ارشيف من :أخبار لبنانية

تأييد وطني للمقاومة في معركتها لتحرير جرود عرسال.. ومساحة سيطرة ’النصرة’ تتقلص

تأييد وطني للمقاومة في معركتها لتحرير جرود عرسال.. ومساحة سيطرة ’النصرة’ تتقلص

طغت أصداء معركة تحرير جرود عرسال على اهتمامات الصحف الصادرة اليوم في بيروت، حيث تناولت الانجازات الكبيرة للمقاومة والجيش اللبناني في دحر "جبهة النصرة" وتقليص مساحة سيطرتها خلال أيام ثلاثة منذ بدء الهجوم، إضافة للتأييد الوطني ووجود شبه إجماع لما يقدمه مجاهدو المقاومة في سبيل تحرير الأرض ودرء الخطر عن اللبنانيين.
كما عرّجت الصحف على زيارة رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري إلى واشنطن، وما سيتناوله في لقاءاته مع المسؤولين الأمريكيين.

تأييد وطني للمقاومة في معركتها لتحرير جرود عرسال.. ومساحة سيطرة ’النصرة’ تتقلص

بانوراما الصحف اللبنانية ليوم الاثنين 24-07-2017


"الأخبار": معركة الجرود: تقدّم كبير يمهّد لحسم سريع ضد «النصرة»

تحدثت صحيفة "الأخبار" عن تساقط المواقع التي احتلتها جبهة النصرة، في جرود عرسال، الواحد تلو الآخر. التقدّم الكبير الذي حققته المقاومة (تحرير نحو 70 في المئة من الأراضي التي كانت تحتلها «النصرة») يمهّد لحسم سريع ضد جماعة «أبو مالك التلي»، ونهاية المرحلة الأولى من المعركة، لتبدأ بعدها المرحلة الثانية: تحرير الأرض التي يحتلها «داعش»

ورأت الصحيفة أنه مرة جديدة، تُثبت المقاومة أنها حامية البلاد، ومحرّرة الأرض. من تحرير العام 2000، إلى منع الاحتلال و«فتح كوّة في جدار الردع الإسرائيلي» عام 2006، وصولاً إلى منع المنظمات الإرهابية من السيطرة على الحدود اللبنانية السورية بدءاً من العام 2012، وأخيراً، تحرير جرود عرسال المحتلة.

وفي غياب الدولة، وعجز السلطة السياسية عن اتخاذ قرار لحماية السيادة، ليس من حامٍ للبلاد سوى المقاومة، بدماء أبنائها، وبخبرتها المتراكمة منذ أكثر من ثلاثة عقود. هذه الوقائع لم تعد قناعة عند فئة صغيرة من اللبنانيين، ولا هي حكر على جمهور المقاومة وحده. ثمة تضامن واسع، عابر للقوى السياسية وللاصطفافات الطائفية، يعبّر عن نفسه على وسائل التواصل الاجتماعي، وفي مواقف سياسيين وفنانين وناشطين ومثقفين ووسائل إعلام لا تكن الود للمقاومة ولا لمشروعها، يؤيدون بوضوح عملية تحرير الجرود. القوى المعادية للمقاومة بدت معزولة، فرفعت أمس صوتها، لكن بلا طائل. حتى تيار المستقبل وجد نفسه محرجاً، فهرب من اتخاذ موقف، نحو إطلاق المواقف المؤيدة للجيش، والحديث عن «لا جدوى المعركة»، والاكتفاء بـ«التنقير» عليها، او محاولة شد عصب الجمهور وتوجيهه، على وسائل التواصل الاجتماعي، نحو تمني أن تطول المعركة ليخسر المتقاتلون جميعاً!

وأضافت "الأخبار".. ثلاثة أيام مضت على انطلاق معركة تحرير جرود عرسال من احتلال «جبهة النصرة» الإرهابية. أيامٌ قليلة كانت كافية حتّى يُحقق رجال المقاومة تقدّماً أسرع ممّا كان مُخططاً له. لا يُعدّ الأمر مفاجأة، مقارنةً بخبرات المقاومين القتالية التي تعود إلى سنوات بعيدة، ومقارعتهم للإرهابيين في سوريا منذ 2011. ولكن، هناك عوامل عدّة كانت تشي بأنّ معركة جرود عرسال قد تكون أكثر صعوبة مما ظهرت عليه. الجغرافيا التي تدور عليها العمليات صعبة، وشديدة الوعورة. الجزء الأكبر منها يرتفع أكثر من 2000 متر عن سطح البحر، وفيها الكثير من الوديان والتلال والهضاب والمغاور والكهوف. طبيعة هذه المنطقة تلعب دوراً إيجابياً لمصلحة المدافعين، إذ يمكنهم استغلال تضاريسها الطبيعية ليكمنوا للمقاومين، مستخدمين الصواريخ الموجهة، المضادة للدروع، التي يملكون أعداداً كبيرة منها، ويوقعوا أكبر عدد ممكن من الخسائر في صفوف المهاجمين. كذلك فإنّ رجال المقاومة يُقاتلون على الأرض من دون غطاء جوي داخل الاراضي اللبنانية.

أضف إلى ذلك، أنّ المقاومة تُقاتل فرقاً إرهابية تُعدّ من قوات «النخبة» بين المجموعات المسلحة في سوريا. فالإرهابيون في جرود عرسال خبروا المنطقة التي ينتشرون فيها منذ ستّ سنوات جيداً. بالاستناد إلى عامل الجغرافيا والظروف القتالية لـ«النصرة»، يُمكن القول إنّ هؤلاء كان من المفترض أن يخوضوا حرباً دفاعية شديدة الشراسة، ضدّ المقاومة والجيش السوري الذي يُقاتلهم في الشقّ المُحتل من الأراضي السورية. مع ذلك، لا يُمكن إنكار أنّ المواجهات في الأيام الثلاثة الأخيرة كانت عنيفة، لكنها انتهت لمصلحة المقاومة التي أدى تقدمها السريع إلى تقلّص المساحة التي تسيطر عليها جبهة النصرة إلى نحو 30 في المئة ممّا كانت تسيطر عليه سابقاً، مع تحرير كامل جرود فليطا السورية.


"البناء": الربع الأخير لحرب الجرود وسط التفاف سياسي وشعبي حول حزب الله
صحيفة "البناء" قالت أنه في لبنان حيث المقاومة التي تحمّلت كلّ الكلام المبتذل عن مشاركتها في حرب أنكر الآخرون عليها أن يكون الإرهاب عدوها فيها، وأصرّوا على وصف الإرهابيين بالثوار، وقدّموا لهم أدوات الإعلام والحرب والمال وصولاً للفتنة، وها هي المقاومة اليوم تخوض حرب اللبنانيين جميعاً وهم يهتفون لشهدائها ودمائهم فتتلاقى القنوات الفضائية اللبنانية التي انقسمت حول المقاومة لسنوات لتزفّ شهداءها وتتباهى بانتصاراتها، ويقف السياسيون الذين عادوها وعاندوها مرتبكين يتلعثم خطابهم بين الصمت او لسان ضدّ أو نتمنى أن لا يوظف النصر لحسابات فئوية، أو لا ننكر البعد الوطني والمحق للمعركة ولسنا ضدّ كلّ ما يفعله حزب الله.

وأضافت أن العرس الوطني للمقاومة وشهدائها بعض من إنصاف التاريخ والجغرافيا لشلال تضحيات لم يتوقف عن البذل المجاني لحساب لبنان وأمن اللبنانيين منذ عقود ومعركة جرود عرسال مطهر وطني للألسنة والعقول والقلوب التي توطنها السواد سنوات عجاف لتستردّ بعض النقاء والبياض.

لليوم الثالث على التوالي، لا تزال المواجهات البطولية التي يخوضها الجيش السوري والمقاومة للقضاء على تنظيم جبهة النصرة في الجرود الحدودية، تخطف الأضواء المحلية في ظل الجمود الذي يُخيّم على الملفات المطروحة والقضايا الملحة بسبب سفر رئيس الحكومة سعد الحريري الى الولايات المتحدة الأميركية.

وفي المستجدات الميدانية يوم أمس، سيطر حزب الله على «أكثر من 75 في المئة من المساحة التي كانت تحتلها جبهة النصرة من جرود عرسال اللبنانية»، وفق ما أفاد مصدر ميداني لـ«البناء»، حيث انهارت مواقعهم وتحصيناتهم بسرعة، وسط كثافة نارية شاركت فيها وحدات النخبة والتدخل في الحزب رافقتها الوحدة الصاروخية ومدفعية الميدان الثقيلة والمتوسطة والهجومية. كما سيطرت المقاومة على نفق القيادة العامة لجبهة النصرة في وادي الخيل في جرود عرسال، ما يشكّل ضربة معنوية كبيرة لعناصر التنظيم ومؤشراً لهزيمة وشيكة للنصرة ونهاية اتواجدها في الجرود الحدودية.

كما استعاد المقاومون آلية تابعة للواء الثامن في الجيش اللبناني كان قد استولى عليها عناصر النصرة في 3 آب عام 2014 وأخذوها إلى الجرود وهي غير صالحة للاستعمال.

أهمية مرتفع ضهر الهوة!

ومع سيطرة حزب الله على مرتفع ضهر الهوة في جرود عرسال، بعد مواجهات عنيفة مع مقاتلي النصرة، كانت مواقع النصرة تسقط الواحد تلو الآخر. ويقع مرتفع ضهر الهوة في جرود عرسال، على ارتفاع 2015 متراً عن سطح البحر، ويُعدّ الأعلى ضمن منطقة العمليات الغربية لجرود عرسال، ويبلغ عرضه 3500 م.

ويضمّ مرتفع ضهر الهوة مواقع عدة كانت جبهة النصرة تسيطر عليها قبل أن يستعيدها المقاومون، وهي: الطائف، فتح والراية. ويُعدّ من أبرز معاقل الجبهة وخط الدفاع الرئيسي في جرد عرسال ويؤمن السيطرة ورؤية الرماية، والإشراف الناري على 6 معابر رئيسية، هي: معبر وادي الخيل، معبر وادي العويني، معبر وادي أبو زنوبة، معبر وادي المعيصدة، معبر جوار الشيخ ومعبر وادي الريحان.

وسمحت سيطرة عناصر المقاومة على المرتفع، بالإشراف نارياً على مرتفع حقاب وادي الخيل وشيار الحطب من الجهة الشمالية، وضليل وادي الخيل من الجهة الشرقية. وقد استسلم عدد من عناصر النصرة بعد نداءات استغاثة عبر مكبّرات الصوت في منطقة وادي حميد.


"الجمهورية": محادثات صعبة للحريري في واشنطن... و«النصرة» تتهاوى

"الجمهورية" تحدثت عن يومٌ ثالث خاضَ فيه الجيش اللبناني و«حزب الله» مزيداً من المواجهات في جرود عرسال على طريق تحريرها من «جبهة النصرة» و«داعش» وغيرهما من التنظيمات الإرهابية، بحيث لم يَعلُ في الساحة صوتٌ سوى صوتِ المعركة التي يبدو أنّها ستستمرّ حتى إنجاز المهمّة التي حُدّدت لها، وهي تحرير الحدود اللبنانية ـ السورية من الاحتلال الإرهابي وما يشكّله من تهديد للأمن اللبناني عموماً. وحسب المعطيات، فإنّ اليوم الثالث من المعركة انتهى إلى استعادة سبعين في المئة من جرود عرسال التي تسيطر عليها «النصرة»، وسُجّلَ فيها سقوط عشرات القتلى والجرحى في صفوف الإرهابيين، في وقتٍ شيَّع «حزب الله» مجموعة من شهدائه الذين سقطوا في المواجهات وتوزّعوا على مناطق عدة في البقاع والجنوب وبيروت. كلّ ذلك يجري وسط هدوء على الجبهة السياسية خرَقته زيارة الرئيس سعد الحريري إلى واشنطن التي سيتوّجُها بلقاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب غداً الثلثاء في البيت الأبيض، إذ سيكون ملفّ مكافحة الإرهاب أحد أبرزِ المواضيع التي ستتناولها المحادثات اللبنانية ـ الأميركية.

وقالت مصادر شاركت في كواليس التحضير لزيارة الحريري لواشنطن لـ«الجمهورية» إنّ الحريري يخوض محادثات صعبة والموضوع الاكثر سخونة الذي سيُثار خلالها بالتزامن مع معركة عرسال سيكون دور «حزب الله» حيث يرفض الاميركيون ايّ تنسيق بينه وبين الجيش اللبناني وقد ابلغوا هذا الرفض سرّاً الى الجانب اللبناني عبر القنوات المعنية بهذا الامر، إذ انّه على اثر زيارة ضباط من الجيش لمعلمِ مليتا قدّم ثلاثة من اعضاء الكونغرس اقتراحات بتجميد المساعدات الاميركية للجيش. (التفاصيل ص.7)

ميدانياً خاض الجيش اللبناني و»حزب الله» أمس في جرود عرسال مزيداً من المواجهات الكبيرة مع «جبهة النصرة» وبقيّة التنظيمات الارهابية، وانتهت الجولة الثالثة من المواجهات الى توسيع رقعة سيطرة «حزب الله» وتحرير ما يزيد عن سبعين في المئة من هذه الجرود، إذ اقتحَم مراكز ومواقع مهمة لـ«جبهة النصرة» وسيطر عليها، وأبرزُها وادي العويني ومرتفع شعبة القلعة الذي يعَدّ يرتفع 2350 م عن سطح البحر ويشرف على واديَي الدب والريحان. ودخل مقاتلوا الحزب إلى مقر قيادة عمليات «النصرة» في عقاب الخيل.

كذلك حرّر مقاتلو الحزب جرود فليطة السورية بكاملها. وأكّدت غرفة عمليات المقاومة أنّ 46 قتيلاً وعشرات الجرحى من «جبهة النصرة» سَقطوا في حصيلة اليوم الثالث من المعارك في جرد عرسال، فيما لقيَ 23 آخرين مصرعَهم في جرد فليطة في القلمون الغربي.

وإذ أقرّت «تنسيقيات» المعارضة المسلّحة في سوريا بسقوط عدد كبير من مسلحي «النصرة» في معارك الجرود هذه الواقعةِ بين الحدود اللبنانية ـ السورية، أعلنَت «سرايا أهل الشام» (المتحالفة مع «جبهة النصرة»، وإحدى فصائل «الجيش السوري الحر») وقفَ إطلاقِ النار في جرود عرسال تمهيداً للمفاوضات والتحضير لخروج آمنٍ لمسلّحيها أو الاستسلام للجهات المختصة.


"النهار": الحريري في واشنطن: ليكن لبنان محطة للإعمار
على صعيد آخر، وحول زيارة رئيس الحكومة سعد الحريري لواشنطن، أفادت أوساط متابعة "النهار" ان الاشارات الواردة من العاصمة الاميركية تؤكد ان الزيارة لن تكون خالية الوفاض، وان التحضيرات بينت ان الاجواء التي ستتم فيها المحادثات اللبنانية - الاميركية ستكون "إيجابية" وعليه فإن "الاميركيين مهتمون بمساعدة لبنان".

وعلمت "النهار" ان الحريري سيعرض لدور لبنان مع الشركات الاميركية التي ستعمل على اعادة إعمار سوريا بعد طيّ صفحة الحرب فيها. وهذه النقطة لا تنطلق من فراغ بل تتصل بتحضيرات تقوم بها دول كبرى في هذا المجال. وسيعرب الحريري عن أمل لبنان في أن تختاره هذه الشركات منصة وممراً لأعمالها في سوريا لأسباب ومواصفات يتمتع بها على المستويات الجغرافية واللوجيستية والبشرية.

وفي سياق متصل يتطلع لبنان الى مساعدة واشنطن في تمويل البرنامج الاستثماري الذي طرحته الحكومة اللبنانية في المؤتمر الدولي الذي إستضافته بروكسيل حول سوريا قبل أشهر والذي يتضمن حصول لبنان على هبات وقروض ميسرة بقيمة عشرة مليارات دولار تنفق على مشاريع في البنى التحتية وتنشيط الاقتصاد بما يمكّن لبنان من مواصلة تحمله أعباء النازحين السوريين في السنوات المقبلة. وسيسعى الحريري أيضاً الى طلب استثناء الادارة الاميركية لبنان من قرارها تقليص مساعداتها الخارجية نظراً الى الوضع الاستثنائي الذي يمرّ به حالياً.

وسيبحث الوفد المرافق في التفاصيل المالية وما يتصل منها بالعقوبات على "حزب الله" والتشديد على القطاع المصرفي اللبناني، كما في المساعدات العسكرية والتعاون الامني في مكافحة الارهاب.

2017-07-24