ارشيف من :أخبار لبنانية
الصفحة الأجنبية: نظام الهيمنة الأميركية أمام تحديات كبيرة

علي رزق
أشارت مواقع غربية بارزة إلى أن نتائج اللقاءات التي أجراها الرئيس الأميركي دونالد ترامب مع القادة الأوروبيين، تُبيِّن أن النظام الذي بنته الولايات المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية هو في خطر، كما رأى كتّاب أميركيون أن المستقبل قد يشهد خلافات حادة بين أميركا وأوروبا. ومن جهة أخرى انتقد مؤلفون غربيون اصطفاف الرئيس الأميركي دونالد ترامب مع السعودية، وحذروا من أن ذلك قد يؤدي إلى تصعيد في اليمن أو سوريا.
انتقادات لترامب على خلفية اصطفافه مع السعودية
كتب المؤلف "Daniel Lazare" مقالة نشرت على موقع "Consortiumnews"، انتقد فيها بشدة ما اعتبره اصطفاف الرئيس الاميركي دونالد ترامب مع السعودية ضد إيران، واصفاً إيران بأنها "قوة صاعدة" بينما السعودية هي في "نفسها الأخير"، بحسب تعبير الكاتب.
وقال الكاتب إنه قد لا يتبقى للرياض ثروة مالية بعد خمسة أعوام، كما أشار إلى أنها وعلى الرغم من مخزون النفط لديها، فإنها قد تصبح دولة مستوردة للنفط مع حلول عام 2030. كذلك أضاف الكاتب أن السعودية تعتقل المسيحيين على خلفية حيازة الإنجيل، إضافة إلى الحصار الذي تفرضه على السكان الشيعة في المحافظة الشرقية.
الكاتب تابع بأن السعوديين، وبدلاً من محاربة "داعش" و"القاعدة"، فإنهم يعطونهم الأموال كي يستهدفوا الأقليات الدينية، لافتًا بالتالي إلى المفارقة عندما يدعو ترامب إلى طرد الارهابيين.كما اعتبر أن تغيُّر مواقف ترامب مقارنة مع حملته الانتخابية عندما كان ينتقد السعودية، يعني أنه استسلم للسياسة التقليدية في واشنطن. وأشار لازار إلى تعيين ترامب لشخصيات تعتبر من الصقور مثل وزير الحرب جيمس ماتيس، ومستشار الأمن القومي "Herbert McMaster"، إضافة إلى عملية عسكرية قام بها في اليمن، وقصفه مطار الشعيرات في سوريا.
واعتبر الكاتب أن السؤال الأساس الآن هو ما إذا كانت سياسة ترامب ستؤدي إلى تطورات خطيرة، مثل عملية عسكرية ضد أنصار الله والجيش اليمني في ميناء الحديدة، ورأى أن ثمة خطرًا متمثلاً بإمكانية قيام ترامب بمساعدة حلفائه الخليجيين بهذه المغامرة. وحذر لازار من خطورة محاولة إمساك دول الخليج وأميركا بميناء الحديدة، مشددًا على أن هكذا عملية ستتطلب على الأرجح قوات برية أميركية.
وتطرق الكاتب إلى التصعيد الأميركي السعودي ضد الجيش السوري وحلفائه في منطقة التنف، ومناطق أخرى قريبة من الحدود السورية مع العراق. ونبه من أن هذا التصعيد قد يشعل حربا أوسع، وأن ذلك سيكون موضع ترحيب للسعوديين، وكذلك لرئيس وزراء كيان العدو بنيامين نتنياهو.
الصفحة الأجنبية: نظام الهيمنة الأميركية أمام تحديات كبيرة
نظام الهيمنة الأميركية أمام تحديات كبيرة
نشر موقع "Bloomberg" تقريرا حذر فيه من أن النظام العالمي الذي بنته الولايات المتحدة منذ الحرب العالمية الثانية أصبح امام تحديات كبيرة.
وقال التقرير ان لقاءات ترامب مع حلفاء اميركا الاوروبيين (خلال جولته الخارجية الاولى التي شملت الشرق الاوسط وأوروبا)، تركت على الأرجح القادة الاوروبيين بحالة خوف اكثر حيال السياسات التي قد يقدم عليها ترامب.
وأضاف التقرير ان القادة الاوروبيين، وبعد لقاءاتهم بترامب لم يحصلوا على ضمانات لجهة التزامه بمبدأ الدفاع المشترك في حلف الناتو، كما أنهم لم يحصلوا على موقف واضح منه حيال روسيا، مشيرا إلى أن المستشارة الالمانية انجيلا مركيل بوجه خاص بدت "فاقدة للأمل" بعد ما امضت ثلاثة ايام مع ترامب، أولاً في قمة الناتو، ومن ثم في قمة الدول السبع الكبرى. كما لفت التقرير الى ما قالته مركيل لجهة ان مرحلة الاعتماد الكامل على الآخرين قد انتهت "الى حد ما"، وأن على الاوروبيين ان يقرروا مصيرهم بانفسهم.
ونبه التقرير إلى أن ذلك يتزامن وتصاعد الدور الصيني، حيث عقد في الصين مؤخراً قمة شاركت فيها حوالي 30 دولة، وذلك من اجل الترويج لمشروع الصين الاقتصادي الضخم المسمى "حزام واحد طريق واحد".
خلافات أميركية أوروبية تلوح في الأفق
كتب "Patrick Buchanan" مقالة نشرت في صحيفة "The American Conservative"، سلط فيها الضوء أيضا على كلام المستشارة الالمانية انجيلا مركيل، وحديثها عن ضرورة أن تقرر اوروبا مصريها بنفسها، وعن عدم امكانية الاعتماد الكامل على اطراف اخرى كما في السابق.
واعتبر الكاتب ان كلام مركيل هذا يمكن تفهمه، وانه قد يحصل "طلاق" بين أميركا وأوروبا، مشيرا إلى رفض ترامب الالتزام بالمادة الخامسة من ميثاق الناتو التي تنص على الدفاع الجماعي، وإلى حديث ترامب عن ضرورة أن تدفع دول أعضاء الناتو مبالغ أكبر.
كذلك رجح الكاتب أن تبقى فرنسا بريطانيا وألمانيا على التزامهم بالاتفاق النووي مع إيران أكثر من ترامب والكونغرس الأميركي، ولفت إلى إمكانية حصول تصادم عما قريب بين الولايات المتحدة و الناتو.
وأضاف بوشانان أن الإيرانيين وقعوا على اتفاق لشراء 100 طائرة من طراز "Airbus"، وثمانين طائرة تجارية من شركة "Boeing"، لافتا إلى أنه في حال فرض الجمهوريون عقوبات جديدة على إيران، أو قاموا بتعطيل صفقة شركة "Boeing"، فسيكون حينها على اوروبا ان تقرر ما اذا كانت ستتخلى عن بيع طائرات "Airbus"، أم ستقوم بإرسال الطائرات وتتولى مسؤولية العقد المبرم بين إيران وشركة "Boeing".
وختم الكاتب محذرا من أن من شان ذلك إشعال أزمة، وأن الأوروبيين قد "يبيعون الأميركيين" في حال حصول أية مواجهة أميركية مع إيران.