ارشيف من :أخبار لبنانية
تحرير جرود عرسال من ’النصرة’.. قاب قوسين أو أدنى

اهتمت الصحف الصادرة اليوم في بيروت بمعركة جرود عرسال التي باتت قاب قوسين أو أدنى من بلوغ خواتيمها بتحرير كامل الأراضي التي تسيطر عليها "جبهة النصرة"، لا سيما بعد تقلّص المساحة التي يحتلها التنظيم الارهابي إلى 10% من إجمالي ما كان بحوزته منذ بدء العملية، إضافة لتأكيد غرفة عمليات المقاومة أن العملية شارفت على نهايتها.. فيما تساءلت الصحف عن المرحلة المقبلة ومصير تنظيم "داعش" الذي يقبع في ما تبقى من الجرود.
بانوراما الصحف اللبنانية ليوم الثلاثاء 25-07-2017
"الأخبار": تحرير الجرود: التلّي يطلب وساطة الاستسلام
صحيفة "الأخبار" تحدثت عن انتهاء وجود تنظيم القاعدة على الحدود اللبنانية ــ السورية، وفي غضون أيام، سينتهي وجوده داخل الأراضي اللبنانية. بعد ذلك، ستبدأ مرحلة التخلص من وجود إرهابيي «داعش». ويوم أمس، طلب «أمير» النصرة أبو مالك التلّي وساطة للاستسلام
وفي غضون أربعة أيام، حققت المقاومة إنجازاً يمكن وصفه بالتاريخي: للمرة الأولى منذ عام 2011، انتهى وجود تنظيم القاعدة (المسمّى في سوريا «جبهة النصرة») على الحدود اللبنانية السورية. وفي المرحلة المقبلة، ستُنهي أيضاً وجود تنظيم «داعش»، لتصبح كامل منطقة الحدود آمنة من الوجود المسلّح المعادي للبنان وسوريا، بكافة نسخه.
وسبق للمقاومة أن أتمّت، إلى جانب الجيش السوري، تأمين عمق كبير داخل الأراضي السورية، يحفظ أمن لبنان، حاضراً ومستقبلاً. ما جرى في منطقة الحدود تجاوز تحقيق ردع في وجه المسلحين، إذ وصل إلى إبعاد الخطر تماماً.
يوم أمس، أنجزت المقاومة المرحلة الثانية من عملياتها العسكرية التي تستهدف «جبهة النصرة» في الجرود اللبنانية. ومنذ اليوم، ستنتقل إلى المرحلة الثالثة من العملية، وهي الإجهاز على ما بقي من مقاتلين، مع «أميرهم» أبو مالك التلّي، بعدما باتوا محصورين في مساحتين ضيقتين: وادي حميّد والملاهي من جهة، ووادي العويني من جهة أخرى. ما يمكن أن يرجئ إتمام العملية بدءاً من اليوم، هو إعلان الاستسلام، بلا أي شرط. وفي هذا الإطار، علمت «الأخبار» أن التلّي طلب تدخّل عدد من الوسطاء لإتمام عملية استسلام مقاتليه. وقالت مصادر أمنية رسمية لـ«الأخبار» إن التلّي اتصل بالشيخ العرسالي مصطفى الحريري («أبو طاقية»)، طالباً منه التوجه إلى الجرود لمحادثته. وبحسب المصادر، التقى الحجيري التلّي أمس، بعد تنسيق عملية انتقاله إلى الجرود مع الجيش اللبناني. وقالت المصادر إن خطوة التلي تعني أنه أيقن أن معركته انتهت، وأنه بات يبحث عن سبل للحفاظ على حياته وحياة ما بقي من مسلّحيه.
وفي مقابل طلب الوساطة، تستكمل المقاومة عمليتها، على أن تبدأ، بعد إقفال ملف «جبهة النصرة»، مرحلة القضاء على وجود تنظيم «داعش» في الجرود. وتلفت مصادر ميدانية إلى أن توقيت بدء العملية ضد «داعش» سيبقى مفاجأة، مشيرة إلى أن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، وعد بتحرير كافة الجرود وكامل السلسلة الشرقية، لا تلك التي يحتلها مسلّحو «جبهة النصرة» وحدهم. يُذكر أن الجزء الأكبر من الأراضي التي يحتلها مسلحو «داعش» تقع قبالة بلدتي راس بعلبك والقاع في الجانب اللبناني، وفي جرود بلدة قارة في سوريا.
ميدانياً، وفيما يقترب عناصر النصرة من المنطقة الخارجة عن سلطة الجيش التي تضم مخيمات للنازحين السوريين، قرب منطقة الملاهي في جرود عرسال، أكدت مصادر عسكرية لبنانية رسمية أن مسلّحي «سرايا أهل الشام الذين انسحبوا سابقاً إلى هذه المخيمات يأخذون على عاتقهم حمايتها ومنع تسلل «النصرة» إليها. وبالتالي، لا خوف من محاولة «النصرة» استعمال النازحين كدروع بشرية. إلا أن الوضع يبقى هشّاً في هذه المنطقة، ولا ضمانة حقيقية بألّا يحصل هذا الأمر».
وكانت المقاومة قد شنّت صباح أمس هجوماً واسعاً من عدة جهات باتجاه وادي الخيل وحصن الخربة في شرق عرسال اللبنانية، وسط تقدم لرجال المشاة ترافق مع اشتباكات عنيفة مع إرهابيي جبهة النصرة. ولاحقاً، تقدّمت مجموعات كبيرة من رجال المقاومة وأحكمت السيطرة بنحو كامل على وادي الخيل، أهم معاقل جبهة النصرة في جرود عرسال، ليرفع بعدها المقاومون رايات «تحية المجاهدين إلى شهداء المؤسسة العسكرية» حملت صور الشهداء الذين ذبحهم إرهابيو النصرة، وهم: الشهيد علي السيد والشهيد محمد حمية والشهيد علي البزال والشهيد عباس مدلج. كذلك رفعوا لافتة مشابهة على مدخل غرفة عمليات النصرة في جرود عرسال المعروفة، في مرتفع حقاب الخيل، التي كان التلّي يدير عملياته منها.
"البناء": إنجاز المرحلة الأولى.. واستعداد للمرحلة الثانية
بدورها أشارت "البناء" إلى أنه في اليوم الرابع على المواجهات بين حزب الله وجبهة «النصرة» في جرود عرسال، أنجز المقاومون المرحلة الأولى من العملية بنجاح بعد أن حققوا تقدّماً واسعاً في الجرود إثر هجوم واسع منذ ساعات الصباح الأولى من جهات عدة باتجاه وادي الخيل وحصن الخربة في شرق عرسال اللبنانية.
وفيما لم تعلن مصادر المقاومة توقيتاً زمنياً لنهاية المعركة، أكد مصدر قيادي ميداني لـ«البناء» أن «المعركة مع النصرة شارفت على نهايتها والساعات القليلة المقبلة كفيلة بالإجابة».
وأكد المصدر نفسه «أن انسحابات تكتيكية يجريها عناصر جبهة النصرة من بعض مواقعها في جرود عرسال»، تزامن ذلك مع «انسحاب مجموعات أخرى باتجاه وادي حميد والملاهي، حيث مخيمات النازحين، وسط إجراءات حاسمة للجيش اللبناني لمنع تسلل المسلحين إلى مخيمات النازحين». ومسؤول قيادي في «النصرة» والمعروف بـ»الأنصاري» من بين الذين «فرّوا من قلعة الحصن شرقاً باتجاه منطقة سيطرة داعش». ولفت المصدر الى «أن قرار الهجوم لن يتوقف على وادي حميد والمعركة لن تتوقف لحين التأكد من القضاء على النصرة على كامل نطاق سيطرتها ولا رجوع عنه».
ميدانياً، سيطر حزب الله على كامل وادي المعيصرة في جرد عرسال وعلى مرتفع قلعة الحصن الذي يشرف بشكل مباشر على مثلث معبر الزمراني شرق الجرد، وعلى وادي الخيل أهم معاقل «النصرة» في جرد عرسال وعلى وادي معروف – وادي كحيل – وادي زعرور – وادي الدم – وادي الدقايق في جرود عرسال، وسط حالة من الانهيار بصفوف الإرهابيين، وبعد اشتباكات عنيفة وقاسية اندلعت بين «حزب الله» وعناصر من جبهة «النصرة» للمرة الأولى عند أطراف وادي حميد، الذي يعتبر المعقل الاساس للنصرة بعد وادي الخيل. وأكد مصدر في المقاومة لـ«البناء»، «أنه مع سقوط منظومة الاتصالات التابعة للنصرة في الجرود وتدميرها لم يعد أمام ما تبقى منهم إلا الاستسلام أو الموت».
وقالت مصادر عسكرية متابعة للوضع الميداني في الجرود لـ«البناء» إن «المهمة العسكرية التي حددتها قيادة المقاومة في المرحلة الأولى من العملية، قد أنجزت بالكامل وبنجاح تامّ وما تبقى ليس سوى عملية تنظيف للجرود من المسلحين. وبالتالي إن القيادة الميدانية غير ملزمة بوضع مهلة زمنية محدّدة لإنهاء عملية التنظيف وتحمّل خسائر بشرية بل تقوم بذلك وفق مقتضيات الميدان»، موضحة أن «العملية تحوّلت من عمليات عسكرية ميدانية الى ملاحقة ومطاردة أمنية للإرهابيين في الأودية والهضاب والكهوف».
وأوضحت المصادر نفسها أن «السبب الذي يقف خلف الانهيار السريع لقيادات وعناصر ومواقع جبهة النصرة هو أسلوب المباغتة في الهجوم الذي اتبعه حزب الله والتمويه الإعلامي في تحديد توقيت المعركة، إذ توهمت النصرة أن حزب الله لن يشن المعركة قبل شهرين». ولفتت المصادر الى أن «أمام التلي خيارين: إما الاختباء في أحد الكهوف مع حلقة ضيقة من المرافقين وانتظار حتفه، وإما التنكر والتسلل الى مخيمات النازحين السوريين في عرسال أو الى الأراضي السورية الى إدلب، الأمر الذي لن يمكنه من النجاة بسبب خلافاته مع أمير جبهة النصرة في سورية أبو محمد الجولاني».
واستبعدت المصادر أن يلتحق التلي بتنظيم داعش بسبب الخلافات والثأر القديم بين التنظيمين، ولفتت الى أن «المقاومة ستواصل المرحلة الثانية من العملية وهي القضاء على داعش، لكن ستنصرف لبعض الوقت الى تثبيت مواقعها في التلال والهضاب الحاكمة ثم تقييم المرحلة الأولى من العملية ووضع خطة جديدة للمرحلة الثانية. وبالتالي هناك فاصل زمني بين المعركتين ولو أن المعركة مع داعش ستكون أسهل من المعركة مع النصرة».
وكان المقاومون قد رفعوا رايات في وادي الخيل في جرود عرسال تحية لشهداء الجيش والرايات حملت صور الشهداء الذين قتلهم إرهابيو النصرة في الجرود. وعزّز الجيش إجراءاته الأمنية في المواقع المواجهة لوادي حميد بعد رصد عمليات فرار مسلحي النصرة الإرهابيين من العجرم باتجاه الملاهي.
"الجمهورية": الجرود على أهبة التحرُّر..
ورأت "الجمهورية" أنه بات واضحًا تقهقُر جبهة «النصرة» هجوم «حزب الله» لتحرير المنطقة التي يحتلها الارهابيون في الجرود، والمسألة باتت مسألة وقت قصير جداً، للقضاء عليهم. ودلَّ على ذلك بيان «غرفة عمليات المقاومة» الذي أكّد أنّ المعركة مع «النصرة» قد اصبحت على مشارف نهايتها، ودعا الارهابيين في ما تبَقّى من جرود عرسال إلى إلقاء السلاح، «فإنْ أراد من تبَقّى منهم حقنَ دمِه فليُلقِ سلاحه وليُسلّم نفسَه نضمن سلامته».
وبحسب مصادر ميدانية، فإنّ حالات فرار واسعة من صفوف «النصرة» تمّ رصدها اعتباراً من بعد ظهر أمس، حيث استخدم الارهابيون الهاربون درّاجات نارية توجّهوا بها نحو خطوط التماس مع «داعش» في شرق جرد عرسال، فيما فرّت مجموعات اخرى في اتجاه وادي حميد والملاهي حيث مخيمات النازحين قرب عرسال.
وبدا ذلك نتيجةً واضحة لتقدّمِ هجوم «حزب الله» في المنطقة والذي تصاعدت وتيرته في يومه الرابع أمس، حيث حرّر الحزب ما يزيد عن ثلثَي المساحة التي تسيطر عليها «النصرة».
وبحسب الاعلام الحربي، فإنّ مقاتلي الحزب شنّوا هجوماً واسعاً من عدة جهات باتجاه وادي الخيل وحصن الخربة. وسيطروا على كامل وادي المعيصرة وعلى مرتفع قلعة الحصن الذي يشرف بشكل مباشر على مثلّث معبر الزمراني، وعلى وادي الخيل أكبرِ معاقل «النصرة» في جرود عرسال. وكان الحزب قد سيطر على مواقع «النصرة» في وادي معروف - وادي كحيل - وادي زعرور - وادي الدم - وادي الدقايق في جرود عرسال.
ورَفع المقاتلون الرايات تحيةً إلى شهداء المؤسسة العسكرية، وحُملت صورُ الشهداء الذين ذبحتهم «النصرة»: علي السيّد - محمد حميّة - علي البزّال - عبّاس مدلج. كما رَفع مقاتلو الحزب لافتةً مشابهة على مدخل غرفة عمليات «النصرة» في جرود عرسال في مرتفع حقاب الخيل، حيث أدارَ منها أبو مالك التلّي عملياته حتى بداية معارك الجرود.
وقال قياديّ كبير في «حزب الله» لـ«الجمهورية»: «نستطيع ان نقول إنّ الحسم قد تمّ، والتحضيراتُ لجولاتٍ لوسائل الإعلام في المنطقة المحرّرة ستبدأ اعتباراً من اليوم، لكن مع هذا الحسم فإنّ المعركة لا تنتهي هنا، بل ستُستكمل قريباً جداً في الجانب الآخر من الجرود، أي الذي يحتلّه إرهابيّو «داعش» الذين باتوا أمام واحد من ثلاثة خيارات: إمّا أن يستسلموا أو يهربوا أو يُقتلوا، نحن ماضون في تحرير المنطقة وتنظيفها من أيّ أثر للارهابيين».
وإذ تكتَّم القيادي على موعد إطلاق الهجوم في اتجاه المنطقة التي يحتلها «داعش» في جرود رأس بعلبك والقاع، أكّد «أنّ المعركة هنا، أسهلُ من المعركة مع «النصرة» التي لها العدد الاكبر من الارهابيين في الجرود، ومع ذلك تمّ الإطباق عليها في فترة أقلّ ممّا قدّرنا، والإنجازات التي تحقّقت هي أكبر وأكثر ممّا قدّرنا أيضاً. مع انّ عناصر الحزب الذين يقاتلون «النصرة» ليسوا من قوات النخبة، بل هم من قوات التعبئة».
وأضاف القيادي: «لا نستغرب صراخ بعض الاصوات، ومحاولاتها تشويه العملية العسكرية، فهذا لا يعنينا. ما يَعنينا هو انّ هذه المنطقة محتلة، ونعمل على تحريرها من «النصرة» و»داعش»، هنا ينتهي دورنا، وسيتمّ تسليمها بالكامل الى الجيش اللبناني».
"النهار": معركة الجرود من "النصرة" إلى "داعش"
اهتمت صحيفة "النهار" ايضًا بالصعيد الميداني المتصل بمعركة جرود عرسال، ورأت أنه اتسم اليوم الرابع من القتال بتقدم واسع لوحدات "حزب الله" في الجرود التي كانت تنتشر فيها "النصرة" والتي يقول الحزب انه انجز السيطرة على نحو 90 في المئة منها. وأفاد مراسل "النهار" في البقاع الشمالي ان "حزب الله" ضيق الخناق على مقاتلي "جبهة النصرة" ("جبهة فتح الشام") في جرود عرسال، بعدما فرض سيطرته على ثلثي المساحة الجغرافية التي كانت تحت سيطرة مقاتلي "النصرة"، وحصرهم في مساحة جغرافية ضيقة جدا في محلة الملاهي ووادي حميد القريبة من مراكز الجيش اللبناني والبلدة، حيث باتوا على تماس مع تنظيم "داعش".
وفيما تراجعت حدة الاشتباكات وكثافة الهجوم، ثابر "حزب الله" على استهداف المسلحين في شكل متقطع، مجرياً تحصينات جديدة مع مسح للأماكن الاستراتيجية التي سيطر عليها، منها منطقة الكسارات ووادي الخيل الذي يعتبر من أكبر معاقل "جبهة النصرة" ومركز قيادتها.
ورفع مقاتلوه عند مرتفع حقاب الخيل ووادي الخيل، رايات "تحية الى شهداء المؤسسة العسكرية"، حملت صور الشهداء العسكريين، علي السيد وعباس مدلج وعلي البزال ومحمد حمية. كذلك، رفعوا أعلام الحزب والجيش اللبناني في المكان الذي أدار منه ابو مالك التلي عملياته. وعثر فيه على كمية كبيرة من الأسلحة.