علي رزق

اعتبرت مجموعة غربية بارزة تعمل في مجال الامن والاستخبارات أن ايران اليوم تحظى بنفوذ اقليمي اكبر من اي وقت مضى منذ انتصار الثورة الاسلامية، وان قيام الولايات المتحدة بدحر هذا النفوذ يتطلب توريط القوات الاميركية بنزاعات المنطقة، وهو ما لا تبدي ادارة الرئيس الامريكي دونالد ترامب استعداداً له حتى الآن.

وكشفت صحف بريطانية عن انشاء مركز تنسيق بين روسيا والجيش السوري ووحدات حماية الشعب الكردية التي تدعمها واشنطن، وذلك في المناطق الصحراوية في شرق سوريا.

كذلك شدد مسؤولون اميركيون استخباراتيون سابقون على أن قرار ترامب بوقف برنامج "ال-CIA" لمساعدة الجماعات التي تحارب الحكومة السورية هو قرار في محله.

*ايران اليوم تحظى بنفوذ غير مسبوق منذ انتصار الثورة الاسلامية

قالت مجموعة " صوفان " للاستشارات الامنية والاستخباراتية إن نفوذ ايران على الصعيد الاقليمي اليوم ومع حلول الذكرى السنوية الثانية للاتفاق النووي هو عملياً اكبر من اي وقت مضى منذ انتصار الثورة الاسلامية عام 1979.

وأضافت المجموعة في تقريرها اليومي إن التزام ايران بالاتفاق النووي الى جانب ما اسمته " القبول المتزايد بها في المنطقة وخارجها "، يشكل معضلة سياسية كبيرة لادارة الرئيس الامريكي دونالد ترامب.

وتابعت أن ادارة ترامب رغم انتقادها الاتفاق النووي، تواجه معارضة كبيرة لانهاء الاتفاق من قبل شركائها الاوروبيين والآسيويين.

المجموعة اشارت الى " أن ادارة ترامب صنفت ايران كـ "تهديد اساس للامن القومي و داعم للارهاب الدولي"، ورسمت سياسة للتصدي لنفوذ ايران" ، مشددةً  على أن "دحر نفوذ ايران"  عملية صعبة التطبيق على الارض، خاصةً أن طهران تحظى بنفوذ كبير جداً في لبنان وسوريا والعراق واليمن وغزة، والى حد اقل في البحرين.

وبحسب مجموعة " صوفان " في سوريا واليمن، حيث تستطيع الولايات المتحدة تكثيف دورها ضد ايران،  إختارت إدارة ترامب "خفص النزاع" والعمل مع روسيا من اجل وقف اطلاق النار (في سوريا)،وامتنعت عن تقديم المزيد من الدعم العسكري المباشر للتحالف الذي تقوده السعودية و الذي يشن حرباً على اليمن.

كذلك قالت المجموعة إن مساعي الادارة الاميركية المباشرة ضد ايران حتى الآن اقتصرت على فرض عقوبات على المزيد من الشركات في العالم التي تقدم التكنولوجيا او التمويل لبرنامج ايران الصاروخي او لقوات حرس الثورة.

*انشاء مركز تنسيق مشترك بين روسيا والجيش السوري والاكراد السوريين

كتب " Robert Fisk " مقالة نشرتها صحيفة " الاندبندنت " كشف فيها عن إنشاء مركز تنسيق بين روسيا والجيش السوري ووحدات حماية الشعب الكردية الحليفة للولايات المتحدة بالمناطق الصحراوية الواقعة في شرق سوريا، وذلك بهدف منع وقوع "حوادث" بين القوات التي تدعمها روسيا وتلك التي تدعمها الولايات المتحدة بينما توجد هذه القوات على ضفتي الفرات.

وقال الكاتب إنه دخل مركز التنسق حيث يوجد ضابط عسكري روسي وضابط كردي، إضافة الى عدد من الضباط السوريين ومسلحين من العشائر السورية الموالية للحكومة السورية.

كما نقل الكاتب عن الضابط الكردي قوله أن "جميعنا يحارب بحملة واحدة ضد "داعش" ولدينا هذا المركز لهذا الغرض – ولمنع وقوع حوادث".

وتابع الكاتب في حال سمح الجيش السوري لحلفاء اميركا الاكراد باحتلال الرقة، فان ذلك سيساعد الادارة المدنية التابعة للحكومة السورية على تسلم الامور في المدينة.

*قرار ترامب بوقف برنامج "ال-CIA" لدعم المجموعات المسلحة في سوريا كان صائباً

كتب المسؤول السابق بوكالة الاستخبارات المركزية الاميركية "Graham Fuller "  مقالة نشرت على موقع " LobeLog " شدد فيها على أن الرئيس الاميركي دونالد ترامب كان محقاً بقراره وقف برنامج "ال-CIA" بتسليح وتدريب "قوات المعارضة السورية" التي تحارب الحكومة السورية، ووصف هذا القرار بالمنطقي من الناحية السياسية.

واعتبر الكاتب أن احد اسباب عدم سقوط الرئيس الاسد منذ بداية الازمة هو ان العديد من الاطياف في المجتمع السوري – من علويين ومسيحيين واكراد ودروز والنخب السنية من رجال الاعمال – انما يتخوفون من خليفة الرئيس بشار الاسد في حال ازاحته.