا أو أوروبا أو أميركا أو آسيا أو أفريقيا".

وأضاف التقرير أنّ" ماتيس شدد على "عدم السماح بعودة هؤلاء" وعن "ايقافهم" و"تفكيك" ما يسمى بـ"دولة الخلافة" التابعة لـ"داعش".

هذا وأشار التقرير ايضاً الى ما قاله ماتيس لجهة أنّ" المساعي ضد "داعش" ستكون عبارة عن "حرب طويلة" و"معركة معتقدات".

هجوم مانشستر الإرهابي نتاج لسياسة بريطانيا في ليبيا

من جهته، كتب "Patrick Cockburn" مقالة نشرتها صحيفة "الاندبندنت" أشار فيها الى أنّ" بريطانيا لعبت دوراً مركزياً بالاطاحة بنظام معمر القذافي عام 2011 دون أن تأخذ بالحسبان أن "أمراء الحرب" هم الذين سيحلون مكان هذا النظام"، وذلك في سياق حديثه عن هجوم مانشستر الارهابي الذي نفذه مواطن ليبي كان قد عاد مؤخراً من ليبيا.

كما أشار الكاتب الى "أنه كان واضحاً منذ البداية أن من بين الاطراف التي ستستغل الفراع الناتج عن الاطاحة بنظام القذافي هو تنظيم "القاعدة" ومستنسخاته"، لافتاً الى أنّ الشعب البريطاني لم يدرك بعد هجوم مانشستر أنّ" ما حصل في ليبيا عام 2011 اثر بشكل كبير على الحياة في بريطانيا اليوم".

هذا ولفت الكاتب الى أنّ "البريطانيين الليبيين" والليبيين الذين كانوا يعيشون في المنفى ببريطانيا سمح لهم بالعودة الى ليبيا من قبل الاستخبارات البريطانية قبل ستة اعوام، وذلك كي يحاربوا نظام القذافي، معتبراً أنّ" الارتباط ما بين تفجير مانشستر واستخدام الحكومة البريطانية "السلفيين الجهاديين" من بريطانيا من أجل التخلص من القذافي، شبيه بالارتباط ما بين منفذي هجمات الحادي عشر من ايلول والدعم الاميركي والسعودي "للجهاديين" الذين حاربوا الشيوعيين في افغانستان خلال حقبة الثمانينات".

وتابع الكاتب "إنّ تفجير مانشستر هو جزء من "ارث" التدخلات العسكرية البريطانية الفاشلة في الخارج"،وشدد على ضرورة "تحليل" هذه الاخطاء من أجل تفسير عدم امكانية هزيمة الارهابيين، بينما يتمتعون بملاذات آمنة داخل دول ليس فيها حكومات او سلطة مركزية".

وعليه، أكد الكاتب ضررة بذل كل ما يمكن من أجل ملء هذا الفراع، وهو ما يعني أنّ محاربة الارهاب "بفاعلية" تتطلب سياسة خارجية ملتزمة بملء هذا الفراغ".

وتحدث الكاتب عن تكرار الأخطاء من قبل بريطانيا في العراق وأفغانستان وليبيا وأيضاً في سوريا، وفيما يخص سوريا شدّد على أن تأجيج الحرب هناك على أساس أان الرئيس بشار الاسد سيغادر السلطة كان "غير واقعي" وصب لمصلحة "القاعدة" و"داعش" وأطراف اخرى "قد تستهدف بريطانيا".

وأضاف بأنّ" القضاء على الملاذات الآمنة للارهابيين أمر ضروري اذا ما كان المراد إزالة تهديد هجمات مستقبلية"، مشدداً على أنّ" الاجراءات الأمنية داخل بريطانيا لن تكون كافية لوحدها".

كما قال "إنّ معتقدات الارهابيين تنبع من الوهابية الموجودة في السعودية"، لكنه لفت الى أنّ" حكومات الغرب لا تتحدث علناً عن هذا الموضوع كونه سيزعج السعوديين"، مشيراً الى أنّ بريطانيا ودولاً غربية أخرى حريصة جداً على العلاقات مع الرياض.

 

2017-05-29