ارشيف من :أخبار لبنانية

الصفحة الأجنبية: إيران حققت نصرًا استراتيجيًا كبيرًا في سوريا

الصفحة الأجنبية: إيران حققت نصرًا استراتيجيًا كبيرًا في سوريا

اعتبر باحثون غربيون أن السياسة التي يعتمدها الرئيس الأميركي دونالد ترامب في سوريا تعني أن إيران حققت نصرًا استراتيجيًا كبيرا في هذا البلد، خاصة بعد توصُل ترامب إلى اتفاق على وقف إطلاق النار مع الجانب الروسي.

وأشار الباحثون إلى أن ذلك يعني أن واشنطن اعترفت ضمنيًا ببقاء الرئيس السوري بشار الأسد في الحكم.

وفي سياق متصل، وجّه عدد من الضباط الأميركيين المتقاعدين رسالة مكتوبة إلى ترامب، حذروه فيها من مغبة ومخاطر الدخول في مواجهة عسكرية مع إيران، مشددين على ضرورة فتح قنوات تواصل دبلوماسية مع طهران.

نصر إيراني في سوريا

كتب "Charles Lister" مقالة نشرت على موقع "Daily Beast"، اعتبر فيها أن "الولايات المتحدة، ومن خلال الاتفاق الأخير الذي توصلت إليه مع روسيا حول وقف إطلاق النار في جنوب غرب سوريا تعطي غطاءً دبلوماسيًا لما وصفه بآلية موسكو لضمان انتصار الرئيس الأسد، وذلك من خلال تجميد بعض الخطوط الأمامية، كي تتمكن بعض القوات من الجيش السوري من القتال في أماكن أخرى"، على حد تعبير الكاتب.

ليستر، المعروف بعدائه للحكومة في سوريا ودعمه للمجموعات المسلحة، رأى أن "واشنطن اعترفت بـ"سقف" الأهداف الأميركية في سوريا، عبر إبرام الاتفاق الروسي الأميركي الأخير"، مضيفًا أنها "اعترفت أيضا بالهزيمة الفعلية أمام روسيا وإيران"، على حد قول الكاتب.

وفيما شدد الكاتب على أن "نقطة الضعف الأكبر في استراتيجية ترامب في سوريا هي التركيز على الأمد القصير فقط"، أوضح أن "التركيز فقط على محاربة الإرهاب يعني أن الولايات المتحدة تتعامل مع إحدى "نتائج" الأزمة، وتسمح ببقاء السبب "الجذري" لها، الذي يتمثل- بحسب الكاتب- في بقاء "حكومة الرئيس الأسد في الحكم"، كما ادعى بأن "نظام الرئيس الأسد هو الذي أوجد الظروف المناسبة لنشوء التطرف في سوريا، وبالتالي فإن اعتراف أميركا ببقاء الأسد يعني اعترافها بانتصار كل من روسيا وإيران، الأمر الذي سيستفيد منه تنظيم "القاعدة""، على حد مزاعم الكاتب المعادي للحكومة السورية.

وانتقد الكاتب أيضًا "الاعتماد الأميركي على الأكراد في المساعي الهادفة إلى إعادة الاستقرار على المدى الطويل"، وذلك على خلفية العلاقات التي وصفها بالـ"منسقة" بين أكراد سوريا ونظام الرئيس الأسد. كما تناول ما قاله مسؤولون أميركيون كبار من احتمال أن يعيد الرئيس السوري بسط سيطرته على المناطق الواقعة تحت سيطرة الأكراد.

وتابع الكاتب بالقول إن "الاستراتيجية الأميركية القائمة فقط على محاربة الإرهاب، مضافا إليها الاعتراف الأميركي الضمني بانتصار الرئيس الأسد، إنما يعني أن إيران حققت نصرا استراتيجيا كبيرا"، لافتا إلى أنها -أي إيران- "تتمتع اليوم بنفوذ هائل مع وجود ما يزيد عن 23 230,000 مسلحا تابع لها في كل من سوريا والعراق ولبنان"، كما زعم ليستر أن لدى إيران 150,000 مسلح تابع لها داخل سوريا وحدها، وفق ادعاءاته.

كذلك رأى الكاتب أن إيران حققت طموحها الاستراتيجي القديم، الهادف-بحسب الكاتب-إلى تقويض نفوذ أميركا في الشرق الأوسط، وتشكيل تهديد حقيقي للكيان الصهيوني، موضحًا أن "الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أشار إلى هذا النصر بخطابه في يوم القدس العالمي، عندما قال أن أعدادا كبيرة من المقاتلين من كل أنحاء المنطقة ستشارك في الحرب المقبلة بين حزب الله والكيان الصهيوني"، ختم الكاتب.

ضباط أميركيون يحذرون من مواجهة إيران

نشر موقع "LobeLog" نصّ رسالة مفتوحة كتبها ثمانية وثلاثين ضابطًا أميركيًا متقاعدًا، ووجهوها إلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب، معربين فيها عن دعمهم القوي للاتفاق النووي مع إيران، وحيا هؤلاء في رسالتهم "الأطراف المعنية كافة على التزامهم بالاتفاق النووي"، مع حلول الذكرى السنوية الثانية للتوقيع عليه.

الرسالة التي حذّرت من مخاطر اللجوء إلى خيار العمل العسكري الأحادي الجانب ضد إيران، حثّت إدارة ترامب على إنشاء قنوات تواصل دبلوماسية مع الحكومة الإيرانية، وجاء في الرسالة أن "القنوات الدبلوماسية مطلوبة ليس فقط من أجل ضمان مواصلة تنفيذ الاتفاق النووي، بل أيضا من أجل حل أزمات في مجال الأمن القومي".

كما حذر الضباط المتقاعدون في رسالتهم، من غياب الاتصالات الدبلوماسية، الأمر الذي يعني- بحسب الرسالة- أن أية نزاعات صغيرة قد تخرج عن السيطرةن مشددين على أن من شأن اعتماد الدبلوماسية في التعاطي أن يمتع حوصل مواجهات عسكرية.

وتضمنت الرسالة أيضًا تأكيدًا على ضرورة عدم التصعيد "الذي قد يمهد للحرب"، وشددت على ضرورة تفادي دفع الجنود الأميركيين إلى المخاطر قبل "استنزاف كل الخيارات الدبلوماسية"، كما حثّت ترامب على النظر إلى المخاطر من تصعيد حدة التوتر مع طهران، فيما أن "فتح قنوات تواصل مع الجمهورية الإسلامية لا يحمل أية تكلفة، بل يشكل خطوة تُظهر القيادة العالمية للولايات المتحدة الأميركية، بحسب ما جاء في مضمون رسالة الضباط المتقاعدين.

2017-07-13