ارشيف من :أخبار لبنانية

هل يخرج الدخان الانتخابي الابيض من قصر بعبدا غدًا؟

هل يخرج الدخان الانتخابي الابيض من قصر بعبدا غدًا؟

هل يخرج الدخان الانتخابي الابيض من قصر بعبدا غدًا، معلنًا عن إنهاء حقبة طويلة من الجدال وشد الحبال بشأن القانون الانتخابي؟، هذا هو السؤال الابرز الذي توقفت عنده افتتاحيات الصحف الصادرة لهذا اليوم، بعدما توجهت انظارها الى ما سيحمله الافطار الرئاسي يوم غد، وفي ظل ما يشاع عن أجواء تفاؤلية بدأت تطغى على المشهد العام، وتنذر بقرب التوصل الى تفاهم سياسي بشأن قانون الانتخاب على اساس النسبية وفق 15 دائرة.

"الاخبار" : الفرج ينتظر غروب بعبدا غداً

وفي التفاصيل، وتحت عنوان :"الفرج ينتظر غروب بعبدا غداً"، سألت صحيفة "الاخبار" :"هل يفعلها رئيس الجمهورية ميشال عون ويُعلن الاتفاق على قانون الـ15 دائرة غداً الخميس؟"، مشيرة الى أن "كلّ المعطيات تشير إلى أنّ البلاد الواقعة في أزمة سياسية خطيرة تسير نحو الاتفاق على قانون جديد للانتخابات النيابية".
ورأت الصحيفة أن القوى السياسية ضيعت فرصاً عديدة للاتفاق على قانون جديد للانتخابات النيابية، حتى بات من الصعب تصديق الاشارات الايجابية التي تبرز بين الفينة والأخرى. لافتة الى أنه "على الرغم من ذلك، وبعد 24 ساعة من التقاط الأنفاس مع وصول الصراع حول الصلاحيات بين رئاسة الجمهورية ورئاسة مجلس النواب إلى مراحل متقدمة، يبدو أنّ ساعة الاتفاق على القانون قد اقتربت".
واضافت "الاخبار":"ان الدخان الأبيض لن يصدر إلا من القصر الجمهوري، الذي وعد سيدّه الرئيس ميشال عون أمس بأنّ «الانتخابات النيابية ستتمّ وفق قانون النسبية، وأن الاتصالات الجارية تصبّ في اتجاه الوصول إلى اتفاق على القانون الذي يعتمد 15 دائرة قبل انتهاء ولاية مجلس النواب»"، موضحة أنه "وفق المعلومات المتداولة أمس، فإن حركة المشاورات ستفعل، لا سيّما بين التيار الوطني الحر وحركة أمل وتيار "المستقبل"، وستُعقد خلوات عدّة بين المعنيين لإنهاء مسودة أولية للاتفاق على القانون الجديد قبل الإفطار في بعبدا يوم الخميس. وإذا نجحت المفاوضات بين القوى المعنية في منح كلّ فريق الضمانات التي يُطالب بها، فإنّ رئيس الجمهورية «سيزفّ البشارة» إلى اللبنانيين في كلمته خلال الإفطار، مُنقذاً بذلك عهده من السقوط في فخ الستين، والبلاد من الوقوع في الفراغ".

هل يخرج الدخان الانتخابي الابيض من قصر بعبدا غدًا؟

وذكرت الصحيفة أنّ إصدار مرسوم فتح عقد استثنائي لن يتأخر كثيراً. مشيرة الى أن "الجلسة النيابية المُحدّدة في 5 حزيران لا تزال قائمة «ولكن لا شيء يمنع تأجيلها»، بحسب رئيس المجلس النيابي نبيه بري، الذي أعاد أمام زواره أمس تكرار رفضه نقل المقاعد من دائرة إلى أخرى، مُعتبراً أنّ ذلك «أشبه بالتقسيم الذي لا يُمكن القبول به على الإطلاق».
وقال برّي إنه "لا يزال ينتظر الصيغة النهائية لمشروع الدوائر الـ15 من النائب جورج عدوان"، وردّ تكتل التغيير والاصلاح على اقتراحاته، موضحاً أنه يأمل «جواباً إيجابياً قبل الانتقال إلى مناقشة جوانب أخرى من المشروع التي لم تُحسم بعد، ومنها طريقة احتساب الأصوات في الدائرة الانتخابية، لأن هناك أكثر من طريقة لم يُتّفق على إحداها حتى الآن».

"النهار": الدخان الابيض رهن إفطار بعبدا
من جهتها، كتبت صحيفة "النهار" في افتتاحيتها تقول:"تمامًا كما ينتظر اللبنانيون نتائج اللوتو ويحلمون بالفوز، هكذا باتوا ينتظرون قانون الانتخاب "اذا مش الاثنين الخميس" بعدما ربط أهل الحكم الدخان الابيض لاتفاقهم المتأخر دهراً بافطار الرئاسة في قصر بعبدا غداً الخميس، في ظل لعبة شد حبال تعيد البلاد تارة الى زمن الطائف، وطوراً إلى ما بعد قيام الجمهورية، باللجوء الى اجتهادات دستورية تدفع الامور الى مزيد من التعقيد بدل دفعها قدما كما يدعون".
وقالت الصحيفة "إذا كان الاشتباك السياسي بلغ ذروته، فإن الاتصالات المتسارعة سعت الى احتواء مفاعيله وإبقاء المناخات الايجابية لبلوغ موعد 20 حزيران بقانون انتخابي جديد. وفي معلومات لم تتأكد من مصادرها أن حزب الله دخل على خط الوساطة أمس ما حال دون تصعيد في مواقف حلفائه، الأمر الذي دفع رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد الى القول "إن تفاؤلنا لا يزال قائماً حول نقاش قانون الانتخاب وهو سيتأكد بعد افطار القصر يوم الخميس".
واشارت الصحيفة الى أن محطة "ان بي ان" الناطقة باسم الرئيس نبيه بري رأت أمس ان الوزير جبران باسيل أعطى إشارة المرور الخضراء لفتح الدورة الاستثنائية. وأفادت مصادر قريبة من بعبدا ان الرئيس ميشال عون مصر على عدم توقيع تلك الدورة ما لم يتم التوصل الى اتفاق على القانون الجديد لان فتح دورة استثنائية بلا اتفاق يعني الاتجاه الى التمديد. في وقت واصل فيه الرئيس عون بثّ موجات التفاؤل بإقرار قانون جديد للانتخاب قبل انقضاء 20 حزيران، اذ أكد أمام وفود زارته في قصر بعبدا "ان الانتخابات النيابية ستحصل على اساس قانون النسبية، بالاتفاق مع المكوّنات السياسية في لبنان"، مجدداً تفاؤله" بإمكان الوصول الى تفاهم حول المسألة قريباً".
في المقابل، نقل عن الرئيس بري انه ينتظر الصيغة النهائية لمشروع الدوائر الـ 15 على أساس النسبية من النائب جورج عدوان ورد "تكتل التغيير والإصلاح" على تساؤلات واقتراحات. ويأمل في الحصول على جواب إيجابي قبل الانتقال إلى مناقشة جوانب أخرى من المشروع منها طريقة احتساب الأصوات في الدائرة الانتخابية، لأن هناك أكثر من طريقة لعملية الاحتساب ولم يتم الاتفاق على واحدة منها حتى الآن.

"البناء" : الإفطار الرئاسي سيحسم مصير فرصة التسوية
بدورها، قالت مصادر سياسية وثيقة الصلة بالمداولات الجارية لصحيفة "البناء"، إنّ الإفطار الرئاسي يوم غد سيحسم مصير فرصة تسوية تقوم على مقايضة توقيع رئيس الجمهورية مرسوم فتح الدورة الاستثنائية قبل الإثنين، بدلاً من ربطها بنهاية النقاش حول القانون والوصول للتفاهم الكامل حوله، مقابل قيام الرئيس بري بتأجيل جلسة الإثنين للإثنين الذي يلي إفساحاً في المجال لإنجاز صيغة القانون الجديد، بينما في شأن القانون يبدو الإجماع على قواعد القانون الرئيسية، من اعتماد النسبية الكاملة والتوافق على خمس عشرة دائرة انتخابية، والصوت التفضيلي على مستوى القضاء، فرصة للبحث جدياً بإقرار القانون بالإجماع في الحكومة كما يطالب بري واللجوء للتصويت على قضية خلافية واحدة لا تبدو رئيسية عند أيّ فريق بقدر تمثيلها للبعد المعنوي في الكباش السياسي بالنسبة لدعاتها وخصوصاً باسيل، ما يتيح ضمان نتيجة التصويت لصالح بقاء المقاعد على حالها وفقاً لمطلب الرئيس بري، مقابل اعتماد التصويت الذي يطالب به الوزير باسيل.
واشارت «البناء» الى أن «التيار الوطني الحر تنازل عن شرط نقل الـ20 نائباً الى دوائر أخرى، وحصر الأمر بمقعد الأقليات في دائرة بيروت الثانية والمقعد الماروني في طرابلس إلى البترون كي يضمن رئيس التيار فوزه في الانتخابات.
وأكدت مصادر «التيار الحر» لـ«البناء» أن «التفاصيل التي يطلبها التيار لقانون الـ15 دائرة لم تُحسم بعد ولم يتم التوافق حولها حتى الآن والنقاش مستمر، وأن التيار لا يزال يَنتظر ويدرس، ما طرحه ثلاثي بري، الحريري، عدوان أكثر من مرة، خصوصاً لجهة اقتراح هؤلاء ضمانات دستورية معينة، فضلاً عن نقل مقاعد»، مؤكدة أن «الرئيس عون سيفتح دورة استثنائية للمجلس النيابي، لكن هو يحدّد التوقيت وجدول الأعمال، لأن ذلك من ضمن صلاحياته الدستورية ولا يمكن أن يفرض أحد عليه ذلك»، وأوضحت أن «جلسة 5 حزيران غير دستورية ولا يمكن عقدها دون فتح دورة استثنائية مرهونة بانتهاء الأطراف من الاتفاق على بعض النقاط العالقة، فضلاً عن عدم توافر النصاب القانوني لانعقادها في ظل استمرار الحريري على موقفه بعدم حضور أي جلسة على جدول أعمالها التمديد».
وعوّلت المصادر على حفل الإفطار الذي سيقيمه رئيس الجمهورية الخميس المقبل والذي سيجمع أركان الدولة في بعبدا، لا سيما الرئيسين عون وبري، مشددة على أن «اللقاء بينهما سيخفف التشنج ويمهد الطريق لتذليل العقبات المتبقية أمام إنجاز القانون الجديد».

"الجمهورية" : قانون الـ 15 النسبي يتقدّم... وتعويل على إفطار بعبدا غداً
من جانبها، قالت مصادر واسعة الاطّلاع لصحيفة «الجمهورية» إنّ الرئيس ميشال عون دعا إلى الإفطار جميعَ المسؤولين، وفي مقدّمهم رئيسا مجلس النواب والحكومة نبيه بري وسعد الحريري، والمرجعيات الدينية المسيحية والإسلامية، والرؤساء السابقون للجمهورية والحكومة، والوزراء والنواب والقيادات العسكرية والأمنية، والفاعليات الاقتصادية والاجتماعية، وشخصيات من قطاعات مختلفة.
وفي معلومات الصحيفة أنه سيكون لرئيس الجمهورية كلمة تُحاكي التطورات التي تشهدها البلاد على كل المستويات، خصوصاً على مستوى قانون الانتخاب والظروف التي تُرافق المناقشات الجارية، كذلك بالنسبة إلى التطورات في المنطقة.
وذكرَت مصادر مطلعة لـ«الجمهورية» أنّ يوم أمسِ شهد اتصالات كثيفة اتّسَمت بطابع إيجابي، أدّت إلى احتواء التصعيد الذي حصل امس الأول بين قصر بعبدا وعين التينة، على اثر المواقف التي اعلنَها بري في مؤتمره الصحافي أمس الاوّل.
وحسب وسطاء شارَكوا في الاتصالات فإنّ طرفَي النزاع أبديَا ليونةً ورغبة في عدم التصعيد، لأنّهما يتفقان على اساس واحد، وهو ضرورة «أكلِ العنب وليس قتل الناطور، والعنب هنا هو قانون الانتخاب وإجراء الانتخابات، احتراماً للاستحقاقات الدستورية والنظام الديموقراطي، وتلبيةً لإلحاح المجتمع الدولي الذي يكاد يكون ساخطاً على نوعية الوضعِ السياسي الداخلي في لبنان.
ويُنتظر أن يكون اليوم حاسماً بالنسبة الى مصير الوساطة الجارية، على ان تتوّج نتائجها في الإفطار الرئاسي الرمضاني في قصر بعبدا غروبَ غدٍ الخميس.
وحسب هؤلاء الوسطاء، سيَحصل لقاء ثلاثي بين عون وبري والحريري، يُنتظر ان يكون بمثابة غسلِ للقلوب وإعادة موضوع قانون الانتخاب على سِكّته الطبيعية.
وتأمل المصادر المطلعة أن لا تنحصر هذه الإيجابيات في تخطّي الإشكال الذي حصل بين بعبدا وعين التينة حول الصلاحيات الدستورية، إنّما أن تتعدّاها إلى تفاهم على التفاصيل المتبقّية في قانون الانتخاب الجديد، لأنّه بغضّ النظر عن ردود الفعل التي أثارَها موقف بري، فإنّ المفاوضات التي كانت جارية لم تبلغ نهاياتها على رغم أنّها تقدّمت كثيراً.
وكشفت الصحيفة عن أنّ الرئيس سعد الحريري التقى عقب الإفطار في السراي الحكومي أمس الاول، الوزيرَين جبران باسيل وعلي حسن خليل والنائب جورج عدوان ومستشار رئيس الحكومة نادر الحريري، وعرض المجتمعون للتعقيدات التي تعوق الاتفاق على قانون الانتخاب العتيد.
وأكّدت مصادر المجتمعين لـ«الجمهورية» أنّ «الأجواء إيجابية وأنّ الاجتماع حقّق بعض التقدّم باستثناء موضوع نقلِ المقاعد، حيث إنّ كلّ طرف لا يزال متمسّكاً بوجهة نظره. وعوَّلت المصادر على اللقاءات الثنائية والثلاثية التي ستُعقد على هامش الإفطار الرئاسي في بعبدا لإحداث خرقٍ كبير.
ودعت الى التوقّف عند نقطتين إيجابيتين سُجّلتا في الساعات الـ24 الأخيرة: النقطة الأولى موقف رئيس الجمهورية الذي أكّد فيه أنّ الاتصالات قائمة للاتفاق على قانون جديد على أساس النسبية، آملاً في أن يبشّر اللبنانيين بإنجاز هذا القانون قبل 20 حزيران المقبل. أمّا النقطة الثانية فتتمثّل في موقف رئيس مجلس النواب لجهة قبوله بالنسبية على اساس 15 دائرة وتقليص مساحة التبايُن في النقاش الانتخابي.
وذكرت «الجمهورية» أنه بعد اجتماع السراي عقِد اجتماع في منزل باسيل في البيّاضة، حضَره، إليه، عدوان والنائب ابراهيم كنعان، واستمرّ حتى ساعة متقدّمة من الليل. وأكّد المجتمعون ضرورةَ السير في التنسيق قدُماً، واتّفقوا على فصلِ الجدل الدستوري عن المسار الانتخابي.
وفي سياق الاتصالات، اشارت «الجمهورية» الى أنّ «أمس شهد تطوّراً لافتاً، حيث بات قانون الانتخاب المعروف بـ«قانون عدوان» على قاب قوسين من الولادة، وأنّ الاتّصالات التي حصلت تناقض الأجواء السلبية التي برزت أخيراً من خلال السجالات الرئاسية، وأنّ اتفاقاً أساسياً تمَّ على تقسيم بيروت بما يَحفظ حقوقَ الجميع، كما أنّه سجّل تقدّماً في طريقة احتساب الفائزين.

2017-05-31