ارشيف من :أخبار لبنانية
عملية استباقية نوعية للجيش في عرسال .. احباط لمجزرة

سلطت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الضوء على العملية الاستباقية الواسعة والنوعية التي نفذها الجيش اللبناني فجر أمس في مخيمات عرسال بنجاح. واشارت الصحف الى أن عملية الجيش احبطت مجزرة محققة، فيما لو قُيِّض للانتحاريين التحرك نحو أهدافهم.
بانوراما الصحف اللبنانية
جبهة عرسال على خط المواجهة الحاسمة
بدايةً مع صحيفة "النهار" التي كتبت انه "اتخذت العملية الاستباقية الواسعة والنوعية التي نفذها الجيش فجر أمس في مخيمات عرسال بنجاح ملموس أبعاداً بالغة الاهمية ليس على مستوى تطور وسائل المواجهة التي يخوضها الجيش مع الارهاب فحسب، بل من حيث توقيت العملية وتزامنها مع التطورات العسكرية الكبيرة الجارية في العراق وسوريا والتي تنذر بنهاية عسكرية لتنظيم "داعش". ومع ان العملية أملتها ظروف ميدانية وامنية واستخبارية خاصة بالواقع اللبناني ورصد التنظيمات الارهابية وتحركاتها في جرود عرسال، فان ذلك لم يحجب الدلالات التي ربما اكتسبت خطورة تصاعدية في الفترة المقبلة لجهة تحسب الجهات اللبنانية الامنية والعسكرية كما السياسية لامكان ان يشهد لبنان ارتدادات مباشرة لهزيمة "داعش" في العراق وسوريا على صعيد التسلل أو التسرب الى الساحة اللبنانية بطرق مختلفة الامر الذي يوجب مزيدا من التشدد الامني والعسكري".
واضافت "لمح رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الى ذلك بعد تهنئته الجيش بنجاح العملية النوعية التي قامت بها قوة من اللواء المجوقل فجر أمس في مخيمات عرسال. ووصف الرئيس عون خلال زيارته أمس لقيادة قوى الامن الداخلي العملية بانها "كانت خطرة للغاية " واثنى على جهود قوى الامن الداخلي وقيامها بواجباتها التي تغطي كل العمليات، داعياً الى "السهر كثيراً للحؤول دون تمكين عناصر التنظيمات الارهابية من السعي الى اللجوء الى لبنان بعد سقوطها في سوريا"".
الدولة اللبنانية تتمسّك برفض حلّ أزمة النازحين السوريين! الجيش يُفشل هجمات انتحارية
بدورها، قالت صحيفة "الاخبار" انه "استبق الجيش اللبناني فجر أمس هجوماً كانت تُعدّ له الجماعات الإرهابية ضد اللبنانيين، في عملية أمنية/ عسكرية في عرسال، أطلق عليها اسم «قضّ المضاجع»، محبطاً بذلك مجزرة محققة، فيما لو قُيِّض للانتحاريين التحرك نحو أهدافهم".
واضافت "لم تكن الساعة قد بلغت الخامسة والنصف فجراً بعد. دخلت دورية من فوج المجوقل إلى مخيم النور للنازحين، عند أطراف بلدة عرسال، بحثاً عن أحزمة ناسفة وإرهابيين. المعلومات الاستخبارية كانت تفيد بأنّ هجوماً انتحارياً يُعدّ له في المخيم، الذي كان يُعرف سابقاً باسم «مخيم أبو طاقية»، تمهيداً لتنفيذ عملية انتحارية في العمق اللبناني. ولم يكن لتوقيف أحمد خالد دياب، أحد مسؤولي جبهة النصرة في القلمون، أول من أمس، أي علاقة بالعملية الأمنية أمس، بعكس ما جرى التداول به في وسائل الإعلام".
وتابعت "كذلك لا صحة للمعلومات التي تردّدت عن أنه قاتل العقيد نور الدين الجمل. المعلومات المتوافرة، بحسب المصادر الأمنية المتابعة للهجوم، تحدثت عن «طبخ» أحزمة ناسفة وإعداد عبوات متفجرة استعداداً لسلسلة تفجيرات. ولم تكد تبدأ عملية التفتيش حتى فجّر انتحاري نفسه وسط عناصر فوج المجوقل، فأصيب ثلاثة عناصر إصابات حرجة في وجوههم. الانتحاري بحسب المصادر الأمنية من عناصر تنظيم «جبهة النصرة». أُتبِع التفجير الانتحاري بإلقاء أحد الإرهابيين قنبلة على العناصر العسكريين، ما أدى إلى سقوط جرحى. حوصر المخيم، لتبدأ التوقيفات بالتزامن مع حصار مخيم قارية ودهمه (نسبة إلى بلدة قارة السورية التي يعود معظم النازحين المقيمين في المخيم إليها)".
الجيش يضرب قلب الإرهاب ويصطاد الإرهابيين في مخيمات النازحين
من جهتها، رأت صحيفة "الجمهورية" أنه "لطالما شكّل الأمن هاجساً لكل الاجهزة العسكرية والامنية، خصوصاً أنه دخل منطقة شديدة الحساسية والخطورة، في ظل البراكين المتفجرة في المنطقة وارتفاع منسوب المخاطر المحدقة بلبنان من جرّاء النار المشتعلة حوله، وتحديداً في سوريا. وكذلك من جرّاء المكامن التي تنصبها المجموعات الارهابية على اختلافها لإيقاع لبنان فيها، والتي لا تترك فرصة او ثغرة ممكنة الّا وتستغلها لشَنّ هجمات على اهداف مدنية وعسكرية أو اهلية او سياحية في لبنان. ويوماً بعد يوم تُثبت الاجهزة كلها انّ عينها الساهرة، التي ترصد حركة تلك المجموعات في الداخل اللبناني وعلى الحدود السورية، نَجّت لبنان من كوارث حتمية كانت تنوي تلك المجموعات إلحاقها بالجسم اللبناني. وما تفكيك هذه الاجهزة للخلايا والقبض على أفرادها سوى دليل ساطع على جهوزية أجهزة الدولة الدائمة لإحباط مخططات الخلايا ومكائدها".
واضافت "في سياق الجهد الاستثنائي الذي تبذله الاجهزة الامنية والعسكرية، ولا سيما منها الجيش اللبناني، على مستوى الحرب الاستباقية التي يشنّها على المجموعات الارهابية، حَقّق الجيش في الساعات الماضية إنجازاً نوعياً عبر عملية أمنية استثنائية انقَضّت فيها الوحدات العسكرية على أوكار الارهابيين في مخيماتهم التي يحتلّونها في منطقة عرسال وقتلت عدداً منهم وقبضت على المئات، فيما كانوا يخططون لعمليات إرهابية في الداخل اللبناني على جانب كبير من الخطورة، ولا تستثني أي منطقة، سواء في البقاع او الجنوب وصولاً الى بيروت".