ارشيف من :أخبار لبنانية

الصفحة الاجنبية: الجيش الاميركي يعيد تمركزه في سوريا بعد التهديد الروسي

الصفحة الاجنبية: الجيش الاميركي يعيد تمركزه في سوريا بعد التهديد الروسي

أشارت مواقع أميركية بازرة الى أن الجيش الأميركي "يعيد تمركز" قواته الجوية فوق سوريا بعد التهديدات الروسية، وذلك في وقت أعلنت فيه استراليا تعليق طلعاتها الجوية في سوريا. وشدد كتّاب أميركيون معروفون على أنه ليس من مصلحة الولايات المتحدة الدخول في تصادم مع حلفاء سوريا، في وقت لفت فيه تقرير صدر عن مجلة اميركية بارزة الى ان ادارة ترامب تفتقد الى استراتيجية واضحة وشاملة في سوريا.

في سياق آخر، سلط كتّاب اميركيون الضوء على العلاقة بين الحملة على قطر وسيناريو ارتفاع حدة التصعيد بين واشنطن وطهران.

* تداعيات التهديد الروسي بعد الاعتداء الاميركي الاخير في سوريا

نقل موقع "Daily Beast" عن مسؤولين بالبنتاغون قولهم ان الجيش الاميركي يعيد تقييم حربه الجوية في سوريا بعد التهديد الروسي باستهداف طائرات حربية أميركية.

الموقع نقل عن المتحدثة باسم البنتاغون "Dana White" قولها بان الجيش الاميركي يتخذ تدابير "لاعادة التمركز قوق سوريا".
كما لفت الموقع الى أن مسؤولي البنتاغون أشاروا الى انهم يقومون بتغيير العمليات الجوية الاميركية في سوريا، لكن دون ان يوضحوا ما اذا يعني ذلك تجنب مناطق التواجد الروسي أو تكثيف "الدوريات الجوية".

كذلك نقل الموقع عن مسؤول عسكري اميركي رفيع سابق بان الجيش الاميركي مضطر للقول بالعلن انه يحتفظ بحق التحليق في اي مكان في سوريا، الا ان الخطوات التي سيقدم عليها الجيش الاميركي في الايام المقبلة ستحدد ما اذا كان نهر الفرات سيشكل خطا فاصلا بين العمليات الجوية الاميركية من جهة والروسية من جهة أخرى.

وأضاف المسؤول السابق، بحسب ما نقل عنه الموقع، ان البنتاغون قد يقلل المجازفة لفترة ويرسل طائرات من دون طيار عندما يكون ذلك ممكنا، وسيحلق بشكل لن يعتبر "استفزازيا"، بحسب تعبيره.
ونقل الموقع عن المصدر نفسه بان قرار التصعيد ضد ايران "يحمل معه تداعيات"، وبان البيت الابيض "اما أنه يسعى للمزيد من المواجهة او انه لا يرى مخاطر التصعيد".

الصفحة الاجنبية: الجيش الاميركي يعيد تمركزه في سوريا بعد التهديد الروسي

كما نشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية، تقريراً أشارت فيه الى "اعلان استراليا تعليق طلعاتها الجوية في سوريا بعد التهديد الروسي بامكانية استهداف أي طائرة تابعة لما يسمى "التحالف الدولي" تحلق غرب نهر الفرات".

ولفت التقرير الى بيان صدر عن وزارة الدفاع الاسترالية اليوم الثلاثاء أوضح أنه كاجراء احترازي، فان العمليات الجوية الاسترالية في سوريا توقفت "مؤقتاً".

* لا مصلحة لاميركا بالتصادم مع الجيش السوري وحلفائه

كتب السياسي الاميركي السابق المعروف "Patrick Buchanan" مقالة نشرتها صحيفة "The American Conservative"  قال فيها ان قيام الطيران الحربي الاميركي باسقاط طائرة تابعة للجيش السوري هو عمل "حربي" ضد بلد لم يعلن الكونغرس حرباً ضده.

وأشار الكاتب الى أن بيان وزارة الدفاع الروسية كان واضحاً حيث جاء فيه بان الطيران الحربي الاميركي استهدف قوات تابعة للنظام السوري بشكل متكرر خلال الفترة الاخيرة، منبهاً الى ان تقرير صدر عن قناة "ABC" يؤكد هذه الرواية الروسية. اذ يشير الى ان الجيش الاميركي نفذ ثلاث ضربات جوية ضد قوات موالية للنظام السوري ومدعومة من ايران خلال الاسابيع الاربعة الماضية.

الكاتب نبه من امكانية حصول تصادم اميركي روسي في سوريا اذا ما كانت موسكو جادة بتحذيرها. وأضاف بأن أميركا تنزلق اكثر فاكثر الى الحرب في سوريا وبان ما يحصل اليوم قد يكون بداية للمرحلة المقبلة التي تتمثل بالصراع من اجل السيطرة على المناطق والسكان بعد هزيمة "داعش" في الرقة وسقوط مشروع ما يسمى "دولة الخلافة".

ولفت الكاتب مجدداً الى ان الكونغرس لم يعطي موافقته على مثل هذه الحرب وانه لا يبدو ان هناك أية مصالح حيوية اميركية لجهة الطرف الذي سيسيطر على الرقة والمناطق المحيطة بها، طالما يتم طرد "داعش".

وقال ان ترامب وخلال زيارته السعودية ظهر انه صادق على مشروع "الناتو العربي"، حيث تقبل الولايات المتحدة بان الرياض هي الحليف الاساس و"زعيمة الخليجيين العرب في الصراع على الهيمنة مع ايران"، بحسب تعبير الكاتب.

كما اعتبر الكاتب ان ترامب والولايات المتحدة عموماً يبدو انهم وصلوا الى مرحلة اتخاذ القرار. وقال ان واشنطن وفي حال استخدمت قوتها من أجل "تعزيز موقع المتمردين السوريين والاكراد على حساب دمشق"، فان أميركا قد تجد نفسها حينها بتصادم مع سوريا وروسيا وحزب الله وايران وحتى تركيا.

وعليه، شدد الكاتب على ضرورة أن ترسم الولايات المتحدة خطوط التقدم لدى السوريين الاكراد وأن تتحدث مع الروس والسوريين والايرانيين. كذلك شدد على ان اميركا لا يمكن ان تسمح لاصدقائها بالشرق الاوسط والخليج باستغلالها، مضيفاً بانه غالباً ما يكون لمصلحة هؤلاء الاصدقاء ان تدخل اميركا وتخوض الحروب بالنيابة عنها، بينما الحروب هذه ليست بالضرورة حروب تعني اميركا.

* ترامب يفتقد الى استراتيجية شاملة وواضحة في سوريا

نشرت مجلة "Politico" تقريراً أشار الى أن البيت الابيض وبينما تزداد حدة التوتر بين واشنطن وموسكو، فانه لا يزال لا يمتلك استراتيجية للتعامل مع اي نزاعات قد تحصل في بعض المناطق السورية عندما يتم دحر "داعش" منها.

ونقل التقرير عن مسؤول رفيع بادارة ترامب قوله إن هدف الأخير الأساس هو هزيمة "داعش". وان الادارة الاميركية تعمل على وضع استراتيجية واسعة لمحاربة "داعش" ستشمل كيفية التعامل مع الفراغ في سوريا بعد هزيمة التنظيم الارهابي. الا ان هذا المسؤول رفض اعطاء جدول زمني للكشف عن هذه الخطة.

وفي نفس الوقت لفت التقرير الى ان المشرعين والمسؤولين السابقين الاميركيين قد حذروا من ان النهج الذي يتبناه ترامب قد يؤدي الى "تصعيد خطير وتوسيع الاهداف الاميركية في سوريا"، واستشهد بتغريدة لعضو مجلس الشيوخ الاميركي عن الحزب الديمقراطي السيناتور "Chris Murphy" قال فيها الاخير ان ترامب يبدأ حربا جديدة لم يعلنها الكونغرس.

كذلك نقل التقرير عن السفير الاميركي السابق لدى سوريا "Robert Ford" قوله ان الاحداث تسير بسرعة وان "خطوات الحكومة السورية الجريئة على الارض تبين بانها وبمساعدة حلفائها الايرانيين، لن تقبل بسهولة بالمحاولات الاميركية لفرض حكم محلي في شرق سوريا".

التقرير تابع بان سوريا وبمساندة كل من ايران وروسيا يتمكن من التفوق بالحرب، وقال بالوقت نفسه ان ادارة ترامب تبحث عن سبل لابعاد روسيا عن ايران، لكنه لفت بالوقت نفسه الى ان المؤشرات الاخيرة تفيد بان العلاقات بين روسيا وايران تزداد متانة.

وتحدث التقرير ايضاً عن رغبة ايران بانشاء جسر بري يصل ما بين ايران والعراق وسوريا ولبنان، وقال ان المسعى هذا لانشاء الممر البري يرجح أكثر فأكثر حصول تصادم بين ايران او حلفائها من جهة، والولايات المتحدة من جهة.

هذا ونبه التقرير ايضاً الى ان المدعو "Mark Dubowitz" والذي هو المدير التنفيذي لمعهد الدفاع عن الديمقراطيات وهو معهد صهيوني معروف بواشنطن، أشار الى أن "Dubowitz" يعمل مستشاراً لادارة ترامب في ملف ايران. ونقل عن الأخير بان ادارة ترامب كادت ان تنهي عملية مراجعة للسياسة الاميركية حيال ايران والتي تشمل "دور طهران في سوريا".

كذلك نقل التقرير عن "Dubowitz" قوله ان "الاستراتيجية لدحر ايران تبدأ من أماكن مثل سوريا"، وأن ادارة ترامب توجه رسالة واضحة بانها لا تبحث عن "مواجهة مباشرة". غير انه نقل عنه بنفس الوقت بانه وفي حال استمرت ايران و(الرئيس) الاسد وحزب الله بالدخول الى بعض المناطق في جنوب أو شرق سوريا، فان ادارة ترامب مستعدة لمواجهة ايران وحلفائها، بحسب تعبيره.

* الحملة الخليجية على قطر وعلاقتها بسيناريو التصعيد بين واشنطن وطهران

كتب المؤلف الاميركي "Mark Perry" مقالة نشرت على موقع "National Interest" قال فيها انه وبالنسبة للسعودية فان سبب التصعيد ضد قطر يعود الى موقف قطر تجاه ايران حيث ان العلاقات بين البلدين تبقى ايجابية نسبياً.

واعتبر الكاتب أن الحملة ضد قطر اعادت ملف القضية الفلسطينية الى الواجهة كالمشلكة "المركزية" في المنطقة، اذ ان السعودية ومن خلال شجب قطر وضعت نفسها باصطفاف مع الكيان الاسرائيلي الذي وصفه الكاتب بانه "الشريك الصامت" للسعودية في المشروع الهادف الى "دحر نفوذ ايران". ونقل عن مصادره بان السعودية تعتبر "داعش" "مصدر قلق ثانوي"، وتضع ايران في اطار الاولوية. واشار الكاتب هنا الى ان "إسرائيل" تتبنى نفس هذا الموقف.

الكاتب تحدث عن ترحيب إسرائيلي للحملة على قطر، اذ ان هذه الحملة أكدت الآراء الاسرائيلية التي تعتبر ان كيان العدو و"العالم السني" (بحسب تعبير الكاتب) لديهما موقف متطابق حيال ايران. كما أشار الى ما قاله وزير الحرب الصهيوني السابق موشيه يعالون عن دعم إسرائيلي للتصعيد السعودي ضد قطر، اذ ان يعالون كان قد صرح بان "الدول العربية السنية باستثناء قطر هي عموماً في نفس المركب معنا كوننا جميعاً نرى بان ايران النووية هي التهديد الاول لنا جميعاً"، وذلك خلال مؤتمر عقد في "تل ابيب" بالخامس من حزيران يونيو/ الجاري.

وأضاف الكاتب انه وتحت ظروف عادية، فان هكذا دعم يشكل أنباء سارة للسعودية في ظل مساعيها لكسب أي دعم ممكن في الحملة ضد قطر، الا أنه نبه الى أن يعالون ارتكب خطأ. وأوضح أنه ليست كل الدول "العربية السنية" ترى نفسها في نفس المركب مع السعودية، وأن أحد أسباب ذلك هو ان الوجود على هذا المركب يعني الوجود على نفس المركب مع "إسرائيل"، وبالتالي فان كل من الكويت وسلطنة عمان وتركيا قد قرروا عدم الانضمام الى التحالف الذي تقوده السعودية ضد قطر.

وأشار الكاتب بنفس الاطار الى رسائل البريد الالكتروني التي كشف عنها بين "John Hannah"،و هو باحث في معهد الدفاع عن الديمقراطيات الصهيوني، والسفير الاماراتي لدى واشنطن يوسف العتيبة. وشدد على ان رسائل البريد الالكتروني بين الرجلين تدل على مدى عمق الشراكة بين السعودية والامارات من جهة، وكيان العدو من جهة ثانية. كذلك قال ان تسريب هذه الرسائل لم يؤدي فقط الى تقويض ما تزعمه السعودية ضد قطر، بل انه اعطى قطر "تعاطفا سنيا".

من ثم لفت الكاتب الى ان الرئيس الاميركي دونالد ترامب و كبير مستشاريه يبدو انهم لا يلتفتون الى كل ما سبق وذكر. وأشار الى ان مستشاري ترامب الكبار يدقون طبول الحرب مع ايران منذ سنين، والى ان مستشار الامن القومي الاميركي "H.R McMaster" اصبح يتشارك مع وزير الحرب "James Mattis" الموقف المعادي لايران بعد ان كان "McMaster" يركز بشكل شبه حصري على روسيا.  ذكّر الكاتب بما قاله "McMaster" خلال مقابلة مع قناة "Fox News" اوائل شهر ايار/ مايو الماضي عندما زعم بان ايران هي التي اثارت "الكارثة الانسانية السياسية في الشرق الاوسط الكبير"، على حد ادعائه.

ولفت الكاتب الى ان مزاعم "McMaster" هذه شكلت صدمة لدى العديد من الضباط العسكريين الاميركيين الكبار، و نقل عن احد هؤلاء الضباط قوله ان هكذا كلام يتنافى مع رأي سكان محافظة الانبار العراقية الذين يعتبرون ان ايران قامت بتحريرهم من "داعش".

وكشف الكاتب نقلاً عن مسؤولين كبار بالبنتاغون يعرفون "McMaster" شخصياً ان الاخير أصبح يتبنى موقفا معاديا لايران تأثراً بكل من "Mattis" (وزير الحرب) وكذلك المدعو "Derek Harvey" (مدير سياسة الشرق الاوسط بمجلس الامن القومي الاميركي).

وبحسب الكاتب، فإن ادارة ترامب ايضاً تقوم بعملية تجنيد لشخصيات معادية لايران. واشار في هذا السياق الى ان المدعو "Michael D’Andrea" عين اوائل هذا الشهر مدير "عمليات ايران" في وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية "ال-CIA".

و في الختام شدد الكاتب على ان "النزاع بين السعودية وقطر" يذهب ابعد بكثير من الشجار العائلي الذي يمكن ضبطه من خلال زيارات كتلك التي قام بها امير الكويت بهدف الوساطة. و رأى ان السؤال لم يعد يتعلق بما اذا كانت اميركا قادرة على بناء تحالف لمحاربة الارهاب، بل اذا كانت قادرة على "اخماد" مواجهة تعني تنفيذ الاجندة الحقيقية لكل من "إسرائيل" والسعودية، والتي تتمثل بمحاربة ايران بالدماء الاميركية، بحسب تعبير الكاتب نفسه.

 

2017-06-20