ارشيف من :أخبار لبنانية

الصفحة الاجنبية: اضعاف الرئيس الاسد يعني تقوية جماعات ارهابية مثل داعش

الصفحة الاجنبية: اضعاف الرئيس الاسد يعني تقوية جماعات ارهابية مثل داعش

شدد صحفيون غربيون معروفون على ان التصعيد الاميركي ضد النظام السوري من شأنه تقوية داعش وغيره من الجماعات التكفيرية داخل سوريا، وعلى ان النهج الذي تتبعه ادارة ترامب حالياً يحمل معه خطر فتح عقد جديد من النزاعات. هذا فيما تحدث  صحفيون اميركيون صهاينة معروفون مما اسموه "توحيد الهلال الشيعي"، واوضحوا بان هدف اميركا وحلفائها هو تقسيم سوريا. وفي نفس السياق اكد باحث اميركي معروف على صعوبة تحقيق سيناريو تغيير النظام في سوريا،وان ذلك يعني بان الجهود على المدى المنظور في سوريا يجب ان تبقى على محاربة داعش.

الصفحة الاجنبية: اضعاف الرئيس الاسد يعني تقوية جماعات ارهابية مثل داعش

الصحف الاجنبية

السياسة الاميركية حيال سوريا

فقد كتب فريد زكريا مقالة نشرتها صحيفة واشنطن بوست اشار فيها الى تحوّل كبير "يبدو انه يحصل" بالسياسة الخارجية الاميركية،منبهاً من ان الولايات المتحدة تدخل في عقد جديد من الحرب "بالشرق الاوسط الكبير"،على حد تعبيره. كما حذر من ان هذا "العقد المقبل من النزاعات" قد يكون اكثر فوضوية من العقد الذي سبقه.
ولفت الكاتب الى قيام ادارة ترامب يتصعيد عملياتها العسكرية في دول مثل سوريا واليمن وافغانستان والصومال،لكنه تساءل بنفس الوقت عن الاستراتيجية وراء هذا التصعيد.كذلك تطرق الى قيام الطائرات الحربية الاميركية باسقاط طائرة تابعة للجيش السوري،وحذر من ان ذلك وضع واشنطن على خط تصادمي مع روسيا ويحمل معه خطرا حقيقيا باندلاع "اعمال عدائية عسكرية بين الولايات المتحدة و روسيا". واضاف بان "الاسوأ من ذلك" هو انه ليس واضحاً كيف ان هذا العداء تجاه الرئيس السوري بشار الاسد سيحقق الهدف الاميركي المنشود بهزيمة داعش،مشيراً الى انه ومن الناحية المنطقة،فان اضعاف الرئيس الاسد يعني تقوية القوى المتطرفة في سوريا مثل تنظيم داعش نفسه.

اما في اليمن، فقال الكاتب ان الولايات المتحدة تشارك بنزاع ليس من شأنه تحقيق تقدم كبير في الحرب ضد الارهاب، واعتبر ان واشنطن تؤجج الحرب على اليمن اكثر فاكثر من خلال مبيعات السلاح الى السعودية.ولفت الى ان الحرب على اليمن ادت بالسعودية الى الدخول في تحالف مع تنظيم القاعدة في اليمن.
الكاتب اعتبر ان الحلول للنزاعات التي تشارك فيها قوات اميركية هي سياسية اكثر مما هي عسكرية،مشدداً على ان ذلك ينطبق بشكل خاص على ساحات مثل سوريا وافغانستان.واضاف بان استخدام القوة العسكرية من دون وجود استراتيجية او عملية سياسية ودبلوماسية مصيره الفشل مع تداعيات "غير مقصودة" كما حصل خلال الاعوام الخمسة عشر الماضية (منذ حرب بوش الابن في المنطقة).

إلى ذلك، كتب الصحفي الاميركي الصهيوني المعروف “Charles Krauthammer” مقالة نشرتها صحيفة واشنطن بوست قال فيها ان "الحرب الاهلية الاسلامية" (على حد وصفه) اقتربت من ان تدخل مرحلة ما بعد داعش،وان الاطراف المعنية تناور من اجل رسم السيناريو المستقبلي.
وشبه الكاتب ما يحصل بالشرق الاوسط اليوم بما كان الوضع عليه في اوروبا عام 1945 عندما كانت الحرب مستمرة ضد النازيين في المانيا لكن بنفس الوقت كان واضحا بان النازيين في طريقهم الى الهزيمة.واشار الى ان الاطراف الاساسية التي كانت تناور آنذاك كانت الاتحاد السوفياتي و ما اسماها "الديمقراطيات الغربية"،وذلك بهدف تعريف الحدود و مناطق النفوذ لفترة ما بعد الحرب.
الكاتب اشار الى ايران و حزب الله والحشد الشعبي في العراق،اضافة الى الحكومة العراقية و نظام الرئيس الاسد،انما يشكلون ما اسماه "الهلال الشيعي".و تابع بانه و فيما لو تم توحيد هذا "الهلال الشيعي"،فان ذلك سيعطي "الفرس تمددا الى المتوسط لاول مرة منذ 2300 عام"،بحسب تعبيره.
كما قال الكاتب ان هذا التحالف يعمل تحت "رعاية و حماية روسية"،وان الطرف الخصم يتمثل بما وصفهم "سنة معتدلين متحالفين مع الغرب". واشار تحديداً بهذا السياق الى السعودية وغيرها من دول الخليج، اضافة الى مصر و الاردن،مع "عودة الراعي الاميركي" بعد مغادرة اوباما.

وشدد الكاتب على ان ما يجري هو صراع على توحيد "الهلال الشيعي"،لافتاً الى ان ما اسماهم "الميليشيات التي تسيطر عليها ايران" تسيطر على طرق ومواقع اساسية في غرب العراق.واضاف بان الهدف المقبل لايران هو السيطرة على مناطق في شرق سوريا مثل الرقة،على حد قوله.
و في المقابل قال الكاتب ان المعسكر الآخر (اميركا و حلفاءها العرب) يريدون سوريا فدرالية و مجتزأة،حيث يكون الرئيس الاسد مسؤولاً عن منطقة علوية فقط.و اضاف بان "الاستراتيجية الايرانية الروسية" تشكل كابوسا لما وصفه بـ"الشرق الاوسط السني" و كذلك للولايات المتحدة.غير انه اكد ايضاً على ان تكثيف الدور الاميركي في سوريا يحمل معه مخاطر، وبالتالي يتطلب نقاشا داخليا اميركيا.

من ناحية اخرى، كتب رئيس مجلس العلاقات الخارجية (و هو مركز دراسات اميركي شهير مقره نيويورك) مقالة نشرتها مجلة “Foreign Affairs” استبعد فيها حصول سيناريو تغيير النظام في سوريا باي وقت قريب،و اعتبر بالوقت نفسه انه سيكون من الصعب جداً و المكلف تحقيق هذا السيناريو عبر التدخل من الخارج.
كذلك رأى الكاتب ان الولايات المتحدة ليست بموقف مناسب لضمان مجيء نظام افضل ليحل مكان نظام الرئيس الاسد.وعليه قال ان على واشنطن خلال المدى المنظور ان تركز اهتمامها على محاربة داعش واضعاف سيطرة التنظيم الارهابي على المناطق في العراق وسوريا.الا انه قال بالوقت نفسه انه يجب اعطاء اولوية لبناء قوة في سوريا من "الجماعات السنة المحلية" لتحرير المناطق التي يسيطر عليها داعش.
هذا فيما وصف الكاتب تركيا بانها حليف لاميركا لكنه لم يعد بالامكان اعتبارها شريكا حقيقيا،مشيراً الى "الحكم الاستبدادي المتزايد" للرئيس رجب طيب اردوغان و الى ان هدف انقرة الاساس بالسياسة الخارجية يبدو انه مواجهة طموحات الاكراد،حتى اذا كان ثمن ذلك تقويض مساعي محاربة داعش،على حد قول الكاتب.
اما ايران فشدد الكاتب على ضرورة استمرار الاتفاق النووي،محذراً من ان "تمزيق" هذا الاتفاق من قبل واشنطن سيترك الاخيرة بحالة عزلة.و شدد كذلك على ضرورة ان تمتنع واشنطن عن تكثيف دور داعم للسعودية و الامارات،مشيراً الى ان الحرب على اليمن تتحول بسرعة الى كارثة عسكرية ومأساة انسانية.
الكاتب قال كذلك ان الارهاب لا يمكن القضاء عليه بالكامل و هو ما يعني ضرورة بقاء القوات الاميركية منتشرة في العراق و سوريا والمنطقة عموماً.
 

2017-06-23