ارشيف من :أخبار عالمية
عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" : "هذا المؤتمر سيحقق نجاحاً ملموساً وسيجدد دماء هذه الحركة ويصوب مسيرتها"
تستعد حركة فتح لانتخاب قيادة جديدة للمرة الأولى منذ 20 عاما من أجل إحياء نفسها بعدما خسرت الانتخابات أمام حركة "حماس" قبل أن تخسر قطاع غزة ميدانيا، وبعد انشقاقاتها الداخلية وسوء إدارتها.
وستشكل انتخابات لجنة مركزية جديدة من 21 عضوا ومجلس ثوري من 120 عضوا العنصر الأهم في مؤتمر فتح الذي سيختتم الأحد بدلا من الجمعة كما كان مقررا في الأصل. وكان مقررا أن تجرى الانتخابات بعد ظهر أمس، لكن مشاركين قالوا إنها لن تجرى قبل اليوم السبت بسبب العدد الكبير للمرشحين.
وأعلن عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح"، د. نبيل شعث عن وجود ما وصفه ب"شبه توافق"، على تبني حل خلاق ربما يكون عبر إحدى وسائل الاتصال الحديثة لتمكين أعضاء الحركة في قطاع غزة من التصويت والانتخاب لاختيار أعضاء اللجنة المركزية والمجلس الثوري.
وجاء ذلك في وقت اغلق باب الترشيح لعضوية المجلس الثوري واللجنة المركزية، بإقدام النائب محمد دحلان على إعلان ترشحه لعضوية اللجنة بعد ان كان قد ربطه بالوصول الى صيغة متفق عليها حول آلية مشاركة قيادات "فتح" في القطاع بالتصويت والانتخاب في المؤتمر.
وحسب شعث فإن عدداً من أعضاء المؤتمر من غزة يؤيدون هذا الاتجاه، الأمر الذي قد يضع نهاية للمداولات والتكهنات حول الطريقة التي يستطيع من خلالها أعضاء المؤتمر من قطاع غزة التصويت والانتخاب، مشيرا الى أن الصيغة التي تم الاتفاق عليها تضمن عدم تهميش أو تجاهل أعضاء "فتح".
وأوضح ان الآلية التي ستتخذ يجب أن تكون بتوافق الجميع لما له مصلحة لحركة فتح ومستقبلها، كما أكد على أن هذا المؤتمر سيحقق نجاحاً ملموساً وسيجدد دماء هذه الحركة ويصوب مسيرتها.
وقال "فتح ستبقي على نفس النهج والمسار الذي خطة الشهيد القائد أبو عمار وستبقى وفية لدماء الشهداء وتضحيات الشعب الفلسطيني، كما ستبقى حامية للمشروع الوطني والقضية الوطنية العادلة"، داعيا أعضاء المؤتمر من غزة بعدم القلق، وقال "البعد الجغرافي والانقسام لن يقفا حائلاً أو عائقاً في طريقهم للمشاركة في تصويب وبناء حركتهم الوطنية ورسم مستقبل مشرق لوطنهم".
وقال عضو اللجنة المركزية رفيق النتشة، "إن الآلية التي تم الاتفاق عليها تمت من خلال مشاورات وموافقة أغلبية أعضاء وقيادات الحركة في قطاع غزة ممن كان من المفترض ان يشاركوا في المؤتمر"، من دون أن ينفي وجود معارضة في صفوف بعض القيادات من الحركة لهذه الآلية.
وكشف أمين سر اللجنة المركزية حكم بلعاوي ، عن وجود حالة ازدحام غير مسبوقة في الترشح لعضوية المجلس الثوري حيث وصل عدد المرشحين إلى قرابة 500 مرشح، في حين وصل عدد المرشحين لعضوية اللجنة المركزية الى حوالي 121 مرشحا.
وأكد بلعاوي الذي كان هدد بالاستقالة قبيل بدء المؤتمر، انه عدل عن استقالته ورشح نفسه لعضوية اللجنة، موضحا أن ترشيحه جاء بناء على مشاورات واتصالات مع الرئيس محمود عباس الذي دعم إعادة ترشحه.
وأعلن النائب السابق، حسام خضر ترشحه لعضوية اللجنة المركزية، مؤكدا أن قرار ترشحه جاء من أجل الحفاظ على ما وصفه ب"الصوت الجريء والوجه الجميل للحركة"، موضحا أن الإشكاليات المرتبطة بعضوية المؤتمر من حيث شطب وزيادة أسماء فيه جاءت على حساب المساءلة والمحاسبة للهيئات القيادية في الحركة.
وفي مداخلات أكثرها صاخب تخللت المؤتمر منذ انطلاق أعماله، حمل عدد كثير من المندوبين القيادة الحالية في "فتح" مسؤولية الإخفاقات واحتجوا بشدة على غياب التقارير الإدارية والمالية طوال 20 عاما.
وتبدو إعادة انتخاب عباس "مرشح التوافق" أمراً مضموناً بحسب المندوبين، في حين يمكن أن يخسر سائر القادة الحاليين مناصبهم في الهيئات العليا لمصلحة جيل جديد.
وبلغ عدد المرشحين لعضوية اللجنة المركزية 131 وللمجلس الثوري 496 مع صباح الجمعة بحسب مندوبين. وصرح مندوب رفض كشف اسمه ل"فرانس برس" "تهب رياح تغيير قوية في المؤتمر في رأيي أن ما لا يقل عن نصف الأعضاء الحاليين في اللجنة المركزية والمجلس الثوري سيتم استبدالهم". ويتوقع ان يترك بعض "الحرس القديم" مناصبهم لمصلحة شباب في اللجنة المركزية.
ويبدو أمين سر الحركة في الضفة الغربية الأسير النائب مروان البرغوثي، والرئيس السابق لجهاز الأمن الوقائي جبريل الرجوب وكبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات، المرشحين الأوفر حظا. كذلك، يطمح محمد دحلان الذي كان رجل فتح القوي في قطاع غزة الى الانضمام للجنة المركزية رغم تراجع شعبيته بعد هزيمة الحركة أمام "حماس" في غزة والتي نسبت إليه في شكل كبير.
وذكر موقع "عرب 48" أنه في ظل المناقشات الساخنة تتواصل الجهود في داخل المؤتمر لمحاصرة دحلان ومجموعته في ظل ترجيحات تشير إلى أن الجو العام للمؤتمر يشير إلى أن فرص نجاحه في اللجنة المركزية ضعيفة.
المحرر الإقليمي + وكالات
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018