ارشيف من :أخبار لبنانية
الصفحة الاجنبية: خلاف اميركي إسرائيلي حول اتفاق وقف اطلاق النار في الجنوب السوري

نقلت صحف غربية عن مصادر صهيونية مطلعة تأكيدها ان خلافا حقيقيا يجري بين الحليفين الاميركي والاسرائيلي حول اتفاق وقف اطلاق النار في الجنوب السوري الذي ابرم بين الولايات المتحدة وروسيا والاردن.
واشارت المصادر إلى ان الاتفاق "يتجاهل مصالح إسرائيل الامنية"، وان كيان العدو يعتبر ان الصواريخ الدقيقة لدى حزب الله تشكل التهديد الاكبر له.
من جهة اخرى، انتقد مسؤول استخبارتي اميركي سابق قرار السلطات البحرينية إغلاق مكاتب صحيفة "الوسط" المستقلة، وقال إن أسباب هذا القرار "زائفة ولا اساس لها". كما سلطت مجلات اميركية الضوء على تنافس قطر والسعودية على الاستادفة من مجموعات الضغط في واشنطن.
خلاف "حقيقي" بين الولايات المتحدة و كيان العدو
وفي التفاصيل، كتب الصحفي الصهيوني “Ben Caspit” مقالة نشرت على موقع “Al-Monitor”، قال فيها ان أُولى الخلافات العلنية بين الرئيس الاميركي دونالد ترامب ورئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو ظهرت، وذلك بعد ان اعرب الاخير عن رفضه لاتفاق وقف اطلاق النار في جنوب سوريا الذي تم التوصل اليه بين الولايات المتحدة وروسيا والاردن، بعد لقائه الرئيس الفرنسي “Emmanuel Macron” في باريس.
ونقل الكاتب عن مصدر اسرائيلي مطلع ان ما يحصل لا يعد خلافاً "عادياً" بين كيان الاحتلال والولايات المتحدة، بل ان "اشتباكا حقيقيا" بين كيان الاحتلال من جهة وروسيا و الولايات المتحدة من جهة اخرى حصل.
وأكد المصدر ان هذا الخلاف يعكس "خيبة الامل الاسرائيلية الواضحة من الطريقة التي سمح فيها الاميركيون للرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالمناورة عليهم"، ما ادى حسب ما قال المصدر إلى التناولعن مصالح الكيان الصهيوني في الجولان و بنان "مقابل المحور الشيعي"، على حد تعبيره.
وقال الكاتب إن "الجانب الأمريكي فشل في إقناع الجانب الاسرائيلي بان مخاوفه مبالغ فيها"، ونقل عن ضابط عسكري صهيوني رفيع بان الصواريخ الدقيقة التي يمتلكها حزب الله تشكل "التهديد الاكبر" لكيان الاحتلال، زاعما ان العدو لن يقف مكتوف الايدي في حال اقترب حزب الله من كسب القدرات التي تمكنه من انتاج صواريخ دقيقة بشكل مستقل.
مسؤول صهيوني عسكري أشار للكاتب إلى ان الاميركيون "تنازلوا بالكامل للروس"، مؤكدا ان الاتفاق لا يشير إلى إيران او حزب الله ولا يعبر عن المخاوف الاسرائيلية. كما رأى المصدر انه تم تجاهل "االمصالح الأمنية" الاسرائيلية بالكامل، متسائلا "ما الذي سيقوم به كيان الاحتلال حيال هذا الموضوع".
الكاتب نقل عن مسؤول عسكري صهيوني آخر ان "تقلص حرية التحرك الإسرائيلي في سوريا، في ظل تزايد الوجود الروسي والاميركي". وقال ان نتنياهو يرسم خطا احمرا جديدا للجبهة الشمالية، وذكّر ان الاخير سبق وان اطلق تهديدات "فارغة".
وأشار إلى ان وزير الخارجية الروسي حاول طمأنة كيان العدو وقال ان "المصالح الاسرائيلية اُخذت بالحسبان"، وقال إن "رد واشنطن على المخاوف الاسرائيلية لم يكن سوى الصمت".
نظام البحرين يقمع حرية التعبير
من جهة اخرى، كتب اميل نخلة مقالة نشرت على موقع “LobeLog”، رأى فيها ان قرار الحكومة البحرينية إغلاق مكاتب صحيفة "الوسط" المستقلة في 4 حزيران/يونيو الماضي يؤكد مجدداً ان النظام البحريني يستهدف "حرية التعبير و الاعلام الحر".
واشار إلى مزاعم وزارة الاعلام البحرينية بان هذا القرار جاء بسبب "انتهاكها للقانون ونشرها معلومات تثير الانقسام داخل المجتمع البحريني وتؤثر على علاقات البحرين مع دول اخرى"، ووصف المزاعم هذه بانها "زائفة ولا اساس لها".
ورأى الكاتب ان "قرار النظام البحريني ليس مفاجئاً نظراً إلى تاريخ هذا النظام في ممارسة القمع والانتهاكات الممنهجة لحقوق الانسان". وقال ان "المفاجىء هو صمت الرئيس الاميركي دونالد ترامب و وزير خارجيته “Rex Tillerson” عن الموضوع". ووصف صمت الإدارة الأمريكي بـ"المروع"، مشيرا إلى انه "يعطي الضوء الاخضر لأنظمة الاستبداد في البحرين والدول المجارة لاضطهاد شعوبها كما تشاء".
وقال الكاتب إن قرار النظام البحريني باقفال صحيفة "الوسط" جاء بعد الحملة التي تقودها السعودية والامارات ضد قطر، اذ ان النظام البحريني اعتبر ان قراره هو "جزء من الحملة التي تشنها الدكتاتوريات الاربعة (السعودية و الامارات و مصر و البحرين) على حرية الصحافة في المنطقة".
واضاف ان طغاة الخليج (اي حكام السعودية والامارات ومصر والبحرين) يكرهون الصحافة الحرة "لانهم يرفضون ان يُحَاسَبوا امام شعوبهم لممارستهم الفساد و القمع"، ولفت الى ان قيادات هذه الدول المذكورة تعارض بشدة حرية التعبير ولا تتقبل إلا وسائل الاعلام الموالية لها.
وتابع الكاتب ان حكام هذه الدول ترى ان ترامب الذي احتضن القيادة السعودية، سيتجاهل حربهم على الاعلام. مشيرا إلى ان صحيفة "الوسط"، ومنذ تأسيسها عام 2002، لم تنشر انباء مزيفة ولم تروج للفتنة، كما انها لم تتخلى عن التزامها بالحوار الوطني السلمي".
وأوضح ان انظمة الاستبداد الاربعة (السعودية و الامارات و مصر و البحرين) لم تدرك ان ادارة ترامب لم تتخذ موقفا موحدا حيال ملف الحملة على قطر". واشار الى ان واشنطن تحث السعوديين وشركائها على التراجع عن المواجهة مع قطر، وان الاستخبارات الاميركية أكدت وقوف الامارات وراء عملية القرصنة لوكالة الانباء الرسمية القطرية و نشر انباء "مزيفة" منسوبة إلى امير قطر. واضاف ان وزير الخارجية الاميركي “Rex Tillerson” لم يرضخ لمطالب هذه الاطراف باغلاق قناة "الجزيرة".
تنافس قطري سعودي على كسب التأييد داخل واشنطن
مجلة “Politico” نشرت تقريراً اشار إلى دور مجموعات الضغط (اللوبيات) بواشنطن في النزاع الحاصل بين قطرمن جهة، والمعسكر الذي يقود الحملة عليها من جهة اخرى بقيادة السعودية والامارات، اذ يسعى كلا الجانبين إلى كسب النفوذ لدى الكونغرس وادارة ترامب.
واشار التقرير الى ان المعسكر الذي تقوده السعودية والامارات كان يتفوق على قطر في هذا المجال، ما دفع القطريين إلى توقيع عقود مع ثلاث شركات إضافية في واشنطن والبحث عن المزيد من الشركات للاستئجارها، وذلك نقلاً عن ثلاثة مصادر مطلعة.
واضاف التقرير ان الحكومة قطر انفقت أقل من 300,000 دولار بالشهر مع اربعة شركات خلال الاشهر التي سبقت الحملة ضدها، حسب سجلات وزارة العدل الاميركية. وتابع انه "وبعد ان "استأجرت الدوحة ثلاثة شركات اضافية، اصبحت تنفق 1.4 مليار دولار بالشهر على اللوبيات في واشنطن".
ولفت الى ان السعودية انفقت قرابة 250,000 دولار كل شهر مع ثلاثة شركات، مشيرا إلى ان حجم الانفاق السعودي مع شركات اللوبيات في واشنطن هو على الارجح اكبر بكثير. وقال انه "خلال الاشهر الثلاث الاخيرة من العام 2016 والاشهر الثلاث الاولى من العام 2017، انفق السعوديون ما يزيد عن 6.2 مليون دولار مع شركة واحدة فقط".
ونقل التقرير عن مصادر معنية ان "حملة الضغط يقوم بها في الغالب الدبلوماسيون، مشيراً الى ان وزيري الخارجية السعودية والقطري توجها إلى واشنطن خلال الاسابيع الماضية لكسب دعم المشرعين الاميركيين ومسؤولين في ادارة ترامب. ولفت الى ان السفير الاماراتي لدى واشنطن يوسف العتيبة قال انه يكثف العمل على هذه المسألة ويعقد العديد من الاجتماعات مع اعضاء الكونغرس.
وذكر ان لدى السعودية تفوق على قطر في مجال مجموعات الضغط بعد ان استأجرت الرياض عددا كبيرا من اللوبيات من اجل منع تمرير قرار في الكونغرس يسمح لعائلات ضحايا احداث الحادي عشر من ايلول/سبتمبر بمقاضاة السعودية، دون ان تحقق نجاحا بتعطيل هذا القرار.