ارشيف من :أخبار لبنانية
بعلبك عصية على التطبيع

وطنٌ واحد ومدينة واحدة يضمّان حدثين متباعدين الى أقسى الحدود. فبينما يشهد المقلع الروماني في قلعة بعلبك اليوم سهرة تكريمية للأديب الفلسطيني المقاوم غسّان كنفاني في ذكرى اغتياله، يتحضّر لقاء "بعلبك ضدّ التطبيع" لتصعيد تحرّكه الرامي الى منع مشاركة فرقة فنية فرنسية في برنامج المهرجانات، بعدما تأكدت مشاركتها سابقًا في مهرجانات في الأراضي المحتلة.
عندما أعلنت لجنة مهرجانات بعلبك الدولية عن عزمها استضافة فرقة Trio Wanderer الفرنسية في 30 تموز/يوليو الجاري لتقديم حفل فني، تداعت مجموعة كبيرة من أهالي "مدينة الشمس" للتقصّي عن الموضوع، فتبيّن لها أن هذه الفرقة سبق وأن قدّمت عرضًا فنيًا داخل الكيان الصهيوني في عامي 2008 و2016. أمرٌ لا تخفيه الفرقة، بل توثّقه عبر موقعها الرسمي على شبكة الانترنت.
الفرقة الفنية تذكر على موقعها الرسمي الحفل الذي أحيته في "إيلات"
هذه المعلومة شكّلت لعدد من الفعاليات السياسية والاجتماعية والبلدية منطلقًا لتكثيف نشاطها من أجل الحؤول دون اعتلاء أفرادها مسرح القلعة، حتى لا تكون بعلبك حاضنة الشهداء والمقاومة على مرّ السنوات، منصّة للمُطبّعين مع العدو الاسرائيلي. وللغاية، سارعوا الى التواصل مع لجنة المهرجانات، وتسليمها رسالة خطية تُثبت مشاركة أعضاء الفرقة في حفل في مستوطنة إيلات، غير أن اللجنة لم تعر أهمية لذلك، لا بل لم تتجاوب معها، ولم تردّ عليها حتّى.
أمام لامبالاة اللجنة، قرّر عدد من ناشطي المدينة بالتنسيق مع حملة مقاطعة داعمي "إسرائيل" في لبنان عقد مؤتمر صحافي لوضع الرأي العام في صورة ما يجري بهدف منع قدوم الفرقة الفرنسية الى بعلبك وإحياء حفلها.
هذا التطوّر يُضاف الى سلسلة حوادث تسلّلت خلالها شخصيات داعمة لـ"تل أبيب" الى لبنان لا تجد حرجًا في إعلان ذلك، لا بل تتصرّف وكأن عداء لم يقع مع "اسرائيل". التكرار الدائم لهكذا حوادث يؤكد غياب الدولة اللبنانية التامّ عن كلّ أشكال التطبيع التي تحصل على أراضيها ويُثبت تقصيرها تجاه تطبيق سياستها التي تؤكد عداءها لـ"اسرائيل"، فهل ترفض الدولة لعب دورها الرقابي؟ هل ملّت من ذلك أم تجهل أن تستّرها عن هكذا حوادث يعني تغاضيها عن التطبيع ورضاها به؟