ارشيف من :أخبار لبنانية

الصفحة الاجنبية: مسؤولون اميركيون يطالبون بالتصعيد ضد الجيش السوري وحلفائه

الصفحة الاجنبية: مسؤولون اميركيون يطالبون بالتصعيد ضد الجيش السوري وحلفائه

 

كشفت صحف أميركية بازرة بأن مسؤولين في البيت الابيض يضغطون من أجل التصعيد ضد الجيش السوري وحلفائه وتحديداً في المناطق الصحراوية في جنوب سوريا، لكنها أشارت بالوقت نفسه الى وجود معارضة بالبنتاغون لهذا التصعيد. وفي نفس السياق، شدد كبير المستشارين السياسيين بـ "القيادة الوسطى" بالجيش الاميركي على ضرورة أن يتصدى الجيش الاميركي لعناصر قوات حرس الثورة الايرانية وما أسماها "الميليشيات الشيعية" في سوريا، وتحدث كذلك عن سيناريو تقسيم طائفي يقوم على "إدارة سنية" للمناطق في شرق وجنوب سوريا. أما في ملف تعيين محمد بن سلمان بمنصب ولي العهد فقد نبّه باحثون غربيون الى أن هذه الخطوة تطرح أسئلة كبيرة حول الاستقرار المستقبلي داخل السعودية.

الصفحة الاجنبية: مسؤولون اميركيون يطالبون بالتصعيد ضد الجيش السوري وحلفائه

السياسة الاميركية حيال سوريا

نشرت صحيفة "واشنطن بوست" تقريراً كشفت فيه أن مسؤولي ادارة ترامب يخططون لمرحة ما بعد طرد "داعش" من الرقة، والتي ستكون عبارة عن "معركة معقدة" بين واشنطن والقوات السورية و"الايرانية" التي تحاول السيطرة على المناطق الصحراوية في شرق سوريا.

وأضاف التقرير أنه وبينما تتقدم قوات الجيش السوري وحلفائه شرقاً، فان مسؤولين كبارا بالبيت الابيض يضغطون على "البنتاغون" من أجل انشاء مواقع في المناطق الصحراوية. غير أنه لفت بنفس الوقت الى ان الاقدام على هذه الخطوة هو موضع خلاف بين البيت الابيض و"البنتاغون".

ونبّه التقرير الى أن بعض المسؤولين بـ "البنتاغون" يعارضون هذه الخطوة، اذ يتخوفون من انها قد تشغل الجيش الاميركي عن محاربة "داعش" وقد تضع القوات الاميركية بكل من سوريا والعراق بخطر، على حد تعبيرهم. كذلك أشار الى أن حلفاء أميركا الاوروبيين بما يسمى "التحالف الدولي" ضد "داعش" شككوا بما اذا كانت العناصر السورية "المدربة اميركياً" قادرة على النجاح.

هذا، ونقل التقرير عن مسؤول رفيع بالبيت الابيض أنه يبدو ان هدف ايران انشاء جسر بري بين العراق وسوريا والسيطرة على خطوط الاتصال، وكذلك منع الولايات المتحدة من انهاء الحملة ضد داعش، على حد زعمه.

التقرير نقل ايضاً عن نفس المسؤول أن ايران فيما لو عززت مكانتها كـ "القوة المهيمنة في سوريا على المدى الطويل" (وفقاً لتعبيره)، فان ذلك سيهدد استراتيجية هزيمة "داعش" ومساعي المصالحة السياسية، وفق ما يزعم.

هذا، وقد كتب كبير المستشارين السياسيين لدى القيادة الوسطى بالجيش الاميركي المدعو “Nader Uskowi” مقالة نشرت على موقع معهد "واشنطن لشؤون الشرق الادنى" حيث تحدث عن "صراع ناشىء" بين القوات "المدعومة ايرانياً" من جهة وتلك "المدعومة اميركياً" من جهة أخرى.

الكاتب الذي هو باحث زائر بمعهد "واشنطن لشؤون الشرق الادنى" (وهو من ابرز مراكز الدراسات الصهيونية في اميركا)، قال ان "حقائق فترة ما بعد "دولة الخلافة" تتطلب سياسة اميركية جديدة" وان "التصدي للحملة العسكرية التي تقودها ايران بـ "المناطق السنية" قد تكون بالفعل حجر الزاوية بمثل هكذا سياسة".

وأضاف الكاتب ان "القوات التي تقودها ايران"  ربما ستشكل "التهديد المستقبلي الاكبر للجنود الاميركيين وكذلك المصالح الاميركية في سوريا". وتابع القول "ايران تطبّق استراتيجية تقوم على انشاء جسر بري الى سوريا عبر الاراضي العراقية"، منبهاً من أن ذلك سيؤدي الى مواجهة مباشرة مع ما أسماها "قوات المعارضة السنية المدعومة اميركياً"، والتي قال انه عليها ان تسيطر على منطقة البادية ووادي الفرات كي تضمن دوراً مستقبلياً لها في سوريا. وعليه تحدث عن معارك كبيرة مستقبلية بين "قوات المعارضة السنية" المذكورة وما أسماها "الميليشيات الشيعية بقيادة قوات فيلق القدس" (التابعة للحرس الثوري الايراني).

وعليه شدد الكاتب على ضرورة انتهاج سياسة أميركية جديدة تقوم بشكل أساس على استراتيجية "لاستهداف قوات "فيلق القدس" وميليشياتها الشيعية"، بحسب تعبيره. كما اعتبر ان التركيز الاميركي فقط على محاربة "داعش" يتناقض والمصالح الاميركية "الاوسع"!!.

كذلك شدد الكاتب على ضرورة ان توجه الولايات المتحدة رسالة واضحة بان "السنّة هم الذين سيديرون المناطق الشرقية والجنوبية ذات الغالبية السنية بعد سقوط "دولة الخلافة" التابعة لـ "داعش"، بحسب قوله.

تعيين محمد بن سلمان في منصب ولي العهد

كتب الباحث الاميركي المعروف “Bruce Riedel” مقالة نشرت على موقع “Al-Monitor” نبّه فيها من إن قرار الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز اقالة محمد بن نايف من منصب ولي العهد وتعيين نجله محمد بن سلمان خلفاً له يطرح أسئلة كبيرة حول "الاستقرار المستقبلي" داخل السعودية.

وأشار الكاتب الى أن المبادرة السياسية الاساس التي تحمل اسم بن سلمان هي الحرب على اليمن، اذ انه يعتبر مهندس هذه الحرب. ولفت الى ان الحرب هذه هي كارثة بالنسبة للسعودية وللمنطقة وللشعب اليمني، وإلى ان الجيش السعودي أثبت عجزه عن هزيمة خصم يمني "أقل عتاداً بكثير".

كذلك قال الكاتب ان الحرب على اليمن أضعفت تحالفات السعودية التقليدية، اذ ان باكستان رفضت تكراراً المطالب السعودية بارسال قوات لمحاربة عناصر جماعة "انصار الله"، كما ان سلطنة عمان اختارت البقاء خارج الحرب بينما قدمت مصر مساعدة لا تذكر.

وتابع الكاتب ان الدبلوماسية السعودية تسببت بازمة داخل مجلس التعاون الخليجي من خلال محاولة عزل قطر بعد قمة الرياض. وأضاف ان "الخطوة هذه أدت الى "تمزيق تركيبة التحالفات السعودية التقليدية"، مشيراً الى أن تركيا أعربت عن دعمها لقطر، بينما باكستان وسلطنة عمان ايضاً اتخذتا مواقف محايدة.

الكاتب لفت كذلك الى ان الملك السعودي يحظى بسلطة كاملة، والى ان اختيار نجله المفضل لمنصب ولي العهد من المرجح ان يؤدي الى شكاوي داخل العائلة الملكية و"المؤسسة الدينية"، لكنه استبعد ان يشكل ذلك تحدياً. الاّ انه شدد بنفس الوقت على ان "التكاليف على المدى الطويل" لهذه الخطوة هي التي تشكل مصدر قلق كبير، وأضاف ان "بن سلمان سيرث مملكة تعاني من الضغوط في الداخل والخارج".

الباحث “Simon Henderson” كتب مقالة نشرت على موقع معهد "واشنطن لشؤون الشرق الادنى" اعتبر فيها انه الآن وبعد تعيين محمد بن سلمان بمنصب ولي العهد فان السؤال هو متى سيصبح الاخير ملكاً و"تحت اي ظروف"؟.

وأردف الكاتب القول: "بن سلمان هو مصدر التواصل الاساس بين بلاده وادارة ترامب، اضافة الى كونه مهندس الحرب على اليمن". كما قال ان بن سلمان لعب الدور القيادي بتسليم مصر جزيرتي تيران وصنافير الى السعودية، وإنه من "المتشددين" في الحملة التي تشن حالياً ضد قطر. كذلك اشار الى ما يقال عن "هوس" بن سلمان بايران وتأييده لاقامة علاقات طبيعية مستقبلية مع كيان الاحتلال ا"لاسرائيلي".

وتابع الكاتب ان بن سلمان هو الذي يقود مشروع رؤية عام 2030 للاصلاح الاقتصادي والاجتماعي داخل السعودية، لكنه نبه بنفس الوقت من وجود معوقات ثقافية وتقليص ارباح النفط التي من شأنها ان تصعّب عملية تمويل مشروع رؤية عام 2030.
وبينما قال الكاتب ان تعيين بن سلمان ولياً للعهد يجب ان يؤكد تحسين العلاقات بين الرياض وواشنطن بعد التوتر الذي ساد مع ادارة اوباما السابقة، الا انه اشار بنفس الوقت الى خلافات حادة مستمرة بين السعودية واميركا بملفات مثل اليمن و"على ما يبدو قطر"، بحسب تعبير الكاتب. بالتالي خلص الى ان العلاقات بين واشنطن و الرياض لن تكون بالضرورة علاقات تآلف في المستقبل.

2017-06-22