ارشيف من :أخبار لبنانية
خطباء العيد شدّدوا على الوحدة ومكافحة الإرهاب

رأى المفتي الجعفري الشيخ أحمد قبلان أنّ" ما يجري في مناطقنا ودولنا ليدمي القلب، ويدعونا إلى أن نرفع الصوت باتجاه كل من يسمع ويعي"، محذراً من مخاطر ما يجري، وإلى ما قد يستجره على أمتنا وشعوبنا من ويلات وخراب ودمار".
وفي كلمة له خلال صلاة عيد الفطر المبارك لهذا العام في مسجد الإمام الحسين في برج البراجنة، سأل الشيخ قبلان :"أي إسلام هذا! وأي دين ندين حتى نتنازع ونتخاصم ونسقط في شباك الفتن! ألم يحذرنا رسول الله(ص) من الفتنة! ألم ينهانا عن قتل بعضنا بعضاً! ألم يدعونا إلى الوحدة والتآخي! ألم يأمرنا الله سبحانه وتعالى بأن نكون في سبيله صفاً كالبنيان المرصوص؟ أين هي هذه الوحدة؟ وأين هو هذا البنيان المرصوص؟ ونحن على هذا النحو من التشرذم والفوضى والحروب التي تدمر دولنا، وتقتل شعوبنا، وتهجر أبناءنا، وتتيح لمن يريد الكيد لنا بأن يفعل ما يشاء، وينهب ما يشاء، ويقسم ما يشاء، ويبني مصالحه على حساب خرابنا ودمارنا وفقرنا وجوعنا. أين أصحاب العقل؟ أين أصحاب الرأي والحكمة؟ ألا يوجد في هذه الأمة من ينادي بالحوار ويقول: تعالوا إلى الصلح، تعالوا إلى شبك الأيدي ووقف الخصام، تعالوا إلى قوله تعالى (إنَ هَذه أمَتكم أمَة وَاحدَة وَأَنَا رَبكم فَاعبدون)".
الشيخ قبلان
وأضاف سماحته:" ما هذه المدارس التي صنعتموها، وهذا الإرهاب الذي دفعتم الأموال الطائلة لصناعته! فها هو ينقلب عليكم، ويهدد عروشكم، ويستهدف دوركم، فهل من يقظة وانتفاضة على كل ما دبرتم وخططتم؟ هل من توبة نصوحة ولو بعد خراب العراق وسوريا واليمن، تنطلقون بعدها إلى وحدة تجمعكم، وشراكة تضمكم، ومودة تؤاخي بينكم، ومسيرة تظهر حقيقة الإسلام الذي شوهتموه بأموالكم، وحولتموه إلى خلايا إرهابية لا ترى الله إلا محباً للقتل وسفك الدماء، فخدمتم "إسرائيل"، وحرضتم على كل من يقول لا إله إلا الله".
المصلون يؤدون صلاة العيد
وتابع الشيخ قبلان "اتقوا الله أيها القادة والزعماء في هذا اليوم المبارك، اتقوا الله أيها الملوك والأمراء والرؤساء، وانزعوا من قلوبكم كل غل، ومن عقولكم كل رهان وارتهان، وتصافحوا وتناصحوا وتكاتفوا، فأنتم وشعوبكم وخيراتكم وثرواتكم في خانة الاستهداف والابتزاز، فلا تنخدعوا، ولا تتواكلوا، ولا تظنوا يوماً بأن المال يحميكم ويدفع عنكم، بل محبة الناس تبقى هي المعتمد وهي الأساس، فاستيقظوا وكونوا في مستوى هذه المرحلة العصيبة، واعملوا على تجاوزها بإقفال مدارس الإرهاب، والقضاء على بؤره، بالتعاون والتعاضد في ما بينكم، وبإظهار الإسلام الحقيقي الذي هو دين السماح والانفتاح، والكلمة الطيبة، وتعانقوا مع طهران التي كانت وستبقى عضدا لكم، وسندا إلى جانبكم في مواجهة أعداء هذه الأمة. فأوبوا إلى الله واذكروا ميثاقه فيكم، بألا تسفكوا دماءكم، ولا تخرجوا أنفسكم من دياركم، فأنتم أمام خيارين لا ثالث لهما: فإما المزيد من الحرب والتهجير والتكفير، وهذا يعني أنّ المنطقة باتت قاب قوسين أو أدنى من الانتحار العام، وإما الدخول في تسوية تحفظ ما تبقى، وتؤسس لشراكة إقليمية تحول دون الانهيار التام".
ولفت الشيخ قبلان الى أنّ "دعوتنا كانت ولا تزال وستبقى، دعوة إلى الحوار والمصالحة والتوافق والمشاركة، واعتماد المنهجية السياسية التي تخرجنا من دويلات الطوائف ومصالح القوى السياسية، إلى دولة الوطن الجامع والحاضن لأبنائه، دولة المواطنة والتنوع والكفاءة والانتماء إلى بلد لا نريده إلا منارة ونموذجا يحتذى، ورسالة تقتدى، يكون فيها المسلم والمسيحي، جنبا إلى جنب، تجمعهما أخوة الإنسانية، ولا تفرقهما مصلحة من هنا أو ارتهان من هناك، فمصلحتهما واحدة هي لبنان الواحد. فكما أن شراكة الجيش والشعب والمقاومة أكبر ضامن للبنان، فإن الشراكة السياسية والعدالة الاجتماعية، وتزخيم دور المؤسسات الخدمية والأمنية أكبر ضامن لمصالح شعب لبنان وشراكته الوطنية".
وأردف "هكذا نريد لبنان أيها الإخوة، ولهذا سنستمر في مطالباتنا ومناشداتنا للجميع، بأن ينصرفوا بعد إقرار قانون الانتخاب إلى إدارة شؤون الدولة، وبناء مؤسساتها، وتطبيق ما تم الاتفاق عليه في اللقاء التشاوري الذي عقد في القصر الجمهوري، واعتماد الشفافية في التنفيذ، ومتابعة القضايا التي تهم الناس، وتعالج مشاكلهم الحياتية والاجتماعية، وفق برامج تنموية، ورؤى اقتصادية، تؤمن فرص العمل، وتزيد الناتج القومي، وتخفف من الدين العام، وتشعر الناس بشيء من الاستقرار المجتمعي".
وختم بالقول "نعم نريد وطناً ودولة، نريد مؤسسات، نريد قضاء مستقلا، نريد محاسبة ومراقبة وهيئات تفتيش، نريد محاربة للفساد، وملاحقة للمفسدين، نريد إدارة نظيفة، نريد كفاءات لا محسوبيات، نريد مناقصات لا صفقات، نريد جيشا قويا وقوى أمنية محسوبة على الوطن لا على السياسيين، تطبق القانون، وتلاحق المخلين والمجرمين، دون استئذان من أحد".
صور
وفي صور، أمّ مفتي صور وجبل عامل الشيخ حسن عبدالله المصلين في صلاة العيد في مسجد اﻻسراء والمعراج في مجمع نبيه بري الثقافي في المصيلح.
وفي كلمة له خلال الخطبة، لفت الشيخ عبدالله الى "اللقاء التشاروي الذي التأم في بعبدا"، معتبراً أنه" مظهر من مظاهر طاولة الحوار التي أطلقها رئيس مجلس النواب نبيه بري، والتي أخذت بلبنان الى شاطىء اﻻمان في احلك الظروف".
وتطرّق المفتي عبدالله الى المستجدات السياسية اللبنانية، مشيراً الى أنّ" لبنان شهد في الأيام القليلة الماضية ايجابيات، ومنها انجاز قانون انتخابي على أساس النسبية في أجواء توافقية، وهو ما أبعد لبنان عن أجواء التشنج الطائفي والسياسي"، آملاً في ختام خطبته أن تشكل هذه اﻻيجابيات مقدمة من أجل وعي سياسي أشمل على مساحة الوطن كل الوطن تكون فيه الطوائف نعمة ونتخلص من نقمة الطائفية".
وشدّد المفتي عبدالله على قيم العيد ومبادئ شهر رمضان مسلطاً الضوء على الدور الذي اضطلع به سماحة اﻻمام السيد موسى الصدر في تحويل المجتمع اللبناني الى مجتمع متحمل لمسؤولياته على مختلف المستويات انطلاقاً من أن لبنان وطن نهائي لجميع ابنائه، بعيدا عن اﻻنقسام الطائفي والمذهبي والعيش المشترك.
البقاع الغربي
وفي البقاع الغربي، أكد نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب ضرورة إرساء واستمرار الأجواء الإيجابية التي يشهدها لبنان، قائلاً "إننا نرى تطوراً إيجابيا لصالح الإستقرار، نشجع المسؤولين عليه وندعو إلى المزيد من الجهد لتدعيمه سياسيا وأمنيا، منوهاً بالجهد الذي تبذله القوى الأمنية على صعيد مواجهة الإرهاب.
وخلال خطبة عيد الفطر المبارك التي ألقاها في مسجد بلدة لبايا في البقاع الغربي، اعتبر سماحته أن عيد الفطر هذا العام يأتي ولا يزال العالمان العربي والإسلامي يعانيان من مخاض حروب وانقسامات لحساب نفوذ دول استكبارية كانت ولا تزال السبب الرئيس في الصراعات التي كانت ولا زالت تدور على أرضنا للأسف، ولم يكن لشعوبنا ودولها سوى الخراب والدمار، في الوقت الذي كان من المفترض من بعض القوى الحزبية لبلداننا، وهي تحمل شعارات التغيير لتحقيق ما تحلم به أمتنا من أن تكون على قدر المسؤولية في مواجهة هذه الأخطار وأن تكون الطليعة في الاستفادة من الطاقات المتوفرة وهي كثيرة، وتستغل الفرصة المتاحة في أخذ الأمة زمام المبادرة لتحقق لنفسها ما تبتغيه من الخلاص من أسر أعدائها التاريخيين".
وأضاف سماحته "إن غلبة للمصالح الطائفية والحزبية والإستكلاب على السلطة بأي ثمن على حساب كل المبادئ والقيم والخلط بين مصلحة الأمة والمصلحة الحزبية كان سبباً رئيسيا لكل ما جرى، لقد فشلت هذه الجهات فشلا ذريعا وسقطت كل رهاناتها عندما تحالفت أو تواطأت مع أعداء الأمة والذين كانوا سببا في كل ما عانته من انقسام أو تخلف وهي تحسب أنها تستطيع استغلالها لتحقيق مآربها في الوصول إلى السلطة مسترضية إياها في مواجهة قوى المقاومة التي استطاعت وبفترة زمنية قياسية وبفضل النجاحات الباهرة في ميدان المنازلة مع العدو "الإسرائيلي" ومن ورائه الغرب بكل أشكاله أن تجمع الأمة خلفها مما أخاف العدو وأشعره بقرب الهزيمة المحققة إن بقيت الأمور على ما هي عليه".