ارشيف من :أخبار لبنانية
الحريري يتراجع: كلّ الدعم للجيش

سلطت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الضوء على ملفات داخلية عدة أبرزها اجتماع رئيس الحكومة سعد الحريري بقائد الجيش العماد حوزيف عون في السراي الحكومي الذي بدد اللغط الذي رافق مواقف الحريري الأخيرة من الجيش اللبناني.
الحريري يطوّق "التوظيف": دعم كامل للجيش
بدايةً مع صحيفة "النهار" التي كتبت أنه "فيما بدا واضحا ان موضوع الاجراءات التي ينفذها الجيش منذ عملية عرسال الاخيرة وضعت في اجتماع السرايا أمس على طريق التيسير وسحب أي فتيل من شأنه ان يخضع للتوظيف السياسي والاعلامي، ستتجه الانظار غداً الى مجلس الوزراء حيث ينتظر بعض اطراف الحكومة اختباراً آخر حساساً من خلال طرح آلية التعيينات مجددا على بساط البحث والتقرير. كما ان استحقاقاً آخر قد يكون الاكثر دقة ينتظر الحكومة ومجلس النواب ويتصل ببت مصير مشروع موازنة 2017 التي تحتاج الى "جراحة" " دستورية استثنائية اذا أريد لها ان ترى النور وتنهي سنوات تعليق الموزانات ولكن دون هذه الجراحة تعقيدات كبيرة يصعب اجتيازها ما لم تحصل تسوية توافقية واسعة".
وسط هذه الاستحقاقات المتشابكة علمت "النهار" ان قائد الجيش العماد جوزف عون خرج امس مرتاحا جدا من لقائه ورئيس الوزراء سعد الحريري في حضور وزير الدفاع يعقوب الصراف، اذ أكد خلاله الحريري الدعم السياسي الكبير لاستمرار الجيش في مهمته في محاربة الارهاب، والتي يجب ان تتابع بزخم اكبر.
وأوضحت مصادر متابعة للاجتماع ان الحريري قال لعون إن "الجيش فوق الشبهات"، الامر الذي قطع الطريق على المصطادين في الماء العكر. وأفادت المعلومات ان قائد الجيش لم يحمل ملفاً بنتيجة التحقيق في وفاة اربعة موقوفين سوريين قبل استجوابهم والتي ستصدر قريبا، انما أطلع على الداتا عن الموقوفين في عرسال. وعلمت "النهار" ان التحقيق الذي يشرف عليه القضاء المختص ومديرية القانون الدولي الانساني في الجيش، والذي تتعامل معه القيادة بدعم مطلق، "سيكون شفافاً وسيصدر في الايام المقبلة".
رئيس الحكومة يتراجع: كلّ الدعم للجيش
بدورها، قالت صحيفة "الأخبار" أنه "بدّد رئيس الحكومة سعد الحريري اللغط الذي رافق مواقفه الأخيرة من الجيش اللبناني، ودعوته قائد الجيش العماد جوزيف عون الى اجتماع معه في السرايا، والتي ظهرت كأنها استدعاء له للبحث معه في التحقيق بوفاة 4 موقوفين من النازحين السوريين. تراجع مدروس نفّذه الحريري، اعتمد ركيزتين أساسيتين: الأولى، انضمام وزير الدفاع يعقوب الصراف إلى الاجتماع مع عون، والثانية تأكيده أن «الدعم السياسي للجيش اللبناني غير مشروط»".
واضافت "هذا الموقف جاء بعد لقاء جمعه بالصراف وعون، فظهر أن الهدف الأساسي منه نفي كل التأويلات التي رافقت المداهمات الأخيرة للجيش في مخيمات النازحين السوريين في بلدة عرسال على الحدود مع سوريا. وتكمن أهمية هذا التصريح في أنه أتى بعد يومين اثنين من الحملة «غير المدروسة» التي شنّها نائب تيار «المستقبل» عقاب صقر على المؤسسة العسكرية، واستخدمت مادة أساسية في نشرات أخبار قناة «المستقبل». وهي حملة نسفها من أساسها الحريري، حين أكد أن ««قيادة الجيش حريصة على المدنيين كي لا يصابوا» في تنفيذ عملياته، وشدد على أن «المؤسسة العسكرية لا تشوبها أي شبهات، ومن يحاول أن يصطاد في المياه العكرة فليخيّط بغير هالمسلة». وكشف أنه سيتسلم التحقيق الذي يجريه الجيش بوفاة الموقوفين السوريين الأربعة «خلال يومين أو ثلاثة»".
السلطة تَرشَح وعوداً والحريري يُغطِّي الجيش... مَن زوّر قرار مجلس الوزراء؟
من جهتها، رأت صحيفة "الجمهورية" انه "كأنّ البلد كله قائم على رمال متحركة تهدد بابتلاعه في اي لحظة؛ جوّ مسموم، وواقع سياسي مزنّر بحقل ألغام سياسية جاهزة للتفجير عند أي مفترق وامام اي حدث، وبأحزمة ناسفة لآمال الناس في انبلاج فجر الفرج. جوّ مسموم، يهدّد بالانهيار اقتصادياً ومعيشياً وحياتياً وخدماتياً، فيما تقدّم السلطة نفسها وكأنها ترشح وعوداً وحرصاً، بينما الحقيقة هي وعود عصيّة على التنفيذ، وشعارات مملّة لا تنسجم مع الواقع وحجم الملفات، ولا تقترن بالمبادرة البديهية الى التنفيذ وحتى بإرادة التنفيذ لِما هو مُلحّ، على رغم أنّ كل ذلك يصبّ في خانة التحصين الداخلي المطلوب في هذه المرحلة، ربطاً بتطورات المنطقة المتفجرة والتي تضع لبنان في موقع المتلقّي للارتدادات".
وأضافت "اذا كان التحصين السياسي يعاني اهتزازاً فإنّ التحصين الأمني يحتلّ مكانه في غرفة العناية الامنية والعسكرية، ويزيده مناعة جهد الجيش والاجهزة الامنية لصيانة الاستقرار الداخلي واصطياد المجموعات الارهابية ومنع تَسرّبها اليه، وتجنيب الداخل اي ارتدادات محتملة لأي تطورات تحصل، لا سيما من الجانب الآخر للحدود اللبنانية ـ السورية".