ارشيف من :أخبار لبنانية

الصفحة الاجنبية: على واشنطن تحسين علاقتها مع إيران حفاظا على مصالحها في سوريا

الصفحة الاجنبية: على واشنطن تحسين علاقتها مع إيران حفاظا على مصالحها في سوريا

تحدث موقع غربي بارز حول خطط اميركية لإنشاء ما اسمته "مرافق مؤقتة" جديدة للجيش الاميركي في سوريا والعراق لمحاربة "داعش"، مشيرة إلى ان وزير الحرب الاميركي “James Mattis” هو صاحب هذه الفكرة. وكتب السفير الاميركي السابق لدى سوريا “Robert Ford” انه يتوجب على الولايات المتحدة تحسين علاقتها الدبلوماسية مع ايران اذا ما ارادت وقف النزاع في سوريا.

كما لفت باحثون إلى ان الصين حريصة على إشراك سوريا وإيران والعراق في مشروعها المسمى "حزام واحد طريق واحد".

انشاء قواعد اميركية جديدة في سوريا و العراق

وفي التفاصيل، نشر موقع “Al-Monitor” تقريراً اشار فيه إلى ان إدارة الرئيس الاميركي دونالد ترامب تضغط على "الكونغرس" من اجل اعطائها صلاحيات بناء ما اسماه "مرافق مؤقتة" في العاق وسوريا، كجزء من الحملة التي تقودها واشنطن ضد "داعش".

ولفت التقرير الى بيان صدر عن البيت الابيض قبل ايام افاد بان القوات الاميركية تعاني من "القيود القانونية" المفروضة على توسيع البنية التحتية العسكرية في العراق وسوريا، واوضح البيان ان هذه "المرافق" ستمكن من ملاحقة "داعش" في وادي نهر الفرات وتأمين حدود العراق.

التقرير نقل عن محللين ان وزير الحرب الاميركي “James Mattis” يريد تحقيق السلم و الاستقرار، وزيادة الضغط العسكري على ايران، حسب مزاعمه. كما نقل عن الناشطة “Kate Gould”  التي تنتمي إلى مجموعة “Quaker”، ان انشاء المزيد من القواعد العسكرية الاميركية يفتح المجال لتثبيت الوجود الاميركي اكثر فاكثر في سوريا من اجل "حرب غير مصرح بها".

الصفحة الاجنبية: على واشنطن تحسين علاقتها مع إيران حفاظا على مصالحها في سوريا

اشار إلى ان "بيان البيت الابيض يأتي في وقت تسعى قوات "التحالف الدولي" إلى "تكثيف عملياتها العسكرية ضد "داعش"، مؤكد ان ما قاله الجنرال الاميركي “Stephen Townsend” يقوِّد هذه الجهود، لجهة توسيع الحملة لتصل إلى وادي الفرات بعد استعادة القوات العراقية للموصل. ولفت الى اعتراف “Townsend” بان التواجد العسكري الاميركي المتواصل في المنطقة المذكورة قد يتضمن استخدام "مرافق مؤقتة" على غرار تلك التي تطرحها ادارة ترامب.

مستشار لترامب يتحدث عن ضرورة اعطاء فرصة للتعاون الاميركي الروسي

بدوره، أكد مساعد ترامب لشؤون الارهاب والامن القومي “Sebastian Gorka” في مقابلة مع قناة “CNN”، ان الرئيس الاميركي سيعطي فرصة اخرى للتعاون مع روسيا.

وأكد “Gorka” ضرورة تحسين العلاقات بين موسكو وواشنطن.، معتبرا ان اتفاق وقف اطلاق النار بين الجانبين جنوب سوريا يدل على "حسن النية" من قبل "الكرملين" ويثبت ان لدى الجانبين قضايا ذات الاهتمام المشترك، ما يعني انه يمكن تحسين العلاقات الثنائية.

وأوضح “Gorka” ان تدهور العلاقات بين موسكو وواشنطن لا يخدم مصالح احد، مؤكدا ان الولايات المتحدة "لا تسعى الى ايجاد اعداء جدد"، محذراً من ان هذه "طريقة خطيرة جداً للنظر الى العالم". ووصف ترامب بالرجل "البراغماتي" بسبب رغتبه بتحسين العلاقات مع روسيا.

“Robert Ford” يشدد على ضرورة الانخراط الاميركي الدبلوماسي مع ايران حول سوريا

السفير الاميركي السابق لدى سوريا “Robert Ford” نشر مقالة في مجلة “The Atlantic”، اشار فيها الى ان مسؤول رفيع بوزارة الخارجية الاميركية قال قبل حوالي اسبوع  إن اتفاق وقف اطلاق النار بين روسيا والولايات المتحدة في سوريا سيكون محصوراً بجنوب  غرب البلاد، مشيرا إلى ان هذا الاتفاق قد ينهار.

وانتقد “Ford” ا الاتفاق الروسي الاميركي، قائلا إن ترامب يراهن على بوتين، وان الاخير لا يمكنه وحده ضمان الالتزام بالاتفاق. واضاف ان الاتفاق "يتجاهل" الحقائق الميدانية  ولا يعالج "الازمة الاكبر" في سوريا.

و رأى الكاتب ان الاتفاق القابل للاستمرار في جنوب غرب سوريا يمكنه تحقيق ما اسماه "مكاسب انسانية فورية"، ويساعد على وقف تدفق المزيد من اللاجئين الى الاردن. وأشار الى ان قوة مقاتلة متحالفة مع "داعش" قرب الجولان المحتل غالبا ما تخوض معارك مع الجبهة الجنوبية "المعتدلة"، مضيفاً انه "فيما لو توقف القتال بين الجبهة الجنوبية والحكومة السورية، فان الجبهة قد تركز على محاربة الفصيل التابع لـ"داعش" قرب الجولان المحتل".

واضاف الكاتب ان "ما قاله وزير الخارجية الاميركي “Rex Tillerson” ان موسكو وواشنطن تتشاركان نفس الهدف الاساس في سوريا، لم يوضح تماما المقصد من هذا التصريح". وتابع انه منذ العام 2014 تركز واشنطن على هزيمة "داعش"، في وقت تنازلت إدراة ترامب عن مطلب رحيل الرئيس السوري بشار الاسد. في المقابل، لفت الكاتب إلى ان موسكو تسعى إلى تقوية الرئيس الاسد لمواجهة الضعوط الداخلية والدولية، وتعتبر ان جميع الطرق المؤدية إلى الاستقرار في سوريا تمر عبر الرئيس الاسد.
 
ورأى الكاتب ان "النقطة الاكثر غموضا في الاتفاق الاميركي الروسي هي موضوع ايران، وان الاتفاق لو استمر فانه سيساعد على معالجة "المخاوف الامنية" لدى الكيان الصهيوني و الاردن. واضاف ان اتفاق وقف اطلاق النار الذي توصلت اليه روسيا والزلايات المتحدة والاردن "سيحبط" تقدم ما اسماه "الميليشيات التي تدعمها ايران" باتجاه الاراضي المحتلة و الاراضي الاردنية.

وشدد على ان ايران هي الداعم الاكبر للرئيس الاسد وليس روسيا، كما يحد من نفوذ الرئيس الروسي فلادمير بوتين، مشيرا إلى ان ايران تسعى إلى إعادةكامل الاراضي السورية إلى سلطة الرئيس الأسد.

وأكد الكاتب ان "اي خطة لوقف اطلاق النار في سوريا لن تنجح من دون موافقة ايران"، معتبراً ان "روسيا ادخلت ايران في محادثات استانة لهذا السبب، بينما اكتفى الاميركيون بالمشاركة بصفة مراقب". وتابع ان "واشنطن ستبقى خارج اللعبة ولن يكون لديها اي دور في بناء سلام دائم، قبل ان تعترف بان الدبلوماسية مع ايران ضرورية من اجل انهاء النزاع السوري".

الصين تريد اعطاء دور بارز لسوريا و ايران و العراق في مشروع "حزام واحد طريق واحد"

وفي سياق متصل، كتب الصحفي “Pepe Escobar” مقالة نشرت على موقع “Asia Times” اشار فيها الى تنظيم "معرض اليوم السوري" بالعاصمة الصينية بيكن يوم الاحد الماضي، موضحاً ان المعرض هذا نظمته جمعية التبادل الصيني العربي والسفارة السورية في بيكن.

و لفت الكاتب الى ان المعرض شارك فيه مئات الخبراء الصينيين في مجال الاستثمار بالبنية التحتية، واصفاً الحدث بانه بمثابة "تجمع مصغّر" للبنك الآسيوي للاستثمار بالبنية التحتية، حيث تم النظر في عملية اعادة اعمار سوريا.

واوضح الكاتب ان مناسبات اخرى مشابة ستقام في المستقبل القريب، تشمل معرضا لاعادة اعمار سوريا، ومعرض دمشق الدولي التاسع والخمسين الذي سيقام الشهر المقبل و يشارك فيه حوالي ثلاثين بلد عربي و اجنبي، اضافة الى معرض الصين والدول العربية الذي سيقام بمدينة “Yinchuan” الصينية بشهر ايلول سبتمبر المقبل.

وتطرق الكاتب إلى إعلان نائب رئيس مجلس ادارة جمعية التبادل الصيني العربي “Qin Yong”، عن نية بيكن الاستثمار بمشروع قيمته 2 مليار دولار لبناء حديقة صناعية في سوريا، وهو مشروع تشارك فيه 150 شركة صينية.

ولفت الكاتب الى ما قاله السفير السوري لدى الصين عماد مصطفى بانه سيتم اعطاء اولوية للصين وروسيا وايران في مجال الاستثمار بالبنية التحتية ومشاريع اعادة الاعمار بعد انتهاء الحرب في سوريا. وتابع ان مشروع الصين المسمى "حزام واحد طريق واحد" سيتضمن "مركز رئيسي سوري"، واعطاء الدعم القانوني للشركات الصينية المشاركة بالاستثمار والاعمار والعمل المصرفي، وذلك من خلال لجنة خاصة انشأتها السفارة السورية في بكين مع جمعية التبادل الصيني العربي و اطراف اخرى.

وأكد الكاتب ان كل ذلك يعتمد على وقف الحرب، مشيراً الى امكانية الاستفادة من "داعش" من اجل منع سوريا من ان يكون لها دور بما وصفه "طريق حرير جديد" مع الصين. واشار الكاتب الى ان قطر، وفي ظل الحملة التي تُشَن عليها، لم تعد تشارك بالمساعي الهادفة الى تغيير النظام في سوريا.

ورأى الكاتب ان احد السيناريوهات التي بحثها الرئيسان الروسي فلادمير بوتين والاميركي دونالد ترامب بعد التوصل الى اتفاق حول وقف اطلاق النار في جنوب غرب سوريا ، هو وجود قوات حفظ سلام اميركية في منطقة "منزوعة السلاح" بين الجولان المحتل و بقية المناطق السورية، ما يعني ان كيان العدو سيقوم بضم الجولان المحتل، بينما ستقبل واشنطن بضم جزيرة القرم الى روسيا.

كما راى ان الولايات المتحدة وروسيا ستتركان وحدات حماية الشعب الكردية وانقرة لييحددوا موقفهم من الاتفاق، ما سيؤدي في النهاية إلى احتلال الجيش التركي لمنطقة الباب خلال المستقبل المنظور.

الكاتب تابع ان كل ذلك يعني ان "السعودية لن تحصل على شيء"، فيما يحصل كيان الاحتلال وتركيا على مكاسب سياسية وعسكرية.  وقال الكاتب ان إيران ستتمكن من الحفاظ على علاقات متينة بدمشق والمشاركة بتوسيع "طرق الحرير الجديدة" مع الصين.

وتساءل الكاتب "ما اذا كانت واشنطن ستتبع سياسة "الدولة العميقة" القائمة على ضرورة رحيل الرئيس الاسد مع ما يتضمنه ذلك من تسليح ما يسميه الغرب "متمردين معتدلين"، ام ان اولوية ترامب بمحاربة و هزيمة "داعش" هي التي ستسود".

الكاتب شدد على ان بيكن "اتخذت قرارها" وستعمل بشكل دؤوب كي يكون "الثلاثي الايراني العراقي السوري مقرا رئيسيا" بشروع حزام واحد طريق واحد.

عدد متزايد من الدول بات يعتبر ان الصين هي القوة الاقتصادية الاكبر في العالم

من جهة اخرى، نشرت مجلة “Foreign Policy” تقريرا اشارت فيه الى استطلاع رأي جديد اجراه مركز “Pew” كشف ان 12 بلدا من اصل 38 شملهم الاستطلاع، من بينهم كندا و روسيا زاغلب دول غرب اوروبا، يعتبرون ان الصين تملك الاقتصاد الاكبر في العالم.

ولفت التقرير الى ان استطلاع مركز “Pew” كشف عن تحول "دراماتيكي" بالآراء، اذ ان 6 دول فقط اعتبرت ان لدى بكين الاقتصاد الاكبر في العالم عندما طرح نفس السؤال بين عامي 2014 و 2016، ما يعني ان عدد الدول التي ترى بان الولايات المتحدة تأتي بالمرتبة الثانية خلف الصين قد تضاعف. وقال ان الملفت اكثر هو التغير الذي حصل خلال العام المنصرم وحده، اذ ان كل من كندا وبريطانيا والمانيا واسبانيا وايطاليا اصبحت تعتبر الصين القوة الاقتصادية الاكبر في العالم بعدما كانت تعتبر ان الولايات المتحدة تحتل هذه المرتبة.

وفيما يتعلق بالدول القريبة جغرافياً من الصين، اشار التقرير الى ان استطلاع “Pew” الجديد كشف ان استراليا تَعتبر الصين القوة الاقتصادية الاكبر عالمياً. وتابع ان مركز “Pew” اشار بتقريره الى ان صعود الصين يعود الى فترة ما بعد ازمة الركود، اذ ان نسبة نمو دول مثل الصين والهند في هذه الفترة هي اعلى من نسب النمو في الولايات المتحدة و غيرها من دول الغرب.

وتابعت  “Foreign Policy” ان تغير الآراء هذا ليس مفاجئاً، نظراً الى ما قام به الرئيس الاميركي دونالد ترامب لجهة الانسحاب من اتفاقية الشراكة عبر المحيط الهادىء، اضافة الى انسحابه من اتفقا تجاريا ابرم مع اوروبا.

واشارت المجلة الاميركية الى ان استطلاع “Pew” كشف بان نسبة 74 بالمئة ممن شملهم الاستطلاع قالوا ان ثقتهم "معدومة" بترامب، وان مكانة اميركا عموماً على الصعيد العالمي تشهد حالة تراجع. و لفتت بهذا الاطار، الى انه و بين عامي 2014 و 2016، فان نسبة 64 بالمئة من المستطلعين كان لهم نظرة ايجابية تجاه الولايات المتحدة، بينما اصبحت هذه النسبة اليوم 49 بالمئة. وقالت ان النظرة تجاه الصين بقيت كما هي، إذ كانت نسبة 50 بالمئة تنظر ايجابياً الى بكين،بينما اصبحت هذه النسبة اليوم 47 بالمئة.

2017-07-14