ارشيف من :أخبار لبنانية

فريق السلطة تلقى التعليمة: محاولة إطالة عهد تصريف الأعمال

فريق السلطة تلقى التعليمة: محاولة إطالة عهد تصريف الأعمال
كتب هلال السلمان

التساؤلات التي كانت "الانتقاد" طرحتها بشأن التخوف من ان تنعكس زيارة وزيرة الخارجية الاميركية كونداليزا رايس الى لبنان يوم الاثنين الماضي مزيدا من التعقيد على ملف تشكيل الحكومة الجديدة باتت الاجابة عنها واضحة لدى المعارضة، ومفادها ان الاخيرة "باتت على قناعة تامة" بأن هذه الزيارة أدت بالفعل الى مزيد من التعقيدات وخصوصا ان الحديث في الكواليس يشير الى ان رايس همست في آذان فريق السلطة والرئيس المكلف تشكيل الحكومة فؤاد السنيورة للعمل على المماطلة في التأليف و"التشدد" في التمسك ببعض الوزراء الذين كانوا ولا يزالون غارقين في "التنسيق" مع الادارة الاميركية في الملفات الامنية الحساسة، وكانوا سبباً في اثارة وفبركة موضوع كاميرات المطار وصولا الى القرار المشؤوم ضد سلاح الاشارة لدى المقاومة، والذي استدعى ردا من المقاومة اعاد الامور الى نصابها. وتعتقد اوساط المعارضة ان رايس اعطت الاملاءات لقادة فريق السلطة بالعمل على المماطلة في تشكيل الحكومة والتركيز على توتير الوضع الامني واثارة النعرات المذهبية، في حين وصف رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون مشهد لقائهم مع رايس في قريطم "بالتلاميذ الشاطرين".
وباتت المعادلة التي يسعى الاميركي وفريق السلطة لتكريسها هي تعقيد تشكيل الحكومة وإطالة أمد "تصريف الاعمال" من قبل حكومة فؤاد السنيورة، مع التركيز مجددا على خوض معركة سياسية ضد التيار الوطني الحر على الساحة المسيحية تمهيدا لمحاولة تحجيمه في الانتخابات النيابية المقررة العام المقبل.
ولمواجهة هذه الهجمة بدأ التيار الوطني الحر وحلفاؤه على الساحة المسيحية تحضيرات عملية لتشكيل جبهة مسيحية متماسكة تواجه تحديات المرحلة المقبلة، وفي هذا السياق جاء اللقاء الذي عقد مساء الثلاثاء في الرابية، والذي ضم رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون، رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، رئيس الكتلة الشعبية الياس سكاف والامين العام لحزب الطاشناق هوفنيك مختاريان، والرئيس السابق لحزب الكتائب كريم بقرادوني، وقد أنجز هذا اللقاء التحضيرات لإطلاق "اللقاء المسيحي الوطني" الذي ستنعقد جلسته التأسيسية في الرابع من تموز في أوتيل رويال، وهو لقاء استدعى اليه كل الاحزاب والفاعليات والشخصيات السياسية والاقتصادية والنقابية المسيحية على قاعدة "تجميع المسيحيين في سياسة وطنية توحيدية جامعة تحافظ على العيش المشترك، وتحفظ للمسيحيين دورهم ووجودهم الفاعل في لبنان...".
بري في بعبدا 
في هذه الأثناء لفت المراقبين زيارة رئيس مجلس النواب نبيه بري الى قصر بعبدا ظهر الاربعاء ولقاؤه رئيس الجمهورية ميشال سليمان وذلك في احياء لـ"لقاء الاربعاء" الذي كان اتبعه الرئيس بري خلال عهد الرئيس الراحل الياس الهراوي وجزء من عهد الرئيس السابق اميل لحود.
وفي تصريحه بعد اللقاء وجه الرئيس بري العديد من الرسائل الهامة ابرزها دعوته للاسراع في تشكيل الحكومة والانطلاق من الحل السياسي لمعالجة الملف الامني، كذلك تشديده على اهمية دور رئيس الجمهورية انطلاقا من موقعه المحايد، وانه لا يستطيع أي فريق فرض إرادته عليه، مذكراً بأن المعارضة التي قبلت بأحد عشر وزيراً كان يحق لها ثلاثة عشر وزيراً من اصل ثلاثين، وبالتالي هي اعطت وزيرين من حصتها لرئيس الجمهورية، فيما اعطى فريق السلطة وزيرا واحدا فقط. والأهم بحسب المراقبين في موقف الرئيس بري هو دعوته فريق السلطة الى عدم المراهنة على محاولة تحجيم العماد عون من خلال ملف تشكيل الحكومة، وان احدا لا يستطيع اخضاع العماد عون عبر هذا الطريق.
بكل الأحوال فإن المصادر المتابعة تعتبر ان عدم الوصول الى اتفاق على تشكيل الحكومة خلال الايام المقبلة يعني ان الامور ستتجه نحو مزيد من التعقيد والمماطلة من جانب فريق السلطة وإطالة "عهد تصريف الاعمال لحكومة السنيورة"، مع ما يعنيه ذلك من محاولة ادخال لبنان مجددا في أتون عدم الاستقرار بناءً على حسابات خاطئة.
الانتقاد/ العدد1274 ـ 19 حزيران/ يونيو 2008
2008-06-19