ارشيف من :أخبار لبنانية
بالصور - ’العهد’ في الجرود المحررة: التخطيط الجيد والدقيق سهّل المهمة وحقق الانجاز

تصوير: موسى الحسيني
زغاريد وأرز، ودعوات "بالنصر والسلامة"، بهذه الحفاوة يستقبل أهالي بلدة يونين البقاعية المحاذية جغرافياً لمعركة تحرير عرسال المجاهدين، وضيوفهم المارّين عبرها. عند المفترق الذي يفصل بين القرية والطريق الترابية المؤدية الى الجرود، مشهد لا يصنعة الا شعب لطلما عُرِف بأنه "أكرم وأشرف وأطهر الناس". شابات، نسوة وأطفال، تفرّغن لتوزيع الحلوى والمياه والعصائر، للمارين باتجاه أرض المعركة. "الله يحمي المقاومة والجيش"، عبارة يرددها الأهالي بعيون ملؤها الفخر والأمل برجال المقاومة.
استقبال العائدين من الجرود "بالأرزّ والزغاريد"
موقف الأهالي يعكس الالتفاف الشعبي حول المقاومة
لعل أكثر ما يميز طريق الجرود وعورتها وقساوتها. وأوّل ما يتبادر الى أذهان الواصلين الى المرتفعات المحررة من ارهابيي جبهة النصرة، هو حجم التضحيات والصعوبات التي يتخطاها المقاومون في سبيل تحقيق الانجاز. المشهد واحد من "ضهر الهوة" الى "القنزح" الى "القريّة"، وغيرها من المواقع المحررة: تلال ووديان ومساحات شاسعة، تمكّن مجاهدو المقاومة من تحريرها وفقاً لمساحة زمنية سريعة نسبياً.
احدى المراكز التي كان يستخدمها ارهابيو "النصرة" قبل الاندحار من "ضهر الهوة" في جرود عرسال
مصادر قيادية في المقاومة الاسلامية تشرح لـ"العهد"، تفاصيل المعركة وأهمية الانجاز. قبيل المواجهات كانت جبهة "النصرة" الارهابية تسيطر على مساحة 90 كلم مربع من جرود عرسال، وقد تمكّن مجاهدو المقاومة من دحر المسلحين منها خلال أيّام خمسة فقط. وهو ما يعدّ انجازاً بحد ذاته لما تتمتع به المنطقة من طبيعة جغرافية صعبة. فوفق المصادر الميدانية للمقاومة، كان المسلحون يسيطرون على التلال والمرتفعات، وهو ما يشكل عادة صعوبة على المهاجمين، لكن التخطيط الجيد والدقيق لقيادة المقاومة، سهّل المهمة، وحقق الانجاز.
رفع علم لبنان وراية المقاومة في موقع "القنزح" في جرود عرسال
مسلّحو "النصرة" الذين فرّ بعضهم باتجاه مراكز تنظيم "داعش"، وتخلّى البعض الآخر منهم عن سلاحه مندساً بين المدنيين في مخيمات النازحين السوريين، تكبّدوا خسائر فادحة خلال المواجهات. أكثر من 130 قتيلاً للارهابيين سقطوا أمام ضربات المقاومة خلال بضعة أيام. وفقاً لمصادر قيادية في المقاومة، فإن المجاهدين تمكّنوا من أسر أكثر من 20 جثّة للارهابيين، بعضها يعود لجنسيات عربيّة.
تحصينات ودشم لارهابيي جبهة "النصرة"
الارهابيون خلّفوا وراءهم غرف العمليات التي كانوا قد تحصنوا بداخلها للتخطيط لهجماتهم الارهابية ضد الداخل اللبناني. وداخل الغرف عثر مجاهدو المقاومة على أجهزة وخرائط وسلاح وذخيرة، كما أكّدت مصادر لـ"العهد" العثور في الجرود المحررة على سيارة أعدّت للتفخيخ من قبل الارهابيين، وقام المجاهدون بتفجيرها.
تحصينات ودشم لارهابيي جبهة "النصرة" في الجرود المحررة
انجاز دحر جبهة "النصرة" عن 90 كلم مربع من الأراضي اللبنانية في جرود عرسال، قدّم للبنان مستوى أعلى من الأمان، واستقراراً امنياً أكثر متانة، بعدما أبعد بنسبة كبيرة خطر مشاريع الارهابيين المخططة للداخل، من سيارات مفخخة وهجمات على الجيش اللبناني. ليبقى ارهابيو "داعش" في بقعة أخرى من الجرود، بين خيارين لا ثالث لهما، إما الانسحاب والتسليم، وإما القتل على يد شعب أتقن فنون الدفاع عن الأرض والوطن.