ارشيف من :أخبار لبنانية
الصفحة الاجنبية: توقيت الهجمات الارهابية في ايران ليس صدفة

علي رزق
رأى باحثون أنّ" توقيت وقوع الهجمات الارهابية التي استهدفت طهران لم يأت صدفة، وذلك في ظل الكلام السعودي التصعيدي تجاه ايران وتصعيد نشاط الجماعات الارهابية عند المناطق الحدودية لإيران، مشيرين في الوقت ذاته الى أنّ الجماعات الارهابية هذه تتهم بأنها تتلقى الدعم من السعودية".
وفيما اعتبرت مجموعة معروفة تعمل بمجال الأمن والاستخبارات أنّ" ادارة ترامب تتبنى سياسة معادية لإيران بالمطلق و"قد تميل نحو البحث عن فرص لتغيير النظام في ايران"، انتقدت صحف أميركية معروفة ما اعتبرته وقوف ترامب مع السعودية ضد قطر، ودعت المشرعين الأميركيين الى تجميد مبيعات السلاح الى السعودية حتى تحل الرياض خلافاتها مع قطر وتدخل بمفاوضات جادة من أجل وقف الحرب في اليمن.
الهجمات الارهابية التي استهدفت إيران
بدوره، كتب الباحث الايراني "Maysam Behravesh" مقالة نشرت على موقع "Middle East Eye" اعتبر فيها أنّ" توقيت الهجمات الارهابية في ايران تفيد بأنّ هذه الهجمات ليست صدفة"، مشيراً الى انها جاءت بعد ساعات من كلام وزير الخارجية السعودي عادل الجبير من باريس حيث قال الاخير "انه يجب "معاقبة" طهران بسبب ما أسماه تدخلها بالمنطقة ودعمها للكيانات الارهابية مثل تنظيم "القاعدة"، على حد زعمه.
الصحف الأجنبية
كما لفت الكاتب الى الكلام الذي قاله ولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان خلال مقابلة تلفزيونية قبل ما يقارب الشهر، حيث تحدث عن نقل المعركة "الى داخل ايران"، كذلك رأى "أن نشاط الجماعات الانفصالية او المتطرفة قد ازداد مؤخراً عند المناطق الحدودية لايران"، منبهاً الى أنّ" بعض هذه الجماعات تتهم بأنها تتلقى الدعم المالي والعسكري من السعودية".
الكاتب لفت في هذا السياق الى قيام جماعة ارهابية كردية تسمى "PJAK" بقتل اثنين من قوات حرس الحدود الايرانية خلال اشتباكات حصلت بمدينة ارومية شمال غرب ايران، وذلك بتاريخ السابع والعشرين من ايار /مايو الماضي، كما أشار الى ما حصل بتاريخ السادس والعشرين من نيسان/ابريل الماضي عندما استشهد عشرة عناصر من قوات حرس الحدود الايرانية اثر اعتداء شنته جماعة "جيش العدل" الارهابية في محاظفة سيستان وبلوشستان على الحدود مع باكستان.
وعليه لم يستغرب الكاتب الإتهامات التي وجهتها قوات الحرس الثوري الايراني الى النظام السعودي"، منبهاً في الوقت نفسه من أنّ" الهجمات الارهابية في طهران قد تؤدي الى موجة جديدة من التصعيد تحمل تداعيات كبيرة للمنطقة"، وقال "إنّ ذلك لن يخدم محادثات السلام حول سوريا وكذلك لن يخدم مساعي التسوية في اليمن أو الحرب ضد "داعش" في العراق والمنطقة عموماً".
وشدد الكاتب على أنّ" الوضع في الشرق الاوسط سيتدهور اكثر فاكثر "الا في حال تخلى السعوديون عن السياسات التصعيدية وقرروا اعطاء فرصة للدبلوماسية".
بدوره، كتب المسؤول السابق بوكالة الاستخبارات المركزية الاميركية "Paul Pillar" مقالة نشرت على موقع "National Interest" قال فيها "إنّ الهجمات الارهابية التي استهدفت ايران لم تكن مفاجئة"، حيث أشار الى أن ايران هي من أكبر خصوم تنظيم "داعش" الارهابي.
ولفت الكاتب الى أنّ" إيران تلعب دوراً ريادياً في محاربة "داعش" بالعراق وايضاً سوريا"، كما نبه الى أن العديد من العراقيين يعتبرون أن ايران هي التي لعبت الدور الاساس بمنع "داعش" من السيطرة على بغداد عام 2014، وأعرب عن تأييده لهذا التقييم.
هذا وأضاف الكاتب بأنّ" المسؤول الأساس عن الارهاب داخل ايران على مدار العقود الاربعة الماضية هي جماعة "منافقي خلق" الارهابية، وذكّر بأنّ" هذه المجموعة مسؤولة عن قتل مواطنين أميركيين قبل انتصار الثورة الاسلامية في إيران".
الا أن الكاتب تابع بأنّ" منافقي خلق نجحوا من خلال مجموعات الضغط ودعم الكونغرس بحذف اسم الجماعة من اللائحة الأميركية للمنظمات الارهابية"، ولمح الى أنّ" مشاعر آية الله العظمى الامام السيد علي الخامنئي المعادية لأميركا تعود الى مثل هذه السياسات الاميركية".
الكاتب رأى أنّ "ايران وخلال الاشهر المقبلة قد تتخذ اجراءات خارج حدودها رداً على الهجمات الارهابية"، مشيراً في الوقت نفسه الى أنّ "الولايات المتحدة ومنذ أحداث الحادي عشر من أيلول أعطت لنفسها الحق بأن تتصرف "من دون رحمة" باسم محاربة الارهاب، حيث لم تبال بالقانون الدولي وغيره من الامور، مضيفاً أنّ" ايران قد تجد حاجة لترد بشكل قوي في أماكن مثل العراق او سوريا ضد "داعش".
ترامب يتبنى سياسة العداء المطلق لإيران
مجموعة "صوفان" للاستشارات الأمنية والاستخباراتية قالت في تقريرها اليومي "إن الزيارات التي قام بها الرئيس الاميركي دونالد ترامب الى كل من السعودية والاراضي المحتلة (للقاء المسؤولين الصهاينة) انما بينت سياسات ادارته تجاه ايران".
وأشارت المجموعة الى ما كان قد سبق وأعلنه وزير الخارجية الاميركي "Rex Tillerson" عن اجراء ادارة ترامب مراجعة شاملة فيما يخص السياسة المتبعة حيال ايران، وعن التزام ادارة ترامب بالتصدي لما يسمى "التهديد الايراني الاوسع".
كما لفتت المجموعة الى أنّ" خطاب ترامب بالرياض لم يميز ابداً بين الجماعات التكفيرية من جهة، وتلك التي تدعمها ايران من جهة أخرى، والى ان ترامب بدا وكأنه يصف كل ما تقوم به إيران على صعيد المنطقة بأنه عملاً ارهابياً.
كذلك تحدّثت المجموعة عن انقسامات ظهرت داخل مجلس التعاون الخليجي بعد أسبوعين من زيارة ترامب السعودية، وقالت "إنّ هذه الانقسامات (وتحديداً الحملة التي تقودها السعودية والامارات ضد قطر) من شأنها تعقيد المساعي الاميركية الهادفة الى بناء تحالف معاد لإيران.
وشددت المجموعة على أنّ" سياسة ترامب حيال إيران تمثل تحولا كبيراً مقارنة مع سياسة ادارة باراك اوباما، حيث أشارت الى أنّ سياسة أوباما كانت تقوم على حثّ السعودية على ايجاد سبل للتعايش مع ايران وبنفس الوقت فإن أوباما جمّد بعض مبيعات السلاح الى دول مجلس التعاون الخليجي بسبب ملف حقوق الانسان.
وتابعت المجموعة بأنّ" ترامب ربما "يميل نحو البحث عن فرص لتغيير النظام في ايران"، لافتة في نفس الوقت الى تقييم أجرته اجهزة الاستخبارات الاميركية في الحادي عشر من أيار/مايو الماضي حول التهديدات العالمية"، مشيرةً الى أنّ" التقييم هذا، الذي جاء بشهادة أمام الكونغرس تضمن تحاليل تقول ان ايران تشكل "تهديدا مستمرا للمصالح القومية الاميركية" على حد زعمه.
كما لفتت المجموعة الى أنّ"هذا العرض الذي قدمته أجهزة الاستخبارات الاميركية ورد فيه ايضاً بأن القوات البحرية التابعة للحرس الثوري الايراني تنشط "بشكل عدائي بمنطقة الخليج ومضيق هرمز" و "تشكل خطراً على البحرية الاميركية".
كذلك نبهت الى ما قاله المسؤولون الاستخباراتيون الاميركيون بأنّ" ايران تستفيد من توطيد العلاقات مع روسيا من أجل توسيع نفوذها الاقليمي والتصدي للضغوطات الاميركية".
المجموعة أشارت الى أنّ" ادارة ترامب ومن خلال افعالها و"تقييماتها" وضعت ايران تقريباً في نفس خانة كوريا الشمالية "كتهديد حقيقي للامن القومي" وفق قولها، مضيفةً بأن ادارة ترامب "وعلى اقل تقدير" قد بعثت برسالة بأنها تخلت عن رؤية اوباما حيال ايران وعن اية محاولة لما اسمته "تجنيد ايران كشريك تفاوضي محتمل من أجل حل النزاعات في الشرق الاوسط".
انتقادات لاذعة للمسار الذي تبناه ترامب في الحملة التي تقودها السعودية ضد قطر
مجلس تحرير صحيفة "نيويورك تايمز" نشر مقالة اعتبرت أنّ" الرئيس الاميركي دونالد ترامب أخذ طرفاً مع السعودية ودول اخرى في محاولتها لعزل قطر، وأن ذلك يدل على ان ترامب له نظرة "مبسطة" للمصالح الاميركية ويضع هذه المصالح في خطر.
وقالت الصحيفة "إن الحملة التي تقودها السعودية ضد قطر سببها الاساس العلاقات الجيدة نسبياً بين الدوحة و طهران"، لكنها نبهت في الوقت نفسه الى أنّ" ايران تتشارك بعض المصالح مع الولايات المتحدة، مثل الحرب ضد "داعش"،وأشارت الى اعلان "داعش" مسؤوليتها عن الهجمات الارهابية التي استهدفت طهران.
الصحيفة رأت كذلك أن" ما تشتكي منه السعودية حول قطر ودورها بالارهاب عبارة عن نفاق"، مشددة على أنه "وبينما اتهمت قطر بإرسال السلاح والمال الى الجماعات الراديكالية في سوريا وليبيا وغيرها من الدول، فإن السعودية قامت بالمثل"، ونبهت الى أنّ" ترامب اختار أن يتجاهل ما تقوم به السعودية على هذا الصعيد"، معتبرة انه "كان من الافضل بكثير أن تحاول واشنطن تبني مسار متوازن في الصراع بين قطر والسعودية بدلاً من الوقوف الى جانب الرياض".
كذلك تابعت الصحيفة بأنّ" قطر لعبت دورا فريدا كوسيط لحل النزاعات الاقليمية وبأن ذلك جاء في خدمة المصالح الاميركية احياناً"، غير انها قالت "إن ترامب يتسبب بضرر كبير للمصالح الاميركية من خلال السياسة التي يتبعها".
وشددت الصحيفة على أنّ" المشرعين الاميركيين "وعلى أقل تقدير" يجب أن يرفضوا اعادة تزويد السعوديين بالاسلحة الموجهة الدقيقة "التي تقتل اليمنيين وبالتالي تورط اميركا"، على حد تعبير الصحيفة نفسها، كما قالت "انه سيكون من الافضل حتى تجميد صفقة بيع السلاح الى الرياض (التي أعلن عنها خلال زيارة ترامب السعودية) حتى "يدخل السعوديون بمفاوضات جادة حول اليمن ويحلوا خلافاتهم مع قطر".